بحث

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقام الأنثى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقام الأنثى. إظهار كافة الرسائل

3 فبراير 2009

5- السَّعي

أدمدمُ اسمكِ
بين جبلين يدنوان لدفني
وأقول: أنا مفتاح
وهذا المدى كتابٌ من حَجَر
...
ليت الفتى... جواب

أسعى بين نبذٍ وهجرة
ألهثُ...
وراءَ رمق الآتي كعجوز يتملَّى الأيام
فمي يَبَابٌ
والجسدُ مطحنةُ هواء

تعثَّرتُ هنا
والماء لم يتفجَّر تحت خدِّي
غصتُ في الدعاء
لكن الصدى...
ليت الصدى عاد...

نفيتِني من رضاكِ
فتسرَّبَ مني الصفاءُ والمروءة
وهِمتُ كنبيٍّ
ينوءُ بعطشِ أمِّه
وقهرِ السؤال
لغتي انسلَّتْ من أصابع قروحي
ألف...
لام...
ميم...
وخررتُ عاجزًا عن الغفران

"لا تلتفت"... قلتِ لي
ونظرتُكِ من ذاكرتي
الملح ُينهمرُ منِّي
وعنقي يتحسَّسُ حدَّ الجنون

جبلان...
والسماءُ مناديلُ شوك
الجفافُ لا ينتهي
لا يتوقف نزيف الرحيل

كيف يسمح ربُّكِ...
بجعلي كبش فداء
ثمَّ
يطردني من نعمتكِ إلى الامتحان

أيَّةُ بركة هذه
يقتلُ الأبُ ابنَه... بالصحراء

تعبتُ... لأحضرَ شغفكِ
وها أنا أتربَّع على انهياري
كنبعٍ في قريةٍ منسية

الحبُّ معنى ضيق...

ومقامي في أرضكِ
هجرةٌ أيضًا
حقيبةٌ ضائعة بين الأرض والسماء

بتُّ مخمورًا بأحاجيكِ
أفكُّ واحدةً
فتفرِّخُ عمرًا من الدوران
لست حرًّا لأنهي قصتكِ فيَّ
أنا
مجرَّد ولهان يبحث عن سقفه
لينام... علَّه ينام

اخرجي من حدودي
غادري رؤاي...
دعيني... أفرشُ حبِّي لكِ بساطًا
وأطيرُ إلى السكينة وأرتاح

جبلان من شغفي
يموتان في غربةِ سعيي
وأنا
أتعوَّذ من سحركِ المدفون
في مراتب جلدي

بعض النفس
بعض الحياة
وأنتهي من وميضِ روحك
في عمري
و...
في شراييني...


"مقام الأنثى" كتبت في صيف 2002 (جدة- باريس- بيروت- جدة)، وكانت تحت عنوان "مقام الهجرة والوله"

4- موت

بردان... ضمِّيني
جسدي نادرٌ معكِ

قودي سَمَكي في حوض وَلَهِكِ
قلِّمي بربريَّتي
علِّميني ألف باء الوَجْد

دعكِ من قراراتِ الغبار
وحجِّي إليَّ
صلِّي لمقدَّساتِكِ فيَّ

أنكسرُ...
فأسقي ترابي بندى يدكِ
أخرجيني من مفازة الانتحار

لا سماء نلتُها
لا أرض وقعتُ عليها
معلَّقٌ بأهدابِ الحيرة
أقضمُ ما تيسَّر من الدعاء

لا ريح عندي
لا صيف
لا ماء...
أمنحُكِ دفءَ أساطيري
لتحطِّبيها
في خريف يزمِّلني بالاحتمالات

فائضٌ بالأسئلة
بأجوبة لا معنى لها
وأثرثرُ... كأني لم أنطق يومًا
وأصمتُ... كأنني صخرة حُبلى

ألمسُ طيفَكِ
ألعقُ رائحةَ قلقكِ
أدنو منك... لأحصي حبَّات نومي
... وأنتِ
خلف ستار
خلف ستار
خلف ألف صلاة

هل أعرفكِ
هل قرأتُكِ مع بَلَلِ أيامي

البيتُ غيمة
قفلٌ تحرسُه تعويذة فرعونية
ولا أسرار

يومي الجميل
هل ثمة عقاب لهذا الناضح مني
هل قدري أن أبقى حبرًا من أرق
أهرق صمتي في لقاءٍ أخير

لمَ تقصقصين سطوري فيكِ؟

صوتي مروحةٌ معطَّلة
جلدي بوقُ غزوات
تاهَ منِّي السلام
ترمَّدتُ...
كعينٍ في المنام
كلغةٍ بلا كلام
...
الحبُّ معنى ضيق
...
أفرِّغ شراييني
أتملَّى أشرعتكِ الموغلة في القضاء والقدر
وأخطُّ جفافي في بيتٍ بلا زوَّار
بلا مساحة للحنين
وأنوحُ
أنوح...
لأحضِّر شهادتي في رائحة موتكِ

2- غربة



يباغتني حضورُكِ
افتحُ الوقتَ على قهوةٍ مُرَّة
وجريدة بلا تاريخ

رغبةٌ مداري
ألجُ عصورَ النار
لأستحمَّ بشهوةِ البدايات

غربتي...
مكانٌ يفرضُ رَملَه على الحياة
على لغةٍ تسعى لثورةٍ ما

غربةٌ
ورحابةٌ لا يحدُّها حدّ...
تنحني لعبورِ الأسوار

لا أجسادَ هنا
لا نسائم تداعبها الضفائر
هنا
ليلٌ ونهارٌ لا يلتقيان
...
أجهدُ كي ألملمَ بقاياك
ذاكرتي تتنفَّسُ بركاتِكِ
...
هيِّنٌ الموتُ
هيِّنٌ التيه بحثًا عن مغفرةٍ وصلاة
...
والله عابرٌ هنا
عابرٌ فيّ
أدور علَّني أراه
...
لا أراه...

هل تحسَّسْتِ خوف الخوف
هل لمستِ ناقةَ الأيام
المتلبِّدة على الأيام
هل شممتِ رائحةَ عفن الطموح

ما العلاقة بين الغربة والغراب
بين الجوع والوجع
العشق والسفر...

أخالكِ صاعدةً في الفرح
في أرضٍ خلف الأرض
تنسجين أحلامًا بلا عتمة
وأنا...
أكسرُ النوم بالأرق
...
وأخاف

لا تلومي صلافتي معكِ
انسلَّتِ الحضارةُ مني
وسكنتْني البداوة

أيُّ جرح هذا
أيَّةُ غابة لا شجرَ فيها
أيُّ بحر لا يحملُ الشوق...
يحملني إليكِ

حفرةٌ بلا قاع
أسقطُ
أسقط...
والصوتُ بلا حبال

صلِّي لي
علَّ العابر ينظرُني
صلّي لي
علّني أنظرني

أيتها السماء
ما أشدَّ سكنكِ
فيَّ
... وأنا الخارج من
لبنان
إلى
الرمل
لأحمي نزولي على سلالم العمر

"الغربةُ عبادةُ أصنام؛
فهجرةُ الأوطان لمالٍ... وثنية
ولخوفٍ... ضعف إيمان"
قالها العارف ومشى
لأتلوَّى كالملسوع
...
والحمَّى تتوالدُ مني
تستوطنُني
فأهربُ
أهرب...
أفضُّ أختامَ الوَلَهِ
عساني أحضركِ
أرفعُ عبيرَكِ بخورًا
وأتعطَّرُ بمغفرتكِ
...
غربةٌ تقطف روحي
تسيح على عتباتكِ

غنِّي لي
لهذا النزيف
ربما
يتوقف اندلاق موتي
ربما...

1- شغف


النورُ يقتصدُ الإيحاءَ
يفضحُ غرفتي بوهج الكشف
فأنحدرُ من حجابي لأتنفّسَ مقامكِ

أحبّكِ..
معنى ضيق
أنا..
العاجزُ عن تلمّس أيامكِ
عالمي متأرجح
أنحني قليلاً لأحسّ وجودي
ألتقط ارتكازًا لهذه الأرض

أحبّك .. تفيض الدنيا بالدوائر

ألبسُ أدوارًا في لحظةٍ واحدة ..
في مكانٍ ينزف بي
غير أني أنا المريد في
تحسسكِ
شمّكِ
مسلماتك

اقرئي شغفَ الهذيان مثلي
وحلّقي..

الأرضُ حبّةُ جمود
وأنتِ بذرةُ روحها الحيّة

صِفي لي عتمةَ الماء
جرحَ الأفقِ ساعةَ الجنون
ثرثرةَ الغيمة في ضفّة الصيف
لم يكن ثمة مفاتيح بيننا
الأبوابُ نهارات لا تُحدُّ
ولغةٌ تسيل كل يوم
من ريح على جسدينا
تهب الصمت

الفم ملعقة الحرف
والسماءُ أساور لقائد مهزوم
فتح كتبي
هزم نملَ دفاتري

بَعْثِري ما شئت .. بعْثِريني
وهبيني بساتينك... عطركِ

جسدي معكِ
أنتِ النواويس المنسيّة قبل حضوري
الوقت ينهرني كغنم الخطيئة
يقتصُّ منّي
يعلّقني على زمنٍ ليس لي

أبحثُكِ مرة تلو مرة
أهدُرُ حكمتي…
وعندما أصلُكِ أكون مبلّلاً بتعبي

طهّريني مما مضى
املئي حقائبي بعبق المهرة
تقصّي
وأمضي
أعجن حكاياتٍ
لأطفال ينامون.
فأنا بيتُك الراضخ لوطئكِ
لصلاةٍ أولى
في سرير طاعن بالياسمين

أحاول .. لفّ مصابي
كحبل تدلى كيلا تهرّ السيدات الرشيقات
في
حضورُكِ عشبٌ
نهرٌ ..
كأسٌ يدلُقُ الولهَ في جعبة التراب

لا تحرقي الشمس
ارحمي هذا الإله من التكوين
وغادريني إليَّ

دثريني بشراشف النسيان
لا تثوري .. اهدئي
أنا سيّدك المسوَّر بفتنتِكِ

أحبّكِ.. معنى ضيق

رتبتِ الهجرةُ صوتي
فاخترعت مساحةً لأسمِّيكِ..
أسمّي ما يفيض مني نحوكِ.

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews