قراءة: كامل صالح
يشكل اللون الأحمر مدخلا لفك شيفرة لوحات علا حجازي التشكيلية، حيث يبرز هيمنته في المساحات اللونية والموضوعات متخذا في كل مرة حقيقة جديدة ومختلفة.
الفنانة علا تحتفي باللون الأحمر في معارضها التشكيلية كافة، ومنها معرضها الشخصي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس، حيث اتخذت لمعرضها عنوانا “أكثر من أحمر”، فيتسق العنوان مع اللوحات التي تبرز حميمية هذا اللون وتداخله في يوميات الحياة واطاراتها.
علا حجازي تلعب في رسوماتها في مناطق الطفولة، وهذا التواجد يتمظهر في أكثر من عمل لها، فيلحظ المتابع طفولة في أشكال وحالات غنية تبرز التكامل بين عالمي الذكر والأنثى في زي يتماهى مع عوالم وخصوصيات كل منهما.. واذ يغلب الأحمر على زي الأنثى يأتي الأزرق ليشكل ضمن مربعات شبه متساوية في زي الذكر، فتسيطر القلوب على الأنثى فيما الخطوط المتوازية والغياب شبه التام للدلالات ضمن المربعات.
في المقابل، تجيئ مجموعة من لوحات علا ضمن اطارات مستطيلة تتشعب فيها الرموز والاشارات في تشكيل لوني يحاكي بدايات الحضارة الانسانية ورسومات الكهوف، وتتركز على إبراز مجموعة من الأجساد الطفولية المتوازية مع الحبال المجدولة، فالانسان في اعمال علا حبل لها بداية ونهاية كل حالة تتخذ لونها في الحياة متوزعة بين الأحمر والأصفر والأزرق والبني أو الالوان المتداخلة.
أما لوحتها التي جسدت فيه امرأة بحجاب أحمر فلا يظهر الا الوجه، ويبدو الأحمر الغامق الموشحة بالأسود الاطار الذي يحدد عالم المرأة العربية من حيث نظرة المجتمع لها والعادات والتقاليد، فيتحول الأحمر هنا الى حالة كئيبة وقاتمة ومؤلمة لا تبشر بولادة بل الامعان بالغياب والاقصاء.
لوحات علا حجازي لا شك انها تروي الحكاية من خلال اللون ورغم التشابك اللوني الثائر الا ان الاتكاء على الطفولة دائما يمنح المرء الأمل بالغد والمستقبل والتأكيد على حتمية ان الحياة لا تسير الا بعطاء المرأة والرجل معا.
صحيفة عكاظ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم