كامل صالح ـ جدة
بدا واضحا أن محور جماعة حوار في نادي جدة الأدبي لهذا الموسم (جدل العلاقة بين المثقف والسلطة) سيدخل في أزمة البحث عن تأطير المفاهيم، وهذا ما تجلى في الجلسة الأولى البارحة الأولى عندما استهل الناقد علي الشدوي جلسات الجماعة الخمس بورقة بحثية اعتبرها تمهيدية، وجاءت تحت عنوان (علاقة المثقف بالسلطة في المجتمع العربي القديم في ضوء الدراسات العربية الحديثة).
الورقة التي أثارت مداخلات الحاضرات والحضور لم تكن كافية لوضع أطر محددة للمحور، لذا بادر رئيس جماعة حوار الدكتور حسن النعمي قبل إلقاء الشدوي ورقته بقراءة أسماها «إضاءة»، ساعيا من خلالها إلى رفع الالتباس عن المحور عندما قال:
« محور هذا العام يطرح ثنائية العلاقة بين السلطة بوصفها أداة نظام، والمثقف بوصفه أداة تفكير، وبين الأداة والتفكير تكمن إشكالية العلاقة».
وأضاف: «مفهوم السلطة في سياق هذا المحور يعني كل الأشكال المختلفة السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية، فليس الأمر أمر صراع حتى يأخذ شكل ثنائية محددة، بل الأمر جدل فكري نشأ قديما».
أما عن مفهوم المثقف فقال النعمي: يندرج تحت هذا المفهوم «العالم والأكاديمي والمعلم والأديب والصحافي، وكل من اشتغل بالكلمة».وعاد النعمي ليؤكد «لا نتحدث عن جبهتين؛ مثقف وسلطة، فالتداخل وتبادل المراكز أكثر ديناميكية مما نتخيل». وتابع «المنطلق الذي نعول عليه في حوارنا هو المنطلق التاريخي والفكري وليس السياسي المعاصر».
لكن ومع «إضاءة» النعمي، لوحظ من المداخلات أن ثمة إشكالية تلوح في الأفق، ولعل أبرزها العلاقة المتلبسة دائما بين الطرفين، المثقف والسلطة.
ورغم أن الشدوي كان متمكنا في إيضاح الكثير من النقاط، إلا أن رده على أحد المداخلين بالقول: «نحن نسير على بيض»، يفتح باب الاحتمالات على تخيل ما سيدور في جلسات جماعة حوار المقبلة.
وتتوزع جلسات المحور لهذا الموسم على خمس جلسات، فإضافة إلى الجلسة الافتتاحية، يبحث المحور ظاهرة أحمد بن حنبل والمعتزلة، ابن رشد والتيار المضاد، الحلاج وفلسفة التصوف وعلاقتها بالسلطة السياسية، وطه حسين وخطاب التنوير في سياق السلطة الاجتماعية والدينية في عصره.
عكاظ ـ 29 أكتوبر 2009 م
عكاظ ـ 29 أكتوبر 2009 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم