بحث

26 أكتوبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبود لـ«السفير»: السيّاح العرب جزء من «تركيبتنا السياسية»

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبود لـ«السفير»: السيّاح العرب جزء من «تركيبتنا السياسية»
كامل صالح

رفض وزير السياحة فادي عبود عبر حديثه لـ«السفير» أمس، رسم إطار من التشاؤم سياحيا، على الرغم مما يشهده البلد من «شد حبال سياسي»، و«خطابات نارية» تلامس «فتيل الفتنة».
ورأى أن سيّاح لبنان الإقليميين، لا سيما من العالم العربي، أصبحوا جزءا من التركيبة اللبنانية عبر تشعباتها السياسية والاجتماعية، «ويعلمون أن الكلام السياسي لا يعني الوصول إلى تشنج أمني»، مستشهدا بما حدث بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006، حيث عادت السياحة إلى طبيعتها في غضون أشهر قليلة.
وتوقف عبود أمام كلام رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت، الذي قال: «إن الحجوزات لا تبشر بأن هناك كثيرين يريدون أخذ مخاطر في هذه الأجواء التي نعيشها حاليا»، موضحا أن 2009 أفضل من 2010، ورغم ذلك «أنا متفائل»، وأضاف: «يجب أن نفهم معادلة بسيطة، صحيح أن الأمن مرتبط بالسياحة مباشرة، لكن في كل الحوادث التي شهدها البلد، استطاع أن يخرج منها، والدليل على ذلك تخطي نسبة السياحة هذه السنة الـ 17.79 في المئة عن العام الماضي».
موسم واعد
وبشّر عبود، حسب طبيعته التفاؤلية، بموسم سياحي واعد في عيد الأضحى المبارك الذي يصادف بعد نحو أسبوعين، مؤكدا أن نسب الحجوزات في فنادق بيروت تخطت لغاية اليوم نحو الخمسين في المئة. وقال: «إن فنادق الجبل من الممكن، أن تؤمن الغرفة لشخصين بقيمة خمسين دولارا».
ولفت إلى أن الوزارة جاهزة كعادتها في المواسم والأعياد، وأعدت العدة لاستقبال السيّاح في المطار، فضلا عن اجتماعاتها المستمرة مع النقابات المعنية للتنسيق في هذا الخصوص، «فموضوع السياحة أولا وأخيرا هو في يد القطاع الخاص».
إلا أن عبود رأى صعوبة ـ حاليا ـ في توقع العدد الإجمالي للسيّاح والإنفاق السياحي في العيد، ويعود ذلك لظروف عديدة، منها الاجازات المدرسية، وحالة الطقس، وقرار اللحظة الأخيرة لاختيار السائح لوجهته.
وبعد تأكيده أن السؤال الأهم هو كيفية الخروج من الاعتماد على المواسم والأعياد، إلى اعتماد نظام سياحي على مدار السنة، ذكّر بخطة الوزارة في هذا الإطار، عبر اعتماد سلسلة من المؤتمرات والمعارض والنشاطات السياحية خارج المواسم المعتمدة، مشيرا إلى أن الهدف الذي تسعى إليه الوزارة إلى اعتماد خطة على مدى 365 يوما على جميع الأراضي اللبنانية.
بنية تحتية
وغمز عبود في المقابل من قنوات جهات أخرى، في مسألة التنشيط السياحي، قائلا: «هذه الخطة لا تصير بالتمني، بل يلزمها بنية تحتية»، لذلك تركز الوزارة جهودها حاليا على إنشاء مركز سياحي في ضبية، يتضمن مساحات للمعارض، وقاعات للمؤتمرات، ومسابح، مشددا على أهمية مساهمة القطاع الخاص، وتقديمه أسعارا تنافسية تشجيعية.
وفي وقت سابق، كلفت وزارة السياحة «تماشيا مع سياسة الإشراف والرقابة» شركة للتخابر لتلقي الملاحظات والشكاوى 24/24 ساعة على الرقم 727735/04 للمخابرات المحلية والخارجية، واعتبارا من اليوم وضعت الرقم الرباعي 1735 بتصرف المواطنين أيضا بالتعاون مع وزارة الإتصالات، إضافة إلى وجود أرقام أوروبية، حيث يمكن للسائح الاتصال بها مجانا للشكاوى أو استعلامات عن القطاع السياحي، إضافة إلى ذلك تعتبر وزارة السياحة هي أولى الوزارات التي تباشر تطبيق «الشباك الموحد»، وهي بصدد توقيع مذكرة تعاون مع وزارة الدولة للشؤون التنمية الإدارية في هذا الشأن، لتسهيل وتبسيط المعاملات الإدارية لما فيه مصلحة المواطن والسائح.
المؤشر والوعي
في سياق متصل، أيّد أمين عام اتحادات النقابات السياحية في لبنان جون بيروتي توقعات الوزير، مشيرا إلى أن نسبة الحجوزات في فنادق بيروت تخطت الخمسين في المئة، «إلا أن المؤشر النهائي المطلوب أن تتخطى الـ 70 في المئة في بيروت وضواحيها، لتبدأ المناطق السياحية البعيدة عن العاصمة، الاستفادة من الموسم».
ورأى أن التشنج السياسي لا يؤثر على الواقع السياحي، «إنما التخوف يبقى من حركة عسكرية ما»، ودلل على ذلك بما يحدث في فرنسا حاليا، «فالمشاكل الاجتماعية الداخلية لم تؤثر على إقبال السياح».واعتبر أن هناك وعيا عند المسؤولين في البلد، ليمر الموسم «بخير وسلامة»، لافتا إلى وجود تعاون ترويجي كلي مع الوزارة، فضلا عن جاهزية القطاعات الخاصة لإنجاح الموسم، مشيرا إلى أن معدل إنفاق السائح المباشر يتراوح بين الـ 1200 و1500 دولار، إلا أن الإنفاق الأكبر يتمثل في جوانب سياحية أخرى يتمتع بها لبنان على مدار العام، فبالإضافة إلى الاستجمام، هناك حركة نشطة للسياحة الاستشفائية والثقافية والفنية، وسياحة رجال الأعمال والتجار ومدراء الشركات، وسياحة المؤتمرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews