بحث

24 ديسمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : المافيات تعيد إنتاج مسلسل «البنزين المغشوش»

As-Safir Newspaper - كامل صالح : المافيات تعيد إنتاج مسلسل «البنزين المغشوش»
عاد مسلسل «البنزين المغشوش» إلى واجهة المشهد مجدداً، في ظل حكومة شبه عاجزة ومعطلة عن حماية مواطنيها، وبروز «مافيات» تخضع لحماية أطراف «كبيرة».
وبدأت تظهر أضرار عمليات الغش، بعد أن تعطلت العديد من السيارات، وتبين نتيجة الفحص أن السبب خلط البنزين بمواد نفطية وبتروكيميائية للإفادة من فارق الأسعار، والرسوم الجمركية.
ويوضح محمد بدر الدين (ميكانيكي سيارات) أنه يوميا ينظف «كربراتيرات» لأكثر من ثلاث سيارات، ويلحظ عند تنظيف خزانات الوقود «وجود رائحة غير طبيعية، فضلا عن ترسبات مياه أو مازوت أو كاز إضافة إلى مواد أخرى»، مشيرا إلى أن «البنزين المغشوش» يؤدي، إضافة إلى اتساخ «الكربراتير»، إلى استهلاك سريع لـ«البوجيات»، واهتراء خزان الوقود.
ويؤكد هذا الأمر ميكانيكي آخر (يعمل في أحد مراكز صيانة السيارات وتصليحها)، مفيدا أنه يومياً هناك أكثر من عشر سيارات معطلة، ويتبين نتيجة فحصها أن أعطالها بسبب بنزين مغشوش، ويلفت إلى أن مصدر هذا البنزين محطات غير معروفة، فيما تلك التي تتبع لشركات معروفة، فغالبا ما تكون نظيفة.
وكشفت مصادر لـ«السفير» عن حدوث عمليات خلط واسعة للبنزين، تقوم بها بعض المحطات في معظم المناطق، غير أن المعلومات عن طرق الغش تضاربت، فمنها من يشير إلى زيت «النفطا» الذي يستخدم أساسا مع التنر والبويا، وأخرى تشير إلى إضافة مادة «النفتالين» لرفع نسبة الأوكتان، ومعلومات تؤكد أن الخلط يتم مع الكاز أو المازوت.
وبعد أن نفى رئيس نقابة أصحاب محطات الوقود سامي براكس امتلاكه لمعلومات جديدة حول الغش، يوضح أنه رفع الصوت سابقا حول هذا الموضوع، ويدعو مصلحة حماية المستهلك لأن تقمع المخالفات.
انتظار نتائج التحليل
ويفيد مدير عام وزارة الاقتصاد ورئيس مديرية حماية المستهلك فؤاد فليفل أن الوزارة أخذت عينات من عشرات المحطات من كل لبنان، «وما زلنا ننتظر نتائج تحليل المختبر»، لافتا إلى أن هذا العمل يأتي ضمن العمل الدوري لمصلحة حماية المستهلك.
وقال: إنه عند تبين وجود بنزين غير مطابق للمواصفات، تحال محاضر المحطات المخالفة إلى القضاء ليتخذ الإجراء المناسب.
توحيد الأوكتان
ويعلق رئيس أصحاب شركات توزيع المحروقات بهيج أبو حمزة على الموضوع بالقول «من جانبنا لا نستطيع التدخل، فعملية التأكد من سلامة البنزين بعد خروجها من مستودعات الشركات، مسؤولية وزارة الاقتصاد»، مؤكدا «أنهم متضررون من هذا الموضوع».
ويبدي تساؤله عن الجدوى من خلط البنزين بزيت «النفطا»، حيث طن «النفطا» يبلغ نحو 855 دولارا أميركيا، وطن البنزين يصل إلى 825 دولارا في السوق العالمي، أي بفارق 30 دولارا.
في المقابل، يبلغ طن البنزين محليا، بعد ضرب سعر الصفيحة شاملا الضريبة بـ67 صفيحة، نحو 1500 دولار أميركي.
وعن مادة «النفتالين»، يوضح أبو حمزة أنها تنتج تفاعلا كيميائيا مع البنزين لرفع نسبة الأوكتان، غير أن مفعولها يزول بعد 24 ساعة.
ويخلص أبو حمزة للقول: إن الحل هو توحيد المادة، أي تصبح 97 أوكتانا، بدلا من 95 أو98 أوكتانا، وتعزيز المراقبة من قبل الجمارك ووزارة الاقتصاد، حيث هناك نحو 3 آلاف محطة وقود في لبنان، وفريق عمل الوزارة الحالي لا يمكنه تغطيتها جميعا.
«على عينك يا تاجر»
من جهته، يؤكد رئيس اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري عبد الأمير نجدة وجود «محطات تجلب مادة «النفطا» من حمص في سوريا، وهي 76 أوكتانا، وتخلطها بالبنزين 95 أوكتانا، ويضيفون إليها «النفتالين» لرفع العيار»، مشيرا إلى أن هذه «المحطات محمية من مافيات»، وفي حوزته «أسماء». كما يلفت إلى أن هناك ـ إضافة إلى خلط البنزين ـ وجود تلاعب في الصفيحة، حيث يصل بعضها إلى 17 ليترا بدلا من 20 ليترا، و«على عينك يا تاجر».
ويلحظ وجود مستوردين جدد لمادتي التنر والنفطا اللتين يتم خلط البنزين بهما، و«هذه المواد لا تستورد لاستخدامها في الصناعة فقط، بل للغش أيضا».
وبعد أن يشير إلى الأضرار الجسيمة التي تلحق بمحركات السيارات نتيجة الغش، يسأل: «ماذا نستطيع أن نفعل، سوى أن ندعو السائقين لعدم تعبئتهم الوقود من محطات معينة؟».
أما المطلوب بحسب نجدة، فهو «أن تتحرك الدولة عبر أجهزتها لحماية المستهلك من الغش المتفشي، وقمع المخالفات، ورفع الغطاء عن المافيات، بدلا من الاكتفاء بزيادة الضرائب، وإلهائها الناس مرة بـ«المحكمة،» ومرة أخرى بـ«شهود الزور»».
وفيما يحذر من هذا «الخمول» القاتل للتفاعل مع الحركات المطلبية والمعيشية، في مقابل الغليان والحشود وراء المطالب الطائفية والمذهبية الضيقة، يشير إلى أن النقابة ستدعو قريبا جدا إلى اجتماع طارئ لقطاع النقل لدرس موضوع ارتفاع أسعار البنزين، وعلى رأس جدول أعماله: «المطالبة بإعطائنا بنزينا مدعوما حتى لا نرفع سعر تعرفة النقل».

As-Safir Newspaper - : الحويك: بندورة غير صالحة للأكل في السوق

تباع في أسواق الخضار والسوبر ماركت بندورة غير مستوفية لأدنى شروط المواصفات الصحية، حيث يحتوي معظمها على شوائب من اهتراء واتساخ وتشققات ووحل وآثار أدوية.
ويوضح رئيس جمعية المزارعين أنطوان الحويك لـ«السفير» أن «هذه البندورة المستوردة من الأردن وسوريا معظمها غير صالح للأكل، ويمنع دخولها إلى أي سوق في العالم، بل ممنوع أن تمر من دولة إلى دولة، وعلى الرغم من ذلك نجدها منتشرة في السوق اللبنانية».
ويلفت إلى أن «هذه البندورة الموجودة في صناديق خشب، وتزن بين 5 و6 كيلوغرامات، فيها فروقات حادة في الحجم، إذ حبة قطرها 3 سم، وأخرى 10 سم، فيما القانون يسمح بفرق 1 سم كحد أقصى بين الحبة والأخرى».
ويسأل الحويك: كيف سمح «الحجر الصحي الزراعي» بدخولها إلى السوق، وهي بهذه الحالة من السوء مما يضر بصحة المواطن؟ موضحا أن اتفاقية التيسير العربية، التي تسمح بحرية التبادل التجاري بين الدول العربية، لا تعني التخلي عن دور الرقابة والالتزام بالمواصفات الصحية.
من جهة أخرى، طالب الحويك وزارة المالية بأن تدفع المستحقات للمزارعين من ثمن القمح المستلم والدعم المقرر من الحكومة ووزارة الاقتصاد، «فالمزارعون يريدون أن يزرعوا، ويقفلون حساباتهم في نهاية السنة»، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي عقد يقضي بأن يقبض المزارعون ما تيسر من مستحقاتهم، وإذا تغير القرار يدفع لهم الفرق.

15 ديسمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : الزراعـة اللبنانيـة تواجـه وحيـدة العواصـف.. والمجهـول

فيما أهل السياسة ما زالوا مختلفين حول «جنس الملائكة»
الزراعـة اللبنانيـة تواجـه وحيـدة العواصـف.. والمجهـول
الحويـك: لإقـرار الضمـان الزراعـي حتـى «نحـلّ» عـن الدولـة

لم يكد المزارع اللبناني ينتهي من إحصاء أضراره وخسائره نتيجة شح الأمطار الذي امتد إلى بدايات الشهر الحالي، حتى عاد مجددا ليحصي خسائره نتيجة العاصفة التي بدأت من ليل الجمعة الماضي حتى فجر أمس.
ويبقى السؤال الغصة: إلى متى يمكن التحمّل، والصمود في ظل حكومة ما زالت تختلف حول جنس الملائكة؟
خليل (مزارع) يحاول أن يحبس دمعه، بعدما انحنى إلى الأرض ليلتقط ما تبقى من شجرة موز كان يخصها بعنايتها: «المحصول طار.. كيف أستطيع الآن تأمين معيشة عائلتي؟».

تضرر كروم العنب في البقاع الأوسط

ويشاركه حسن في الهم، حيث ضمن أحد البساتين في منطقته، غير أن معظم ما زرعه ضربته العاصفة، فيتنهد راسما ابتسامة ساخرة: «كنّا خائفين من الشح على الزرع، والآن أصبحنا خائفين على غدنا، وخبزنا، وتعليم أولادنا، بعد الذي حصل.. ماذا نفعل؟ لمن نصرخ؟».
3 قطاعات و260 ألفاً
يتوزع المستفيدون من القطاع الزراعي في لبنان، إلى ثلاثة قطاعات: مزارعون ملاكون (أي لهم حيازات زراعية) 195 ألفا، وضامنو أراض 40 ألفا، وعمال لبنانيون 25 ألفا، أي ما مجموعهم 260 ألفا، وهؤلاء كما يوضح رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك لـ»السفير»، لهم إيرادات مباشرة من القطاع الزراعي.
لكن هذه القطاعات، بدأت تواجه مشكلة حقيقية في الاستمرار نتيجة عوامل مختلفة، منها تأثيرات المناخ. وبحسب الإحصاءات الأولية فإن أضرار العاصفة أدت إلى أضرار كبيرة في الحمضيات، وتراوحت النسب بين 20 و40 في المئة في الجنوب وسهل عكار، نتيجة تساقط حبات البرد، حيث تساقطت محاصيل الأبو صرة والأفندي، والكلمنتين، والبرتقال البلدي واليافاوي، تحت الأشجار بشكل كبير.
أما في بساتين الموز وكما يوضح الحويك، فاختلفت النسب من بستان إلى آخر، إذ تراوحت بين 30 و50 في المئة، وصولا إلى 100 في المئة في بعضها.
ويؤكد وقوع هذه الخسائر الفادحة أيضا، رئيس تجمع المزارعين في الجنوب هاني صفي الدين لـ»السفير»، حيث أشار إلى أن الرياح اقتلعت أشجار الموز في معظم البساتين الواقعة جنوب صور وشمالها، واصفا ما جرى بالكارثة على المالكين والضامنين وجميع العاملين في القطاع. وفيما يعلق صفي الدين قائلا «استبشرنا خيرا بهطول المطر، وهو ما كنا ننتظره بفارغ الصبر، إلا أننا نتحدث اليوم، عن خسائر لحقت بنا نتيجة هذه العاصفة، وهو ما يعجز المزارعون عن تحمله»، مشيرا إلى «أن أكثر من 1500 عائلة تعتاش من القطاع في منطقة صور».
كروم وتشحيل وخيم
أما بقاعا، فبرزت الخسائر في كروم العنب، حيث وصلت إلى 40 في المئة، فضلا عن الخسائر التي طالت مزارع الدواجن.
ويوضح الحويك أن تضرر العنب جاء نتيجة عدم التشحيل، حيث استمع المزارعون إلى دعوات المعنيين في القطاع لعدم التشحيل نتيجة شح الأمطار، لكن عند سقوط الثلوج تكسرت معظم الدوالي، لافتا إلى أن التشحيل أو عدمه سيف ذو حدين، وفي الحالتين جاءت الخسارة على المزارع.
وسببت الأمطار الغزيرة والعواصف أضرارا جسيمة على الخيم البلاستيكية لا سيما في الزهراني، كما غمرت مياه السيول البساتين وأتلفت مزروعاتها.
ويلفت الحويك إلى «وقوع كارثة حقيقة في خيم البلاستيك في المناطق كافة، وخصوصا في العدوسية في الجنوب، التي تزود معظم المناطق بالزهور، إذ بلغت نسبة خسائرها 40 في المئة».
أما في منطقة عكار، فتخطت نسبة خسائر أصحاب البيوت الزراعية البلاستيكية الـ 50 في المئة، وهي تنتج: الخيار، البندورة، اللوبياء، الباذنجان، الكوسا. كذلك الأمر في البقاع والبترون، حيث تضررت خيم النايلون التي شلعتها الرياح.
كارثة الطقس أم المسؤولين؟
وفيما ارتفعت الأصوات المطالبة الحكومة والمعنيين التدخل العاجل لمعالجة ما خلفته العاصفة من أضرار على المزارعين، يتساءل الحويك إلى متى سيبقى المزارع يلملم خسائره المتتالية، مرة نتيجة شح الأمطار، وأخرى نتيجة العواصف، معتبرا أن «كارثتنا الحقيقية من المسؤولين وليس من الطقس، إذ في كل سنة تقع المشكلة، من دون إيجاد السبل لتلافيها».
وعن الحل برأيه، يتمنى من رئيس مجلس النواب نبيه بري «تحويل اقتراح قانون إنشاء المؤسسة العامة للضمان الزراعي من الكوارث إلى اللجان النيابية المشتركة، ثم إلى الهيئة العامة لإقراره، ويؤسس ليأخذ على عاتقه تأمين أرزاق المزارعين والصيادين والتعويض عليهم عند تعرضهم للأضرار»، مشيرا إلى «أن لجنتي الزراعة والإدارة والعدل النيابيتين ناقشتا اقتراح القانون وأقرتاه في كانون الثاني من العام 2005، وهو لا يزال مجمدا منذ ذلك التاريخ دون معرفة الأسباب، مع العلم أن الصندوق أصبح حاجة ملحة نظرا للتغييرات المناخية التي زادت من تعرض المزارعين إلى الكوارث وزيادة نسبة الأضرار، وزيادة المخاطر في القطاع الزراعي»، معتبرا أنه في حال إقراره يشكل ضمانا للمزارع وللقمة عيشه، ويمكن ساعتئذ أن «يحلّ عن مطالبة الدولة التي نادرا ما تعوض عليه».
كما دعا رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين، الحكومة إلى «اتخاذ القرار بتكليف الهيئة العليا للإغاثة الطلب من الجيش اللبناني الكشف على أضرار العاصفة الأخيرة في ما يخص أضرار المزارعين والصيادين ليتم تعويضهم بأسرع وقت ممكن»، موضحا أن «كشف الجيش على الأضرار يمنع التدخلات والمحسوبيات». كما تمنى على رئيس الجمهورية «طرح موضوع التعويضات من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء ليتم مناقشته وإقراره».
وفي سياق متصل، دعت هيئة قضاء زحلة في «التيار الوطني الحر»، الهيئة العليا للإغاثة والوزارات وأجهزة الدولة المعنية كافة إلى التعويض سريعا على المزارعين المتضررين في قضاء زحلة، بعدما أتت العاصفة الثلجية على مساحات واسعة من عرائش العنب والبيوت البلاستيكية في الفرزل وأبلح والكرك وسهل زحلة. وشددت على «المبادرة السريعة إلى الكشف عن الأضرار الجسيمة وإحصائها، وعدم الاكتفاء بالبكاء على الأطلال». وأعلنت عن وضع «كل إمكاناتها وقدراتها في تصرف المزارعين لملاحقة الموضوع حتى النهاية من أجل الوصول إلى نتائج ملموسة».

11 ديسمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : 7,5 مـلايين دولار لإمـداد صـور وقراهـا مـن ينابيـع القاسميـة

السد المتحرك ومبنى محطة الضخ
As-Safir Newspaper - كامل صالح : 7,5 مـلايين دولار لإمـداد صـور وقراهـا مـن ينابيـع القاسميـة
في أواخر العام 2008، عرض المدير العام لمصلحة الليطاني على المسؤولين، مسودة مشروع «إمداد مدينة صور والقرى الساحلية بمياه الشفة من ينابيع القاسمية في عين أبو عبد الله» الذي أعده الدكتور حسين رمال (مهندس الزراعي ودكتور في اقتصاد التنمية، ورئيس مصلحة سابق في مصلحة الليطاني)، وأخذ علما آنذاك، بأن خطوط المشروع العريضة عرضت على مرجع سياسي كبير، فأبدى موافقته المبدئية، على أمل متابعته، والبحث عن مصادر تمويل، وإلى الآن بقي المشروع طي الأدراج.
تبرز أهمية مشروع رمّال، بفصل صور والقرى الساحلية والمخيمات عن الشبكات الحالية، وربطها بشبكة جديدة تجر المياه من ينابيع القاسمية، التي تؤمن بسهولة حاجاتها لمياه الشفة، وقدرت بنحو 9 ملايين متر مكعب في السنة، يستفيد منها نحو 180 ألف شخص في صور و13 قرية وبلدة، إضافة إلى سكان المخيمات الفلسطينية.
قلة الأكلاف
يرى الدكتور رمّال عبر حديثه لـ»السفير» أن مصلحة الليطاني قادرة على تمويل المشروع ذاتيا، «نظرًا لقلة أكلافه، خصوصا أن منشآته الرأسية قائمة على مصدر المياه»، وتقدر بنحو 7 ملايين وخمسمئة ألف دولار، موزعة على الشكل التالي: أكلاف المنشآت الميكانيكية والكهربائية مليون وخمسمئة ألف دولار، أكلاف أشغال الهندسة المدنية خمسة ملايين ومئتان وخمسون ألفا، غير منظور (10 في المئة) سبعمئة وخمسون ألفا.
أما عن المنافع الناتجة عن تنفيذ المشروع، فيمكن تلمسها ـ كما يوضح رمّال ـ على أصعدة عدة، فعلى الصعيد الاقتصادي المالي، فإنه من خلال الفارق الكبير بين أكلاف الضخ من مصدري المياه (آبار وادي جيلو وينابيع عين أبو عبد الله)، إضافة إلى ما تحققه مصلحة مياه صور من سد العجز الحاصل لديها في حاجات مياه الشفة، وزيادة حصة الفرد اليومية من حوالى 33 مترا مكعبا في السنة حاليا إلى نحو 50 مترا مكعبا في السنة، فضلا عن المكاسب المادية التي يحققها من جباية الرسوم من المشتركين.
ولا تقل المنافع العائدة لمصلحة الليطاني من جراء تنفيذ المشروع، وأهمها إلى جانب المكسب المالي، الحد من هدر المياه باتجاه البحر، وتشغيل المنشآت القائمة بحيث تعمل بأكثر من 60 في المئة من طاقتها على الأقل.
كما يعتبر تنفيذ المشروع المقدم من الناحية السياسية، كما يقول رمّال، ردّا مباشرا على ادعاء إسرائيل أن مياه الليطاني تذهب هدرا باتجاه البحر، وتاريخيا يعيد للذاكرة توفر مصدر ثابت وآمن للمياه لصور ومحيطها، ومن ينابيع القاسمية تحديدا، الصورة التاريخية لمصدري المياه بغية تأمين حاجات المدينة وسهولها من المياه، وهما: المصدر الجنوبي: برك رأس العين والرشيدية، والمصدر الشمالي: مياه القاسمية، حيث يلتقي المصدران عند مفترق قانا شرقي المدينة، ناهيك بما يؤمن المصدر الجديد للمياه من تعزيز للقطاع السياحي في مدينة صور التاريخية العريقة.

نظام تغذية
المشروع الذي يتضمن مدخلا تاريخيا لنظام تغذية صور وضواحيها بالمياه عبر التاريخ، يقوم على ضخ المياه من ينابيع القاسمية الواقعة في منطقة عين أبو عبد الله باتجاه المنطقة المطلوب تزويدها بالمياه، وتبلغ طاقة الينابيع نحو 2,5 متر مكعب في الثانية، ونحو 1 متر مكعب في الثانية في فترات الشحائح، وقد أقامت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني منشآت ضخ لاستغلال جزء منها لري سهل صور خلال موسم الري الذي يمتد من أواسط أيار حتى أواسط شهر تشرين الثاني من كل عام. ولا بد من الإشارة هنا، إلى أن هذه الكمية الهائلة من المياه تذهب إلى البحر طيلة فصلي الشتاء والربيع، وخلال ساعات الليل التي تتوقف فيها المحطة عن الضخ خلال موسم الري.
من هنا، طورت مصلحة الليطاني منشآت الضخ، خصوصا في مطلع العام 2000، حيث اكتملت المحطة، وأصبحت تحتوي على سد تجميعي متحرك، مكوّن من تسع بوابات تفتح وتغلق أوتوماتيكيا، ومحطة ضخ قديمة (محطة المهندس نزار عاصي) مكوّنة من 5 مجموعات طاقة الواحدة منها تبلغ 480 ليترا في الثانية، وتصل قدرة المجموعات الخمس في حال تشغيلها إلى 2400 ليتر في الثانية. وتعمل المحطة حاليا لفترة 10 إلى 12 ساعة في اليوم، وخارج فترات التشغيل تذهب المياه المجمعة في السد إلى البحر.
ويفيد رمّال أنه بعد حرب تموز التي دمّرت جزءا واسعا من المنشآت، أعادت المصلحة تأهيل ما تدمر، وأضافت إليها محطة ثانية مكوّنة من ثلاث مجموعات ضخ طاقة الواحدة منها 500 ليتر في الثانية. وخزان التوازن وتبلغ سعته 5 آلاف متر مكعب، ويقع عند مدخل نفق صور على المنسوب 23 مترا عن سطح البحر.
وتحتوي المحطة على مجموعة توليد بطاقة 1200 كيلوفولت، تشغل عند انقطاع التيار الكهربائي. ويلفت إلى أن هذا العرض يبين أن المنشآت الرأسية للمشروع المقترح قائمة وطاقتها تكفي لتغطية حاجات الري ومياه الشفة.

المنشآت الجديدة
أما المنشآت الجديدة المطلوب إدخالها على المشروع الجديد، فهي تقتصر على الناقل الرئيس للمياه الذي يمتد من خزان التوازن عند مدخل النفق إلى خزان التجميع في أعلى البرج الشمالي على المنسوب 20 مترا من سطح البحر، وطول القسطل الناقل 10 كلم وقطره 40 سم، ويمكن تمريره في حرم قناة صور، ولا يحتاج إنشاؤه إلى استملاكات جديدة، إضافة إلى خزان للتجميع في البرج الشمالي سعته نحو 3 آلاف متر مكعب، والتجميع عبارة عن بحيرة صغيرة، يضاف إلى المنشآت التوصيلات والفلاتر والسكورة، ومحطة لتكرير المياه عند أسفل الخزان، وقساطل التوزيع التي تربط بين المحطة وشبكات مياه الشفة القائمة حاليا في المنطق. ويعمل المشروع على نظامين خارج موسم الري وخلاله، وبذلك تتمكن مصلحة مياه صور أن تغطي العجز الحالي، وتحقق من عمليات سحب المياه من المصادر (برك رأس العين وآبار وادي جيلو) وفرا في الأكلاف. يشار إلى أن مياه ينابيع عين أبو عبد الله الواقعة في الحوض السفلي لنهر الليطاني (بين مصبه في القاسمية والسد التحويلي في الزرارية) من اصفى وأنقى المياه المتفجرة من الينابيع السطحية على الخريطة المائية للبنان، وهي بعيدة نسبيا عن التجمعات البشرية.

6 ديسمبر 2010

شباب السفير - كامل صالح: كأنها متعة أخرى

جمرة صغيرة واقعة من النرجيلة تدوسها، لا تشعر بها بدايةً، ثم تشعر أن شيئًا ما يخترق قدمك.
تنتبه تحاول أن تبعدها بإصبعك فتحترق أيضا.
تجلس كعربي يعبره التاريخ، وبيل غيتس، واتفاقية الغات، ومنظمة التجارة العالمية.
تلوك شيئا أخضر تكتنزه في فمك كخلاص أخير.
تستمع إلى إيقاعات كنت لا تطيق سماعها. وبكرم أصيل، يمدّك الأصحاب بالأغصان الخضراء النقيّة كالقلوب التي تقدمها.
وتلوك.. وتلوك، وتمتص أيامك بارتباك مدهش.
العرق ينزّ منك بهدوء غير مقزز، تمتص سيجارتك كأنها متعة أخرى.. كذلك الشاي الخارج من رحلة الغليان الذي يشبهك.
من أين تأتي الثورات؟
كيف تصاغ الحروب؟
أسئلة تطرحها وتضحك... لا داعي لشيء الآن سوى الانتباه لما ينساب من "الأخضر" إلى داخل روحك.
ثمة حاجة مطلقة إلى الاسترخاء.. إلى نفس لم تأخذه طوال نهارات سابقة.
ثمة حاجة لأن تتأمل.. تتمايل قليلا مع الإيقاعات، تنتبه إلى نواح المطرب، وولعه بحبيبة هجرته صباحا.
هو يجلس كرجل خسر الدنيا ويندب حظه...تتحدث بطلاقة ثم تلتفت إلى الجالس جنبك، تقول:
ثمة قاعدة شرعية: الضرورات تبيح المحظورات، وحياتنا كلها "ضرورات".
تضحك.. تقوم.
تحاول أن تنتعل ما تبقى من ليلك، وتجلس لتكتب ما كتبته.. وتسأل: هل ما زال النهار بعيدا؟

5 ديسمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : وزراء ونواب يجمعون على نداء الاقتصاديين ويختلفون حول الأولويات

كامل صالح
بدا نداء الهيئات الاقتصادية، وما حذرت منه جمعية مصارف لبنان، واتحادات النقابات السياحية والفنادق والمطاعم عبر «السفير» أخيرا، صرخة استغاثة لإنقاذ الواقع الاقتصادي، الذي لم يعد بإمكانه المقاومة والاستمرار في ظل تشنج الخطاب السياسي وحدّته، ما ينعكس سلبا على حركة الاستثمار والسياحة، وتراجعا في حركة الودائع والتحويلات والرساميل، خصوصا أن استمرار الأمور على ما هي عليه، والبلاد على أبواب فترة أعياد يمكن أن تكون متنفسا للعديد من القطاعات، سيزيد من تفاقم الوضع، ويحمل البلد أعباء جديدة تثقل كاهل الاقتصاد والوضع الاجتماعي، وتاليا تزيد في هموم المواطنين والبحث عن لقمة عيشهم.
وإذا كان الطلب من الطبقة السياسية أن تهدأ لتمرير مواسم الأعياد على خير، فإن طموح اللبناني عامة، أن يعمّ الخطاب الموضوعي والبنّاء على مدار السنة، ولا يرتبط بموسم أو مناسبة، حيث لا يبقى البلد رهينة لهذا الاختلاف في ظل حكومة كان في صلب بيانها الوزاري هموم الناس.
لكن، هل بإمكان اللبنانيين أن يحلموا بذلك؟ وأن تكون قيادات البلد قدوة لهم في الحوار واللغة المتزنة، والحكمة في مقاربة القضايا كافة، لا سيما المصيرية منها؟ أسئلة تبقى الإجابة عنها برسم القوى السياسية التي عليها أن تعي أن استمرار الأزمة، وعدم إيجاد حلول لها، ينعكس حتما جمودا ليس في الحركة الاقتصادية وحسب، بل على البلد ومصيره.
«السفير» طرحت السؤال على عدد من الوزراء والنواب: ما مدى إمكانية التجاوب مع نداء الهيئات الاقتصادية بخصوص تهدئة الخطاب السياسي عشية الأعياد، لا سيما أن استمرار الأزمة ينتج واقعا سلبيا وجمودا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياحي والمعيشي؟
وبدا لافتا أن الردود كلها جاءت مؤيدة لنداء الهيئات الاقتصادية، بل دعت إلى تعميم الخطاب الهادئ في كل الأوقات، إلا أنها تباينت في تحديد الأولويات لمعالجة الأزمة الراهنة، وتجنيب الاقتصاد المزيد من الخسائر، ففيما شكل فك الارتباط بين المحكمة الدولية عن الوضع الحكومي الأولوية لدى البعض، رأى البعض الآخر أن الأولوية تكمن في «تسوية وطنية شاملة»، كذلك في معالجة جذرية ومسؤولة للمسائل الخلافية. فإلى التفاصيل:
كنعان: الأولويات الوطنية
يشدد النائب إبراهيم كنعان على ضرورة ألا يدفع الاقتصاد الوطني ثمن الاختلاف في الأمور السياسية، مبدياً تفهمه لنداء الهيئات الاقتصادية، والسعي إلى التجاوب معه، مشيرا إلى مدى حساسية كتلة الإصلاح والتغيير تجاه الواقع المعيشي للمواطنين، إن كان عبر ممارستها في مجلس النواب أو تعاطيها في الحكومة.
إلا أن كنعان، يرى أنه إضافة إلى أهمية الإحساس بوطأة الواقع الاقتصادي، ضروري العمل جديا للمعالجة الجذرية والمسؤولة للمسائل الخلافية، موضحا أن عامل الاستقرار أهم من العامل السياسي في ذهن المراقب والسائح والاقتصادي، وتاليا هذا الاستقرار يجب الحفاظ عليه بمعزل عن خلافاتنا السياسية، وهي إجمالا طبيعية في بلد ديموقراطي، لكن المستغرب وغير المفهوم، هو غياب التفاهم على الأولويات الوطنية.
أوغسابيان: فك الارتباط
بدوره، يبدي الوزير جان أوغاسابيان تفهمه لنداء الهيئات الاقتصادية، وتأييده لمضمونه، داعيا القوى السياسة كافة للتعاطي معه بجدية، والاهتمام بتسيير شؤون الناس ومصالحهم، متمنيا «وجود خطاب هادئ عشية الأعياد».
وللخروج من هذا الوضع المتأزم على الصعد كافة، يقترح فك ارتباط المحكمة الدولية عن الوضع الحكومي المجمّد، «لأن لبنان يراوح في أزمة حكم حذرة للغاية».
ويثني أوغاسابيان على جهود رئيس الجمهورية والمشاورات التي أطلقها بهدف تمتين الساحة الداخلية، والخروج من شلل المؤسسات، وإيجاد مخارج وتفاهمات تسمح باستئناف اجتماعات هيئة الحوار الوطني، وإمكانية إعادة الحركة والانتعاش إلى مجلس الوزراء، وأن تصل إلى نتائج تصبّ في مصلحة البلد.
بزي: بعيداً عن «الفتوة»
ولم يكن النائب علي بزي بعيدا عن أجواء نداء الهيئات الاقتصادية، مؤكدا أن الخطاب السياسي بمضمونه ونبرته يؤثر على مجمل الأوضاع في البلد. ويعتبر أن خطاب كتلة التنمية والتحرير هادئ وموضوعي، لافتا إلى أهمية عدم حصر التهدئة بفترة الأعياد، بل يجب أن تنسحب على كل الأوقات والأزمنة، مشيرا إلى مدى حاجة المواطنين إلى خطاب عقلاني يبدد قلقهم وخوفهم، بعيدا عن النشاز والصراخ و«الفتوة» الذي يؤثر على الأعصاب والسمع.
ويقول: «نحن أحوج ما نكون في هذه اللحظة، إلى الإقلال من السجالات الإعلامية»، معربا عن اعتقاده أن العمل بصمت لتكثيف الجهود والقدرات، أفضل بكثير من الخطابات التي لا مكان لها، وتفاقم من الأزمة بدلا من تجاوزها.
ويأمل بزي عشية الأعياد تعميم خطاب سياسي هادئ، عنوانه لغة تجمع وتوحد لا لغة تبعد وتفرق، «فهذه اللغة يجب أن يتبناها الجميع، وهي كفيلة بتعزيز المصالح الوطنية للبلاد والعباد».
أبو فاعور: تسوية وطنية
أما الوزير وائل أبو فاعور فيؤكد أن «صرخة الهيئات الاقتصادية يجب أن تلقى الآذان الصاغية من كل القوى السياسية». ويلحظ أن النداء لا يعبر عن مصالح اقتصادية لقلة من الناس، بل يعبر عن كل الناس، مشيرا إلى أنه «من جهتنا كلقاء ديموقراطي سواء في مجلس الوزراء أو عبر الخطاب السياسي عامة، ندعو إلى تسوية وطنية شاملة، لا الاقتصار على هدنة سياسية».
وينتظر أبو فاعور أن تثمر الجهود العربية، وجهود رئيس الجمهورية حلولا وتسوية تساهم بمعالجة الأزمة، وتاليا تنعكس إيجابا على الصعيد الوطني والحركة الاقتصادية، والواقع المعيشي للمواطنين.
السيد حسين: الطبقى الوسطى
من جانبه، يطرح الوزير عدنان السيد حسين في مستهل حديثه سؤالا: وبعد موسم الأعياد، هل المطلوب أن نعود إلى الخطاب المتشنج؟
وإذ يبرز أهمية الاستقرار لبناء الدولة والتنمية، يسلط الضوء على موازنة 2010 و2011، وضرورة إنجازها في أسرع وقت ممكن، «لأن هناك إنفاقا مرتبطا بإقرار الموازنة في كثير من القطاعات».
ويراهن السيد حسين على إعادة الاعتبار إلى الطبقة الوسطى كما طالب البيان الوزاري، لافتا إلى أن «هذه مسؤولية الحكومة ومجلس النواب معا، كما على القطاعات الاقتصادية التنبه لهذه الطبقة، وأهمية دورها في تنمية الحراك الاقتصادي».
وفيما يؤكد تأييده للتهدئة «على طول الخط»، وعدم اقتصارها على أهداف اقتصادية آنية، يحمل في الوقت نفسه، الإعلام جانبا من مسؤولية التشنج، منتقدا «إعلام الغرائز والإثارة المذهبية والشحن الطائفي»، مشددا على أن المطلوب إعلام العقل والالتزام بالموضوعية والوطنية، وتحمّل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة مسؤولياتها الوطنية في هذا الظرف، والابتعاد عن نشر أو إذاعة كل ما يسيء إلى الاستقرار، ويؤدي إلى موجة من القلق أو الفتنة.
ويطلق السيد حسين نداء إلى القوى السياسية كافة: «رئيس الجمهورية يطرح سياسة توافقية، فلا تعارضوها، لأن البديل من ذلك، الانقسام وخراب البلد».

1 ديسمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : الحاج حسن لـ«السفير»: خطة زراعية استراتيجية لمواجهة تغير المناخ

كامل صالح
لم ينكر وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن وجود مشكلة في قطاع الزراعة نتيجة عوامل عدة، ومنها أخيرا انحباس المطر. إلا أن الوزارة، وكما قال الوزير لـ«السفير» وضعت خطة استراتيجية للمرحلة المقبلة، لمواجهة التغييرات المناخية، ودعما للقطاع الزراعي وبنيته التحتية، حيث بدأنا بتنفيذ 6 بحيرات، كما رصدت الوزارة للبرك المائية نحو 27 مليون دولار، وتم حاليا تلزيم تنفيذ 3 برك جبلية، وإذا ما أضيفت إليها التمويلات الأخرى من المنظمات الدولية، ومكاتب التعاون، فمن المفترض إنشاء نحو 130 بركة في السنوات الست المقبلة، مفيدا أن العمل ينصب على مشروع جديد من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) لمكافحة التصحر.
وفيما أبرز الحاج حسن سعي الوزارة بالتعاون مع المزارعين لتغيير نمط بعض الزراعات، والتركيز تحديدا على تلك المقاومة للجفاف ولا تستهلك الكثير من المياه، شدد على ضرورة أن تعتمد الحكومة تمويل إنشاء السدود والبحيرات بعد موافقتها المبدئية على ذلك، معتبرا أن أضرار الأزمة كانت لتكون أقل وطأة لو تم ذلك في وقت أبكر.
تراجع في المحاصيل الزراعية في البقاع
ورغم اعتراف الحاج حسن بالصعوبة في معالجة الوضع الآن في ظل شح الأمطار، أكد أن الوزارة تسعى جاهدة للنهوض بالقطاع الزراعي، الذي أهمل لسنوات، ونحتاج لوقت طويل لتصحيح المسار الذي سلكه هذا القطاع، موضحا أن استراتيجية الوزارة تعمل على أساس مضاعفة الإنتاج الزراعي، ليس بقصد التسويق بل لتحقيق الأمن الغذائي للناس، وتوفير المنتجات التي تشبع حاجته من الغذاء، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل خيالي في ظل الاتجاهات الزراعية والاقتصاد العالمي، والتغيرات المناخية والطبيعية، لافتا إلى أننا نتجه في ظل التغيرات المناخية إلى حالة التصحر نتيجة تلقينا نتائج التلوث العالمي، وهذا الأمر له آثاره ونتائجه كما له وسائل مواجهته، وهو ليس قدراً نستسلم له.
أما مواجهة التصحر، فتكون، بحسب ما أوضح الحاج الحسن، من خلال حصاد المياه وتجميعها، واستخدام أساليب الري الرشيدة، وإخراج المزارعين من ري الجر، وهي تؤدي إلى إنبات الحشائش التي يستخدم المزارعون المواد الكيميائية في معالجتها، ما يؤدي إلى زيادة الأكلاف، فيما هناك طرق حديثة للري توفر في استهلاك المياه، وتكافح ظهور الحشائش والأعشاب، إضافة إلى ذلك، الأصناف التي يجب أن تزرع، والتي تحتاج إلى ري أقل، وتكافح الجفاف.
ووضعت وزارة الزارعة خطة شاملة للسنوات المقبلة تتمثل، إضافة إلى إنشاء البرك في المناطق الزراعية كافة، بتحديث الواقع التشريعي للزراعة، ودعم مشاريع التعاونيات بـ 50 في المئة من الكلفة عبر مساهمة عينية، ودعم القمح القومي والشعير للمرة الأولى، حيث تشجع الوزارة المزارعين على اعتماده لأنه أوفر بالكلفة والمياه والأمراض الزراعية وأربح من القمح.
كما سينتقل دعم البرنامج التنفيذي لمشروع تطوير قطاع زراعة الحبوب إلى زراعات أخرى، وفق خطة شاملة، فضلا عن ذلك هناك سعي حثيث لإنشاء مؤسسة رسمية تعنى دائما بمختلف قطاعات الزراعة، ولإيجاد إطارها القانوني الدائم عبر قرار سيصدر من مجلس الوزراء لاحقا.
وفي مجال التوظيف الذي غاب لسنوات طويلة عن الوزارة، دخل وسيدخل إلى الوزارة 470 بين مهندس زراعي وطبيب بيطري وكيميائي وبيوكيميائي ومساعد فني زراعي ومساعد فني بيطري.
وفيما كان العمل في العام 2010 لترميم وضع الوزارة الداخلي، ففي العام 2011، سيكون هدفها الأمن الغذائي، من خلال العمل على زيادة الإنتاج وصولا إلى إنتاج نصف احتياجاتنا، حتى لا نبقى معتمدين على الاستيراد ولا نتعرض لخضات.
ومن العناوين التي ترفعها الوزارة أيضا في هذا السياق، تنشيط الزراعة، وطي صفحة نظرية «عدم الحاجة للزراعة»، التي زادت من فقر المزارعين، ولم تجد حلولا لهم، ولم تستطع إيجاد فرص عمل لهم، وبدأت المعالجة الجذرية عبر بنية الزراعة ومنها الإرشاد من خلال 26 مركزا، كما سيصار إلى تأمين الدعم المباشر للمزارعين.
وتتعاون الوزارة مع البلديات، ونقابات وتجار الجملة في الأسواق للعمل على تنظيم أسواق الجملة، كما لن يكون بمقدور المزارع في المستقبل إخراج إنتاجه من الحقل، إلا إذا كان منتجاً وفق الممارسات الزراعية الصحيحة.

30 نوفمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : انحباس المطر اقتصادياً: تراجع السياحة الشتوية 80 % والزراعة 60 %

كامل صالح
لا يكاد اللبناني يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى أقسى، كأن لا تكفيه همومه المعيشية، وهرولته اليومية وراء لقمة عيشه، وسد حاجيات أسرته وعائلته.
ففيما ضرب المناخ السياسي المتشنج القطاع السياحي منذ الصيف، حيث الأضرار الجسيمة بدأت تظهر جلية من ناحية التراجع الحاد في مختلف القطاعات، وتنذر بكارثة اقتصادية حقيقية، لا سيما ونحن على أبواب الأعياد، فرض شحّ المطر ومتساقطات الثلوج نفسه على المشهد الكارثي، إن كان لناحية السياحة الشتوية أو لناحية الانتاج الزراعي.
ورغم الدعوة إلى ضرورة التأقلم مع تغيرات المناخ التي لا يمكن معها فعل شيء على الأرض، يبرز الإرباك الملحوظ من قبل المعنيين في هذا الشأن، حيث ترتفع الأصوات المنذرة بالخراب والكارثة من دون رسم خطة طوارئ تقي الناس من تبعات الكارثة، وهي كما تشير المصادر المتابعة للموضوع، مقبلة على مزيد من التدهور.
فهل من يسمع ناقوس الخطر الذي بدأت تقرعه القطاعات والجمعيات الزراعية والسياحية؟
وهل من يطمئن الناس الى أن الدولة تعمل ليلا نهارا لمساعدتهم على تخطي الأزمة، وتعدهم بأمل قريب لا باليأس الذي بات صناعة لبنانية بامتياز؟
لا يمكن أن ننتظر الجواب، فقد اعتاد اللبنانيون على الهمّ ولملمة جراحاتهم بأنفسهم، حتى كادت الصرخة لا معنى لها في ظل تراكم وتوارث الآذان الصماء.
كارثة المناخين
بكثير من القلق والخوف يتحدث الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية في لبنان جون بيروتي عن مستقبل السياحة في لبنان، لا سيما في ظل كارثة المناخين: السياسي والطقس، فالأول بدأت تلحظ انعكاساته السلبية والحادة على القطاعات السياحية المختلفة منذ عيد الفطر الماضي، ما ينبئ بخطر لا أحد يعلم مدى تبعاته اقتصاديا واجتماعيا، والثاني يتواصل منذ الموسم السياحي الماضي، حيث انحصر موسم التزلج بنحو عشرة أيام فقط.
تعيل السياحة الشتوية بحسب بيروتي، مئات العائلات في قرى الاصطياف والجبال خصوصا في فاريا والأرز واللقلوق وقناة باكيش وفقرا وصنين وغيرها، حيث يقدر عددها بنحو 20 ألف شخص، ولقمة عيش هذه الشريحة الواسعة باتت في خطر جدي، في حال استمر وضع الطقس على ما هو عليه، ومن الممكن أن تنتقل إلى العاصمة بحثا عن فرص عمل، ما يعني أزمة جديدة تضاف إلى واقع العمل في لبنان.
ولا يقف الأمر هنا، بل تتشعب الأزمة لتشمل قطاعي الفنادق والمطاعم، حيث هناك نحو ألفي غرفة فضلا عن الشاليهات والشقق الجاهزة في المناطق الجبلية والفارغة بنسبة 80 في المئة، والرقم قابل للارتفاع كما يقول بيروتي، خصوصا في الأشهر الثلاثة من بداية العام الجديد، إذ الحجوزات المفترض أن تبدأ منذ اليوم لم تسجل أي حركة على هذا الصعيد.
وإذا كان من الممكن أن يتحسن الوضع قليلا في الأعياد المقبلة، إلا أن النسبة المتوقعة تبقى ما دون الفترة نفسها من العام الماضي، التي تراوحت بين الأربعين والخمسين في المئة في الجبال، فيما انخفضت هذا الموسم إلى ما دون العشرين في المئة.
ويحذر بيروتي من وقوع القطاعات في المجهول السياسي ما بعد الأعياد، مشيرا إلى أن القطاعات السياحية المنتشرة على الشريط الساحلي ليست بأفضل حال منها في المناطق المرتفعة، إذ تدنت النسبة إلى ما دون الخمسين في المئة، وما يساهم في إنقاذ الوضع، خصوصا في العاصمة، الندوات والمؤتمرات ورجال الأعمال.
وعن الحل، يقول بيروتي: «الطقس من الله، إنما الواقع السياسي فهو بيدنا، وانعكاساته على القطاعات السياحية أخطر من الطقس»، مستشهداً بواقع السياحة في مصر وتحديدا في شرم الشيخ، حيث لا توجد فيها غرفة فندقية شاغرة رغم ارتفاع الحرارة في هذا الوقت، فيما تقدر الخسائر في لبنان بملايين الدولارات يوميا.
آفات وشحّ
في موازاة كارثة السياحة الشتوية، تتبلور الصورة القاتمة بأبعادها المختلفة عبر قطاع الزراعة، حيث لا يكاد يحصر المزارع أضراره نتيجة الآفات التي تضرب المحاصيل، حتى يستيقظ على شحّ حاد في الأمطار، ما يهدد بتراجع في الإنتاج الزراعي، يمكن تحديد نسبته كما يقول رئيس تجمع المزارعين في الجنوب هاني صفي الدين بنحو 60 في المئة.
وبدأت الأزمة تنذر بتهديد حقيقي على منسوب بحيرة القرعون، وكما يوضح المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني علي عبود «تتسع البحيرة لـ 220 مليون متر مكعب، واليوم هناك 42 مليون متر مكعب»، مشيرا إلى أن انحباس الأمطار بدأ يؤثر على مخزون البحيرة، وتاليا يؤثر على القطاعات الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية.
ولفت إلى أن الأولوية في هذه الحالة، تلبية احتياجات الزراعة والمشاريع الزراعية في البقاع والجنوب بالمياه، أما الطاقة فيمكن تأمينها عبر الوزارة والمولدات.
وأشار إلى أن معدل متساقطات الأمطار في سهل البقاع بحسب الحوض العلوي للبحيرة، سجل 29,4 مليمترا في أيلول وتشرين الأول والثاني، فيما سجل في العام الماضي في الفترة نفسها 182,5 مليمترا، ما يعني أن هناك فرقا شاسعا، ما سيؤثر سلبا في حال استمرار انحباس المطر، على معامل الكهرباء الثلاثة وقدرتها الإنتاجية 190 ميغاوات، وتاليا ستضطر كهرباء لبنان إلى توليد الطاقة عبر المعامل الحرارية.
وفي ظل غياب آلية تحديد كلفة الخسائر حاليا بانتظار أن يعدّل شهر كانون النقص الذي حدث، يؤكد عبود أنه للمرة الأولى منذ خمسين سنة، لا توجد متساقطات للأمطار في تشرين الثاني، مبينا أن معدل هطول الأمطار سنويا كان يمتد من 80 إلى 90 يوما، إلا أنها تراجعت إلى ما دون 60 يوما في السنة، فضلا عن التراجع الحاد لمتساقطات الثلوج، وفي هذا الوضع لا تتمكن الأرض من امتصاص الأمطار بشكل معتدل، وتترجم بسيول وانجرافات في التربة وفيضانات، يذهب معظمها إلى البحر دون الاستفادة منها في المخزون الجوفي وري المزروعات على مدار السنة.
ورقيات وحمضيات
في المقابل، يسعى رئيس مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية في عكار ميشال عيسى الخوري الى أن يرسم مسارات لمواجهة الأزمة التي لا ينكر تأثيراتها على القطاعات الزراعية في المناطق كافة، مشيرا إلى أن تغير المناخ بات واضحا، حيث بدأ يسيطر على الأجواء المناخ الصحراوي، يتجلى ذلك حرارة مرتفعة في النهار وصقيعا في الليل.
ويعدد الخوري الزراعات التي تطالها أزمة انحباس المطر، ومنها: الورقيات من خس وملفوف، وأشجار الزيتون والحمضيات، إذ الحبوب بدون مياه نتيجة الحرارة المرتفعة، مشيرا إلى أن فترة الري المفترض أن تتوقف في أيلول، ما زالت مستمرة لانحباس المطر.
وينصح الخوري المزارعين بتأجيل وضع الأسمدة الكيماوية للمزروعات حتى يتساقط المطر، والاستعاضة عن ذلك بالأسمدة العضوية التي تحافظ على المياه في التربة، كذلك تأجيل تشحيل الأشجار كي لا يتضرر الموسم، ومراعاة لارتفاع الحرارة.
وفيما تختلف نسبة ارتفاع الخسائر من منطقة إلى أخرى، إلا أنها واضحة في قطاع الحمضيات، كما يقول الخوري، وكما يؤكده أيضا هاني صفي الدين. وإذا ثمة حلول لمواجهة الأزمة، التي تواكب تراجع ري المزروعات من نهر البارد نتيجة سوء الإمدادات، يدعو الخوري المزارعين إلى البدء بالتأقلم مع تغير المناخ، معتبرا إنه لا يوجد كارثة، «بل هناك تغيير بالنسبة إلى الأمور التي اعتاد عليها المزارع».
رصد وتأقلم
وفي هذا السياق، يعلن الخوري أن مصلحة الأبحاث وبالتعاون مع وزارة الزراعة ومكتب الأمم المتحدة للتنمية، ستعمل على مشروعين لمواجهة تغير المناخ، الأول في الضنية، والثاني في الدريب الأوسط، وهي تتمثل بتوسعة شبكة لرصد الطقس تشمل نحو 44 محطة في المناطق، متصلة بعضها ببعض، مهمتها توقع بعض الأمراض التي من الممكن أن تصيب بعض المزروعات، وتاليا تنبيه المزارعين من الأضرار، فضلا عن مشروع آخر ممول من مؤسسة ألمانية هدفه تأقلم مزارعي عكار وتنورين مع تغير المناخ عن طريق الري بالتنقيط، وأساليب الزراعة من تخفيف استخدام الأسمدة والأدوية، موضحا أن خدمة الإنذار المبكر من الآفات الزراعية مجانية، تغطي الآن نحو 280 مزارعا في عكار، آملا أن تتسع الخدمة لتشمل المزارعين كافة بعد أن يسجلوا أرقام هواتفهم في المصلحة.
من جهة أخرى، يعلن رئيس تجمع مزارعي الجنوب عن اجتماع غداً الأربعاء في صور لرصد أبرز الزراعات المتضررة من تغير المناخ، لا سيما في الليمون والموز، مطالبا الدولة بالتدخل سريعا لمواجهة الكارثة، «وإلا فسندخل في الحيط».

29 نوفمبر 2010

As-Safir Newspaper - ر ج : كامل فرحان صالح: «حب خارج البرد»

حب خارج البرد لكامل صالح هي رواية افتراضية تدور أحداثها في زمن افتراضي، لكن المشاعر والأحاسيس فيها تبقى حقيقية. فمن خلال توقيع بطل الرواية «كاف شبلي» المؤرخ العام 2071، يدرك القارئ أن رحلة إلى المستقبل بعيون الكاتب قد بدأت، رحلة بطل الرواية الذهنية والواقعية إلى جدة والقاهرة والاسكندرية وحيفا ومن خلال مدينته بيروت التي ضربها زلزال عنيف أودى بحياة هند حبيبة البطل، الذي يظل مصراً على استردادها حتى يتم له ما أراد. ومن خلال عملية البحث هذه ينقل لنا صالح تفاصيل الحياة كما يتخيلها العام 2031 وما بعد هذا العام، ولا ينسى أن يلمح في الرواية للأحداث التي تدور في يومنا هذا.
«حب خارج البرد» هي الرواية الثانية لصالح، بعد رواية «جنون الحكاية – قجدع»، صادرة عن دار الحداثة في بيروت، أراد فيها الكاتب أن يشير إلى ضرورة إيلاء المشاعر والأحاسيس أهمية في حياتنا، خصوصاً أن المجتمع القروي بشكل عام متجه إلى وقت تملأه الماديات، بعيد كل البعد عن الإنسانية، في ظل العولمة والتكنولوجيا كما يبين صالح في روايته هذه.

24 نوفمبر 2010

سر الماء

المطر عرق الغيوم
هل تعلمين الآن سرّ الماء؟

 كامل صالح

زيــارة رئيــس الــوزراء التركــي اقتصاديــاً: اتفاقية تجارة حرة وخطان بحري وبري وتسهيلات جمركية

كامل صالح
تتخذ زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى بيروت اليوم، طابعاً اقتصادياً وتجارياً، إضافة إلى طابعها السياسي، وتعزيزها للعلاقات بين البلدين.
وأبدت الهيئات الاقتصادية والتجارية عبر حديثها لـ«السفير»، تفاؤلها من الزيارة، لا سيما ما تتضمنه من إمكانيات توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات عدة، منها: اتفاقية التجارة الحرة، تسهيلات جمركية، إنشاء خط بحري، تزويد لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعي، تمويل مشروع سكة الحديد، فضلا عن التعاون في مجالات النفط.
وسجلت الحركة السياحية والتجارية بين لبنان وتركيا ارتفاعا ملحوظا، منذ بدء دخول قرار إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين حيز التنفيذ منذ شهر شباط الماضي، وذلك بعد أن وقع عشلى الاتفاقية في العاصمة التركية أنقرة في الحادي عشر من كانون الثاني الماضي، مشرعة الباب أمام مستقبل جديد للعلاقات بين البلدين.
وتعد تركيا دولة اقتصادية صاعدة، وسابع أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث يتوقع أن تحقق نمواً اقتصادياً هذا العام بنسبة 7,8 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وتعتمد منذ الصيف إصلاحات مهمة في قطاعات عديدة.
اتفاق جمركي
وأعرب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير عن دعم الغرفة الكامل للاتفاقيات مع تركيا، خصوصا اتفاقية التجارة الحرة، كاشفا عن إمكانية توقيع اتفاق جمركي خلال الزيارة، يتضمن فترة سماح تمتد خمس سنوات على دخول بعض الأصناف اللبنانية للسوق التركي.
وقال شقير لـ«السفير»: «لا خيار أمامنا سوى الانفتاح على العالم، وكل اتفاق تجاري واقتصادي مع أي بلد، يصبّ في مصلحة الجميع، ولا يمكن اعتباره لمصلحة طرف من دون الآخر».
واعتبر إنشاء سكة حديد بمثابة تحقيق لحلم قديم، «لأنها تعني ربط لبنان بأوروبا بريّا، مما يسهل الحركة التجارية وانتقال البضائع»، لافتا إلى أن عددا من الشركات الخاصة زارت لبنان أخيرا، وأبدت استعدادها لتمويل المشروع ودعمه.
وأمل استفادة لبنان سياحيا من تركيا، إذ بلغ عدد السياح لتركيا نحو 30 مليون سائح في السنة، وهناك إمكانية للحديث في هذا الإطار، بحيث يصار إلى تحويل وجهة نحو 3 في المئة من هؤلاء السياح إلى لبنان، كاشفا أن السياح من تركيا والعراق للبنان ساهموا بالحد من تراجع عائدات القطاع، بعد ضعف إقبال السياح العرب عامة، خصوصا في هذه السنة.
وأعلن عن اجتماع مرتقب يضم الوزراء المعنيين في لبنان وتركيا وسوريا والأردن لتفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصا في قطاعات النقل والطاقة والسياحة والتجارة والصناعة.
وخلص شقير للتأكيد «أن الهيئات الاقتصادية والتجارية اللبنانية لا تخاف من أي اتفاق تجاري، إنما خوفها الأساس من عدم الاستقرار الأمني والتشنجات السياسية التي تؤثر سلبا على البلد».
الصفدي: منطقة تجارية حرة بين البلدين
بدوره، رحّب وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي في تصريح أمس، بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، والوفد المرافق الى لبنان، وأعلن أننا «سنوقع مع الجانب التركي اتفاقية الشراكة لإقامة «منطقة تجارية حرة بين لبنان وتركيا»، انسجاما مع اتفاق تركيا وسوريا والاردن ولبنان على انشاء مجلس التعاون الاقتصادي التجاري لبلدان الجوار». وسيوقع الصفدي الاتفاقية مع وزير الدولة في تركيا ظافر تشاغليان.
وصدرت تركيا سلعا بقيمة 1,4 مليار دولار إلى سوريا، و690 مليون دولار إلى لبنان في العام 2009.
نواة للتوسع
وأوضح رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني ـ التركي وجيه البزري لـ«السفير» أن مباحثات طويلة سبقت اتفاقية التجارة الحرة، آملا أن تتوج بعد صيغتها النهائية بتوقيع وزيري الاقتصاد في البلدين، لافتا إلى أن من فوائد الاتفاقية أنها تخلق منطقة تجارية حرة رباعية، تشمل: لبنان، تركيا، سوريا، الأردن. وتشكل نواة للتوسع مستقبلا في التبادل التجاري وتنقل الأشخاص، خصوصا بعد إلغاء تأشيرات الدخول بين الدول الأربع.
وأشار إلى أن هناك العديد من المشاريع المطروحة مع تركيا، منها: سكة الحديد، وتدشين خط بحري بين مرسين وطرابلس بدءا من كانون الأول المقبل، وخط لنقل الغاز، ودعم لبنان بالطاقة الكهربائية بعد معالجة مشكلة خطوط النقل في سوريا، حيث أبدت تركيا استعدادها لتزويد لبنان بين 300 و500 ميغاوات، إلا أن خطوط النقل السورية لا تتحمل سوى مئة ميغاوات.
وفي ما يتعلق بالتبادل التجاري مع تركيا، أوضح البزري أنه استنادا إلى إحصاءات الجمارك اللبنانية، بلغت قيمة الصادرات اللبنانية إلى تركيا نحو 105 ملايين دولار، وقيمة الواردات من تركيا نحو 653 مليون دولار. وأضاف: جغرافيا، يتمتع البلدان بموقعين استراتيجيين يخدم مصالحهما المشتركة في فتح أسواق جديدة، ويزيد نسبة النمو لكلا الفريقين، ففي حين يمكن لتركيا أن تكون بوابة لبنان للأسواق الأوروبية، يمكن أيضا للبنان أن يلعب هذا الدور لأسواق أفريقيا والشرق الأوسط، مرحبا «بشركائنا الأتراك لتوقيع اتفاقية مجلس الهيئات الاقتصادية لدول الجوار، للتبادل التجاري الحر مع لبنان، سوريا والأردن».
مجلس رجال الأعمال
وتأسس «مجلس رجال الأعمال اللبناني ـ التركي» في العام 2002 بدعم من رئيس مجلس الوزراء الشهيد رفيق الحريري. وكان قد سبق زيارة أردوغان اجتماع عمل للمجلس عقد في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، حضره الأمين العام يوسف كنعان، وعن الجانب التركي رئيس المجلس محمد حباب والأعضاء، وعدد من المهتمين بالعلاقات التجارية بين البلدين.
وخلص الاجتماع إلى ضرورة التحضير وإجراء الاتصالات اللازمة والاجتماعات المطلوبة مع كل المعنيين في كلا البلدين لإقامة منطقة حرة بين سوريا ولبنان وتركيا والأردن، هدفها تسهيل الأعمال والنشاطات التجارية بين هذه البلدان، خصوصا السياحة، وزيادة الاستيراد والتصدير وغيرها من الأمور التي تسهل العلاقات وتنميها.
كهرباء وغاز طبيعي
وبحث وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا مشاريع التعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط، حيث عقدت اجتماعات مع المعنيين في هذه القطاعات، وجرت محادثات مكثفة حول إمكانيات تزود لبنان بالكهرباء والغاز من تركيا، ومن دول أخرى عبر تركيا.
وعقد في ختام الزيارة، اجتماع موسع في وزارة الطاقة التركية ضم إلى وزيري الطاقة اللبناني والتركي، المدراء العامين والمستشارين في البلدين، بالإضافة إلى مدراء الشركات التركية العامة، حيث تم الاتفاق على جملة من الخطوات المحددة للتقرير النهائي بإمكانيات التزود بالكهرباء والغاز من تركيا، وتم الاتفاق على آليات المتابعة المطلوبة.

جريدة السفير
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1703&articleId=2248&ChannelId=39882&Author=كامل

22 نوفمبر 2010

شحّ الأمطار.. خسائر اقتصادية فادحة وتحوّل في دورة حياة الأشجار

كامل صالح
كأن لا يكفي اللبنانيين معاقبتهم بمسؤولين قلما يهتمون بشؤون حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية، حتى نزل عليهم عقاب جديد من السماء، حيث بات شحّ هطول الأمطار يهدد قطاعات إنتاجية واسعــة، وينــذر بمزيد من الكوارث زراعيا وســياحيا وبيئيا.
كاد فصل الخريف أن يلملم آخر أيامه قبل بدء فصل الشتاء، تاركا خلفه مساحات شاسعة من الأراضي العطشى، وجفافا في معظم الأنهار، واختفاء الغطاء الأبيض عن كل الجبال، فضلا عن تهديد جدي يطال معظم الأشجار المثمرة، لا سيما تلك التي تحتاج إلى المياه في هذا الوقت من السنة، لا سيما منها الحمــضيات واللــوزيات والتفاح، والخضروات على أنواعها.
كما تواجه منتجعات التزلج تهديدا مناخيا جديا، حيث تتوقع الدراسات في هذا السياق، أن يتقلص الغطاء الثلجي نحو 40 في المئة في حلول العام 2040. وأن يرتفع الحد الأقصى لدرجات الحرارة في لبنان واحدا في المئة على الساحل، واثنين في المئة في الداخل في حلول العام نفسه.
عقاب المطر
يتأمل أحمد (مزارع من الجنوب) أرضه التي كانت تؤمــن له ولعائلته دخلا جيدا يبعد عــنه العوز والحاجة إلى الناس، وما يلبث أن يفرك كمــشة تراب بيده: «الجفاف سيقضــي على كل شيء.. ماذا أفعل؟ من يسأل عنّا؟ ألا يكفينا إهمال الدولة، ليعاقبنا المطر؟».
وبعد صمت، يقول: «هذه أبشع وأقسى من كل الحروب... فعندما تموت الأرض وتتصــحر، يستحيل أن تنبــض الحــياة فيــها مجددا».
أما خليل (مزارع من البقاع) فيشير إلى أن نبع قريتهم الذي كان «يتدفق بالمياه طوال السنة، وكان أهل بيروت يقصدونه لتأمين حاجياتهم من مياه الشفة، تحول إلى خيط رفيع جدا»، متوقعا انقطاع المياه عنه إذا استمر شحّ المطر.
ولا يخفي أحمد تحذيره من «أن بقاء الوضع الســيئ، سيدفــع أبناء القرية إلى منــع اقتــراب أحد من خارجها، إلى ميــاه النبع..».
والوقائع المتشابهة في معظم القرى، خصوصا تلك التي تخرج منها الينابيع، تنذر بوقوع مشاكل وكوارث بين الأهالي، بسبب ندرة المياه.
الحد الفاصل
وأمام التوقعات بعجز مائي في حلول عام 2015، بغض النظر عن التغيرات المناخية، بسبب سوء الإدارة، والزحف العمراني، والنمو السكاني، يرى رئيس جمعية المزارعــين انطــوان الحويك عبر حديثــه لـ«السفير» أن الحل يكمن في إعطاء الأولوية لبناء السدود في المناطق كافة، للزراعة ولغيرها، إضافة إلى الترشيــد في الري، واعتماد «التنقــيط»، مشــيرا إلى «أن 75 في المئة من المشكــلة كانت قد عُولجت لو وجدت السدود».
وفيما يلفت الحويك إلى أن الوقت لم يحن بعد للإعلان عن الخسائر المتوقعة في القطاع، لغياب الإحصاءات الدقيقة في هذا الموضوع، يحذر من «أننا نتجه إلى «الخط الأحمر»، وأصبحنا على الحد الفاصل».
وإذا عاد المطــر، يأمل حويك أن تتعــدل الأمــور ونتــجنب الكارثة.
ويوضح أن «مواصلة الطقس الحار بدأ يؤثر على غالبية الينابيع، حيث بدأت تشحّ، فضلا عن دورة حياة الأشجار كافة، في ظاهرة غير طبيعية، وقد بدأنا نلاحظ أن أشجارا تزهر قبل وقتها، مثل اللوز، وعند بدء الصقيع يتساقط زهرها، وتاليا هناك الكثير من الأشجار لا يتوقع حصاد مواسم منها، ما يعني أننا مقبلون على خسائر فادحة ستتجلى صورتها بدءا من الربيع على المواسم والأسعار».
ويلفت إلى أنه كان من المفترض توقف المزارعين عن الري في منتصف تشــرين الأول، لبدء تساقط الأمطار، إلا أن ما حدث هو العكس تمامــا، ولم تكف «جرعة المطر» ري الأرض، ما دفع المزارعــين إلى معـاودة الري.
وردا على توجه مزارعي الجنوب إلى زراعة الموز بدلا من الحمضيات، وهل لذلك أسباب مناخية؟ قال حويك: «لا علاقة للمناخ في هذا الموضوع، والمسألة تجارية بحتة، حيث زراعة المــوز مربحة أكثر من الحمضيات».
ليمون وموز
أما رئيس تجمع مزارعي جنوب لبنان هاني صفي الدين فينبه إلى أن استــمرار شح المياه قلص مساحات زراعة الليمون على أنواعــه في جنوب لبنان بنسبة 75 في المئة لمصلحة زراعة الموز، ولمصلحة الزراعات الاستــوائية، معتبــرا أن الحــل يكمن بزيادة كمية المياه للمزارعين من مياه الأنهـار والينابيع.
ويؤكد أن الجفاف الذي تعاني منه المواسم الزراعية لهذا العام، لم يسبق أن شهدت البلاد مثيلا له في السابق، مشيرا إلى أن استمرار حالة الجفاف ستضرب المواسم، وستجعلها عرضة للتلف، وستكبد المزارعين المزيد من الخسائر الإضافية.
ويعلن صفي الدين أن التجمع سيدعو إلى اجتماع طارئ لمزارعي الموز والليمون في الجنوب للإعلان عن حالة طوارئ اقتصادية لمواكبــة تدهور هاتين الزراعتين، وللبحث في مشروع إنشاء تعاونية زراعية للمزارعين لمتابعة عملية تصريف الإنتاج الزراعي وضبط الأسعار لمصلحة المزارعين بعيدا عن احتكار التجار.
تعديل السلوك
وفي محاولة لمواكبة التغيرات المناخية، والتخفيف من حجم الخسائر المتوقعة، يدعو مدير مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في العبدة ـ عكار، المهندس ميشال عيسى الخوري المزارعين إلى التعديل في سلوكهم الزراعي، مشددا على «ضرورة ري المزروعات الورقية التي تعتمد عادة على مياه الأمطار، وري الأشجار المثمرة واللوزيات حــتى التي تم قطافها، وذلك إذا استــمر الطقس على ما هو عليه إلى نهاية الــشهر الحالي». أما بالنسبة لمزارعي الزيتون الذين اعتادوا رش الأسمدة في مثل هذه الفترة من السنة، فنصحهم بتأجيل الرش حتى بدء الشتاء، والتركيز حاليا على استخدام الأسمدة العضوية التي تزيد من قدرة التربة على حفظ المياه.
القرعون والأرز
وفي سياق متصل، تطال مؤثرات أزمة الشحّ بحيرة القرعون، حيث تواصل انخفاض منسوب المياه، ينذر بكارثة لا يمكن توقــع نتائجــها على الزراعة والطاقة.
ويعلق الدكتور حسين رمّال، (مهندس زراعي ودكتور في اقتصاد التنمية ورئيس مصلحة سابق في مصلحة الليطاني) عبر حديثه لـ«السفير» على تناقص سقوط الأمطار، «أنه يلحق الضرر بإعادة تغذية خزانات المياه الجوفية والأنهار، ويؤدي ذوبان الثلوج قبل الأوان، إلى تناقص المياه المتوفرة في الصيف، والتي يحتاجها المزارعون للري».
ويحذر من الإفراط في استخراج المياه الجوفية، لا سيما من المناطق الساحلية، «إذ يــؤدي ذلــك إلى اختلاط مياه البحــر المالــحة بها».
كما بدأ الخطر يهدد أشجار الأرز، حيث يتوقع الخبراء اختفاءها إذا تواصلت التغيرات المناخية المدمرة للبيئة والحياة. وفي هذا الإطار، يأتي تــصريح فاهـــاكن كاباكيان المسؤول في وزارة البيــئة والذي يعد التقرير المقبل عن التغير المناخي في لبـــنان للأمم المتحدة، حيث قال أخيرا: «لا أستطيع أن أحدد تاريخا معيـــنا سترى فيه آخر شجرة أرز فــوق جبالــنا.. لكن ربما يحدث ذلك في نهاية المطاف».
وتشير وزارة البيئة إلى ارتفاع مستويات مياه البحر مليمترين سنويا، «ومن الممكن أن يشهد البلد تراجعا في الأمطار، وفصول صيف أكثر حرارة وجفافا، ومزيدا من الظروف المناخية المتطرفة مثل الفيضانات. ومن بين أكثر القطاعات الاقتصادية المعرضة لهذه الظروف السيــاحة والزراعة».
ويطالب معنيون بوجوب أن يحظى تغير المناخ بالأولوية القصوى لدى الحكومة. وكما يقول كاباكيان «انها مسألة حياة أو مــوت.. ورغم ذلك نواجه نقصا في التمويل لتنــفيذ خطــوات ضرورية لاحتواء الآثار».
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1702&articleId=2123&ChannelId=39857&Author=كامل صالح

16 نوفمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل فرحان صالح : قصيدتــــان

كامل فرحان صالح
دفاتركِ

عنبٌ على العتبة
بالرقصِ
يغري الهواء

فيضحكُ
حتى آخر الأرض
عمري القليل

أَحيكُ بالصبرِ موالي
وعلى دربٍ غريب
أتأملُ بقايا دعاء

لن أنتحرَ الليلة
فثمة شمسٌ في انتظاري

لن أقولَ أحبكِ
كي لا تغارَ السماء

عن حرفٍ أو حرفين من اسمي
ابحثي في دفاتركِ
انسجي ثوباً
فحنيني... تراب.

ماؤك
كيف لي
أن أرشقَ السّماء
وأنا أحبُّها
...
هكــذا يطــأ الولــد سؤالا يشبه النّهاية
يعبرُ المفازات
آخــذًاً صمــتَ الزّوايــا في حقيبةِ القلق
..
اتبعيني إلى الدّنيا
علَني أفرح
فعندما يفيض ماؤك
تلج المعاني الحياة
وتزهر أجوبتي
صباحات محتملة.

9 نوفمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : نجدة يلوّح برفع التعرفة إلى3 آلاف وبراكس يمهل الحكومة شهراً

As-Safir Newspaper - كامل صالح : نجدة يلوّح برفع التعرفة إلى3 آلاف وبراكس يمهل الحكومة شهراً
تلقي الهموم والمشاكل والأزمات بثقلها على كاهل المواطن، الذي لم يعد قادرا على الركض وراء لقمة عيشه، أو تحقيق الحد الأدنى من طموحاته، التي تتبخر كتبخر «جيوبه».
وفيما يرتفع الأنين والشكوى من كل حدب وصوب، حتى من قبل المسؤولين المفترض أن يبحثوا عن حلول لا أن يبشروا الناس بالكوارث، يلحظ المراقبون هذا «الخمول» القاتل للتفاعل مع الحركات المطلبية والمعيشية، في مقابل الغليان والحشود وراء المطالب الطائفية والمذهبية الضيقة.
هل يجدي الصراخ بعد؟ هل ثمة أمل بالحفاظ على ماء الوجه، في ظل حكومة اللاحكومة، وفي ظل إلهاء الناس المستمر و«المتجذر» سياسيا، فيما كوارث الأعباء الاقتصادية تهل عليهم من فوق ومن تحت؟.
سائقو «التكسيات» مرتبكون، وكما قال «أحمد» (سائق أجرة): «إن الوضع لم يعد يطاق». وبسؤاله، إذا سيرفع سعر التعرفة إذا واصل ارتفاع صفيحة البنزين، قال: «هذا طبيعي.. إلا أننا ننتظر قرار النقابة في هذا الخصوص». ولم يخف «حسين» (سائق أجرة) حنقه من «كل الطاقم السياسي»، معتبرا «أن آخر همهم المواطن ولقمة عيشه»، داعيا في شكل عاجل «إلى إعادة النظر في سعر صفيحة البنزين»، فالوضع «لم يعد يحتمل، وبالكاد نؤمن لقمة عيشنا، وتعرفة الألفي ليرة ليست عادلة، فإما أن تخفض الدولة والتجار من ضريبتهم على الصفيحة، أو سنضطر إلى رفع السعر».
تعرفة النقل
ويبشر رئيس اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري عبد الأمير نجدة اللبنانين عبر حديثه لـ«السفير»، بارتفاع تعرفة النقل إلى ثلاثة آلاف ليرة، في حال وصل سعر صفيحة البنزين إلى أربعين ألفا، مؤكدا أنه في حال لم تستجب الحكومة لمطالبنا في تخفيض الضريبة على الصفيحة، وجعلها في حدود الـ 25 ألفا، وفي ظل ارتفاع برميل النفط عالميا، سيصار في القريب العاجل إلى إعادة النظر في سعر تعرفة النقل. وأشار نجدة إلى أن «الصراخ لم يعد يجدي»، منتقدا في الوقت نفسه «عدم مشاركة الناس الواسعة في التظاهرات المطلبية».
وعند سؤاله: ماذا تنتظرون؟ قال: «الوضع السياسي»، موضحا أن «الإرباك يعم الجميع».
وأمام الوضع الجديد، أوضح مدير عام وزارة النقل عبد الحفيظ القيسي لـ«السفير»، أن الوزارة تدرس باستمرار أسعار كلفة النقل، فهناك مجموعة من العناصر لقاعدة التكلفة الإجمالية منها نشرة أسعار المشتقات النفطية التي تصدرها وزارة الطاقة، وسعر اليورو، وعناصر أخرى. وتلحظ القاعدة مدى المؤثرات الجديدة، فتعدل إما هبوطا أو صعودا.
وأجمع كل من رئيس أصحاب شركات توزيع المحروقات بهيج أبو حمزة ورئيس نقابة أصحاب محطات الوقود سامي براكس، على مواصلة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية كافة، نظراً إلى التقلبات التي يشهدها سعر برميل النفط الخام، والذي يقارب اليوم عتبة الـ 86 دولاراً. وكشف براكس لـ«السفير» عن اجتماع للنقابة مع لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه غدا في مجلس النواب.
وأمهل براكس الحكومة شهرا لإعادة النظر في سياستها الضريبية، لاسيما وضع سعر متحرك للضريبة، «كي يتمكن الناس من الاستمرار والاستقرار» ـ حسب قوله، سائلا: كيف يعقل أن تكون الضريبة على صفيحة البنزين توازي سعرها الأصلي؟.
سيارات على الغاز
في المقابل، اتصلت «السفير» برئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني لاستيضاح الأمر، فأوضح أن الاجتماع مع النقابة سيخصص لبحث إمكانية استخدام السيارات لمادتي الغاز والمازوت.
وكانت «لجنة الخبراء المكلفة درس موضوع إمكانية استعمال الغاز والمازوت في قطاع النقل» عقدت جلسة أمس في مجلس النواب برئاسة قباني، وحضور مدير عام النقل البري والبحري ومدير المنشآت في وزارة الطاقة والمياه ومستشار وزير البيئة، بالإضافة إلى ممثل عن قوى الأمن الداخلي وعدد من الخبراء والمختصين.
واستمعت اللجنة إلى أراء كافة المعنيين بهذا الخصوص، ورفعت تقريرها إلى اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة المكلفة درس مشروع القانون الرامي إلى تعديل القانون رقم 341 المتعلق بتلوث الهواء الناتج عن قطاع النقل».

الضريبة والخزينة
من جانبه، أوضح أبو حمزة أن مسألة ارتفاع أسعار المشتقات عالمية، حيث تشهد ارتفاعا حادا، متوقعا مواصلة الصعود، ومستبعدا الاستقرار.
وسأل: هل إعادة السلم المتحرك للضريبة يحل المشكلة؟. وفيما يرى أن هذه المسألة مرتبطة بالمالية وخزينة الدولة، إلا أنه حذر من تأثير ذلك على الموازنة.
وقال: لا ننسى أن جزءا من ضريبة المحروقات تذهب إلى الكهرباء. فضلا عن ذلك، أن ضريبة المحروقات تسد من 20 إلى 30 في المئة من عجز الموازنة.
والحل برأيه؟ وضع سياسة مالية، وإيجاد بدائل مختلفة عبر التنوع في الضريبة، غير المحروقات.
وأفاد أبو حمزة عن سبب الفروقات في الأسعار عندما وصل سعر برميل النفط إلى حدود الـ 146 دولارا، واليوم، «أن ضريبة الدولة سابقا على الصفيحة كانت لا تتجاوز الـ 170 ليرة أضيف إليها نحو ثلاثة آلاف t.v.a. أما اليوم فالدولة عدلت من سياستها، ووضعت ضريبة ثابتة تتجاوز الـ 12.500 ليرة على الصفيحة الواحدة».
توفير 40 %
وكان وزير الطاقة والمياه جبران باسيل قال في وقت سابق، إنه سيقدّم خياراً بديلاً من الضريبة المفروضة على استهلاك البنزين، مشيراً إلى أن العالم يتجه باطّراد إلى اللجوء إلى خيار الغاز في السيارات، فيما يدفع اللبنانيون 12700 ليرة ضريبة على كل صفيحة بنزين، فيما يمكن توفير 40 في المئة من سعر الصفيحة، أي ما يوازي 14 ألف ليرة.
ورأى باسيل في جلسة للجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه عقدت أخيرا برئاسة قباني، وحضور أعضاء اللجنة الفرعية المنبثقة من اللجان النيابية المشتركة والمكلفة درس مشروع القانون الرامي إلى تعديل قانون تلوث الهواء الناتج من قطاع النقل، «أنه لا يجوز أن يُحرم اللبنانيون خياراً بديلاً من الضريبة المفروضة على البنزين، وذلك عبر خيار السماح باستخدام الغاز الذي تتوافر فيه كل شروط السلامة العامة»، موضحاً أن «خيار استخدام الغاز في السيارات يوفّر للخزينة الدخل نفسه الذي توفّره الضريبة على البنزين».
توقعات أوبك
وتوقع تقرير سنوي صادر عن منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الأسبوع الماضي، أن يعود الطلب العالمي على النفط في العام المقبل إلى مستويات لم يسجلها منذ 2007، إذ ينتعش استهلاك الوقود بفضل التعافي من أسوأ ركود في عقود. لكن المنظمة لا تعتزم ضخ طاقة إنتاجية إضافية، إذ أن ارتفاع الإنتاج خارج المنظمة يقيد الطلب على نفطها.
وأضافت المنظمة في تقريرها لتوقعات الطلب العالمي على النفط، أن نمو الطلب في واقع مليون برميل يوميا في 2010 كان أكثر من المتوقع في تقرير العام الماضي، وإنه سيرتفع 1.1 مليون برميل يوميا في العام المقبل ليصبح مستوى الاستهلاك الإجمالي 86.6 مليون برميل يوميا.
وفي الوقت نفسه تفترض أوبك أن تتحرك أسعار النفط في نطاق بين 75 و85 دولارا للبرميل حتى عام 2020، وهو ما يقل عن أعلى مستوى في جلسة الأسبوع الماضي الذي سجل فوق 86 دولارا للبرميل. وقالت إن هناك الكثير من الغموض بما يبرر المزيد من التوسع في طاقتها الإنتاجية.
يشار إلى أن سعر صفيحة البنزين في لبنان ارتفع الأربعاء الماضي، 300 ليرة لبنانية، والكاز 200 ليرة والمازوت 100 ليرة، وسعر قارورة الغاز وزن 10 كلغ 600 ليرة، ووزن 12,5 كلغ 800 ليرة لبنانية.

3 نوفمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبـد الناصـر: «أنـا زائـل.. أطلقـوا عليهـا: جامعـة بيـروت العربيـة»

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبـد الناصـر: «أنـا زائـل.. أطلقـوا عليهـا: جامعـة بيـروت العربيـة»
كامل صالح

لم يكن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر يدرك أن «جامعة بيروت العربية» التي قرر دعمها ماديا ومعنويا في سنة 1957، ستحتضن بعد أربع سنوات الجالية المصرية الهاربة من سوريا، بعد وقوع الانفصال بين البلدين في العام 1961.
منطقة طريق الجديدة عامةً، و«الجامعة» تحديدا، كانتا آنذاك، كأنهما تواسيان حلم وحدة انكسر، وآمالا عريضة تبخرت، فحضرت على واجهة المشهد الشعبي، الذي لم يدقق فيه المتابعون في حينه، في حين سارع الأهالي والأكاديميون إلى «تجميل» الخيبة، والألم، وفراق الأحبة.
وقبل ذلك بعام واحد، أي في العام 1960، عندما باشرت الجامعة عملها، كاسرة احتكار التعليم، وفاتحة أبوابها لأبناء الطبقة الكادحة، كانت الظروف الصعبة والضغوط السياسية والطائفية لها في المرصاد، وقد أدركت مصر يومذاك، أهداف هذه التحديات الهادفة إلى تحجيم دورها في لبنان والعالم العربي، وتاليا إلى عزلها ثقافيا والحيلولة دون أدائها رسالتها العلمية. فقررت مع «جمعية البر والإحسان» البيروتية مواجهة التحديات، لا سيما حينما

26 أكتوبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبود لـ«السفير»: السيّاح العرب جزء من «تركيبتنا السياسية»

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبود لـ«السفير»: السيّاح العرب جزء من «تركيبتنا السياسية»
كامل صالح

رفض وزير السياحة فادي عبود عبر حديثه لـ«السفير» أمس، رسم إطار من التشاؤم سياحيا، على الرغم مما يشهده البلد من «شد حبال سياسي»، و«خطابات نارية» تلامس «فتيل الفتنة».
ورأى أن سيّاح لبنان الإقليميين، لا سيما من العالم العربي، أصبحوا جزءا من التركيبة اللبنانية عبر تشعباتها السياسية والاجتماعية، «ويعلمون أن الكلام السياسي لا يعني الوصول إلى تشنج أمني»، مستشهدا بما حدث بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006، حيث عادت السياحة إلى طبيعتها في غضون أشهر قليلة.
وتوقف عبود أمام كلام رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت، الذي قال: «إن الحجوزات لا تبشر بأن هناك كثيرين يريدون أخذ مخاطر في هذه الأجواء التي نعيشها حاليا»، موضحا أن 2009 أفضل من 2010، ورغم ذلك «أنا متفائل»، وأضاف: «يجب أن نفهم معادلة بسيطة، صحيح أن الأمن مرتبط بالسياحة مباشرة، لكن في كل الحوادث التي شهدها البلد، استطاع أن يخرج منها، والدليل على ذلك تخطي نسبة السياحة هذه السنة الـ 17.79 في المئة عن العام الماضي».
موسم واعد
وبشّر عبود، حسب طبيعته التفاؤلية، بموسم سياحي واعد في عيد الأضحى المبارك الذي يصادف بعد نحو أسبوعين، مؤكدا أن نسب الحجوزات في فنادق بيروت تخطت لغاية اليوم نحو الخمسين في المئة. وقال: «إن فنادق الجبل من الممكن، أن تؤمن الغرفة لشخصين بقيمة خمسين دولارا».
ولفت إلى أن الوزارة جاهزة كعادتها في المواسم والأعياد، وأعدت العدة لاستقبال السيّاح في المطار، فضلا عن اجتماعاتها المستمرة مع النقابات المعنية للتنسيق في هذا الخصوص، «فموضوع السياحة أولا وأخيرا هو في يد القطاع الخاص».
إلا أن عبود رأى صعوبة ـ حاليا ـ في توقع العدد الإجمالي للسيّاح والإنفاق السياحي في العيد، ويعود ذلك لظروف عديدة، منها الاجازات المدرسية، وحالة الطقس، وقرار اللحظة الأخيرة لاختيار السائح لوجهته.
وبعد تأكيده أن السؤال الأهم هو كيفية الخروج من الاعتماد على المواسم والأعياد، إلى اعتماد نظام سياحي على مدار السنة، ذكّر بخطة الوزارة في هذا الإطار، عبر اعتماد سلسلة من المؤتمرات والمعارض والنشاطات السياحية خارج المواسم المعتمدة، مشيرا إلى أن الهدف الذي تسعى إليه الوزارة إلى اعتماد خطة على مدى 365 يوما على جميع الأراضي اللبنانية.
بنية تحتية
وغمز عبود في المقابل من قنوات جهات أخرى، في مسألة التنشيط السياحي، قائلا: «هذه الخطة لا تصير بالتمني، بل يلزمها بنية تحتية»، لذلك تركز الوزارة جهودها حاليا على إنشاء مركز سياحي في ضبية، يتضمن مساحات للمعارض، وقاعات للمؤتمرات، ومسابح، مشددا على أهمية مساهمة القطاع الخاص، وتقديمه أسعارا تنافسية تشجيعية.
وفي وقت سابق، كلفت وزارة السياحة «تماشيا مع سياسة الإشراف والرقابة» شركة للتخابر لتلقي الملاحظات والشكاوى 24/24 ساعة على الرقم 727735/04 للمخابرات المحلية والخارجية، واعتبارا من اليوم وضعت الرقم الرباعي 1735 بتصرف المواطنين أيضا بالتعاون مع وزارة الإتصالات، إضافة إلى وجود أرقام أوروبية، حيث يمكن للسائح الاتصال بها مجانا للشكاوى أو استعلامات عن القطاع السياحي، إضافة إلى ذلك تعتبر وزارة السياحة هي أولى الوزارات التي تباشر تطبيق «الشباك الموحد»، وهي بصدد توقيع مذكرة تعاون مع وزارة الدولة للشؤون التنمية الإدارية في هذا الشأن، لتسهيل وتبسيط المعاملات الإدارية لما فيه مصلحة المواطن والسائح.
المؤشر والوعي
في سياق متصل، أيّد أمين عام اتحادات النقابات السياحية في لبنان جون بيروتي توقعات الوزير، مشيرا إلى أن نسبة الحجوزات في فنادق بيروت تخطت الخمسين في المئة، «إلا أن المؤشر النهائي المطلوب أن تتخطى الـ 70 في المئة في بيروت وضواحيها، لتبدأ المناطق السياحية البعيدة عن العاصمة، الاستفادة من الموسم».
ورأى أن التشنج السياسي لا يؤثر على الواقع السياحي، «إنما التخوف يبقى من حركة عسكرية ما»، ودلل على ذلك بما يحدث في فرنسا حاليا، «فالمشاكل الاجتماعية الداخلية لم تؤثر على إقبال السياح».واعتبر أن هناك وعيا عند المسؤولين في البلد، ليمر الموسم «بخير وسلامة»، لافتا إلى وجود تعاون ترويجي كلي مع الوزارة، فضلا عن جاهزية القطاعات الخاصة لإنجاح الموسم، مشيرا إلى أن معدل إنفاق السائح المباشر يتراوح بين الـ 1200 و1500 دولار، إلا أن الإنفاق الأكبر يتمثل في جوانب سياحية أخرى يتمتع بها لبنان على مدار العام، فبالإضافة إلى الاستجمام، هناك حركة نشطة للسياحة الاستشفائية والثقافية والفنية، وسياحة رجال الأعمال والتجار ومدراء الشركات، وسياحة المؤتمرات.

20 أكتوبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : الحاج حسن لـ«السفير»: لن نتراجع عن تنظيم سلامة الغذاء.. و«ليتحملوا المسؤولية»

As-Safir Newspaper - كامل صالح : الحاج حسن لـ«السفير»: لن نتراجع عن تنظيم سلامة الغذاء.. و«ليتحملوا المسؤولية»
هدد وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن تجار اللحوم في لبنان عبر حديثه لـ«السفير» أمس، بأنه سيخرج إلى الإعلام «متسلحا» بالأسماء والأرقام والمستندات، للكشف عمن يتلاعبون بلقمة عيش المواطن، ويرفعون الأسعار.. وليتحملوا المسؤولية».
وأكد الحاج حسن أن الوزارة لن تتراجع عن القرارات التي اتخذتها من أجل سلامة الغذاء على الحيوانات الحيّة واللحوم المذبوحة.
وسأل ردا على نقابة مستوردي اللحوم والأسماك والخضار المجلدة التي حمّلت الوزارة سبب ارتفاع الأسعار: «لماذا ارتفعت الأسعار الآن، فيما البدء بتطبيق القرارات بعد شهرين من اليوم؟».
وكشف أن هذا الموضوع سيثيره في اجتماع مجلس الوزراء، واصفا كلام النقابة بـ»غير مسؤول، واستغلال للقمة عيش المواطن، يهدف للضغط على الوزارة لتتراجع عن قراراتها»، موضحا أن «القرارات وقعت في 11/ 9، ونشرت في الجريدة الرسمية في 20/9/2010 ويلحظ بدء تطبيقها بعد ثلاثة أشهر من نشرها».
ورأى أن هناك «فئة ترفض تنظيم قطاع اللحوم، وتسعى لإبقاء الفلتان مستمرا، رغم أننا تباحثنا معهم على مدى 6 أشهر، واتفقنا على 9 شروط من أصل عشرة».
وعن أسباب ارتفاع اسعار الخضار، أشار الحاج حسن إلى ان ارتفاع درجات الحرارة لم يتسبب بضرر لموسم الخضار في لبنان فقط، بل في المنطقة كلها.
أسئلة.. وتهافت على اللحوم
ماذا يحدث؟ ولماذا هذا الارتفاع المفاجئ لاسعار الفواكه والخضار واللحوم؟ أسئلة يطرحها المواطن، الذي تهافت أمس على شراء الصنفين، في ظل حديث عن مواصلة الارتفاع، لا سيما مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.
من جهتها، لم تخف نقابة مستوردي اللحوم والأسماك والخضار المجلدة في حديثها أمس مع «السفير»، استمرار ارتفاع أسعار اللحوم، حيث توقع أمين سر النقابة سميح المصري وصول سعر كيلو لحم البقر إلى 25 ألفا، والغنم إلى 35 ألفا.
ورمى المصري «مشكلة ارتفاع الأسعار» على كاهل وزارة الزراعة، حيث وضعت ـ حسب قوله ـ «شروطا على اللحوم الحيّة والمذبوحة لم تقبلها الشركات في الخارج»، كذلك على «مختبر فحص اللحوم في الفنار»، الذي «يتلاعب بالتجار.. إما الدفع أو المشاكل»، كما لم يستبعد المرفأ والجمارك من تحمل المسؤولية، حيث «تتأخر الكونتينرات، ما يؤدي إلى دفع بدل أرضية وكهرباء»، فضلا عن اقتراب موعد عيد الأضحى، وزيادة الكلفة على اللحوم عالميا، حيث وصل الطن إلى نحو 4 آلاف دولار، فيما كان سابقا نحو 3 آلاف دولار.
وكشف المصري لـ«السفير» عن اجتماع عقد أمس مع فليفل في الوزارة لوضعه في صورة ما يحدث.
الصورة القاتمة.. وإذن الوزير
وفيما حمّل كل من الاتحاد العمالي العام، وجمعية حماية المستهلك الدولة مسؤولية «فلتان الأسعار»، أحال رئيس تجمع مزارعي الجنوب المشكلة إلى «ضرب الموسم في الأردن».
أمام هذه الصورة القاتمة، التي تهدد لقمة عيش المواطن، رفض مدير عام مصلحة حماية المستهلك فؤاد فليفل، كعادته، الحديث عن الموضوع لـ«السفير»، قبل الحصول على إذن الوزير محمد الصفدي، وبقيت المسألة في هذا الجانب، معلقة «رسميا».
عوامل متقاطعة.. والبندورة نار
ويعدد رئيس تجمع مزارعي الجنوب هاني صفي الدين العوامل المتقاطعة التي أدت إلى ارتفاع أسعار الخضار، لا سيما البندورة، منها: «ارتفاع حرارة الطقس، وضرب الموسم في الأردن، حيث معظم الخضار التي يستوردها لبنان من هناك».
وفيما يتوقع صفي الدين انخفاض الأسعار مع بدء المواسم في لبنان، يناشد التجار «أن يرحموا الناس»، و«ما يحدث لا يجوز في حق لقمة المواطن».
الاتحاد العمالي: ليتنا حركة انقلابية
في المقابل، وردا على ما يحدث، استهل رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن حديثه، بالقول: «ليتنا حركة انقلابية، لنوقف، ونحاسب من يسرق لقمة عيش المواطن، ويمصّ دمه»، مؤكدا أن الاتحاد ليس غائبا عما يحدث، «إلا أننا لا نملك غير صوتنا، فنحن لا نحمل «البواريد»».
وأضاف: «بالتأكيد لا المواطن ولا النقابات مسؤولون عما يحدث»، مشيرا إلى عدم وجود رقابة أو سياسة اقتصادية من قبل الدولة، «فالعالم أصبح مفتوحا، وما يحدث كان يجب مواجهته عبر خطة استباقية»، غير أن تضارب الصلاحيات بين الوزارات والمعنيين جعل المواطن يدفع الثمن.
ولفت إلى ان الاتحاد طالب مرارا رئيس الحكومة ووزارة الاقتصاد بإعادة إحياء المجلس الوطني للأسعار، «إلا أنهم غيّبوه وسخّفوا عمله، إلى أن جاء قرار إلغائه عبر مرسوم تحديد سقوف الأسعار على عهد الوزير سامي حداد».
ورأى غصن «أن الحكومة لا تحمي شعبها، وسياستها تتجاهل مصالح الناس، فلا أحد يعرف لماذا ارتفعت الأسعار، وإذا كنت تفهم ارتفاع سعر البندورة نتيجة الحرارة، فإن المطلوب تعديل في الروزنامة الزراعية لتلافي ما حدث، فهي ليست نصا مقدسا لا تخضع للتعديل والتبديل». وعن مسألة اللحوم، لاحظ أن «هناك معايير وضعت للاستيراد دون تأمين الاحتياطي اللازم لتوفيرها في الوقت المناسب».
وختم غصن كلامه بالقول: «الناس تصرخ، وإذا بقي الوضع على ما هو عليه من قهر واستغلال، فسيتحرك الشارع، ويمكن أن يتخطى مرحلة الصراخ».
جمعية المستهلك: رعب مما يحدث
أما رئيس جمعية المستهلك د. زهير برو فقال: «إننا مرعوبون من غياب الدولة»، وفيما أكد عدم تفاجئه بحالة الاستهتار بشؤون الناس، أشار إلى أن «الناس بلغت الذروة». وطالب برو الحكومة بعقد جلسة عاجلة لمعالجة الوضع المعيشي المتأزم، و»فلتان الأسعار».
وسأل: «لماذا لا يفعّل «المجلس الوطني لحماية المستهلك»، الذي يضم تسع وزارات وممثلين عن التجار والصناعيين وحماية المستهلك، حيث انه لم يجتمع منذ سنتين؟».
وخلص برو إلى القول: «لم يعد باستطاعة الطبقة الوسطى شراء البندورة واللحوم.. فيما التجار يتهمون المستوردين الكبار بعرقلة دخول السفن إلى المرفأ، بهدف السيطرة على السوق، ورفع الأسعار».

14 أكتوبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عين على «يد نجاد».. وأخرى على الكهرباء والنفط


كامل صالح

يترقب اللبنانيون نتائج زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، عاقدين عليها الكثير من الآمال، لا سيما في مجال «الكهرباء»، حيث يسأل بعضهم: هل يمكن لإيران فعلاً، وضع حدّ للأزمة في لبنان؟.
ويسارع البعض الآخر للقول: «إذا تمكنت إيران من جعل الكهرباء تنير بيوتنا 24 على 24، سنعلق صوراً كبيرة لنجاد في صدر الدار».
اللبنانيون الذين تابعوا خروج «الضيف الهادئ والمتواضع»، من باب الطائرة أمس، ارتسمت على ملامحهم علامات تفاؤل، بعد إعلان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره

13 أكتوبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : زيارة نجاد اقتصادياً: الابتعاد عن «فخاخ» المواقف المسبقة إلى «فسحة الأمل»


كامل صالح

ينتظر لبنان من زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أن تنعكس إيجابا على الحراك الاقتصادي والتجاري بين البلدين، آملا بأن يصار إلى إزالة المعوقات المسببة لضعف التبادل وتواضعه.
وعلى الرغم من أن «لبنان مستعد لتطوير وتعزيز وتحسين العلاقات الاقتصادية على الصعد كافة، بما فيها خدمة البلدين»، كما يؤكد وزير الدولة رئيس اتحاد غرف التجارة العربية عدنان القصار، إلا أن

25 سبتمبر 2010

حب خارج البرد Ḥubb khārij al-bard : ibn al-māʼ

غلاف رواية: حب خارج البرد - 2010 Ḥubb khārij al-bard : ibn al-māʼ : riwāyah / Kāmil Farḥān Ṣāliḥ
حب خارج البرد - كامل فرحان صالح Book

  • حب خارج البرد - ابن الماء

      Ḥubb khārij al-bard : ibn al-māʼ : riwāyah / Kāmil Farḥān Ṣāliḥ


    • رواية - 151 صفحة - Novel
    • بيروت : دار الحداثة ؛ الجزائر : ذاكرة الناس، 2010
    Bayrūt : Dār al-Ḥadāthah ; al-Jazāʼir : Dhākirat al-Nāss, 2010.

    • معرفات :


    • نبذة

    يحاول الروائي كامل فرحان صالح في روايته هذه أن يكشف صفحات غائمة في رؤيتنا للوقائع والأحداث التي حدثت وتحدث في العالم، ولبنان، من حين إلى آخر. في روايته الرائعة هذه "حب خارج البرد" قراءات أشبه بارتحالات متفاوتة المساحات من جهة الرؤية ومنظور الرؤية وعمقها، وربما تكون إضاءات من منظوره الشخصي، تأملات دونت بين حين وحين تعكس صورًا متعددة لتركيبات إنسانية أفرزتها تركيبة اجتماعية اقتصادية سياسية عبرت عن بني ذهعنية ما تزال مقيدة بثقافة دينية جاهزة سلفاً رغم التطور الذي واكب الحياة البشرية، ففي وصفه لجاره العجوز الذي طالما حكى عن يوم القيامة ونهاية الحياة على الأرض "كان شغفه بالتنبؤات لا يوصف، وفي أي مكان وجد، تسمعه يتحدث عن يوم الحساب، علامات الساعة، واقتراب أول ظهور المهدي المنتظر...". ففي أسلوب خاص، وسخرية مبطنة، وتعابير مختصرة لصور متعددة من الحياة، أراد أديبنا أن يقول كلمته بحس الأديب الناقد والشاهد الحي على حاضر يحتضر وماض يعجز عن نسيانه. إنها أكثر من رواية، إنها ملحمة تجسد الواقع بجميع ألوانه، مطرزاً بالفرح مرة وبالحزن مرة، أراد من خلالها "كامل فرحان صالح" محاورة واقع جديد لم يعد ممكناً محاورته إلا بالذهاب إلى منطقة الحدود القصوى.


    حب خارج البرد

    الشعر والدين فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي

    غلاف كتاب: الشعر والدين فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي

    الطبعة الأولى - 2004

    الشعر والدين -  كامل فرحان صالح
    الشعر والدين -  كامل فرحان صالح

    غلاف كتاب: الشعر والدين 

    الطبعة الثانية - 2010

    الشعر والدين ط 2 - كامل فرحان صالح
    الشعر والدين ط 2 - كامل فرحان صالح

    20 سبتمبر 2010

    صحيفة عكاظ - كامل صالح من «عكاظ» إلى السفير


    قبل مغادرته المملكة نهائيا وانتقال عمله إلى صحيفة السفير اللبنانية، كرمت أسرة الأقسام المتخصصة في «عكاظ» الزميل الدكتور كامل صالح، بعد سنوات عمل في القسم الثقافي امتدت إلى 11 عاما، حضره مساعد رئيس التحرير سعيد السريحي، الذي أثنى على تجربة كامل صالح، مقدما شكره على ما بذله من جهود، وتفاعله مع النشاط الإعلامي والثقافي في المشهد السعودي.
    وشهد التكريم وجود نائب رئيس تحرير «عكاظ» الأسبق علي مدهش، الذي أوضح أن كامل صالح شخصية ساهمت منذ انضمامه إلى أسرة الصحيفة في تأصيل العلاقة بين الصحيفة والمثقف.
    من جانبه، قص مساعد رئيس التحرير هاشم الجحدلي مشوار علاقته مع كامل صالح، مستعرضا ما يتصف به من ميزات، وركضه في دنيا الأدب والإعلام، وعلى وجه الخصوص المنتج والصحيفة المبنى.
    أما الكاتب والروائي عبده خال، الذي كان يوما رئيسا لكامل، فقال: «نودع اليوم زميلا، وصديقا عزيزا، تزاملنا معه على الحلوة والمرة طويلا، سواء في الصحيفة أو نادي جدة الأدبي، ومشاركته الفاعلة في جماعة النص في النادي، وقبلها في النشاط الثقافي في جمعية الثقافة والفنون».
    ولم يغب زملاء كامل في الأقسام المتخصصة عن هذه المناسبة، وهم: عبد الله عبيان، طالب بن محفوظ، محمد داوود، سعيد آل منصور، معتوق الشريف، صالح شبرق، وإسماعيل مباركي، إضافة إلى صديقه الفنان التشكيلي ياسر خطار، الذي أهدى كامل إحدى لوحاته الأثيرة من مجموعته الفنية، والفنان أحمد أبو غزالة، ولاعب الاتحاد السابق سامي شاس، والكاتب عبد الله عبد الباري، وتخللت المشاهد والكلمات في الحفل الكثير من الوجدانيات ودموع الوداع.

    عكاظ ـ 15 سبتمبر 2010 م

    17 سبتمبر 2010

    As-Safir Newspaper - كامل صالح : الملاحقات القانونية لمجزرة «صبرا وشاتيلا»: هل لبنان مستعد؟


    كامل صالح

    جاءت دموع إحدى الناجيات من مجزرة صبرا وشاتيلا لتوقد جذوة الذكرى الأليمة والقاسية، ليس في ذاكرة الفلسطينيين واللبنانيين فحسب، بل في ذاكرة الإنسانية ككل، اللقاء الذي عقد في بيروت أمس لمناقشة مصير الملاحقات القانونية المتعلقة بالمجزرة.
    ويوم أمس، حلت الذكرى الثامنة والعشرون للمجزرة (16 أيلول 1982)، ولليوم لم يعرف العدد الحقيقي لضحاياها، غير أن أرقام بعض المتابعين والمنظمات الإنسانية رجحت وصول العدد إلى نحو أربعة آلاف شخص لفظوا أنفاسهم الأخيرة وفق

    17 يونيو 2010

    Dar Al Hayat - غواية الاستشراف وجدلية العلاقة في «حب خارج البرد»

     رواية  حب خارج البرد -  دار الحداثة 2010 -  كامل فرحان صالح
    حب خارج البرد

    جدة - علي الرباعي * - حب خارج البرد

    يرى ميلان كونديرا في دراسة عن الرواية أن فيلدينغ من أهم الرواد الروائيين القادرين على التفكير بشعرية الرواية، ما منحه فرصة المحافظة على لغته الخاصة، وتجنب لغة المتبحرين الغامضة كأنها الطاعون». ونتساءل هل يمكن للرواية أن تنسج نفسها حول بطل لا مرئي؟ لتعلن احتجاجها على منتهكي العالم، ومؤسسي حقبة الميكنة حتى غدا كوكبنا مليئاً بالتجاوزات، وباحثاً عن ملامح تنسجم مع صورته الأصلية؟ هذا ما تحاول رواية «حب خارج البرد» (الصادرة عن دار الحداثة 2010) لكامل فرحان صالح الإجابة عنه بطرحها المزيد من الأسئلة المشروعة وغير المشروعة حول علاقة الإنسان بذاته وبالآخر، وكيف يمكن تحرير العلاقات الذاتية والموضوعية عن بعضها، ولعلي لمست أن العمل أشبه بحلم متوتر يقفز بلغته فوق حواجز الطرح الكلاسيكي، ويجنح بنا نحو فضاء متخيل وكأنها تهرب بنا إلى آفاق الخيال العلمي.
    «السماء توشك على بذر محصولها. الهواء يهم بالانسياب من نوافذ الأرض قاطبة، وهناك على المرفأ امرأة تنتظر رجلاً هزمته أسئلته، كلما همّ بالجواب خرّ على بركة من علامات الاستفهام»
    يمكن لهذا المجتزأ من رواية كامل صالح أن يضع القارئ أمام زوايا الحبكة السردية، الموغلة بغواية في

    جديد الموقع

    الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

    خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
    My rating: 5 of 5 stars

    ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
    يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
    كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
    https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
    ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
    https://documentcloud.adobe.com/link/...

    View all my reviews