بحث

11 يونيو 2010

أحب أن أسمع صوتك

* إلى الماء
سأل الطفل أمه أن تحكي له حكاية قبل أن ينام
فحكت له حكاية
ثم .. طلب منها أن تحكي الحكاية مرة أخرى
فحكت له الحكاية مرة أخرى
ابتسم، وطلب أن تحكي له الحكاية مجددا
هنا ابتسمت الأم وسألته: ما بك؟
اقترب منها وبعد ان قبلها على خدها قال:
أحب أن اسمع صوتك وانت تحكين الحكاية اكثر من الحكاية نفسها

كامل فرحان صالح - June 11, 2010 الجمعة

9 يونيو 2010

خذ ساقيك إلى النبع

كامل فرحان صالح

جهة الشعر 9 حزيرن 2010


طرفُ غابتك
يلوذُ بك
دون بلل شهي
يعبر سر الساكن
في مائك
...
إلى حياتك الأخرى
لا تمدّ يدك
إلا لتفرح
...
تجوعُ لحفرةٍ صاغها سبيلٌ طيب
تشهر هناك عريك
برئتين تتسربلان عتمة الرؤيا
تخمّرُ الهواء
والحجرُ يمشي إليّ... إليك
..
وتشم دمي
...
كلُّك مني... وكلّي منك
وكلّهم يستوون تحت عشبةِ صلاةٍ باهرة

يرفعون جسدا نحو لعنة الأعالي
لتنزّ غيمة بعض قطرات...
على صخرة

السيد يتزين بمقام السيدة
يرشقُ الأفقَ الناعم بتينٍ وصبّار
وفي أسفل العين
يئنُ كذئبٍ وحيد
يتهجّى الأمل
...
خذ ساقيك إلى النبع
اعصر معنى البارحة
من ريقِ النبوءات
لتطهّر الأرض الأولى
من جوعِ ربٍّ
يتسلّى بالأرقام
... وارقص مثلي
على
عمرٍ
يمضي
نحو
حليبِ الآثام المعطّرة بالزعفران.

نيسان 2010

http://www.jehat.com/Jehaat/ar/ArabatAlnaar/9-6-10a.htm

4 يونيو 2010

صحيفة عكاظ - صراع الطبقات في «ترمي بشرر» مستهلك

«أسطول الحرية» يفرض حضوره على أمسية أدبي جدة .. العباس:
صراع الطبقات في «ترمي بشرر» مستهلك
كامل صالح ـ جدة

رفض الناقد محمد العباس اعتبار رواية عبده خال (ترمي بشرر) الفائزة بجائزة البوكر، رواية سياسية، مشيرا إلى أنها «تخلو من مفردات المعجم السياسي المتعارف عليه، وانتفاء وجود الشخصيات المناضلة، بمعنى أن سياقاتها لم تتقاطع مع ما يعرف بالبناء العلوي للسياسة كما يتمثل في الأحزاب والحركات النقابية، بقدر ما تضمنت روح الجدل السياسي، وملامح التجابه الضمني بين مختلف الطبقات الاجتماعية»، معتبرا في السياق نفسه، أن الرواية «تطرح صراع الطبقات بشكل مستهلك، ولم تأت بجديد في هذا السياق».
المحاضرة التي ألقاها العباس في نادي جدة الأدبي مساء الثلاثاء الماضي، شهدت حراكا نشطا في طرح الأسئلة والمداخلات من قبل الحاضرات والحضور، وبدا الناقد متمكنا في رصد مفاصل وعوالم الروايات السعودية الصادرة حديثا، كما بدا متمهلا وهادئا وحذرا في رده على كثير من المداخلات لحساسية الموضوع.
في المحاضرة التي تعتبر مدخلا للرواية السياسية في المملكة، كما قال العباس في مستهل ورقته، فرضت حادثة

24 أبريل 2010

حادي الغيم

لوحة طارق كامل صالح
لوحة طارق كامل صالح

أيّ كلام لي
في هذا الوجد
أيّ كلام لي
في ساحة الوله

الأغاني تنزلق كالبخار
وفي قلبي حقيبةُ البلاد

موجعٌ هذا الأب
في المفردات

22 أبريل 2010

صحيفة عكاظ - السريحي يتكئ على ابن رشد ليعيد روح المنهج التفكيكي

قاد جملة من الأسئلة لصياغة «المثقف والسلطة» في أدبي جدة
كامل صالح ـ جدة
اتكأ الناقد سعيد السريحي على الفيلسوف الإسلامي ابن رشد ليعيد إحياء المنهج التفكيكي في المقاربات النقدية، طارحا جملة من الأسئلة حول ابن رشد «المثقف»، وابن رشد «السلطة»، ليخرج بعد ذلك إلى رفض اعتبار ابن رشد كان ضد السلطة، وما نقل عن حرق كتبه وسجنه جرى تضخيمه والمبالغة فيه من قبل العقلية العربية التي قاربت هذا الحدث التاريخي.
السريحي الذي قدم البارحة الأولى ورقة بحثية بعنوان «ابن رشد.. المثقف أم السلطة»، أثار العديد من الأسئلة في نادي جدة الأدبي، في سعيه إلى تفكيك بنية عنوان محور جماعة حوار الداعية إلى المحاضرة (جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة)، مستهلا ورقته بحيرة السائل، حيث كلما قلب النظر في «ابن رشد» تساءل عن أي ابن رشد يمكن لنا أن نتحدث؟ ومن هو المثقف الذي نعنيه هنا؟ وما هي تلك السلطة التي نحاول حصار حصارها لنا بتفكيك آليات عملها؟.
ومضى السريحي في صياغة أسئلته الإشكالية، بهدف «تقليب الحطب على النار»، متناولا جملة أخرى من الأسئلة، ليصل إلى القول: إن ابن رشد هو «المثقف»، وهو «السلطة»، وابن رشد هو «سلطة المثقف».
وانتقد السريحي في رده على مداخلات الحاضرات والحضور على ورقته، كيفية تناول الفكر العربي لابن رشد، إذ استعاده كونه «ثوريا»، وكون كتبه أحرقت، أي «استعدنا الفكر المحروق»، فيما استعاد الغرب ابن رشد التنويري والعقلاني.
وأقر السريحي في رده على مداخلة، أنه أساء التعبير عندما اعتبر أن ابن رشد مجامل للسلطة، موضحا أن ما يقصده بالسلطة هنا هو الخطاب المهيمن وتمظهره، الذي عبره يمكن فهم قرارات السلطة وآلياتها.
وعاد ليؤكد سلطة ابن رشد عبر توظيفه العقل لمصادرة أشواق الإنسان للمطلق، والاستسلام أحيانا لمتعة الوهم، موضحا أنه سعى لمحاولة تفكيك ابن رشد عبر مستويين؛ الصورة باعتباره مثقفا ضد التيار العام، ومحاولة تفكيك مقولاته العقلية لمصادرتها للاختلاف بين الناس، حيث مسح الاختلاف في المجتمع بحجة التوحيد، يسهل السيطرة عليه.
وخلص السريحي للتأكيد أن مقاربة ابن رشد وتفكيك خطابه هو تفكيك لخطابنا بالضرورة، غير أن المطلوب أن نقارب ابن رشد كابن لعصره، ولا نأخذه إلى عصورنا نحن، ونحمله ما لا يحتمل.
استهل مداخلات الأمسية الثقافية التي أدراها الدكتور سحمي الهاجري، الدكتور الطاهر مكي، الذي قدم قراءة تاريخية مع طرح المزيد من الأسئلة عن حقبة ابن رشد، مؤيدا رأي السريحي، في مبالغة المؤرخين والأدباء العرب في تناول إحراق كتب ابن رشد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ابن رشد ليس عربيا إنما إسبانيا.
وتواصلت المداخلات عبر الدكتورة لمياء باعشن، الدكتور زيد الفضيل، نورة القحطاني التي أثارت تصادم ابن رشد مع الغزالي، سعيد الغامدي، سهام القحطاني، عبد الله تعزي، منى المالكي التي رأت في ورقة السريحي دعوة لإعادة قراءة ابن رشد مجددا، معتوق الشريف، فاطمة عبد الله، محمد راشد الذي رأى أن ابن رشد ابن المدرسة اليونانية وسأل عن غياب كلية للفلسفة في جامعات المملكة، عائشة الشهري، ماجد القاري، الدكتورة إلهام باجنيد التي سألت هل بالضرورة أن يكون المثقف ثائرا على السلطة؟، أحمد عائل فقيهي الذي سأل لماذا كانت فلسفة ابن رشد أكثر تأثيرا في الفكر الغربي، حليمة مظفر، وأحد النقاد الذي سأل: كان المثقفون يواجهون السلطة من خندق إلى خندق، ماذا يفعلون الآن بعد أن أصبحوا ــ وفق مقاربة السريحي ــ في خندق واحد مع السلطة، وهل المثقف ظلم السلطة تاريخيا وفق تفكيك السريحي؟.. وغيرها من المداخلات.
الخميس 08/05/1431 هـ ـ 22 أبريل 2010

11 أبريل 2010

زعلان من كيكا

واكبت كيكا منذ البدايات، وكيكا حضنت العديد من نصوصي وبحثا لي عن آثار العراق، وكان مفتاح كل هذا صموئيل الذي يعرف كيف يدهشك دائما، لا كونه صاحب سلطة (جمهورية كيكا) .. بل كونه إنسانا يعي تماما أن المثقف من الناس وإلى الناس.. البسطاء والطيبين، والمبدعين، والمهمشين، والمجانين، والمؤمنين، والملحدين... يعي تماما أن تفاصيل التفاصيل سر اللغة الكونية التي تجعل هذه الأرض تدور وتدور ...

زعلت من كيكا ... عندما تجاهلت أخيرا نشر نصوص لي، وخبرا عن روايتي الجديدة..
زعلت جدا، حيث لم أكن أتخيل أن صموئيل الذي رحب بي منذ 8 سنوات كفاتح عظيم، ينكرني ... ولا يرد على رسائلي...
زعلت من كيكا ... ولم أتمرد .. ولم أنتقد.. ولم أصرخ... ولم أهجرها ...
كان زعلي داخليا / صامتا ..
إذ كيف لكل هذا الحب أن يتحول إلى تجاهل وتطنيش؟؟
كيف يعني أن تنتظر نشر قصيدة لك ولا تنشر...
تنتظر أن ترى غلاف روايتك واسمك يلمع كالفرح..
تنتظر أن تجاور أسماء أخرى.. تقول لهم: صباح الخير يا جيران.. لنشرب قهوة معا...
تنتظر ... تنتظر... وتزعل... وتبحث عن مبررات، أعذار... وعندما لا تجد... تبتعد إلى صمتك..
لكن في الوقت نفسه.. كنت أتابع معظم ما ينشر فيها، وأجد إبداعا، وفرحا، وقضايا أهم بكثير من زعلي...
ماذا يعني أن صموئيل لم يعد ينشر لي؟
ماذا يعني أنه لا يرد على رسائلي؟ وهو كالسندباد لا يهدأ، تتابع وجوده من بلد إلى آخر، وتضحك من قلبك، لبعض ما يبثه في شريط كيكا الاخباري، كما تحزن، عندما يودع مبدعا...
زعلت من كيكا..!
يمكن كيكا زعلت مني، لأني لم أعرف كيف أحبها، وكيف أدللها، وأدلعها...
أخيرا،
أود أن أقول دون أن أعرف إذا كان كلامي هذا سينشر أم لا..
وإذا صموئيل سيلحظه أم لا..
أقول رغم كل هذا وذاك... وكل هذا الزعل.. لكيكا صموئيل:
كل عام وأنت أقرب إلى الناس... كل الناس
محبكم

شاعر لبناني مقيم في السعودية
kamelsaleh@hotmail.com
http://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname=kikaharabic\live\k4\2010-04-08\75.txt&storytitle=

« حب خارج البرد ».. شخوص يلوّنون الحياة بالحزن والشغف

حب خارج البرد

قراءة: علي فقندش * صحيفة عكاظ

لا ينفصل البناء الروائي في «حب خارج البرد» عن صورة التوهان، الذي يعاني منه الفرد العربي في كل مكان، فـ «هند اسكندر المدني» التي يتكرر اسمها كثيرا في الرواية، تعني حلم الحاضر والمستقبل الضائع، ففي لمحة من جسد الرواية يتحدث الراوي بلغة الضمير الغائب، فيقول (الحياة بقدر وضوحها الصارخ غامضة، وكأنها تتوارى خلف شعرة دقيقة جدا، رفيعة جدا، ولا نعود نفهم شيئا).
ويمضي في سياق آخر في لغة مترفة (الماء بارد والجو ينذر بسقوط المطر، لم يبق على بدء دوامي في الجامعة سوى ثلاثين دقيقة. أنجزت طقوس الصباح برغبة جديدة كأني لم أمارسها من قبل..).
وتمضي رواية كامل فرحان صالح الصادرة حديثا لدى داري ذاكرة الناس في الجزائر، والحداثة في بيروت، وهي تتوزع بين الأمكنة؛ بيروت، مصر، فلسطين، جدة، تحمل في طقوسها أشياء مبهمة وشخوصا يلونون الحياة بالحزن، وفي الوقت نفسه يمنحون العشق والشغف والأمل، الذي ربما يكون أحلى وخارجا من البرد.
الشاعر والناقد والصحافي وأخيرا حامل الدكتوراه في «فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي» يهجس في دنياه، كونه قلمًا وفكرًا يطوف في عوالم الإبداع، تستشف منه وفيه كل هذه الهواجس، وأنت تقرؤه في روايته « حب خارج البرد » التي عرفها بـ «ابن الماء»، وأهداها إلى

22 مارس 2010

في يوم الشعر العالمي: مرور خجول وأسئلة قاسية


د. كامل فرحان صالح

مر يوم الشعر العالمي خجولا في الساحة الثقافية العربية عامة والمملكة خاصة، حيث بدا هناك غياب شبه كامل عن هذه المناسبة السنوية التي صادف مرورها أمس، فباستثناء أمسية شعرية دعا إليها نادي الشرقية الأدبي، وأمسية أخرى يشهدها نادي الباحة الأدبي الليلة، فلا يوم للشعر في المملكة.
وبدا في هذا السياق، بيان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) أمس عن أهمية الشعر في الثقافات الإنسانية، خطابا غريبا، وكأنه لا يعني أحدا. فعن أي مناسبة تتحدث المنظمة؟ وهل ثمة من يهتم بالشعر؟ أو هل ثمة أحد انتبه لهذه المناسبة في عالم عربي معظم مكونات إرثه الثقافي شعرا؟.
أسئلة قاسية تطرح نفسها في وقت دخلت فيها مشاعر الإنسان ثلاجة ثورة التقنية، وعصر العولمة الذي يجتاح كل شيء أمامه.
(الألكسو) أشارت في بيانها إلى دور الشعر «في الإبقاء على تألق الكلمة لتواصل فعلها في بث قيم الخير والعدل والتسامح والتقارب بين الثقافات المتعددة بما يرسخ قيم الحوار والتلاقي والتفاهم».
واعتبرت بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي أقرته منظمة اليونسكو في 21 مارس من كل عام، «أن الشعر تعبير عن واقع الإنسان وهمومه، ومشاعره، وهو دعوة متواصلة لتحرير الإنسان من كل ما يعيق تقدمه وانخراطه في بناء الحضارة، والمحافظة على عمقها الثقافي من أجل المساهمة في إرساء السلام». ولم تنس المنظمة في بيانها تذكير العرب بعلاقتهم الوطيدة مع الشعر عبر التاريخ، حيث ذكرت «أن الشعر والشعراء العرب تمكنوا من الثبات والوجود عبر الرسوخ في الذهنية الثقافية العربية إلى درجة أنه أصبح من العسير الفصل بين لغة الضاد والشعر عند العرب».
وشاءت المنظمة أن تدعو في ختام بيانها «إلى مواصلة الاعتناء بالشعر في الوطن العربي، وإلى الحضور الفاعل في هذا المضمار بتشجيع الشعراء والاعتناء بهم، وفتح آفاق الإبداع أمامهم، والتواصل مع الإبداعات الشعرية في العالم، والأخذ منها، والتأثير فيها حتى يكون للشعر العربي الإشعاع الواسع، والحضور الكبير»، معتبرة «أن الاهتمام بالشعر هو اهتمام باللغة العربية، التي تمثل لسان العرب والعنصر الأساسي من هويتهم الثقافية والحضارية».
لا يسع المرء إلا أن يشكر المنظمة على هذا البيان الاحتفائي، إلا أن السؤال المر الذي ينبثق كشوكة في هذا الأطار، على من تطلق مزاميرك يا داوود!.

صحيفة عكاظ ـ 22 مارس 2010 م

21 مارس 2010

‘She Throws Sparks’ Abdo Khal

DIWANIYA
‘She Throws Sparks’
By Dr. Kamel Farhan Saleh

In his novel “Spewing Sparks as Big as Castles,” - also known as “She Throws Sparks” - that has won the $50,000 International Prize for Arabic Fiction (the Arabic Booker), the novelist Abdo Khal aligns himself with people living on the margins of society – the simple people.
 Abdo Khal
As in his previous novels, he delves in detail into the lives of poor people including their woes, their problems and the injustices they are subjected to, including the pain they bring on themselves. In his latest work, and for the first time in his novels, he goes further by creating a window into the world of the bourgeoisie.
Khal does not enter the world of prose from an ivory tower, but arrives through the gate of human agony. But he comes to this world much like a man who is surprised to have come across a treasure.

The path of life

12 مارس 2010

حب خارج البرد


الأعمدة اليومية - صرخة - عبدالعال السيد *

حينما أهداني زميلنا الصحافي في مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر الدكتور كامل صالح نسخة من باكورة انتاجة الروائي ( حب خارج البرد) ، لم أكن أتصور ان الغموض والشتات وسيناريوهات الذهان التي يعاني منها شخوص الرواية سوف تجذبني لالتهامها خلال ساعات ، أقول ذلك لأن القراءة أصبحت في هذا الزمن بالنسبة للإنسان مثل العنقاء والخل الوفي ، ففي هذا العمل يخرج صالح مثل طائر الفينيق من الرماد الشتوي ويعلن عن حضوره ضمن حراك من شخوص وبشر قسمات وجوههم صارمة وشفاههم عطشى ، وحياتهم موشاة بختم الحب المستحيل ومشاهد الزلال والموت المجاني .
 الرواية من القطع المتوسط ومن إصدارات ( دار الحداثة ) في بيروت ، وهي عبارة عن هتاف يبدو انه متجانس لكن في كل نص منها نجد حكاية مختلفة وشخوصا يخرجون من رحم الأرض ويعبرون عن توقهم للتفاعل مع الحراك الحيوي .
ففي سياق البناء يستهل صالح إطلالته بخوف وتوجس، وهو يتأمل (هند) النائمة في

4 مارس 2010

«ترمي بشرر» لعبده خال .. تفضح وجع الأحلام وشغب الغرائز

عبده خال 
«ترمي بشرر» لعبده خال .. تفضح وجع الأحلام وشغب الغرائز

يواصل فيها البحث عن الفردوس المفقود


قراءة: د. كامل فرحان صالح *

ينحاز الروائي عبده خال في روايته «ترمي بشرر» الفائزة بجائزة بوكر العربية، إلى عالم المهمشين، البسطاء.. يدخل كما في كل رواياته السابقة، إلى مفاصل حياة الفقراء، واقفا على تفاصيلهم، همومهم، مشكلاتهم، والظلم الذي يتعرضون له، أو الذي يصنعونه بأيديهم. ولا يكتفي بذلك، فيخترق في عمله الأخير عوالم البرجوازية، راسما صورة كثيفة الظلال لها وعنها، ليحقق اختراقه الأول لهذه الطبقة في مسيرة كتاباته الروائية.
خال لم يأت إلى عالم السرد من شريحة مخملية، أو من برج عاجي، كما يقال، بل دخل هذا العالم عبر بوابة الوجع الإنساني، ودهشة الرجل التعب أمام كنز وجده صدفة.
درب الحياة
يحمل خال في روايته الجديدة كما في رواياته ــ «الطين، نباح، فسوق، مدن تأكل العشب، الموت يمر من هنا...» ــ تفاصيل الحياة الشاقة، وشخصيات غير مكتملة الملامح، تقتات على قارعة درب الحياة القليل من الأمل والفرح، والكثير من الألم والقهر والخوف من المستقبل. فهو ماهر في صياغة سرد الحكايات، والتغلغل عبر رواية واحدة إلى مئات الروايات، تساعده في ذلك مهارته في الإصغاء إلى الناس، كل الناس، مدققا في حادثة، وفي مثل شعبي، وفي أغنية غابرة، في حدود الأمكنة، في وظائف شخصياته، ومساراتهم، ولا يخجل من

لن أنتحر الليلة

عنب على العتبة
بالرقص
يغري الهواء


فيضحك
حتى آخر الأرض
عمري القليل


أحيك بالصبر موالي
وعلى درب غريب
أتأمل بقايا دعاء


لن أنتحر الليلة
فثمة شمس في انتظاري


لن أقول أحبكِ
كي لا تغار السماء


عن حرف أو حرفين من اسمي
ابحثي في دفاترك
أنسجي ثوبا
فحنيني... تراب
ـــــــــــــــــــــــ
كامل فرحان صالج
آذار 2010

2 مارس 2010

صحيفة "عكاظ": رئيس أدبي الجوف: المشاريع الخطرة على الوطن تدمر نفسها

دعا في مجلة سيسرا إلى موقف ثقافي وطني


تساءل متابعون للحادثة التي تعرض لها نادي جوف الأدبي البارحة الأولى، هل ثمة ارتباط ما بين الحريق، وما أورده رئيس النادي إبراهيم الحميد في افتتاحية مجلة سيسرا الصادرة عن النادي أخيرا؟، حيث رأى هؤلاء المتابعون يبدو أن الجناة لم يعجبهم دعوة الحميد إلى «موقف ثقافي وطني وعربي شامل تجاه القضايا التي نواجهها»، وتوجيه جميع التيارات باتجاه الأعداء المشتركين للوطن والأمة؛ خارجيين مثل الكيان الإسرائيلي، وداخليين مثل الفقر والبطالة، وانحسار التنمية، و«أن المشاريع التي تحمل الخطر على الوطن الواحد بدأت في تدمير نفسها، والكشف عن وجهها، وهاهي تتكسر على عتبات الوطن قبل أن تنال منه، لتتضح الصورة الحقيقية عن الأعداء الذين يكيدون شرا بالوطن الواحد، وأن حبالهم قصيرة جدا، ولا يمكنها أن تنال منه أو أن تحقق أهدافها في النيل من وحدته وترابه».
وكان رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد قد دعا في افتتاحية العدد الثالث من مجلة سيسرا إلى «صياغة موقف ثقافي وطني، وحتى عربي شامل تجاه كثير من قضايانا التي نواجهها من ركام العثرات التي واجهت مجتمعاتنا، وذلك بعد أن نحدد سلفا وجهتنا، ومسيرتنا التي نرتضيها».
وقال الحميد في افتتاحية المجلة: «إننا نواجه عددا من الأسئلة التي تؤكد حسا كبيرا بالمسؤولية التي بدأت مجتمعاتنا تعيها، حيث أحالت الانقسامات والتقسيمات الفكرية إلى مزيد من تأجيج الصراعات داخل الوطن الواحد، بدلا من توجيه جميع التيارات باتجاه الأعداء المشتركين، للوطن والأمة، خارجيين مثل الكيان الإسرائيلي، وداخليين مثل الفقر والبطالة، انحسار التنمية، التخلف التقني، والأمية الثقافية وغيرها».
ويخلص الحميد للقول في افتتاحية العدد الجديد من المجلة: «إن ما يطمئن أن هذه الانقسامات، وإن طال ليلها، قد بدأت في الإسفار عن صباح جديد، ذلك أنها بدأت تتكشف عن أن المشاريع التي تحمل الخطر على الوطن الواحد بدأت في تدمير نفسها، والكشف عن وجهها، وها هي تتكسر على عتبات الوطن قبل أن تنال منه، لتتضح الصورة الحقيقية عن الأعداء الذين يكيدون شرا بالوطن الواحد، وأن حبالهم قصيرة جدا، ولا يمكنها أن تنال منه أو أن تحقق أهدافها في النيل من وحدته وترابه».

عكاظ ـ الثلاثاء 16/03/1431 هـ (02 مارس 2010 م)

25 فبراير 2010

صحيفة عكاظ - أمسية الخليوي والعيوني .. غاب البطل وحضر الإنسان

كامل صالح ـ جدة
لم يشأ القاص فهد الخليوي أن يجعل من نفسه بطلا، أو ضحية، بل شاء ببساطة أن يكون إنسانا طبيعيا.
الخليوي الجالس للمرة الأولى على منصة نادي جدة الأدبي بعد نحو 40 عاما من الكتابة و35 عاما من تأسيس النادي، خرج من الاستثناء وبقي عاديا ومتواضعا في أجوبته على أسئلة الحاضرات والحضور في أمسية جمعته البارحة الأولى مع الكاتبة والحقوقية فوزية العيوني في النادي. فقال الخليوي ردا على أسئلة: هل ابتعدت عن الكتابة 15 عاما لاعتراضك على الواقع الثقافي؟ أم شعورك بالهزيمة؟ أم التعب؟.. «ابتعدت لظروف خاصة، ولأهتم بعائلتي».
ولم يوضح أكثر من ذلك، بل ذهب بعيدا، عندما أعلن أنه اكتشف أن لديه نحو 60 نصا قصصيا لم ينشرها بعد، مشيرا إلى أن مجموعته القصصية الثانية ستصدر قريبا.
الأمسية القصصية التي أدارتها من القسم النسائي نورة القحطاني، ومن القسم الرجالي عبده خال، شهدت عودة مبدعين ومثقفين لهم بصمتهم في المشهد الثقافي، منهم: فايز أبا، ثامر الميمان، محمود تراوري.. كما رفرفت في أجوائها الأبعاد الحقوقية، إن كان عبر مضمون قصص الضيفين، أو عبر مداخلات الحضور، لاسيما أن العيوني تعد من العاملين في المجال الحقوقي والتربوي.
وأشار إلى ذلك الكاتب هاشم الجحدلي في مداخلته، التي ركز فيها على المحور الإنساني للنصوص، وقيم المجتمع والتسامح والتصالح.. منتقدا في الوقت نفسه نادي جدة الذي يستضيف الخليوي على منبره بعد 40 عاما من الكتابة.
أما الدكتور يوسف العارف فسأل العيوني: «لماذا يغيب الإبداع النسائي السعودي عن المناهج؟»، فقالت: تطوير المناهج لم يكن جاد بل شكليا، وذكرت أنهن اشتغلن نحو سنتين لتعديل المناهج وإعادة إنتاجها لا تطويرها.
وأقرت العيوني أن مسألة الحقوق الإنسانية تطغى في نصوصها.
وردا على مداخلات الدكتور سامي المرزوقي عن غياب الفرح في نصوصهما، وهل شرط لمن يكتب القصة أن يتناول الجوانب السلبية؟ قال الخليوي: «هذا هو الواقع.. لا أفتعل أن أكتب قصة قصيرة.. لا يمكن أكتب عن الفرح ولا يوجد فرح».. أما العيوني فأجابت: «لا تستطيع أن تحصل على الدفء من الثلج، والبرد من النار».
بدت هذه الإجابات مدخلا لأبواب أخرى من القصص، التي تنوعت بين القصيرة والقصيرة جدا، وقد أجاد الخليوي في تكثيف الحالة الإبداعية لتأتي عبر رمزيتها وافرة بالدلالات والإيحاءات، في حين اعترفت العيوني أنها لا تعتني بنصوصها لاشتغالها بالهمين الاجتماعي والحقوقي.
ورأى الخليوي ردا على مداخلات العارف والدكتورة بدرية الغامدي والدكتور إبراهيم نتو و بديعة كشغري وعمرو العامري وعفراء الفيصل وثامر الميمان والدكتورة زهرة المعبي وعبدالله إدريس و ياسر حجازي ويحيى باجنيد وغيرهم، بالقول: "لست متعبا ولا مهزوما.. وقد يكون استسلام للموجة". ومضى قائلا: القصة التي تكتبني، ويصعب تجنيس النص"، مؤكدا كما العيوني: " أن قارئ القصة القصيرة هو البطل وكاتب النص".
الخميس 11/03/1431 هـ 25 فبراير 2010 م

13 فبراير 2010

النيل والفرات: "حب خارج البرد".. الذهاب إلى الحدود القصوى

يحاول الروائي كامل فرحان صالح في روايته هذه أن يكشف صفحات غائمة في رؤيتنا للوقائع والأحداث التي حدثت وتحدث في العالم، ولبنان، من حين إلى آخر. 
في روايته الرائعة هذه "حب خارج البرد" قراءات أشبه بارتحالات متفاوتة المساحات من جهة الرؤية ومنظور الرؤية وعمقها، وربما تكون إضاءات من منظوره الشخصي، تأملات دونت بين حين وحين تعكس صوراً متعددة لتركيبات إنسانية أفرزتها تركيبة اجتماعية اقتصادية سياسية عبرت عن بني ذهنية ما تزال مقيدة بثقافة دينية جاهزة سلفاً رغم التطور الذي واكب الحياة البشرية، ففي وصفه لجاره العجوز الذي طالما حكى عن يوم القيامة ونهاية الحياة على الأرض "كان شغفه بالتنبؤات لا يوصف، وفي أي مكان وجد، تسمعه يتحدث عن يوم الحساب، علامات الساعة، واقتراب أول ظهور المهدي المنتظر...". 
ففي أسلوب خاص، وسخرية مبطنة، وتعابير مختصرة لصور متعددة من الحياة، أراد أديبنا أن يقول كلمته بحس الأديب الناقد والشاهد الحي على حاضر يحتضر وماض يعجز عن نسيانه. 
إنها أكثر من رواية، إنها ملحمة تجسد الواقع بجميع ألوانه، مطرزاً بالفرح مرة وبالحزن مرة، أراد من خلالها "كامل فرحان صالح" محاورة واقع جديد لم يعد ممكناً محاورته إلا بالذهاب إلى منطقة الحدود القصوى.

النيل والفرات

12 فبراير 2010

عشية 14 شباط ... يا بلادي

عشية 14 شباط أذكر أنه قبل أيام قليلة من 14 شباط/ فبراير 2005 ، أي قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري، كنت وزوجتي نتحاور حول آلية العودة إلى لبنان بشكل نهائي، وبدأنا نعدد الصعوبات التي من الممكن أن تواجهنا، وكيفية ترتيب العودة بحيث لا يتأثر طارق ونور أولادنا بها (قبل مجيء مروان الذي ولد في عام 2006)، وبحيث يمكننا أن نجد عملا يمكننا أن نعيش من خلاله بالحد الأدنى من الآمان.
كنا نتحاور، نيأس، نتأمل، نتابع الاتصال بالأهل والأصدقاء لمعرفة الأجواء، وتمهيدا للعودة النهائية بمجرد أن ينتهي الأطفال من المدرسة هنا في جدة.
ماذا حدث يوم الاثنين 14 شباط / فبراير:

9 فبراير 2010

لوحات علا حجازي .... تكامل عالمي الأنثى والذكر

قراءة: كامل صالح
يشكل اللون الأحمر مدخلا لفك شيفرة لوحات علا حجازي التشكيلية، حيث يبرز هيمنته في المساحات اللونية والموضوعات متخذا في كل مرة حقيقة جديدة ومختلفة.
الفنانة علا تحتفي باللون الأحمر في معارضها التشكيلية كافة، ومنها معرضها الشخصي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس، حيث اتخذت لمعرضها عنوانا “أكثر من أحمر”، فيتسق العنوان مع اللوحات التي تبرز حميمية هذا اللون وتداخله في يوميات الحياة واطاراتها.
علا حجازي تلعب في رسوماتها في مناطق الطفولة، وهذا التواجد يتمظهر في أكثر من عمل لها، فيلحظ المتابع طفولة في أشكال وحالات غنية تبرز التكامل بين عالمي الذكر والأنثى في زي يتماهى مع عوالم وخصوصيات كل منهما.. واذ يغلب الأحمر على زي الأنثى يأتي الأزرق ليشكل ضمن مربعات شبه متساوية في زي الذكر، فتسيطر القلوب على الأنثى فيما الخطوط المتوازية والغياب شبه التام للدلالات ضمن المربعات.
في المقابل، تجيئ مجموعة من لوحات علا ضمن اطارات مستطيلة تتشعب فيها الرموز والاشارات في تشكيل لوني يحاكي بدايات الحضارة الانسانية ورسومات الكهوف، وتتركز على إبراز مجموعة من الأجساد الطفولية المتوازية مع الحبال المجدولة، فالانسان في اعمال علا حبل لها بداية ونهاية كل حالة تتخذ لونها في الحياة متوزعة بين الأحمر والأصفر والأزرق والبني أو الالوان المتداخلة.
أما لوحتها التي جسدت فيه امرأة بحجاب أحمر فلا يظهر الا الوجه، ويبدو الأحمر الغامق الموشحة بالأسود الاطار الذي يحدد عالم المرأة العربية من حيث نظرة المجتمع لها والعادات والتقاليد، فيتحول الأحمر هنا الى حالة كئيبة وقاتمة ومؤلمة لا تبشر بولادة بل الامعان بالغياب والاقصاء.
لوحات علا حجازي لا شك انها تروي الحكاية من خلال اللون ورغم التشابك اللوني الثائر الا ان الاتكاء على الطفولة دائما يمنح المرء الأمل بالغد والمستقبل والتأكيد على حتمية ان الحياة لا تسير الا بعطاء المرأة والرجل معا.
صحيفة عكاظ

2 فبراير 2010

صحيفة عكاظ : الكرة والكتاب

kamel saleh كامل فرحان صالح

د. كامل فرحان صالح *

بدا المشهد حافلا بالتناقض بين جماهير تحتفي بالكرة وتتابع أدق تفاصيلها، ومعرض للكتاب يئن من جمهور يعبر أجنحته سريعا دون ملامح تأثر أو اهتمام.
هذه الصورة التي تتسع قسوة مع كل معرض للكتاب يشهده العالم العربي، ترمي بثقلها حاليا على معرض القاهرة الدولي للكتاب.
يصعب كبح حماس الناس وميولها نحو تأييدها لمسألة ما أو رفضها لها، ومن الصعوبة ــ بل تعد انتحارا ــ أن توجه لها انتقادا في ذروة هيجانها، إذ لا شيء يعلو على «صوت الكرة»، لا سيما وهي تخترق شباك الخصم.
يقول بعض المتفائلين إن «الكتاب لا يتمتع بسلطة، إنما بإمكانه مدى الجسور بين أجزاء العالم المتنوع والمتفكك».
صحيح، لأن من يملك السلطة هنا هو «الكرة»، حيث تدخل شعبا كاملا في حزن وغم، وتدخله هو نفسه في فرح عارم وهستيري. وبإمكان هذه المستديرة أيضا ألا تطيح بمعرض للكتاب وحسب، بل بزعماء ومسؤولين ودول.
معرض القاهرة بدا مسكينا أمام شعبية الكرة من جهة، وجمهورية الإنترنت من جهة أخرى، حيث بدأت أصوات بعض الناشرين ترتفع من ضعف الإقبال على شراء الكتب، التي تعكس بدورها ضعف القراءة في المجتمع.
ورثنا نصائح لا تعد ولا تحصى عن أهمية العلم والقراءة، وكتبت قصائد في ذلك، كما أن ديننا الحنيف حث على طلب العلم والقراءة حتى ولو في الصين.
لكن كل هذا لم يشفع للكتاب، وباتت مساحات التنافر تتسع، بعد أن أصبحنا نعلق شماعة أميتنا الجديدة على الثورة التقنية التي يراهن الكثير منا على انتصارها المحقق على الورق عامة، والكتاب خاصة.
الكتاب والكرة ما يجمعهما حرف الكاف، إنما ما يفرقهما فضاءات من الثقافة الواعية، واللغة الحضارية.

الثلاثاء 18/02/1431 هـ (02 فبراير 2010 م )

1 فبراير 2010

ايلاف: حب خارج البرد تستشرف زلزالا في بيروت

"حب خارج البرد" تستشرف زلزالا في بيروت

صدرت حديثا رواية; حب خارج البرد; للكاتب اللبناني كامل فرحان صالح لدى دار الحداثة في بيروت وذاكرة الناس في الجزائر، ولوحة الغلاف لنور صالح (11 عاما).
الرواية وهي الثانية لصالح بعد روايته ;جنون الحكاية ـ قجدع ، وقعت في 151 صفحة، وأهداها: إلى المستقبل كن أكثر إنسانية .
يمكن القول إن الرواية الجديدة تقع ضمن ;الروايات الاستشرافية ;، حيث تدور أحداثها في المستقبل بعد أن يضرب زلزال عنيف العاصمة اللبنانية بيروت، ويفقد بطل الرواية كاف شبلي في الكارثة حبيبته هند ، فيسعى جاهدا لاعادتها إلى الحياة عبر عالم مصري كان نجح في إعادة الحياة إلى مومياء مصرية سرا.
تتوزع الرواية، التي شاء الكاتب أن يضع لها اسما آخر بين قوسين (ابن الماء)، على أربعة فصول: خارج الموت ـ خارج البرد ـ خارج الماء ـ خارج الحياة.
واستهلت بكلمة لبطل الرواية كتبها ; في بيروت صباح يوم الأحد 18 ـ 1ـ 2071م ;، يشير فيها إلى أن حكايته التي احتفظ فيها ثلاث سنوات كتبها على مدى خمس سنوات، وقرر اليوم أن ينشرها لأنه شاخ كثيرا أو لأنه خائف من أن يجد مدوناته أحد ويشوه كلماتها، أو لأنني خائف من أن تضيع بعد موتي دون أن يعرف أحد حكايتي (صفحة 7). وكل ما يشتهيه بعد أن أنتهي من نشر هذه الحكاية... ربما الموت (ص 8).
زمن الرواية متحرك بين الحاضر والماضي، وتسير قدما في حركة يمكن تشبيهها بالدائرية، تمتد مساحة أحداثها بين بيروت وجدة والقاهرة والإسكندرية وحيفا. وتستهل بحدث عودة هند إلى الحياة ؛ الحبيبة التي تصبح ابنة، ثم يعود الزمن إلى الوراء.. وقت وقوع الزلزال حيث يتشظى في تلك اللحظة الزمن على مكان تحول إلى خراب... وعينان quot;لم تتمكنا من احتواء ما تشاهدانه، وتساؤل يخرج عفويا: هل ثمة مكان يتسع لهذا الحزن المتصل بالبحر!... هل ينفع هذا النواح؟.. هذا البحث عن هند؟ (ص 36 ـ 37).
يشار إلى أن كامل صالح الحاصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، صحافي منذ نحو 15 عاما، وله من المؤلفات إضافة الى روايتي جنون الحكاية وحب خارج البرد، ديوان كناس الكلام ، ودراسة بعنوان: الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي .

28 يناير 2010

«حب خارج البرد» تستشرف زلزالا يضرب بيروت

صحيفة الوسط البحرينية

صدرت حديثا رواية «حب خارج البرد» للكاتب اللبناني، كامل فرحان صالح، عن  دار الحداثة  في بيروت و ذاكرة الناس  في الجزائر، ولوحة الغلاف لنور صالح (11عاما).
الرواية وهي الثانية لصالح بعد روايته « جنون الحكاية ـ قجدع »، وقعت في 151 صفحة، وأهداها « إلى المستقبل كن أكثر إنسانية ».
يمكن القول، إن

21 يناير 2010

صحيفة عكاظ - عبده خال يتورط بكتابة 200 صفحة عن الحلاج

محور «المثقف والسلطة» أربك حضور أدبي جدة

كامل صالح

أربك الكاتب عبده خال حاضرات وحضور محاضرته «الحلاج وفلسفة التصوف»، عندما أعلن من على منصة نادي جدة الأدبي البارحة الأولى، أنه كتب في موضوع المحاضرة نحو 200 صفحة، وسيحاول أن يقرأ أبرز ما فيها.
هذا الإعلان، ورغم سعي خال بعد أن أغلق جهاز الكومبيوتر أمامه مفضلا الاسترسال، رمى بثقله على الأمسية حتى آخر كلماتها.
ولم يقتصر الأمر على هذه النقطة وحسب، بل زاد إرباكا عندما أبدى متداخلات ومداخلون عن تفاجئهم بالموضوع: «فهم جاءوا ليسمعوا عن موضوع جدل العلاقة بين المثقف والسلطة، لا موضوع الحلاج والتصوف».
وبدا أن الكثير منهم أصر على هذه العبارة، رغم أن الدكتور حسن النعمي رئيس جماعة حوار الداعية للمحاضرة، أوضح أكثر من مرة، أن محور الجماعة لهذا العام هو «جدل العلاقة بين المثقف والسلطة»، ويتشعب منه أكثر من جلسة، وهذه الليلة نبحث موضوع الحلاج وفلسفة التصوف، مؤكدا في الوقت نفسه أن موضوعنا ليس «المثقف السعودي والسلطة»، بل موضوع محورنا فكري فلسفي ثقافي.
علاقات إشكالية
قارب خال في محاضرته العلاقات الإشكالية التي واكبت بروز حركة التصوف في التاريخ العربي، متناولا أبرز أعلامها وأفكارها.ولم يخف في مستهل كلامه أنه تورط في هذه الأمسية، حيث «كان من المفترض كتابة نحو عشر صفحات عن الموضوع، وإذ بي أخرج بـ 200 صفحة». إلا أنه استدرك «لكن في كثير من الأوقات، يقذف بك إلى مكان يسلك بك إلى دروب جديدة».
رأى خال أن «الصوفية كمذهب معظمنا يمارسه دون أن يعرف، ومن الصعب الوصول إلى حكم صائب في المسألة، فكتابة التاريخ من فئات الظل ليست ناصعة البياض»، كما قال،
وعرض لتاريخ المذاهب وتشعبها، حيث لم يعتمد من أصل 80 مذهبا سوى ثمانية فقط، «وسلك كل مذهب طريقه بين العامة، ساعيا لإثبات صوابية حجته».
ولاحظ أن الحركة الصوفية في بداياتها لم تهدد السلطة السياسية، فتمكنت من الانتشار لاعتبارها أنها منشغلة بـ «القلب»، إلا أن التصادم حدث مع السلطة الدينية، وهذا ما أدى إلى مقتل الحلاج عبر أبشع الوسائل، «ودفع تاليا إلى إشعال جذوة التصوف في العالم»، حيث بمقتل الحلاج «انتشرت الصوفية كفكر ضد السلطة».
سلطة مغايرة
المداخلات التي سعت لمقاربة موضوع الجلسة، استهلت مع الناقدة سهام القحطاني، مشيرة إلى أن الصوفية في حد ذاتها ليست سلطة مغايرة. أما الدكتور زيد الفضيل فتطرق إلى علاقة الحلاج مع السلطة.
وسأل الدكتور عزت خطاب «كنت أتوقع من خال الإجابة على عدد من النقاط المهمة في محاضرته، منها: لماذا اختار الحلاج؟ وهل لدينا دراسة علمية عقلية عن التصوف الإسلامي؟ وما هو موقف الفلاسفة الغربيين من التصوف؟ هل توقف تطور التصوف.. وما هو التصوف الجديد؟.
وانتقدت الدكتورة لمياء باعشن عدم تفاعل المجتمع مع الاختلاف وتقبل الآخر، والتحفيز ضد المختلف عنا، محذرة من استنساخ الأكاذيب والبطولات الوهمية.
واعتبر عبد الله الشريف «أن أهل السنة والجماعة لا يختلفون مع الصوفية..»، مؤكدا عدم وجود عداوة بين الطرفين، ورأى «أنه لا يمكن أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل السليم».
وسأل الدكتور عبد الحميد السباعي «ما علاقة الحلاج بالسلطة؟.. وقد جئت لأسمع أجوبة على هذا السؤال.. هل ثمة فرق بين السلطتين الدينية والسياسية؟ هل المنهج الصوفي انطلق من حراك سياسي، أو زهدا به؟.
واعتبرت الدكتورة فايزة الحربي أن خال حاول الهروب من جوهر الموضوع، وسألت: ما العلاقة بين المثقف والسلطة في كل هذا؟.

فكرة أخرى
وأيدت فاطمة الغامدي سؤال فايزة، وسألت في مداخلتها: هل أنتم خائفون؟ ما هي السلطة التي يخضع لها المثقف؟. وسار الدكتور محمد عبيد في اتجاه أغلب المداخلات، عندما قال: «أتيت إلى هذه المحاضرة لفكرة ما، وإذ بي أسمع فكرة أخرى». وهذا ما قاله أيضا الدكتور محمد الغامدي، مشيرا إلى أنه كان يتوقع غير ما قيل، و«أن المحاضرة كانت بعيدة عن الواقع».وسعى الدكتور محمد راشد عبر مداخلته إلى دحض فكرة الحلول والتوحد في الفكر الصوفي، معتبرا أنها «هرطقة فكرية».

الخميس 06/02/1431 هـ ـ 21 يناير 2010 م عكاظ

5 يناير 2010

"حب خارج البرد".. رواية لإنسانية المستقبل
















صدرت حديثا رواية "حب خارج البرد" للكاتب اللبناني كامل فرحان صالح لدى دار الحداثة في بيروت وذاكرة الناس في الجزائر، ولوحة الغلاف لنور صالح (11 عاما).
الرواية وهي الثانية لصالح بعد روايته "جنون الحكاية ـ قجدع"، وقعت في 151 صفحة، وأهداها "إلى المستقبل كن أكثر إنسانية".
يمكن القول إن الرواية الجديدة تقع ضمن "الروايات الاستشرافية"، حيث تدور أحداثها في المستقبل بعد أن يضرب زلزال عنيف العاصمة اللبنانية بيروت، ويفقد بطل الرواية "كاف شبلي" في الكارثة حبيبته "هند"، فيسعى جاهدا لاعادتها إلى الحياة عبر عالم مصري كان نجح في إعادة الحياة إلى مومياء مصرية سرا.
تتوزع الرواية، التي شاء الكاتب أن يضع لها اسما آخر بين قوسين (ابن الماء)، على أربعة فصول: خارج الموت ـ خارج البرد ـ خارج الماء ـ خارج الحياة.
واستهلت بكلمة لبطل الرواية كتبها "في بيروت صباح يوم الأحد 18 ـ 1ـ 2071م"، يشير فيها إلى أن حكايته التي احتفظ فيها ثلاث سنوات كتبها على مدى خمس سنوات، وقرر اليوم أن ينشرها لأنه شاخ كثيرا أو لأنه خائف من أن يجد مدوناته أحد ويشوه كلماتها، "أو لأنني خائف من أن تضيع بعد موتي دون أن يعرف أحد حكايتي" (صفحة 7). وكل ما يشتهيه بعد "أن أنتهي من نشر هذه الحكاية ... ربما الموت" (ص 8).
زمن الرواية متحرك بين الحاضر والماضي، وتسير قدما في حركة يمكن تشبيهها بالدائرية، تمتد مساحة أحداثها بين بيروت والقاهرة والاسكندرية وحيفا وجدة. وتستهل بحدث عودة "هند" إلى الحياة ؛ الحبيبة التي تصبح ابنة، ثم يعود الزمن إلى الوراء.. وقت وقوع الزلزال حيث يتشظى في تلك اللحظة الزمن على مكان تحول إلى خراب... وعينان "لم تتمكنا من احتواء ما تشاهدانه"، وتساؤل يخرج عفويا: "هل ثمة مكان يتسع لهذا الحزن المتصل بالبحر!"... "هل ينفع هذا النواح؟.. هذا البحث عن هند؟" (ص 36 ـ 37).
يشار إلى أن كامل صالح الحاصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، صحافي منذ نحو 15 عاما، وله من المؤلفات إضافة الى روايتي "جنون الحكاية" و"حب خارج البرد"، دراسة بعنوان: "الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي". وفي الشعر: ديوان "كناس الكلام".

14 ديسمبر 2009

أكاديمية مؤتمر الأدباء تنتصر للشعر ثانية

يسعى مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، الذي تنطلق أنشطته اليوم في الرياض، إلى اللحاق بركب القفزة النوعية في الحراك الثقافي والفكري والإبداعي، الذي تشهده الساحة الثقافية منذ سنوات، لا سيما في مجالي كتابة الرواية والتفاعل الإبداعي الإلكتروني.
بدا هذا السعي واضحا من خلال ملامسة بعض أوراق عمل المؤتمر هذا الحراك الجديد، ومحاولة قراءته في ضوء دراسات منهجية أكاديمية نقدية.
ولا يخفى على المتابع أن هذا المؤتمر الذي دعت إليه وزارة الثقافة والإعلام، ويشارك فيه نحو 500 مثقفة ومثقف، يعود بعد غياب نحو عقد من الزمن، حيث عقد المؤتمر الأول في عام 1394 هـ والثاني في عام 1419هـ. ويأتي هذا المؤتمر على وعد بعقده دوريا؛ ليلامس هموم المثقفات والمثقفين، ويبني إلى حد ما جسرا من التلاقي بين الحراك الإبداعي الغزير في مجالات فنون الكتابة كافة والنقد، الذي يقارب هذا المشهد ويشكل له مساحة من اللغة الباحثة عن مكامن التوهج والتميز من جهة، والاضطراب والخلل من جهة أخرى.
تفاوت القضايا
بدا لافتا لمن يقرأ عناوين جلسات المؤتمر ــ البالغة 16 جلسة ــ تفاوت في مقاربة القضايا الأدبية، حيث لا يزال الشعر متصدرا هذه القضايا بنحو 15 ورقة بحثية، فضلا عن ختام الجلسة بأمسية يحييها 20 شاعرة وشاعرا، فيما الرواية اقتصرت على نحو خمس أوراق.
هذه المقاربة يرجعها البعض إلى أن معظم الأوراق المقدمة تخرج عن لغة أكاديمية ما زالت تبحث في الأوراق القديمة الجاهزة ــ إلى حد ما ــ عن منهجية محددة سلفا، فيما المقاربة النقدية الروائية هي جديدة إلى حد ما، وتاليا تحتاج إلى ابتكار صيغ نقدية تلامس حراكها المتسارع والغزير، إذ في عام واحد ــ مثلا ــ صدر نحو 50 عملا لروائيات وروائيين سعوديين، ودفع هذا التوجه الجديد نحو عالم الرواية إلى طرح الكثير من التساؤلات في الساحة الثقافية.
الإبداع الإلكتروني
في سياق متصل، شكلت الأوراق البحثية المتناولة للإبداع الإلكتروني خطوة تحسب للمؤتمر، وإن كان المأمول التوسع في رصد هذا التوجه مستقبلا، بعد أن أصبح الإنترنت يستقطب شرائح واسعة من المجتمع.
كذلك شكلت ورقة مقدمة عن أدب العسكر في المملكة خطوة، علها تحاكي الأحداث التي تشهدها المنطقة أخيرا، وهذا يحسب للمؤتمر أيضا.
آمال وتوصيات
المثقفات والمثقفون عامة يتطلعون إلى هذا المؤتمر ويأملون أن يخرج بتوصيات ممكنة التحقيق، حيث يؤكد الكثيرون أن الحاجة إلى اتحاد أو جمعية للكاتبات والكتاب باتت أمرا ملحا، فضلا عن مراجعة واعية لمفهوم «الرقيب» في زمن بات كل شيء فيه مفتوحا، ودعم معنوي ومادي يقي الكاتب في خريف العمر من العوز وطلب المساعدة.
عكاظ ـ 14 ديسمبر 2009 م ـ العدد : 3102

3 نوفمبر 2009

الغجري يرحل كأرستقراطي أخير




محمد الماغوط


رهان الشعر ضد «الهزائم»

قراءة: د. كامل صالح - عكاظ


الأربعاء 07/03/1427هـ - 05/ أبريل/2006 العدد : 1753


لم يكن الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط (72 عاماً) غريباً عن الموت، فهو ومنذ ديوانه الاول «حزن في ضوء القمر» كان يستند على الموت بحثاً عن معنى آخر للحياة، وبالتحديد حياة الانسان العربي.
الماغو ط الذي ظل يأمل بانبعاث هذه الأمة من رمادها، كتب في ديوانه الفرح ليس مهنتي قصيدة «مسافر عربي في محطات الفضاء» جاء فيها:
«كل ما اريده هو الوصول
بأقصى سرعة الى السماء ..»
وبذلك كان يأمل ان تتدخل السماء لتقود الأمة الى الخلاص وتتحقق العدالة على الارض، وهو اذ ذاك راهن على ان فعل التغيير يأتي من الاقوياء. لكن عندما يشعر ان هذا التغيير لن يأتي في قصيدته »كل العيون نحو الافق» يكتب:
«.،،، ولكن اذا لم تأتِ
سأعضّ شراييني كالمراهق
سأمدّ عنقي على مداه
كشحرور في ذروة صداحه
واطلب (...) ان يبيد هذه الأمة».
غير ان هذا المتمرد بالفطرة لا ييأس فيواصل رهانه على لغة شعرية تستمد تمردها من اليأس والهزائم التاريخية الممتدة والمتواصلة في الواقع اليومي العربي، ويغلّف الماغوط كل هذا بتأكيد «تصعلكه»وحريته وعنفوانه وتشرده وتناقضه .. ولعل المعبّر عن ذلك كله ما جاء في قصيدته «الغجري المعلّب»:
«هكذا
خلقني الله.. 
سفينة وعاصفة غابة وحطاباً (..) 
في دمي رقصة الفالس
وفي عظامي عويل كربلاء
وما من قوة في العالم 
ترغمني على محبة ما لا احب
وكراهية ما لا اكره
ما دام هناك تبغ وثقاب وشوارع».
هذا التناقض، القاسي في حدته ومشهديته يختزل وباختصار علاقة الانسان العربي بماضيه وحاضره من جهة وعلاقته بالآخر من جهة ثانية.
وفي قصيدة «بكاء السنونو» يدعو الماغوط شعبه ليحتضنه مشيراً الى انه كان كالطفل الضال غير انه يعود ويصب جام غضبه على عصره و يعلن في قصيدته «الهضبة» انه سيعود الى قريته ولو سيراً على الاقدام، ومع اعترافه بالهزيمة لم يجد مكاناً مرتفعاً لينصب عليه راية استسلامه.
في مستهل ديوانه «الفرح ليس مهنتي» قال:
«احلم بسلم من الغبار من الظهور المحدودبه والراحات المضغوطة
على الركب لأصعد الى اعالي السماء» ..
الماغوط الواقف على حد السكين المحبط الى اقسى الحياة، غاب في تجليات الموت حياً ليلتقط وردة يزرعها في هذا الافق. عاند المرض وعاش الدنيا بمزاج مؤلم، وعندما مات شاء ان يعبر الى الحياة الاخرى جالساً على اريكته كأرستقراطي أخير.
جريدة عكاظ

30 أكتوبر 2009

الشدوي يسير على البيض في حواره مع السلطة



كامل صالح ـ جدة


بدا واضحا أن محور جماعة حوار في نادي جدة الأدبي لهذا الموسم (جدل العلاقة بين المثقف والسلطة) سيدخل في أزمة البحث عن تأطير المفاهيم، وهذا ما تجلى في الجلسة الأولى البارحة الأولى عندما استهل الناقد علي الشدوي جلسات الجماعة الخمس بورقة بحثية اعتبرها تمهيدية، وجاءت تحت عنوان (علاقة المثقف بالسلطة في المجتمع العربي القديم في ضوء الدراسات العربية الحديثة).

الورقة التي أثارت مداخلات الحاضرات والحضور لم تكن كافية لوضع أطر محددة للمحور، لذا بادر رئيس جماعة حوار الدكتور حسن النعمي قبل إلقاء الشدوي ورقته بقراءة أسماها «إضاءة»، ساعيا من خلالها إلى رفع الالتباس عن المحور عندما قال:

« محور هذا العام يطرح ثنائية العلاقة بين السلطة بوصفها أداة نظام، والمثقف بوصفه أداة تفكير، وبين الأداة والتفكير تكمن إشكالية العلاقة».

وأضاف: «مفهوم السلطة في سياق هذا المحور يعني كل الأشكال المختلفة السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية، فليس الأمر أمر صراع حتى يأخذ شكل ثنائية محددة، بل الأمر جدل فكري نشأ قديما».

أما عن مفهوم المثقف فقال النعمي: يندرج تحت هذا المفهوم «العالم والأكاديمي والمعلم والأديب والصحافي، وكل من اشتغل بالكلمة».وعاد النعمي ليؤكد «لا نتحدث عن جبهتين؛ مثقف وسلطة، فالتداخل وتبادل المراكز أكثر ديناميكية مما نتخيل». وتابع «المنطلق الذي نعول عليه في حوارنا هو المنطلق التاريخي والفكري وليس السياسي المعاصر».

لكن ومع «إضاءة» النعمي، لوحظ من المداخلات أن ثمة إشكالية تلوح في الأفق، ولعل أبرزها العلاقة المتلبسة دائما بين الطرفين، المثقف والسلطة.

ورغم أن الشدوي كان متمكنا في إيضاح الكثير من النقاط، إلا أن رده على أحد المداخلين بالقول: «نحن نسير على بيض»، يفتح باب الاحتمالات على تخيل ما سيدور في جلسات جماعة حوار المقبلة.

وتتوزع جلسات المحور لهذا الموسم على خمس جلسات، فإضافة إلى الجلسة الافتتاحية، يبحث المحور ظاهرة أحمد بن حنبل والمعتزلة، ابن رشد والتيار المضاد، الحلاج وفلسفة التصوف وعلاقتها بالسلطة السياسية، وطه حسين وخطاب التنوير في سياق السلطة الاجتماعية والدينية في عصره.

عكاظ ـ 29 أكتوبر 2009 م

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews