بحث

6 يناير 2023

ضفة ثالثة: حصاد 2022: في مظاهر "عودة الثقافة" بعد "الخمول الكوفيدي"

- كامل فرحان صالح (شاعر وأستاذ جامعي من لبنان): دخلنا في نفق لا نور في آخره حتى اللحظة

مشاركتي في تحقيق بعنوان:

حصاد 2022: في مظاهر "عودة الثقافة" بعد "الخمول الكوفيدي" 


من إعداد: عماد الدين موسى - ضفة ثالثة 


كامل فرحان صالح (شاعر وأستاذ جامعي من لبنان): 

دخلنا في نفق لا نور في آخره حتى اللحظة


* تبدو الإجابة عن هذا السؤال، في لبنان تحديدًا، نوعًا من أنواع الرفاهية، كون الانهيار الذي بدأنا نعيشه منذ سنوات، وتحديدًا هذه السنة، غير مسبوق في تاريخنا الماضي والحديث. وبالتالي أي تفكير خارج الهم المعيشي والحياتي بدا هذه السنة، كحالة حلم في واقع ينهار تحت قدميك.
فلتتخيل أن تفقد أكثر من 95 في المئة من قيمة عملتك الوطنية، ولتتخيل أنك بعد أن كنت تُعدّ من الطبقة الوسطى الميسورة نسبيًّا، أصبحت تعيش بالستر والمساعدات من هنا وهناك! لعل التساؤل الذي يطرحه كل لبناني (إلى أي شريحة انتمى) هو: ماذا ينتظرنا بعد في الأيام المقبلة، أو في السنة المقبلة؟ لا أعرف إن كنت سأعيش لأقرأ هذا الكلام، في اليوم نفسه بعد عام أو عامين أو أكثر.
صدقًا، لست في وارد الجلوس مقام العرافين، والتمعن في مشهدية الآتي من الأيام. فباختصار، وعلى المستوى الشخصي، بت عاجزًا عن حمل المزيد من الوقت المر، ومن انهيارات ومشاحنات وجدال وأحقاد لبنانية لا تنتهي. بتّ كغيري من المواطنين العاديين، عاجزين عن الحياة كالحياة التي مررنا ونمرّ بها في هذا البلد اللبنان. قد لا أبالغ إذا قلت إن حالنا كحال المثل: "ماذا سأذكر منك يا سفرجلة، كل عضّة بغصّة!". وها نحن نخرج من غصة لندخل في غصة. عمر من الغصّات.
مهما يكن، أنا كامل صالح الذي أعدّ نفسي مثقفًا وكاتبًا وأستاذًا جامعيًّا وأبًا لعائلة... لا أطلب شيئًا، ولم أعد أحلم بشيء، سوى بأن أقضي ما تبقى لي من وقت، بهدوء، وبأن لا أفجع بمزيد من فقدان الأحبة، وبأن يسامحني من أخطأت في حقّه من دون أقصد. قد تكون أيامنا المقبلة، أشدّ عتمة مما سبق، لأنه إذا لم نقتنع بأن الخلاص لن يكون إلا بقبع كل هذه المنظومة الفاسدة ومحاسبتها، فلا نظنّ أن شيئًا سيتغير، بل على العكس، سنجد أنفسنا في جهنم تتسع وتكبر بإتقان من صنعنا، وسنترحم على الأيام الصعبة السابقة. لا أعرف السبب الذي دفعني لأن أكتب هذا الآن، في سؤال عن أبرز المحطات الثقافية في هذه السنة من كتب وأحداث...! ربما قد يكون أن الثقافة الحقيقية هي ثقافة سؤال الحياة نفسها، فكيف والحال أنك تعيش في بلد دخل في نفق لا نور في آخره حتى اللحظة!

ضفة ثالثة - 5 يناير 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews