بحث

11 ديسمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : 7,5 مـلايين دولار لإمـداد صـور وقراهـا مـن ينابيـع القاسميـة

السد المتحرك ومبنى محطة الضخ
As-Safir Newspaper - كامل صالح : 7,5 مـلايين دولار لإمـداد صـور وقراهـا مـن ينابيـع القاسميـة
في أواخر العام 2008، عرض المدير العام لمصلحة الليطاني على المسؤولين، مسودة مشروع «إمداد مدينة صور والقرى الساحلية بمياه الشفة من ينابيع القاسمية في عين أبو عبد الله» الذي أعده الدكتور حسين رمال (مهندس الزراعي ودكتور في اقتصاد التنمية، ورئيس مصلحة سابق في مصلحة الليطاني)، وأخذ علما آنذاك، بأن خطوط المشروع العريضة عرضت على مرجع سياسي كبير، فأبدى موافقته المبدئية، على أمل متابعته، والبحث عن مصادر تمويل، وإلى الآن بقي المشروع طي الأدراج.
تبرز أهمية مشروع رمّال، بفصل صور والقرى الساحلية والمخيمات عن الشبكات الحالية، وربطها بشبكة جديدة تجر المياه من ينابيع القاسمية، التي تؤمن بسهولة حاجاتها لمياه الشفة، وقدرت بنحو 9 ملايين متر مكعب في السنة، يستفيد منها نحو 180 ألف شخص في صور و13 قرية وبلدة، إضافة إلى سكان المخيمات الفلسطينية.
قلة الأكلاف
يرى الدكتور رمّال عبر حديثه لـ»السفير» أن مصلحة الليطاني قادرة على تمويل المشروع ذاتيا، «نظرًا لقلة أكلافه، خصوصا أن منشآته الرأسية قائمة على مصدر المياه»، وتقدر بنحو 7 ملايين وخمسمئة ألف دولار، موزعة على الشكل التالي: أكلاف المنشآت الميكانيكية والكهربائية مليون وخمسمئة ألف دولار، أكلاف أشغال الهندسة المدنية خمسة ملايين ومئتان وخمسون ألفا، غير منظور (10 في المئة) سبعمئة وخمسون ألفا.
أما عن المنافع الناتجة عن تنفيذ المشروع، فيمكن تلمسها ـ كما يوضح رمّال ـ على أصعدة عدة، فعلى الصعيد الاقتصادي المالي، فإنه من خلال الفارق الكبير بين أكلاف الضخ من مصدري المياه (آبار وادي جيلو وينابيع عين أبو عبد الله)، إضافة إلى ما تحققه مصلحة مياه صور من سد العجز الحاصل لديها في حاجات مياه الشفة، وزيادة حصة الفرد اليومية من حوالى 33 مترا مكعبا في السنة حاليا إلى نحو 50 مترا مكعبا في السنة، فضلا عن المكاسب المادية التي يحققها من جباية الرسوم من المشتركين.
ولا تقل المنافع العائدة لمصلحة الليطاني من جراء تنفيذ المشروع، وأهمها إلى جانب المكسب المالي، الحد من هدر المياه باتجاه البحر، وتشغيل المنشآت القائمة بحيث تعمل بأكثر من 60 في المئة من طاقتها على الأقل.
كما يعتبر تنفيذ المشروع المقدم من الناحية السياسية، كما يقول رمّال، ردّا مباشرا على ادعاء إسرائيل أن مياه الليطاني تذهب هدرا باتجاه البحر، وتاريخيا يعيد للذاكرة توفر مصدر ثابت وآمن للمياه لصور ومحيطها، ومن ينابيع القاسمية تحديدا، الصورة التاريخية لمصدري المياه بغية تأمين حاجات المدينة وسهولها من المياه، وهما: المصدر الجنوبي: برك رأس العين والرشيدية، والمصدر الشمالي: مياه القاسمية، حيث يلتقي المصدران عند مفترق قانا شرقي المدينة، ناهيك بما يؤمن المصدر الجديد للمياه من تعزيز للقطاع السياحي في مدينة صور التاريخية العريقة.

نظام تغذية
المشروع الذي يتضمن مدخلا تاريخيا لنظام تغذية صور وضواحيها بالمياه عبر التاريخ، يقوم على ضخ المياه من ينابيع القاسمية الواقعة في منطقة عين أبو عبد الله باتجاه المنطقة المطلوب تزويدها بالمياه، وتبلغ طاقة الينابيع نحو 2,5 متر مكعب في الثانية، ونحو 1 متر مكعب في الثانية في فترات الشحائح، وقد أقامت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني منشآت ضخ لاستغلال جزء منها لري سهل صور خلال موسم الري الذي يمتد من أواسط أيار حتى أواسط شهر تشرين الثاني من كل عام. ولا بد من الإشارة هنا، إلى أن هذه الكمية الهائلة من المياه تذهب إلى البحر طيلة فصلي الشتاء والربيع، وخلال ساعات الليل التي تتوقف فيها المحطة عن الضخ خلال موسم الري.
من هنا، طورت مصلحة الليطاني منشآت الضخ، خصوصا في مطلع العام 2000، حيث اكتملت المحطة، وأصبحت تحتوي على سد تجميعي متحرك، مكوّن من تسع بوابات تفتح وتغلق أوتوماتيكيا، ومحطة ضخ قديمة (محطة المهندس نزار عاصي) مكوّنة من 5 مجموعات طاقة الواحدة منها تبلغ 480 ليترا في الثانية، وتصل قدرة المجموعات الخمس في حال تشغيلها إلى 2400 ليتر في الثانية. وتعمل المحطة حاليا لفترة 10 إلى 12 ساعة في اليوم، وخارج فترات التشغيل تذهب المياه المجمعة في السد إلى البحر.
ويفيد رمّال أنه بعد حرب تموز التي دمّرت جزءا واسعا من المنشآت، أعادت المصلحة تأهيل ما تدمر، وأضافت إليها محطة ثانية مكوّنة من ثلاث مجموعات ضخ طاقة الواحدة منها 500 ليتر في الثانية. وخزان التوازن وتبلغ سعته 5 آلاف متر مكعب، ويقع عند مدخل نفق صور على المنسوب 23 مترا عن سطح البحر.
وتحتوي المحطة على مجموعة توليد بطاقة 1200 كيلوفولت، تشغل عند انقطاع التيار الكهربائي. ويلفت إلى أن هذا العرض يبين أن المنشآت الرأسية للمشروع المقترح قائمة وطاقتها تكفي لتغطية حاجات الري ومياه الشفة.

المنشآت الجديدة
أما المنشآت الجديدة المطلوب إدخالها على المشروع الجديد، فهي تقتصر على الناقل الرئيس للمياه الذي يمتد من خزان التوازن عند مدخل النفق إلى خزان التجميع في أعلى البرج الشمالي على المنسوب 20 مترا من سطح البحر، وطول القسطل الناقل 10 كلم وقطره 40 سم، ويمكن تمريره في حرم قناة صور، ولا يحتاج إنشاؤه إلى استملاكات جديدة، إضافة إلى خزان للتجميع في البرج الشمالي سعته نحو 3 آلاف متر مكعب، والتجميع عبارة عن بحيرة صغيرة، يضاف إلى المنشآت التوصيلات والفلاتر والسكورة، ومحطة لتكرير المياه عند أسفل الخزان، وقساطل التوزيع التي تربط بين المحطة وشبكات مياه الشفة القائمة حاليا في المنطق. ويعمل المشروع على نظامين خارج موسم الري وخلاله، وبذلك تتمكن مصلحة مياه صور أن تغطي العجز الحالي، وتحقق من عمليات سحب المياه من المصادر (برك رأس العين وآبار وادي جيلو) وفرا في الأكلاف. يشار إلى أن مياه ينابيع عين أبو عبد الله الواقعة في الحوض السفلي لنهر الليطاني (بين مصبه في القاسمية والسد التحويلي في الزرارية) من اصفى وأنقى المياه المتفجرة من الينابيع السطحية على الخريطة المائية للبنان، وهي بعيدة نسبيا عن التجمعات البشرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews