«أسطول الحرية» يفرض حضوره على أمسية أدبي جدة .. العباس:
صراع الطبقات في «ترمي بشرر» مستهلك
كامل صالح ـ جدة
رفض الناقد محمد العباس اعتبار رواية عبده خال (ترمي بشرر) الفائزة بجائزة البوكر، رواية سياسية، مشيرا إلى أنها «تخلو من مفردات المعجم السياسي المتعارف عليه، وانتفاء وجود الشخصيات المناضلة، بمعنى أن سياقاتها لم تتقاطع مع ما يعرف بالبناء العلوي للسياسة كما يتمثل في الأحزاب والحركات النقابية، بقدر ما تضمنت روح الجدل السياسي، وملامح التجابه الضمني بين مختلف الطبقات الاجتماعية»، معتبرا في السياق نفسه، أن الرواية «تطرح صراع الطبقات بشكل مستهلك، ولم تأت بجديد في هذا السياق».
المحاضرة التي ألقاها العباس في نادي جدة الأدبي مساء الثلاثاء الماضي، شهدت حراكا نشطا في طرح الأسئلة والمداخلات من قبل الحاضرات والحضور، وبدا الناقد متمكنا في رصد مفاصل وعوالم الروايات السعودية الصادرة حديثا، كما بدا متمهلا وهادئا وحذرا في رده على كثير من المداخلات لحساسية الموضوع.
في المحاضرة التي تعتبر مدخلا للرواية السياسية في المملكة، كما قال العباس في مستهل ورقته، فرضت حادثة بحر غزة حضورها عبر المداخلات، حيث أبدى العديد مواقف شاجبة لما فعلته إسرائيل مع «أسطول الحرية»، وكأن الحادثة تماهت بشكل أو بآخر مع موضوع المحاضرة «الرواية والسياسة».
العباس انتقد في العلن والسر أحيانا، معظم كاتبات وكتاب الرواية الحديثة في المملكة، ولا سيما روايات تركي الحمد، مشيرا إلى أن الروائي المعاصر جزء من حركة تاريخه ومجتمعه، وهذا لا يتم إلا عبر التصاقه بالناس والإحساس بمعاناتهم ومعرفة مشاكلهم وهمومهم.
ولاحظ العباس أن الرواية السعودية، في مرحلة ما بعد الألفين الميلادية، استحضرت موضوعات وشخصيات سياسية بذرائع فنية وموضوعية مختلفة، لدرجة أن أغلب الروائيين بالغوا في تطعيم رواياتهم بلقطات سياسية لإضفاء طابع الإثارة فقط، وليس من منطلق توظيف فني للأحداث السياسية أو شخوصها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن نموذج المناضلة لا محل له في وعي الروائيات والروائيين، إذ لا تحضر إلا كظل باهت للبطل الرجل.
وزاد: «الرواية السياسية قد لا تحتاج إلى تشكيل الملامح الطبوغرافية لفضاء السجن، أو حتى الاتكاء على قاموس السجالات السياسية اليومية. ولكن يصعب في المقابل تصور وجود رواية سياسية بدون أن يكون عصبها مشدودا إلى جاذبية شخصية المناضل السياسي، الذي يشكل قيمة مهيمنة بالمعنى النقدي، مؤكدا أن المناضل السياسي ليس مجرد شخصية عابرة في النص الروائي، بل هو جوهر العمل الذي يتموضع في صميمه، بما يشكله من امتداد طبيعي لجاذبية الشخصية وسلطتها المعنوية التي تفرضها على الشخصيات».
وجاءت المداخلات على المحاضرة التي أدارها الدكتور حسن النعمي، من قبل كل من: سهام القحطاني، الدكتور محمد الغامدي، الدكتور سحمي الهاجري، الدكتورة لمياء باعشن، عمرو العامري، حليمة مظفر، غياث عبد الواحد، طاهر الزهراني، ماجد الجارد، سعيد الغامدي، حسين مكتبي، خالد المحاميد، الدكتور سعود المصيبيح، والدكتور زيد الفضيل. واختتمت بكلمة لرئيس النادي الدكتور عبد المحسن القحطاني.
عكاظ ـ 04 يونيو 2010 م
كامل صالح ـ جدة
رفض الناقد محمد العباس اعتبار رواية عبده خال (ترمي بشرر) الفائزة بجائزة البوكر، رواية سياسية، مشيرا إلى أنها «تخلو من مفردات المعجم السياسي المتعارف عليه، وانتفاء وجود الشخصيات المناضلة، بمعنى أن سياقاتها لم تتقاطع مع ما يعرف بالبناء العلوي للسياسة كما يتمثل في الأحزاب والحركات النقابية، بقدر ما تضمنت روح الجدل السياسي، وملامح التجابه الضمني بين مختلف الطبقات الاجتماعية»، معتبرا في السياق نفسه، أن الرواية «تطرح صراع الطبقات بشكل مستهلك، ولم تأت بجديد في هذا السياق».
المحاضرة التي ألقاها العباس في نادي جدة الأدبي مساء الثلاثاء الماضي، شهدت حراكا نشطا في طرح الأسئلة والمداخلات من قبل الحاضرات والحضور، وبدا الناقد متمكنا في رصد مفاصل وعوالم الروايات السعودية الصادرة حديثا، كما بدا متمهلا وهادئا وحذرا في رده على كثير من المداخلات لحساسية الموضوع.
في المحاضرة التي تعتبر مدخلا للرواية السياسية في المملكة، كما قال العباس في مستهل ورقته، فرضت حادثة بحر غزة حضورها عبر المداخلات، حيث أبدى العديد مواقف شاجبة لما فعلته إسرائيل مع «أسطول الحرية»، وكأن الحادثة تماهت بشكل أو بآخر مع موضوع المحاضرة «الرواية والسياسة».
العباس انتقد في العلن والسر أحيانا، معظم كاتبات وكتاب الرواية الحديثة في المملكة، ولا سيما روايات تركي الحمد، مشيرا إلى أن الروائي المعاصر جزء من حركة تاريخه ومجتمعه، وهذا لا يتم إلا عبر التصاقه بالناس والإحساس بمعاناتهم ومعرفة مشاكلهم وهمومهم.
ولاحظ العباس أن الرواية السعودية، في مرحلة ما بعد الألفين الميلادية، استحضرت موضوعات وشخصيات سياسية بذرائع فنية وموضوعية مختلفة، لدرجة أن أغلب الروائيين بالغوا في تطعيم رواياتهم بلقطات سياسية لإضفاء طابع الإثارة فقط، وليس من منطلق توظيف فني للأحداث السياسية أو شخوصها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن نموذج المناضلة لا محل له في وعي الروائيات والروائيين، إذ لا تحضر إلا كظل باهت للبطل الرجل.
وزاد: «الرواية السياسية قد لا تحتاج إلى تشكيل الملامح الطبوغرافية لفضاء السجن، أو حتى الاتكاء على قاموس السجالات السياسية اليومية. ولكن يصعب في المقابل تصور وجود رواية سياسية بدون أن يكون عصبها مشدودا إلى جاذبية شخصية المناضل السياسي، الذي يشكل قيمة مهيمنة بالمعنى النقدي، مؤكدا أن المناضل السياسي ليس مجرد شخصية عابرة في النص الروائي، بل هو جوهر العمل الذي يتموضع في صميمه، بما يشكله من امتداد طبيعي لجاذبية الشخصية وسلطتها المعنوية التي تفرضها على الشخصيات».
وجاءت المداخلات على المحاضرة التي أدارها الدكتور حسن النعمي، من قبل كل من: سهام القحطاني، الدكتور محمد الغامدي، الدكتور سحمي الهاجري، الدكتورة لمياء باعشن، عمرو العامري، حليمة مظفر، غياث عبد الواحد، طاهر الزهراني، ماجد الجارد، سعيد الغامدي، حسين مكتبي، خالد المحاميد، الدكتور سعود المصيبيح، والدكتور زيد الفضيل. واختتمت بكلمة لرئيس النادي الدكتور عبد المحسن القحطاني.
عكاظ ـ 04 يونيو 2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم