بحث

21 مايو 2012

نصف رغيف

نصف رغيف
كامل فرحان صالح
(لبنان)

الآن يستيقظون
كسؤال يطرق بابا في مرج شاسع
ينهرون خراف الليل بحرف الألف
ثم
يشربون قليلا من الماء
بعدما يضعون رأسهم تحت ماء رشيقة كفرس في سباق
يتركون القهوة تلفظ روحها المشتهاة
في درب سري
وعندما يستوون كغيمة يتيمة في السماء
يدركون أن الصباح كاد أن ينتهي بسيجارة
يا
لطيبتهم الكثيرة كشلال تفجر للتو من سفح حرمون
يعمرون الأيام بالسهو والأخطاء
ويضحكون كغرباء يدورون حول الحي نفسه
ولم ينتبهوا لبائعة الورد في منتصف الطريق
الآن يستيقظون
بعد منام أسود ووجوه هائمة في فراغ النون
يلتهمون على عجل نصف رغيف من اللبنة والزيت
يجعلون شريط حذائهم كالفراشة
ليحلقوا حول النار
ويموتوا كالعادة.
16 أيار 2012

جهة الشعر

كحقل من التنهدات

كحقل من التنهدات

كامل صالح - لبنان(المزيد من كتابات الكاتب)



يهرّون كسؤالٍ نخره السوس
والجواب طازج
تحت وسادة النهر
يستيقظون مع عصافير الحقول
يقبّلون أمهاتهم وحبيباتهم
وبابتسامة رضا يعودون
إلى السماء السابعة
ليكبروا في قلب الله

يتسلّقون رائحة البنّ
نحو المزاج العالي
يمدّون أعمارهم هناك
بانتظار نوم الياسمين

تضيق بهم الشرفات الخارجة في نزهة مسائيّة
يلملمون عبق المدى بملاقط العرق
ويكبرون فجأة
كاحتمال الموت بسكتة قلبيّة
لا يعاتبون العمر المعلّق
على
عصا الزمان
وبحكمة رشيقة
يطوون ذكرياتهم بعناية
يدسّونها في صندوق بلا قفل
علّهم يستعيدون ابن الماء الذي أصبح نبيّا
يضحكون من خيباتهم التي لا تُحتمل
يغلون القهوة لنهار آخر
ليتعبوا من جديد
وفي الليل

وكالعادة
ينسون درب السرير
ليناموا بكل شيخوختهم
على كنبة تطير بهم كبساط سحريّ

المتعبون
يا لوزنهم الخفيف كحقل من التنهدات!
أيار 2012 
موقع عربي حر
http://www.arabihor.com/?p=post&id=245 

9 مايو 2012

As-Safir Newspaper - كامل فرحان صالح : الموتى



As-Safir Newspaper - كامل صالح : المـوتـى
لا يمسحون زجاج النوافذ
ليتابعوا حماسة شباب الحي
بعد هدفٍ في كرة القدم

لا يقفون على الشرفات
ليراقبوا وجوه النساء الفاتنات
والرشيقات وقليلات الحظ


لا ينهمكون بإعداد القهوة صباحا
ووضع بصماتهم البيضاوية في قلب البُنّ
تاركين على الطاولات المربعة
مواعيد السفر بعد اشارة أو اثنتين
والتعثر في حصى العشاق

لا يختارون البنطال البني
مع القميص الأزرق
معلقين أعمالهم على ماء يتبخّر

لا ينامون على الشراشف الزهرية
أو المزركشة بصبر النساء في شرق الأرض

لا يأكلون
لا يحلمون
لا يفعلون شيئا سوى انكفائهم عن لهفتنا
عن سحب ملامحهم من ذاكرة العين
عن الخروج بخفة خطوات المطر
من دورة أيامنا الرتيبة والمملة

لا يأتون مجددا
لا يطرقون الباب فجأة
لا يفاجئون بائع الهدايا ببسمة
ولا يبكون في سهرة الأسبوع
على عاشقة كادت تموت في فيلم عربي قديم

يسحبون كل ملاحظات الدفاتر
ويسحبون رائحتهم من خزائن الثياب
قبل أن يصححوا اعوجاجا طفيفا
في لوحة المنزل المستطيلة

يرمدون حيز حركاتهم في الهواء
يطوون الفواصل من بعدهم
تاركين أيامنا على دمعة
تتسلل كنورٍ من ثقب الباب
ونسيان يتكدس كأنه الكذبة البيضاء

الموتى... هل يكبرون في العمر؟


كامل فرحان صالح
جريدة السفير - 09/05/2012 العدد: 12177

1 أبريل 2012

ميقاتي: اللاعبون السياسيون اللبنانيون يدركون أن الاقتصاد الوطني خط أحمر

120 شخصية سعودية تشارك في إطلاق «الملتقى الاقتصادي السابع»

ما لم يعلن عنه صراحة في «الملتقى الاقتصادي السعودي – اللبناني» الذي افتتحه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس، كشفه رئيس مجلس الغرف السعودية عبد الله المبطي لـ «السفير»، حيث أكد أن «رجال الأعمال السعوديين كانوا متشائمين بسبب تأخر الملتقى عن موعده، إلا أننا فوجئنا بحجم المشاركة والحضور من الجانبين»، كاشفا أن السعوديين الذين يحضرون الملتقى ويشاركون فيه «بلغ عددهم حوالى 120 شخصية اقتصادية وتجارية».
كما كشف المبطي عن «آلية جديدة لتنشيط التبادل التجاري بين البلدين عبر النقل البحري، تحاشيا للظروف المحيطة والمعيقة للنقل البري بين السعودية ولبنان»، معلنا عن «تكوين لجان مشتركة على هامش الملتقى لدراسة هذا الموضوع، والخروج منه بآليات تنفيذية سريعة، لتفادي بعض العوائق البرية الحدودية».
وأكد أن العمل الآن على «طرح آلية جديدة لتفعيل التبادل التجاري بين البلدين، وتنشيط بعض القطاعات الغائبة عن الاستثمار المشترك في لبنان مثل قطاعي الزراعة والصناعة، بهدف المساهمة أكثر لعدم حصر الاستثمار في العقار».
أما عن حجم الاستثمارات بين البلدين،

البيروتي لـ«السفير»: 40% مخالفات المؤسسات السياحية من الأملاك البحرية

انتقد دعم فنادق العاصمة على حساب المناطق بعد إعادة انتخابه رئيساً للنقابة

يضع رئيس «نقابة المؤسسات السياحية البحرية في لبنان» جان البيروتي عددا من الملفات لانجازها هذه السنة، وذلك بعد إعادة انتخابه أمس، رئيسا للنقابة.
ويوضح البيروتي لـ«السفير» أن «الملف الأبرز هو العمل على تسوية موضوع الأملاك البحرية بما لا يعيق الاستثمار ويفي الدولة حقّها»، مشيرا إلى أن «النقابة وضعت نصب أعينها حل هذه المشكلة المزمنة في المجلس النيابي قريبا بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الأشغال العامة والسياحة، والتي يتمحور مفهومها حول دفع بدل إشغال للدولة، لأن القانون يسمح بإشغال الأملاك البحرية، لكن هذا الاشغال تم في ظروف استثنائية أي في ظل غياب الدولة».
ويرى أن المخالفات البحرية لا تقتصر على المؤسسات السياحية البحرية، «التي لا تتعدى اشغالاتها الـ40 في المئة من إشغال الملك العام البحري، أما الشاغل الأكبر والبالغ نسبته حوالى 60 في المئة، فهو للدولة والبلديات والمؤسسات العسكرية».
والملف الآخر، وفق البيروتي، هو العمل على توزيع عادل للإنفاق السياحي، ويشير في هذا السياق، إلى أن «الإحصاءات الرسمية أظهرت أن 83 في المئة من الإنفاق هو في قلب العاصمة، فيما المؤسسات السياحية خارجها تتحمل وحدها الأعباء، وأبرزها زيادة أكلاف التشغيل، والتقنين الكهربائي والخدمات شبه المعدومة من بنى تحتية وغيرها»، موضحا «أن ثمة إشكالية أخرى، وهي أن وزارة المال ستعطي إعفاءات ضريبية على الفنادق الجديدة خارج العاصمة، تشجيعا للاستثمارات، وهذا مناف للواقع، إذ كيف يمكن التمييز في هذا الاطار!»، معتبرا أنه «لا منطق في دعم الاستثمارات الجديدة على حساب القديمة.. ففضلا عن ان كل الامتيازات لمؤسسات العاصمة، تأتي هذه السياسة الخاطئة لتزيد الطين بلّة».

60% التحسن في السياحة الجبلية

وفي تقييم للحركة السياحية منذ بداية العام 2012 مقارنة بالعام الماضي، يوضح البيروتي أنه «لا تراجع على مستوى السياحة، بل هناك تحسن عام تبلغ نسبته حوالى 10 في المئة مقارنة بشهري كانون الثاني وشباط 2011، أما على مستوى السياحة الجبلية فبلغ مستوى التحسن 60 إلى 70 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي».
لكن في المقابل، يشير إلى أن هناك تراجعا كبيرا في السياحة الثقافية الأوروبية التي تمتد من آذار إلى أيار، والسبب «الوضع المتأزم في المنطقة، وانكسار حلقة التكامل السياحي مع سوريا»، موضحا «أن نسبة الحجوزات لربيع 2012 التي تبدأ في خريف 2011، كانت قليلة جدا مقارنة بالسنوات السابقة، وهي في تراجع كبير».
وكانت «الهيئة العامة لنقابة المؤسسات السياحية البحرية» أعادت انتخاب هيئتها الإدارية برئاسة البيروتي وصفوح كرامي نائبا له، غسان عبد الله أمينا للسر، شفيق القسيس أمينا للصندوق، والأعضاء كريم الراسي، خليل فرنجية، نزار ألوف، ميشال زريق وشوقي كامل. وعقدت الهيئة اجتماعها في فندق «بيل أزور» في جونيه، بحضور أعضائها وممثلين عن وزارة العمل ومحامية النقابة رنا الأشقر التي كانت قد أعدت مشروع النظام الداخلي الجديد للنقابة.
وعرض البيروتي في مستهل الاجتماع «انجازات النقابة» خلال العامين الماضيين، ونتائج الاجتماعات التي عقدت مع وزيري السياحة والمالية والتي أنتجت تعاونا لتسهيل المطالب وتأمين الحاجات. وبالسؤال عن «واقع مؤسساتنا واستثماراتنا ودورنا في الصناعة السياحية الوطنية»، توجه بيروتي للحضور قائلا: «كنا ولا نزال الميزة الأساسية للنمو والتطور في هذا المضمار، مقارنة بالسياحة في الدول المجاورة»، مضيفا «ولا يخفى أن العديد من الآراء الرجعية الحاقدة غير المؤمنة بدور القطاع الخاص خصوصا، والسياحة عموما، في الاقتصاد الوطني، أثّر سلبيا في تظهير صورة هشة ومضللة لدور هذا القطاع الذي نسد عليه».
وأبرز الأهداف التي ستعمل عليها النقابة، وفق البيروتي، إضافة إلى «قوننة إشغالنا للملك العام البحري»، هي: «تطوير منتوجنا على مستوى الجودة والأداء والسلامة العامة، خصوصا لجهة السلامة الجسدية للرواد، بالتعاون مع وزارة السياحة والأجهزة المختصة. التعاون بين الأعضاء وتبادل الآراء والخبرات حماية لاستثماراتنا من خلال خفض سعر الكلفة وترشيد الإنفاق. تدعيم صورتنا الإعلامية حماية للعلاقة مع الزبائن والرواد من جهة، والمسؤولين من جهة أخرى».
ووزعت خلال الاجتماع استمارات تضمنت معلومات عن الخدمات السياحية البحرية وما يتوجب توافره فيها، من لائحة أسعار، وعدد الأحواض ومنقذي سباحة في كل حوض، وغرفة إسعافات أولية، ولوحات إرشادية لرواد المسبح، وغيرها من شروط السلامة العامة.

«سعر الليلة 100 دولار»

من جهة ثانية، أوضحت وزارة السياحة تعليقاً على ما ورد في تقرير شركة الاستشارات والتدقيق «إرنست آند يونغ» عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط، والذي أشار إلى أن معدل سعر الليلة في فنادق بيروت بلغ 220 دولاراً في العام 2011، «أن هذا المعدل هو فقط لفنادق الـ5 نجوم، في حين لو تم احتساب فنادق لبنان كافة، وللتصنيفات كافة، لأصبح معدل سعر الليلة في حدود الـ100 دولار».

كامل صالح - جريدة السفير 5 آذار 2012

الحاج حسن: لو لم نخفض استيراد البطاطا لـ«طُحن» مزارعو عكار

أضاء وعيتاني على برنامج «أغري بلاس» في زيارته الأولى لـ«ايدال»

أراد وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن أن يبعث أكثر من رسالة عبر زيارته الأولى للمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات (ايدال) أمس، وعقد مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس مجلس إدارتها نبيل عيتاني لشرح تفاصيل البرنامج الوطني لتنمية الصادرات الزراعية (أغري بلاس)، والإضاءة على أبرز بنوده بعد إقراره في مجلس الوزراء.
ولعل الرسالة الأكثر دلالة كانت تأكيد الحاج حسن وقوفه إلى جانب المزارع العكاري قبل المزارع البقاعي، موضحا، أن قرار الوزارة بخفض حجم استيراد البطاطا من الخارج، أنقذ القطاع وحمى المزارعين في المناطق كافة، «ولو لم أفعل ذلك لـ«طُحن» مزارعو عكار».
فضلا عن ذلك، «هي رسالة دعم وتأييد وتأكيد من الحكومة والوزارة، على أهمية الدور الذي تؤديه ايدال، لا سيما دورها المميز في الاقتصاد الوطني»، حيث لم يخفِ الحاج حسن مجددا، وقوف الحكومة إلى جانب القطاع الزراعي، ليس عبر تخصيصها 50 مليار ليرة لبرنامج «أغري بلاس» فقط، بل تخصيص أموال لتنمية قطاعات إنتاجية أخرى وتنشيطها، منها تنشيط زراعة الأعلاف بـ22 مليارا، ودعم الصيادين بمبلغ 12 مليارا، «وهناك مبلغ محدد لكل محصول زراعي، وعند حدوث أي خلل يتخذ قرار استثنائي لدعم المحصول المتضرر كما حدث مع الحمضيات، حيث رفع الدعم المخصص له 50 في المئة لأواخر آذار قابلة للتمديد، وهناك بحث لدعم محصول البصل».
وردا على ما تعرضت له بعض المزروعات نتيجة الطقس العاصف الذي ضرب لبنان أخيرا، أكد الحاج حسن لـ«السفير» أن الوزارة لن تتخذ أي خطوة في هذا الإطار، قبل إجراء عمليات كشف على أرض الواقع، لتحديد مدى الأضرار بدقة وموضوعية وبعيدا عن المبالغة.
وأفاد «أن المشكلة التي واجهتها الحمضيات سببها اضطرابات سوريا، وفروقات صرف العملة السورية، والأوضاع العربية عامة، ما أثر على النقل أمنياً وكلفةً، إضافة إلى تراجع حجم الاستهلاك، وبروز منافسين جدد في دول الخليج».

معالجة الخط البري مع وزارة النقل
وإذ كشف عن مساع تبذلها وزارة الزراعة مع وزارة النقل لمعالجة موضوع عدم عمل الشاحنات العربية في لبنان من دون تصريح مسبق، والعوائق التي تواجهها الصادرات عبر الخط البري، نتيجة ارتفاع مخاطر العبور وأكلاف النقل، أوضح أنه وفق آخر دراسة للوزارة، يعتاش من القطاع الزراعي حوالى 200 ألف عائلة مباشرةً، و40 ألفا بشكل غير مباشر، وإذا أضيف إليه عمال قطاع الصناعات الغذائية، فيتراوح العدد الإجمالي للمستفيدين من الزراعة بين 350 و400 ألف عائلة، متوقعا في الوقت نفسه، أن يزداد هذا الرقم مستقبلا مع مواصلة تجاوب الحكومة لمطالب القطاع.
وأكد الحاج حسن وعيتاني في المؤتمر على عدد من النقاط، منها: أن الوزارة و«ايدال» والمصدرين والمزارعين باتوا فريقا واحدا، بحيث تتم مناقشة كل الأمور ليصار إلى اتخاذ القرار المناسب للقطاع، وتاليا تعزيز العمل التكاملي بين الإنتاج والتصدير، والتأكيد على أن المنافسة لا ترتكز على السعر فحسب، بل على نوعية المنتج وتحضيره ومدى مواصفاته للمعايير العالمية.

التصدير إلى العراق بعد إيران
وكشف الحاج حسن وعيتاني عن اتفاقيات جديدة لفتح الأسواق أمام الإنتاج الزراعي اللبناني، منها إيران عبر تصدير 5 آلاف طن من الحمضيات إليها، روسيا، دول أوروبا الشرقية والغربية، والعراق حيث هناك مشروع متكامل سيبحث مع المعنيين هناك أثناء زيارة الحاج حسن للعراق قريبا، إضافة إلى السعي الحثيث لخفض كلفة الإنتاج، والعمل بحزم لرفع مستوى الجودة، وتفعيل المشاركة اللبنانية في المعارض المحلية والخارجية.
في المقابل، ردّ الحاج حسن على ما أثير حول دعم برنامج تنمية الصادرات لكبار المصدرين على حساب صغار المزارعين، بتأكيده «أن هذا الكلام غير دقيق»، موضحا أن «لا غنى عن المصدرين الذين يحمون السوق المحلي عبر تصدير فائض الإنتاج بما يؤمن التوازن بين العرض والطلب، وتاليا ليس بإمكان المنتج الصغير أن يصدر بكميات قليلة، ولكن يمكنه ذلك عبر التعاونيات الزراعية التي تساعده على تصريف إنتاجه وزيادة هامش الربح لديه، أو من خلال بيع إنتاجه إلى أحد المصدرين الكبار، وإذ لفت إلى أنه يفضل الخيار الأول كونه معتمدا في دول العالم كافة، أعلن عن إجراءات ستتخذها الوزارة قريبا، من أجل المساهمة في تأسيس التعاونيات الزراعية وتطوير عملها.
من جهته، عرض عيتاني لأبرز النتائج التي حققها البرنامج السابق «أكسبورت بلاس» منذ العام 2001، معلنا عن مساهمة البرنامج الجديد «أغري بلاس»، بتنمية صادرات الصناعات الغذائية مع تسجيل صادرات هذا القطاع نموا جيدا خلال العام الماضي من 281 ألف طن مقارنة بـ 216 ألفا في العام 2010، فضلا عن تضمن البرنامج حوافز لتصدير البيض والزهور والعسل وزيت الزيتون والشتل الزراعية وغيرها، مشيرا إلى أن الدعم سيشمل أيضا تمويل جزء من مشاركة المؤسسات الإنتاجية اللبنانية في المعارض.

تحسين الانتاج والتوضيب والتسويق 
ولفت عيتاني إلى أن البرنامج الجديد يرتكز على ثلاثة محاور هي: تحسين الانتاج، تحسين التوضيب، والترويج والتسويق، موضحا أن عمل البرنامج يعتمد على ست نقاط أساسية، منها: منح حوافز مالية هادفة وفق سلم متحرك، للمزارعين والمصدرين والتعاونيات الزراعية، وتحدد القيمة وفقا لمعايير تتعلق بصنف المنتج والبلد المستورد ووسيلة النقل ونوعية التوضيب والمواصفات المطلوبة، إضافة إلى إرساء برامج تدريب تمهيدا لمنح مراكز التوضيب شهادات الجودة، وإعداد دراسات حول الأسواق المحتملة.
وأشار إلى أنه من أجل زيادة القدرة التنافسية للمنتج اللبناني في الأسواق المحتملة، صنفت البلدان المستوردة إلى أربع مناطق هي: (أ): سوريا، الأردن، العراق. (ب): مصر، ليبيا، السودان، تركيا، السعودية، الإمارات، اليمن، عمان، الكويت، قطر، البحرين وإيران. (ج): دول أوروبا وأفريقيا، ووسط آسيا. (د): أميركا الشمالية والجنوبية، أستراليا، ودول شرق آسيا.
وفي المؤتمر، اعترض عدد من المصدرين الزراعيين على بعض بنود البرنامج، لا سيما من ناحية التوضيب ومهلة اعتماد المراكز، وتعبئة الصناديق، والغرامة المرتفعة التي يتكبدها المصدّر في حال رفضت شحنته وأعيدت إلى لبنان، إضافة إلى منح دعم إضافي 30 في المئة لكل منتج يحوز شهادة الايزو، حيث اعتبر أحد المصدرين أنه لا يجوز أن يخصص هذا الدعم لشخص أو شخصين من المصدرين من دون الآخرين، مطالبا بمنح مهلة إضافية للآخرين لتسوية أوضاعهم. كما أثير موضوع منع تحميل الشاحنات العربية من لبنان، مما أدى إلى زيادة حوالى 150 دولارا على أسعار النقل البري.
وشدد الحاج حسن وعيتاني على أن الهدف الأساس من البرنامج هو ترسيخ الثقة بالمنتج اللبناني، والالتزام بسلامة الغذاء وبالشروط التي وضعتها بعض الدول لاستقبال الإنتاج اللبناني، أما عن مراكز التوضيب وشهادة الايزو، فأكدا أنها للتحفيز على الإسراع بتنفيذ الإجراءات والالتزام بالموصفات المطلوبة، مؤكدين أن المهلة هي «مهلة حثّ وليست مهلة إسقاط».

«استيراد المنتجات الحيوانية» 
من جهة ثانية، أصدر الحاج حسن قرارا يتعلق بتعديل المادة الحادية عشرة من القرار 720/1 تاريخ 8/8/2011 المتعلق بشروط استيراد المنتجات الحيوانية المصنعة والمحضرة. ومما جاء فيه «تعدل المادة الحادية عشرة من القرار، بحيث تصبح على الشكل الآتي: «يعمل بهذا القرار فور صدوره وتعطى مهلة لغاية 10/3/2012 لتسجيل المؤسسات الوارد ذكرها في المادة الخامسة منه».

كامل صالح - جريدة السفير 6 آذار 2012

زيادة سعر المازوت أسبوعياً تبدّد إيجابية الـ2900 ليرة

باسيل يوقّّع على قرار إعفاء المادة من الـTVA

يبدو القرار الصادر عن «وزارة الطاقة والمياه» أمس، بإعفاء مادة المازوت من الضريبة على القيمة المضافة (TVA) ذا تأثير ايجابي محدود، في ظل الزيادات التي طرأت على سعر مبيع صفيحة المازوت الأحمر منذ الأسبوع الأول من السنة، والبالغة 5900 ليرة (مع ملاحظة رفع الدعم الحكومي في 18 كانون الثاني الماضي، والبالغ 3 آلاف ليرة). يضاف إلى ذلك، ما توقعه رئيس «تجمع الشركات المستوردة للنفط» مارون شماس عبر «السفير» أول من أمس، من «ان جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الأربعاء المقبل، سيلحظ ارتفاعا جديدا على سعر المازوت الأخضر (الديزل أويل) 200 ليرة، والأحمر بين صفر و100 ليرة».
ويتبين بعد ملاحظة جدول تركيب الأسعار الخاص الذي وقع عليه وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أمس، أن الإفادة من الخفض على صفيحة المازوت الأخضر (الديزل أويل) جاءت طفيفة، حيث

الناشف لـ«السفير»: المحسوبيات والصدفة تتحكمان بسوق العمل

«منظمة العمل الدولية» تطلق اجتماع الخبراء حول الشباب

لا تقتصر معاناة الشباب الباحثين عن العمل على التهميش بفعل هياكل السلطة الهرمية والمحسوبيات فحسب، بل ثمة أزمة معقدة تتراكم سنويا، وهي غياب الإحصاءات الرسمية والموثوق بها عن حاجات سوق العمل الفعلية في القطاعين العام والخاص.
وإذ أراد المتابع أن يتلمس دربا للوصول عبره إلى فسحة من الشفافية والركون إلى مسار للمعالجة، يجد نفسه يتخبط بتضارب الأرقام بين الجهات الرسمية والخاصة من جهة والدولية من جهة أخرى، وتاليا لا يصل إلى معطى يمكن البناء عليه. ولعل معرفة معدل البطالة خير شاهد على ذلك، حيث تتراوح النسب في لبنان مثلا، بين 9 في المئة وصولا إلى أكثر من 25 في المئة في ظل غياب الإحصاء السكاني المتوقف منذ العام 1932.
أمس، شهدت بيروت انطلاق «اجتماع الخبراء حول عمل الشباب في البلدان العربية» الذي تنظمه «منظمة العمل الدولية» و«مؤسسة فريدريش ايبرت»، بمشاركة لبنانية وعربية ودولية، ويمثل الاجتماع الذي

محطّات بنزين تستبق «جدول الأربعاء» لبيع الصفيحة بالسعر المرتفع ليل الثلاثاء

شمّاس لـ«السفير»: ميقاتي تفهم مطالب قطاع المحروقات... ومستمرون بإضراب اليوم 
 
يعود اليوم العمل بالنقل المشترك، أو ما يعرف شعبيا بـ«جحش الدولة»، بعد توقف دام لأكثر من أربع سنوات، وذلك عبر ثلاثة خطوط تغطي مناطق: الدورة، كورنيش البحر، الكولا، المتحف. الحمرا، الأونيسكو، الجامعة العربية، المشرفية، الحدث. والكولا، الأوزاعي، السعديات، الدامور.
ويوضح مدير عام «مصلحة النقل المشترك وسكك الحديد» بسام العريضي لـ «السفير» أن عدد الحافلات 27، وتتسع لثلاثين راكبا، وتنطلق للعمل الساعة السادسة صباح اليوم من منطقة مار مخايل قرب شركة الكهرباء، إلى الساعة الثامنة والنصف ليلا»، لافتا إلى أنه «سيضاف إليها بعد نحو ثلاثة أسابيع 20 حافلة بالحجم نفسه، بعد انتهاء معاملات تسجيلها، للعمل على خطين إضافيين ضمن بيروت وضواحيها ليصبح مجموع الخطوط خمسة».
وعن قيمة تعرفة النقل المشترك، وهل ستتأثر بارتفاع أسعار المحروقات، يفيد العريضي أن «التعرفة ستبقى كما كانت سابقا، وهي 750 ليرة ضمن بيروت، و1250 ليرة خارجها»، مؤكدا أن المصلحة ملتزمة بالتسعيرة التي تحددها وزارة النقل.
وبعدما يلفت إلى وجود قرار سابق لمجلس الوزراء بشراء 250 حافلة، يوضح أن المبلغ الذي رصد آنذاك لم يعد يكفي لشراء 160 حافلة، إلا أنه يشير إلى أن مباحثات وزارة النقل متواصلة مع مجلس الوزراء لتوفير أكثر من 100 حافلة قريبا، بهدف تقديم خدمة أفضل وأشمل للمواطنين في المناطق كافة.
وفي موازاة تواصل ارتفاع أسعار المشتقات كافة، حيث بلغت الزيادة أمس وفق جدول تركيب الأسعار الصادر عن وزارة الطاقة، 500 ليرة على صفيحة البنزين، و200 ليرة على المازوت، يوضح رئيس «اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري» عبد الأمير نجدة أن «قطاعات النقل على موعد مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بداية الأسبوع المقبل، لبحث موضوع تعرفة النقل ومطالب السائقين، بعدما تخطى سعر صفيحة البنزين الـ37 ألف ليرة»، مذكّرا في الوقت نفسه بالموعد المحدد لتنفيذ الإضراب العام للقطاع، وهو الخميس 19 نيسان المقبل.
تسريب جدول تركيب الأسعار قبل موعده
من جهة أخرى، عمد بعض أصحاب محطات المحروقات ليل الثلاثاء، إلى تطبيق الأسعار الجديدة للمشتقات النفطية، بدلا من صباح أمس. وعلمت «السفير» أن أكثر من محطة وقود رفعت السعر 500 ليرة على كل صفيحة من دون الإعلان عن السعر الجديد على محطاتها، مستغلة موضوع «الإضراب التحذيري» الذي تنفذه اليوم نقابتا أصحاب المحطات والصهاريج، و«تجمع شركات مستوردي المشتقات النفطية».
ويعلق نقيب «أصحاب محطات المحروقات في لبنان» سامي البراكس على الموضوع بالقول: «كان يفترض أن تبلَّغ النقابة فورا، لتبلِّغ مديرية حماية المستهلك بضبط المحطات غير الملتزمة بالسعر»، موضحا لـ«السفير» أن النقابة «ضد هذا الاستغلال للمواطنين»، داعيا «جميع المحطات إلى الالتزام بتعديل الأسعار وفق موعد الجدول وهو صباح كل أربعاء».
أما نجدة فيسأل عبر «السفير»: «من يتحمل مسؤولية تسريب جدول تركيب الأسعار إلى أصحاب المحطات قبل موعده؟»، داعيا وزارة الطاقة إلى أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الإطار. كذلك يطالب «حماية المستهلك التحقيق في الأمر، ومراقبة الأسعار عشية كل يوم أربعاء في ظل التوقع باستمرار ارتفاعها في الأسابيع المقبلة».
في المقابل، يؤكد رئيس «تجمع الشركات المستوردة للنفط» مارون شمّاس، بعد اجتماع «قطاع المحروقات» مع ميقاتي مساء أمس، «أن القطاعات لم تصل إلى نتيجة، ومستمرة بإضرابها اليوم»، موضحا لـ«السفير» أن «الرئيس ميقاتي أبدى تفهمه لمطالب أصحاب محطات المحروقات ونقابة أصحاب الصهاريج، والشركات، ووعدنا أنه سيعمل على متابعة الموضوع بعد إجراء اتصالاته، وتاليا نحن مستمرون بإضرابنا لتحقيق المطالب».
5200 ليرة زيادة البنزين في 12 أسبوعا
ويدق سعر صفيحة البنزين بوابة الأربعين ألف ليرة، في موازاة ارتفاع سعر برميل النفط عالميا بسبب القلق على الإمدادات، والتوترات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة، حيث سجل في 12 أسبوعا، زيادة على صفيحتي البنزين 98 و95 أوكتانا 5200 ليرة لكل منهما، بعد ارتفاعهما أمس 500 ليرة، وقارورة الغاز 10 كلغ 3700 ليرة، و12,5 كلغ 4600 ليرة، بعد ارتفاعهما 100 ليرة.
وزاد سعر مبيع المازوت الأحمر والديزيل أويل للمركبات الآلية (المازوت الأخضر) 200 ليرة، بعد قرار إلغاء الضريبة على القيمة المضافة (TVA) عنهما يوم الخميس الماضي، (2900 ليرة للأحمر و2800 ليرة للأخضر). أما في خمسة أسابيع، فزاد سعر مبيع المازوت والديزيل 2000 ليرة بعد الزيادة الجديدة. كذلك زاد سعر مبيع الكاز 1800 ليرة بعدما زاد 300 ليرة. والفيول أويل (1% كبريتا) 64 دولارا، بعدما ارتفع 9 دولارات في الجدول الأسبوعي. أما الفيول أويل فزاد في عشرة أسابيع 91 دولارا، بعدما ارتفع 4 دولارات أمس.
وأصبحت أسعار المحروقات الإجمالية شاملة الضريبة، كالآتي: بنزين 98 أوكتانا 37400 ليرة، و95 أوكتانا 36700 ليرة. الكاز 30800 ليرة. مازوت 28900 ليرة. قارورة الغاز (تسليم المستهلك) 10 كلغ 22100 ليرة، و12,5 كلغ 27100 ليرة. الديزيل أويل (للمركبات الآلية) 29000 ليرة. الفيول أويل 753 دولارا. الفيول أويل (1% كبريتا) 815 دولارا.
إضراب المحطات والصهاريج وموزعي الغاز
وكان شمّاس والبراكس ورئيس «نقابة أصحاب الصهاريج» إبراهيم سرعيني، عقدوا مؤتمرا صحافيا، في مقر التجمع لبحث الخطوات التنفيذية للإضراب اليوم. وفيما أعلن وزير الإعلام وليد الداعوق بعد ختام جلسة مجلس الوزراء أمس، أن المجلس «لم يبحث في موضوع إضراب قطاع المحروقات»، أوضح البراكس لـ«السفير» أن «مطلبنا هو تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي برفع الجعالة 7,5 في المئة على مبيع كل صفيحة بدلا من 4 في المئة»، مشيرا إلى أن القطاع لم يعد يحتمل إهمال الحكومة له ولمطالبه المحقة، معتبرا أن «هناك سوء نية ومؤامرة على القطاع، لكننا لن نسمح لهم باستهدافنا، وإذا تعاملوا مع الإضراب على أنه لم يحدث، فإن المرة المقبلة سيكون مفتوحا».
وتعمل، وفق البراكس، نحو 3 آلاف محطة على الأراضي اللبنانية، منها حوالي 1300 محطة تمتلك ترخيصا، و1700 تعمل من دون ترخيص.
من جانبه، اعتبر رئيس «تجمع شركات مستوردي النفط» مارون شماس، أن «حقوق أصحاب المحطات والصهاريج منطقية»، وقال: «من الطبيعي بعد حصول زيادة للأجور أن يحصل تصحيح للقطاع، ومن دون ذلك، سيهترئ بأكمله، ولن نقف متفرجين على اهترائه»، وفق تعبيره، موضحا أن «الزيادة المطلوبة سيأتي القسم الأكبر منها من خزينة الدولة، وسينعكس قسم صغير على المواطن، لكن وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا أفضل من اهتراء القطاع».
وجدد بيان صادر عن المجتمعين أمس، «المضي بالتوقف عن العمل اليوم الخميس، وعلى دعوة نقابة الصهاريج السائقين وأصحاب الصهاريج إلى الاعتصام السلمي أمام وزارة الطاقة والمياه على الاوتوستراد الممتد من الكرنتينا حتى مستديرة الصياد من الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى الساعة الحادية والنصف قبل الظهر». ودعا البيان «أصحاب المحطات على الأراضي اللبنانية إلى التقيد بقرار تنفيذ التوقف عن العمل والإقفال التام بما فيه الغسيل والميني ماركت، من الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الأربعاء إلى الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الخميس»، معلنا عن «تضامن تجمع الشركات المستوردة للنفط بوقف التسليمات من مستودعات الشركات».
وفي وقت لاحق، أعلن «مجلس نقابة موزعي الغاز في لبنان» بعد اجتماعه أمس برئاسة يوسف حاتم، التوقف عن العمل اليوم تضامنا مع سائر نقابات قطاع المحروقات في لبنان، مطالبا بضرورة معالجة مطالب موزعي الغاز «والتي تتلخص بزيادة الجعالة التي لم تعدل منذ سنوات عديدة، صيانة قارورة الغاز لرفع الأخطار المتزايدة يوميا، استبدال قوارير الغاز غير الصالحة للاستعمال من دون تحميل المستهلك والموزع أية أعباء، وتنظيم مهنة توزيع الغاز».
وفيما نفى شمّاس «وجود احتكار لقطاع النفط في لبنان»، اعتبر رئيس «الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان» مارون الخولي «أن الإضراب الذي دعت إليه كارتيلات النفط، يشكل بلطجة وجريمة يتوجب من النيابات العامة التحرك لمحاكمة المحرّضين والداعين للإضراب الذي يحرم البلد من مادة استراتيجية حيوية هم مؤتمنون على توفيرها»، مستغربا في الوقت نفسه، «أن يقوم أصحاب المليارات في قطاع هو الأغنى في لبنان، بحيث تبلغ استثماراته أكثر من ملياري دولار، بإضراب لزيادة أرباحه من احتكاره لمادة استهلاكية أساســية خالية من أية منافسة، ومحمية عبر جدول تركيب الأســعار الأســبوعي، الذي يؤمن لقطاع النفط أرباحا سنوية صافيــة بأكثر من 300 مليون دولار».
وإذ أشار إلى «أن الدعوة إلى الإضراب يقف وراءها بعض شركات النفط التي تملك أكثر من 80 في المئة من المحطات»، قال: «إن هذه الشركات لم تكتف من أرباحها الكبيرة على الاستيراد والنقل والتوزيع، بل تجرأت على رفع مطلب زيادة الجعالة المنفوخة أصلا، إلى 7,5 في المئة، أي مضاعفة الربح على صفيحة البنزين ليصل إلى 2400 ليرة»، داعيا الحكومة «إلى عدم الرضوخ للتهديد والابتزاز، والى رد اعتبارها وحضورها في القطاع البترولي عبر اجراءات وقرارات كفيلة بإعادة القطاع إلى كنف الدولة، والى حماية المستهلك من لوبي الاحتكار».
تدابير سير على طريق الكرنتينا ـ الحازمية
أعلنت «المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي» أنها، «وبسبب اعتصام نقابة أصحاب الصهاريج ومتعــهدي نقل المحــروقات» على أوتوستراد إميل لحود الممتــد من محلة الكرنتيــنا إلى الحازمية بسبب عدم تعديــل أجــور النقل، وذلــك ما بين الساعة 8,30 والســاعة 11,30 قبل ظهــر اليوم، ستتخذ المديــرية التدابيــر الآتية: إلزام سائــقي الصهاريج بإيقــافها ضمن مسرب واحد إلى أقصى يمين المسلك الجنوبي لجادة إميــل لحود، ابتداء من بعد المفرق المؤدي إلى تقاطــع الدخــولية ومحول شارل حــلو. وعدم السماح بإيقــاف الصهاريج صفا مزدوجا، أو محاولــة قطــع الطريق أمام حركة السير». ودعــت المواطنــين إلى أخذ العلم، «وعدم سلوك الأوتوســتراد المذكــور في الأوقــات المحــددة آنفاً، والتقيّد بتوجــيهات وإرشــادات رجــال قــوى الأمن الداخلي، وبعلامــات الســير التوجيــهية الموضوعة في المكان تسهيلاً لحركة المرور ومنعاً للازدحام».
كامل صالح -  جريدة السفير 15 آذار 2012

الشركات ونقابة الصهاريج تلتزم.. و«المحطات الخاصة» تخرق بنسبة عالية

إضراب المناطق صباحاً يتراوح بين 50 و90%.. وتصعيد بين باسيل والبراكس
بدا المشهد في منطقة كورنيش النهر أمس، يختزل الحياة اليومية اللبنانية في حلوها ومرّها، ففيما كان سائقو النقل المشترك يقودون حافلاتهم إلى الطرقات، الساعة السادسة صباحاً، بعد غياب سنوات، كان سائقو صهاريج المحروقات وأصحاب محطات الوقود يتجمعون تباعا أمام وزارة الطاقة لتنفيذ اعتصامهم احتجاجاً على جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الأسبوعي.
لم تكن المسافة بين الحدثين سوى بضع مئات من الأمتار تلك المسافة التي تبعد بين شركة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة، وبفارق ساعتين، سوى أن الفارق الجوهري بينهما، أن الأول يهدف إلى التقليل من زحمة السير عبر اعتماد المواطنين على النقل المشترك، والثاني سبّب زحمة سير مما دفع قوى الأمن للتدخل طوال فترة الاعتصام لمعالجة أزمة الاختناق المروري.
في المحصلة، يمكن القول، وكما عبّر معظم المواطنين الذين التقتهم «السفير»: لا إضراب قطاع المحروقات، ولا عودة «ميني جحش الدولة» للعمل، أثرا في واقع حياتهم الروتينية والفائضة بالأزمات والمشاكل والغلاء، فالشريحة الكبرى تداركت الموضوع وملأت خزانتها بالوقود، وتالياً لم يؤثر فيها الإضراب التحذيري ليوم واحد، وغالبيتها أيضا لم تنتبه إلى عودة العمل بالنقل المشترك.
أمام هذا المشهد، رفع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، من سقف المواجهة ضد أصحاب المحطات فيما مدّ يده لـ«الصهاريج»، فاعتبر أن مطالب «المحطات» التي ينادون بها «غير منطقية وغير مقبولة»، مضيفا لكن «سننظر فقط بأمر أصحاب الصهاريج، لأن وضعهم يستحق النظر فيه». وأشار إلى «أن ارتفاع الأسعار العالمية للمشتقات يؤدي إلى ارتفاع أسعار المحروقات محليا، والحل الوحيد لهذه القضية اعتماد المحروقات البديلة». وأوضح أن مجموع ما يطلبه أصحاب المحطات والصهاريج والمستوردين سيزيد سعر الصفيحة 5 آلاف ليرة. وسأل «هل سيتحمل المواطنون هذه الزيادة إضافة إلى ارتفاعها الحالي؟».
وإذ ذكّر بأنه منذ البدء ضد الرسوم على المحروقات كافة، أضاف «أفهم الرفض من الحكومة للمحافظة على مداخيل الدولة، إذا لا يجوز أن نفقر الدولة لإغناء التجّار.. إننا مع الناس وليس مع تجّار المحروقات، ويمكنكم تسميتهم: تجارا، كارتيلات، مافيات..»، مشيرا إلى «أن محطات البنزين تفرخ كالفطر، مما يعني أنها لا تخسر كما يدّعي أصحابها.. أما بالنسبة إلى مستوردي المحروقات، فهم يحصلون على 5 في المئة من السعر وفق تركيب جدول الأسعار. وإذا نظرنا إلى استيراد العام الماضي، حيث تجاوزت حصتهم 100 مليون دولار على 11 شركة، فهل يخسرون أيضا؟».
وفي رد غلب عليه الانفعال، قال نقيب «أصحاب محطات المحروقات» سامي البراكس: «أريد أن أذكّره بالكروت الخضرا..!»، وفيما لم يوضح ما هي قصة هذه «الكروت»، أكد عبر «السفير» أن «الإضراب نجح بنسبة تجاوزت 95 في المئة في لبنان كله، وتالياً لن يستطيع باسيل أن يفعل شيئا، وسنقول كل ما نريده»، محمّلا مسؤولية الإضراب لباسيل، وقال: «زرناه سابقاً، وقال لنا ليس لدي ما أعطيكم إياه، ولتضربوا»، مضيفاً «لكن سنعطي فرصة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد نقولا نحاس، وإلا سيكون هناك مواقف أصعب من هذه».
من جهته، أوضح رئيس نقابة الصهاريج إبراهيم سرعيني «أن الإضراب في قطاع الصهاريج بلغ مئة في المئة، في حين بلغ التزام المحطات 85 في المئة».
وعقد ظهر أمس، اجتماع ضم سرعيني والبراكس، ورئيس «تجمع الشركات المستوردة للنفط» مارون شماس، جرى خلاله تقويم الإقفال التحذيري الذي نفذه القطاع النفطي، واعتبر المجتمعون إلى أن «الإقفال التحذيري كان كاملا، ويعبر عن هواجس العاملين فيه من أصحاب صهاريج ومحطات وشركات التوزيع والاستيراد، الذين يرزحون تحت أعباء كبيرة، نظرا إلى ارتفاع قيمة الاكلاف التشغيلية من دون أن يقابلها أي تعديل من جراء زيادة الأجور».

حركة طبيعية.. ولا أزمة في المناطق
البلد إذن، استيقظ أمس، على إضراب محطات المحروقات التي تفاوتت نسبة الالتزام به من منطقة إلى منطقة، وبين فترتي الصباح وبعد الظهر، ففي حين سجل التزام المحطات التابعة لشركات النفط بنسبة العالية، خرقت المحطات الخاصة الإضراب بنسبة عالية أيضا، ومنها «محطات هاشم» البالغ عددها 18 والمنتشرة في بيروت والضاحية الجنوبية والجنوب. وبرر صاحبها مالك هاشم عدم الالتزام بإضراب النقابة، لغياب التنسيق بين القوى الفاعلة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه غير منتسب للنقابة. وقال لـ «السفير»: «لسنا ضد الإضراب، لكن اعتراضنا على التوجيه الذي سلكه، حيث أوحى للمواطن أننا نريد رفع سعر الصفيحة، فيما مطالبنا هي تحديد سقف أعلى للصفيحة، لأن ربحنا هو في بيع ليترات أكثر، فيما مع ارتفاع السعر هناك تراجع حاد في حركة الاستهلاك إلى النصف تقريبا».
في المقابل، تفاوت الالتزام بالإضراب بين المناطق، ليتراوح بين 50 إلى 90 في المئة. ففي الشمال (غسان ريفي) بلغ نسبة 75 في المئة، كذلك امتنعت الكثير من المحطات عن تقديم خدمة غسل السيارات. لكن بدا واضحا عدم تأثير الإضراب على حركة السير، حيث شهدت طرابلس منذ الصباح الباكر زحمة سير كالمعتاد. في حين شهدت بعض المحطات ليل أمس الأول إقبالا ملحوظا لتموين خزاناتهم بالمحروقات تحسباً للإضراب. وأوضح ممثل أصحاب محطات المحروقات في الشمال عبد الحميد تاج الدين لـ«السفير» أن الالتزام كان جيدا، داعيا الحكومة إلى إنصاف أصحاب المحطات ليتمكنوا من الاستمرار في أداء عملهم، مشدداً على ضرورة تأمين الحماية اللازمة لهم في ظل الغبن الذي يواجهونه ويترجم خسائر كبيرة.
أما في البقاع (سامر الحسيني) وراشيا والبقاع الغربي (شوقي الحاج) فلم يتجاوز الالتزام الـ 60 في المئة. وحافظت حركة السير على طبيعتها. وبدا لافتا أن الملتزمين كانوا التابعين لشركات النفط، أما المحطات الخاصة فمعظمها خرق الاضراب.
جنوبا، تجاوز الإقفال 85 في المئة، ففي صور (حسين سعد) أقفلت المحطات أبوابها تماما حتى عن تقديم الخدمات الأخرى. وفي صيدا (محمد صالح) التزمت المحطات الأساسية والكبرى وخصوصا التابعة للشركات بالإضراب. لكن لم يحدث ذلك أزمة بعدما تحسب المواطنون لذلك عشية الإضراب وملأوا خزاناتهم بالوقود، كذلك كانت حركة السير طبيعية. انتقالا إلى النبطية (عدنان طباجة) كان الإضراب في ساعات الصباح الأولى حوالي 80 في المئة، وفق أمين سر «تجمع أصحاب المحطات في الجنوب» وسيم بدر الدين، لكنه أشار إلى أن «عدم التزام 3 محطات دفع بمحطات أخرى إلى العزوف عن متابعة الإضراب»، مستغربا «كيف أن «الذين لم يلتزموا لا يهمهم رفع الجعالة»، متسائلا: «كيف يغطون مصاريفهم بالجعالة الحالية؟».
وفي منطقتي حاصبيا والعرقوب (طارق ابو حمدان) التزمت المحطات التي يزيد عددها عن 25 محطة بالإضراب، مما سبب إرباكا جزئيا في حركة النقل، وطالب أصحاب المحطات بحقوقهم المزمنة، وفي مقدمتها رفع الجعالة على صفيحة البنزين 7.5 في المئة، تنفيذا لقرار مجلس الوزراء. وأكد حسان جنبلاط (متعهد لنقل المحروقات) أن «القطاع لم يعد يحتمل الإهمال والمماطلة» معتبرا أن «العدد الأكبر من المحطات يعاني من خسائر تحول دون إمكانية استمرار عملها».
ولم يختلف المشهد كثيرا في المتن الأعلى وعاليه (أنور ضو) حيث تجاوزت المشاركة في الإضراب 90 في المئة. أما موجة الاستياء فكانت عارمة ليس بسبب الإضراب فحسب، بل من الوضع الاقتصادي كله، وخصوصا ارتفاع المشتقات النفطية، حيث يستطيع المواطن الاقتصاد في الأكل لكن لا يستطيع الاقتصاد بمادة المازوت لتدفئة عائلته.

كامل صالح - جريدة السفير 16 آذار 2012

"الأغذية الفاسدة": هلع شعبي عارم وشائعات "بالجملة".. ومطاعم تقفل أبوابها

النقابات السياحية تشكك باللوائح.. وأبو شرف يسأل: هل أصبحنا وكر ذئاب؟

قرر مروان (موظف في مؤسسة تجارية خاصة) منذ عودة ملف المواد الغذائية الفاسدة إلى الواجهة مجدداً، الامتناع عن تناول طعام الغداء في المطاعم، وبات يحمل «زوادته» بما تعده له زوجته صباحا، إلى العمل، وخصوصا من الحبوب.
ولا يقتصر الخوف على مروان فحسب، بل بات يشمل شريحة واسعة من الذين لا يستطيعون تناول الطعام في بيوتهم نهارا. وأظهرت جولة «السفير» على عدد من مطاعم العاصمة وضواحيها، تراجعا حادا في زبائنها، مما دفع بعضها لاتخاذ القرار بالإقفال موقتاً، لحين عودة ملف الأغذية الفاسدة إلى حجمه الطبيعي، حيث لم يعد بامكانها تكبد الخسائر المستمرة منذ أكثر من عشرة أيام.
لا شك أن موضوع الأمن الغذائي من أساسيات الدول، ومن الضروري إعطاؤه الأولوية على أي ملف آخر، لتعلقه بصحة الناس وسلامتهم، فضلا عما يمكن أن ينتج عنه من وفيات. لكن، ما هو مثير للانتباه لبنانيا، ما رافق فتح الملف من قصص وحكايات بعضها صحيح بالضرورة، لكن معظمها ناتج عن خيال خصب، ترجم باطلاق لوائح تتضمن أسماء فنادق ومطاعم ومؤسسات وسوبر ماركت وتجّار، على الانترنت وعبر رسائل الخلوي، غير صادرة عن جهة رسمية. واللافت أن هذه اللائحة التي بدأت بعشرين اسما، تكبر يوميا حتى باتت تضم أكثر من 220 اسما، وفق ما أعلنه رئيس «نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري» بول عريس لـ «السفير»، أمس، مشيرا إلى أنه نتيجة هذه اللوائح التي نشرها «مغرضون»، والبلبلة الناجمة عن الموضوع، وقعت المطاعم ضحية، مؤكدا أن الوزارات المعنية أعلنت عدم وجود شكاوى في حق المطاعم، كذلك «مديرية حماية المستهلك» التي تقوم بدوريات مكثفة يوميا على المطاعم، لم تجد شيئا.

«الاستمرار في النفعية الوقحة العمياء»
وفي السياق نفسه، أشار نقيب الأطباء شرف أبو شرف إلى «أن ثمة مؤسسات تطبق نظم الجودة وتعمل بكل شفافية وأخلاق، وتؤمّن الغذاء السليم للمواطن. لكن عدم التشدد في تطبيق القوانين وعدم معاقبة المتاجرين بالسلع الفاسدة، وعدم تسمية المؤسسات المخالفة، حملت هؤلاء إلى الاستمرار في النهج اللاأخلاقي والنفعية الوقحة العمياء التي أدت إلى كوارث صحية واجتماعية»، معتبرا أنه «عندما تغيب الدولة عن القيام بواجباتها تسقط حكما ومعها يقع رجالها في الأشراك التي ينصبون».
ولعل أبرز ما طالب به أبو شرف في مؤتمر صحافي عقده في «بيت الطبيب» أمس، تناول فيه موضوع الغذاء الفاسد،»إخراج السياسة من هذا الملف، مع ترك المسار القضائي ليأخذ مجراه»، معتبرا في الوقت نفسه، أنه لو لم يصب أحد كبار المسؤولين بعوارض خطيرة كادت أن تودي بحياته، فحرّك القضاء والقانون والاعلام، لما عولج موضوع الغذاء الفاسد كما يحصل اليوم».
وأكد أبو شرف «أنه بعد الانكشاف شبه الشامل لكافة المواطنين أمام المخاطر المحدقة بصحتهم، لم تعد سلامة الغذاء مسألة ظرفية أو عابرة، بل أصبحت قضية وطنية تستوجب استنكارا رسميا شاملا»، داعيا إلى «تفعيل طب العمل، وإصدار التشريعات التي تضمن خضوع المؤسسات التي تنتج أو تبيع مواد استهلاكية لإشراف طبيب ليتابع سلامة أوضاعها مع إصدار تقارير دورية تؤكد مراعاتها للشروط الصحية والسهر على تطبيقها».
واعتبر «أن تلوّث الهواء والماء وفساد الغذاء والدواء لم يوفر طائفة ولا تياراً ولا منطقة، بل أصاب كل فئات الشعب». وسأل: «هل أصبحنا وكر ذئاب؟ أم أننا تدجنّا على ثقافة الفساد والتصرف اللاأخلاقي؟ هل انقطع التواصل بين دائرة الأخلاق ودائرتي السياسة والقانون»، مؤكدا «قضيتنا قضية أخلاقية بامتياز، وفي غياب الأخلاقية السياسية لا يشعر المواطنون بانتمائهم إلى الوطن، ولا يرون في دولتهم أي مستقبل، فيشعرون بالإحباط ويقررون الهجرة»، معتبرا أنه «لولا العناية الالهية وأهل العلم والأخلاق والضمير في لبنان لقضي على هذا البلد منذ زمن. ومسلسل الأغذية الفاسدة بالأطنان خير برهان عندنا على صحة الإنسان وأمنه».

«همروجة وستذهب كغيرها»
من جهته أشار بول عريس إلى أن أجهزة الدولة تؤدي واجباتها في هذا الموضوع، ومن الضروري تحديث القوانين المتعلقة بالأمن الغذائي وتفعيلها، لأنه يمس كل المواطنين، ولا يستثني أحدا، حذر من التمادي في خلق الشائعات التي بدأت تضر الاقتصاد الوطني، سائلا: «هل ثمة جهة مسؤولة عن الصحة أو الغذاء، أعلنت منذ أول السنة إلى اليوم، عن اكتشاف حالة تسمم واحدة في المطاعم؟» مضيفا «ما مصلحة أصحاب المطاعم في المخاطرة بصحة زبائنهم، وتاليا ضرب استثماراتهم؟».
وفيما كرر عريس أكثر من مرة، أن «هذه همروجة وستذهب كغيرها»، أكد مجددا «نحن ضحايا، ولم نشارك في الجريمة»، مشيرا إلى «أن ثمة خسائر فادحة يتكبدها قطاع المطاعم نتيجة حالة الذعر المنتشرة بين الناس».
أما على صعيد دور النقابة في هذه القضية، فأقرّ عريس أنها لا تستطيع أن تفعل شيئا، وسأل: «هل من مسؤوليتها تعليق المشانق بحق الفاسدين؟».
وبعدما ألمح إلى وجود مصلحة إسرائيلية تاريخية بضرب قطاع السياحة في لبنان، قال عريس: «إذا ثبت أن هذه اللحوم الفاسدة كانت في إسرائيل، كما قيل أخيرا بعد اكتشاف علامات باللغة العبرية عليها، وبعد الهجوم على الصناعة السياحية في لبنان ومنها نشر اللوائح المغرضة على مواقع الانترنت، لا بد من الربط في هذه المسألة ووضعها ضمن سياق المؤامرات الإسرائيلية لضرب السياحة في لبنان».

«كيف تثار الملفات في البلد!»
وفي الإطار نفسه، شكك نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر أيضا، بالأسماء الواردة في اللوائح، معتبرا «أنها غير صحيحة»، منتقدا كيف تثار الملفات في البلد خصوصا على المستوى السياسي، «بحيث يريد الجميع أن يطرح رأيه في الموضوع، من له مصلحة وغير مصلحة».
وبعدما أكد الأشقر عبر «السفير» أن «تسويق المواد الفاسدة جريمة ويجب معاقبة المسؤولين عنها.. وكقطاع سياحي نستنكرها بشدة»، قلل من تأثير هذه القضية على الحركة السياحية في الربيع، التي تبدو واعدة، وأعلن أن «المؤسسات السياحية الكبيرة لم تتأثر، واقتصر التأثير على بعض المطاعم الصغيرة المنتشرة في الأطراف».
وأشار إلى «أن المعلومات التي لدينا أن البضائع الفاسدة التي ضبطت تبلغ نحو 200 طن، لكن في السوق هناك عشرات الآلاف من الأطنان السليمة، وتاليا من الضروري مقاربة الملف بموضوعية والابتعاد عن المبالغة، ففي نيويورك مثلا أكتشف حديثا مواد فاسدة، لكن لم يصر إلى تضخيم الموضوع كما يحدث في لبنان».
وقال الأشقر: «ثمة مشكلة تتعلق بسوء إدارات التخزين في المؤسسات ومراقبة المشتريات، حيث يخزن بعضها مواد منتهية الصلاحية، وليست بالضرورة فاسدة، ففي فرنسا مثلا توضع على المنتجات الغذائية عبارة «يفضل تناولها قبل التاريخ كذا»، وتاليا يجب ملاحظة الفرق بين المصطلحين».

شطب مؤسسات متورطة
وكانت «غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان» قد شطبت ثلاث مؤسسات، وذلك بعض قرار رئيسها محمد شقير، بشطب أي مؤسسة يثبت أنها تبيع مواد فاسدة، ووضع خط ساخن في الغرفة لتلقي الاتصالات والشكاوى حول أي اكتشاف لأغذية فاسدة.
وفي سياق متصل، بحث «مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب» في اجتماع برئاسة محمد صالح، مشكلة اللحوم والأغذية الفاسدة. وأوضح صالح «أن الغرفة تدرس قرار شطب كل مؤسسة أو شركة ستدان من قبل المحاكم المختصة من جدول الانتساب إليها»، عارضا إمكانية الغرفة بالتعاون مع الوزارات المختصة والبلديات والمؤسسات والشركات كافة عبر المختبر المتطور والمستحدث لديها، والمجهز لكل الفحوصات المخبرية اللازمة بإشراف اختصاصيين لمراقبة صحة اللحوم والأسماك، وكل منتجات التصنيع الغذائي والزراعي، للتأكد من توفر شروط الصحة وفق المعايير الدولية، مؤكدا «المتابعة الجدية لهذه القضية».
وأعلن موقف «الغرفة» المتضامن والمتعاطف مع المواطنين، وشرائح المجتمع كافة، «باعتبار أن الأذى المادي والمعنوي قد يطال المستهلك في صحته، كما يطال التاجر الشريف على السواء».

للإسراع بقانون سلامة الغذاء
في المقابل، طالب رئيس «لجنة الصحة في مجلس النواب» الدكتور عاطف مجدلاني الحكومة بالإسراع في إرسال مشروع قانون بديل لقانون سلامة الغذاء، لإقراره، «ووضع حد لمأساة المواطن الذي لم يعد يعرف ماذا يأكل»، موضحا «أن اقتراح القانون الذي كان يناقش في اللجنة، تعثر إقراره بسبب تجاذبات الوزراء على صلاحيات وزاراتهم، ورفضهم تشكيل هيئة مستقلة تشرف على السلامة خوفا على هذه الصلاحيات».
من جهة أخرى، كلف «مجلس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية» المفارز الصحية في البلديات والأطباء البيطريين بالتدقيق والتشدد لقمع أي مخالفة تضرّ بصحة المواطنين، في مواقع بيع اللحوم والدجاج والأسماك والمطاعم والفنادق كافة. وألزم المجلس جميع الملاحم والمطاعم بوضع لائحة تحدد مصدر اللحوم الموجودة لديهم. وكشف عن ضبط بعض الحالات القليلة جدا غير السليمة، وجرى التعامل معها بحزم، وأتلفت الكميات الفاسدة، وجرى تنظيم اخطارات بحق المحلات المخالفة.

للتعاطي بشفافية وحزم
وتواصلت أمس، البيانات المحذرة من خطورة «فضائح الأمن الغذائي»، حيث رأت «الأمانة العامة لجبهة التحرر العمالي» أنها «أصبحت تهدد حياة المواطنين في صحتهم وصحة أطفالهم وعائلاتهم وتهديد سلامة الاقتصاد الوطني وسمعته»، مشددة على «ضرورة التصدي الجدي والسريع لهذه الظاهرة الوطنية الخطيرة».
أما «جبهة العمل الإسلامي»، و«لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية» فاعتبرا «أن الأمن الغذائي للمواطن لا يقل أهمية عن أمنه الخاص وحماية رزقه وعائلته، بل أن الفساد الغذائي هو أشد خطرا وفتكا لأنه يدخل إلى كل بيت ويطال كل مواطن كبيرا كان أم صغيرا».
كامل صالح - جريدة السفير 17 آذار 2012

العريضي لـ«السفير»: الاعتداء على سائقي النقل المشترك في عهدة الداخلية

حالتا ضرب في وادي الزينة وعين المريسة... ورئيس النقابة يسأل عن الحماية
 
 لم يكد يعرف المواطنون بعودة النقل المشترك عبر تسيير 27 حافلة متوســطة الحجم الخميس الماضي، حتى بدأت التهديدات تنهال على سائقيها، لمنعــهم من الوقوف على بعض المحطات أو نقل الركاب، خصوصا مع وجود فروقات بين تعرفتي النقل الرسمــي (750 ليرة)، والخاص (ألف ليرة) ضمن العاصمة.
ويبدو أن المشهد لم يقتصر على تهديدات سائقي حافلات الدولة فحسب، بل بلغ مرحلة الضرب، حيث يكشف رئيس نقابة النقل المشترك ريمون فلفلي لـ«السفير» عن تعرض سائق للضرب والتهديد في منطقة وادي الزينة. وهو ما يؤكده وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي لـ«السفير» أيضاً، مشيرا إلى «تسجيل حالتين، منها ما حدث في وادي الزينة، وأخرى وقعت في عين المريسة»، لافتـــا إلى أنه يتابع أيضا «الفلتان الأخلاقي والمالي الحاصل في بعــض مواقف سائقي الفـــانات»، وفيــما فضل عــدم التوسع في الحديث عن الموضوع، أكد أنه «قيد المتابعة».
وفيما كان جديد تعرفة النقل العام لم يعلن عنه للآن، لعدم قبول «نقابات النقل البري» به، علمت «السفير» أن الزيادة المقترحة من قبل وزارة الأشغال تبلغ 250 ليرة، بحيث تصبح تعرفة سيارة الأجرة 2250 ليرة، والحافلة 1250 ليرة، وذلك بعد ملاحظة عشرة عناصر مكوّنة لهذه التعرفة من ضمنها سعر صفيحتي البنزين والمازوت.
وبالعودة إلى التهديدات التي كشفت عنها «السفير» في عددها الصادر أمس، يؤكد العريضي «أن هذا الوضع غير مقبول، وقد أصبح في عهدة وزارة الداخلية». ويوضح أنه «نسّق مع الداخلية لمتابعة الموضوع على الأرض، وسحب الرخص من المخالفين والمعتدين من دون تردد»، مضيفاً «غير مسموح هذا التجاوز على الدولة... وحافلات النقل المشترك ستعمل في كل مكان، فلن نترك مصالح الناس وتنقلاتهم رهينة لأحد».
وبعدما ينتقد ضمنا «من كان يريد أن تعمل الشركات الخاصة على حساب النقل المشترك»، يقول: «هذه هي النتيجة... تهديدات واعتداءات على موظفي الدولة»، مشيرا إلى أن «هذه الحافلات عادت إلى العمل باللحم الحي».
ويلفت إلى «أن الوزارة لا تزال بانتظار تأمين الاعتمادات اللازمة لدفع ثمن 15 حافلة متوسطة أخرى، بسعر 52 ألف دولار للواحدة (ما مجمــــوعه 780 ألف دولار) فضلا عن متابعة التفاوض لشراء 100 حافلة، بحــــيث يصبح أسطول النقل المشترك حوالي 142 حافلة»، مشـــيرا إلى أن «التأخير في انجاز الموضوع للآن، ناجم عن التأخير في اتخاذ القرار على مستوى مؤسسات الدولة».
ويرى العريضي في الوقت نفسه، «أنه لو لم تقع الأزمة بعد رفع التعرفة من قبل النقل الخاص أخيرا، وما رافقها من مشاكل على الأرض، لما أخذنا الضوء الأخضر من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، لمواصلة التفاوض حول شراء حافلات جديدة».
وفي السياق، يعلن عن انجاز الوزارة لمشروع التعرفة الجديدة منذ 10 أيام، «لكن نقابات النقل طلبت تأخيره لمعرفة موضوع البنزين، فأوضحت لهم أن قرار البنزين لا يتخذه وزير الأشغال بل مجلس الوزراء».

نجدة: نريد الردّيات ونرفض الزيادة

وإذ يكرر العريضي اعتراضه على مبدأ الدعم، مؤكدا أنه مع تثبيت سعر المحروقات، يوضح رئيس «اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري» عبد الأمير نجدة لـ«السفير» أن «النقابات رفضت الاعتراف بمشروع تعرفة النقل المطروح».
ويضيف: «الخلاف هو حول موضوع البنزين، كذلك رفضنا زيادة التعرفة، وأكدنا تمسكنا بالتعرفة الحالية».
وكانت «نقابات النقل» قد طرحت خلال جلسات التفاوض مع الوزارة، وفق نجدة، ثلاث مطالب، هي:
- أولا: دفع الردّيات المستحقة للسائقين العموميين عن الفترة الثانية (6 أشهر).
- ثانياً: تحديد سقف لأسعار المحروقات يستفيد منها جميع المواطنين، بحيث تصبح صفيحتي البنزين 25 ألف ليرة، والمازوت 20 ألف ليرة.
- ثالثا: الحفاظ على سعر التعرفة الحالية.

فلفلي: إذا العمل ممنوع علينا فلنعلم بذلك؟

وفي موضوع الاعتداءات على سائقي النقل المشترك، يسأل رئيس النقابة ريمون فلفلي عبر «السفير»: «من المسؤول عن إنزال السائقين إلى الشارع من دون حماية؟»، مضيفا: «أين هي الخطة التي أخبرونا عنها؟ فالوزير أخذ الموضوع على عاتقه، وطمأننا أن الوضع على الأرض ممسوك، وأنه سيطلق حملة إعلانية عن عودة النقل المشترك، لنفاجأ بأن لا شيء من هذا حدث في الواقع... أين هي الدولة؟ فإذا ممنوع علينا العودة إلى العمل فلنعلم بذلك؟».
ويلفت فلفلي إلى «أنه طرح موضوع الاعتداءات والتهديدات التي تلقاها السائقون، مع رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، وهو قيد المتابعة، حيث ستعقد جلسة خلال هذين اليومين لوضع النقاط على الحروف».
وبعدما يكشف أن الحافلات التي أعيدت للعمل أخيرا، كان قد جرى تصليحها منذ 6 أشهر، وبلغت كلفتها حوالي مليار ليرة، يعلق قائلا: «هل يعقل أن ثمن الحافلة الجديدة 52 ألف دولار (78 مليون ليرة)، وكلفة اصلاح الحافلة القديمة حوالي 37 مليون ليرة، أي نصف ثمن الجديدة؟».
وإذ ينتقد فكرة مرافقة القوى الأمنية لحافلات النقل المشترك كما حدث سابقاً، يطالب فلفلي بحماية السائقين، وفق الخطة الآتية:
أولا: تحديد خطوط حصرية لحافلات النقل المشترك ولتكن خطين أو ثلاثة، ويمنع السير عليها من قبل النقل العمومي الخاص، باستثناء سيارات الأجرة.
ثانيا: تفعيل المصلحة عبر تنفيذ قرار مجلس الوزراء الصادر في العام 2004، والقاضي بشراء 250 حافلة خلال ثلاث سنوات.
ثالثا: تسوية أوضاع المستخدمين المكلفين منذ عشرات السنين بوظائف قيادية أو سواها، ولا سيما من يستوفي منهم شروط التعيين في هذه الوظائف.
رابعا: الطلب من وزير النقل والأشغال العامة عرض مشروع مرسوم الدرجــات الأربع ومشروع مرسوم الأقدمية على طاولة مجلس الوزراء للبتّ به، واعطاء العمّال حقوقهم أسوة ببقية عمّال مؤسسات الدولة الأخرى.
خامسا: إعطاء عمّال المصلحة المنح التعليمية وفق التعرفة الجديدة، والتي اعتمدت لعمّال مصلحة الليطاني والكهرباء وإدارة تعاونية موظفي الدولة، والبالغة 67 في المئة بدلا من 20 في المئة، علما أن هناك قرارين في وزارة المال في هذا الشأن.
يشار إلى أن عدد عمّال «مصـــلحة سكك الحديد والنقل المشترك» يبلغ، وفق فلفلي، حوالي 380 موظفا، منهم 20 موظفا في سكـــك الحـــديد. أما موظفو النقل المشترك فيتوزعون على النحو الآتي: 267 بين سائق قاطع تذاكر، مراقبين، مفتــشين، رؤساء خطوط، وإداريين. 80 للصيانة (مصنع مستودعات)، و12 إداريا بالأصالة.

كامل صالح - جريدة السفير 20  آذار 2012

مفتشو الدولة يعتصمون احتجاجاً على «الغبن المتمادي» و«تدنّي رواتبهم»: «نريد من المسؤولين ترجمة ما يرددونه دوماً حول تعزيز أجهزة الرقابة»

لعل من أبرز المفارقات التي رافقت اعتصام موظفي هيئة التفتيش المركزي صباح أمس، ما قاله أحد المعتصمين لـ«السفير»: «نحن نعالج مشكلات إدارات الدولة، ونريد الآن من يعالج مشكلاتنا».
ويضيف المعتصم الذي شارك مع زملائه في إطلاق صرخة احتجاج أمام مقر هيئة التفتيش في الحمراء: «تصاريح المسؤولين السياسيين كافة على كلّ الأراضي اللبنانية، قلّما تخلو من جملة: «ضرورة تعزيز أجهزة الرقابة والتفتيش وتفعيلها»، لنجد على أرض الواقع، أن الجميع أيضاً يريد بصورة مباشرة أو غير مباشرة تعطيل عملنا، عبر التمادي في هضم حقوقنا».
ويعلّق زميل له قائلاً «لي 18 سنة بالتفتيش لم أفهم ماذا يعني «التعزيز والتفعيل»، ففيما يفترض أن يكون جهاز الرقابة من أفضل إدارات الدولة، يلحظ أن «وضعنا من سيئ إلى أسوأ.. بيننا مفتشون أطباء، مهندسون، حقوقيون، أساتذة جامعات.. وراتب كل واحد منّا أقل من راتب موظف في الإدارات الأخرى».
وتتدخل زميلة لهم في النقاش: «الدولة كلها ضدنا.. ينادون بتعزيز الأجهزة الرقابية، وعند المفاصل الجدّية، نراهم يدفعوننا نحو اليأس». وبعدما تقارن بين راتبها وراتب أختها في التعليم الابتدائي، تعلّق قائلة: «هل يعقل أن راتبها أكثر من راتبي وأنا أسبقها في الخدمة بأكثر من 10 سنوات».

التفرغ من دون مقابل.. و8 درجات
لم يستمر الاعتصام التحذيري الذي شارك فيه موظفو وموظفات التفتيش التربوي والمالي والإداري والهندسي والصحي، أكثر من ساعة بمواكبة أمنية، ليعودوا إلى مكاتبهم، بعدما عبروا عن مطالبهم في بيان تُلِيَ في باحة المقر، مبرزا احتجاجهم على الغبن المتمادي اللاحق بهم، ولا سيما بعد «إقرار مبدأ التفرغ من دون مقابل»، و«إعطاء مجموعات من الأسلاك الوظيفية الأخرى زيادات على رواتبهم، ليصبح راتب المفتش من أدنى الرواتب في الدولة».
وما يزيد الطين بلّة، على ما يقول مصدر في «لجنة متابعة أوضاع المفتشين في التفتيش المركزي» لـ«السفير»، «أننا لم نفهم لماذا أسترد مرة أخرى «مشروع القانون المعاد بموجب المرسوم الرقم 6340/2011»، والرامي إلى إعطائنا ثماني درجات استثنائية، وذلك بعد دراسته وإقراره في لجان الإدارة والعدل والتربية والمال والموازنة النيابية». يضاف إلى ذلك «الغبن اللاحق بالمفتشين، خصوصا بعد إقرار سلسلة الرواتب للقضاة، وأساتذة الجامعة اللبنانية، وإعطاء درجات استثنائية لأفراد الهيئة التعليمية في ملاكات التعليم الثانوي والأساسي والمهني والتقني، وإعادة احتساب تعويضات العسكريين، وقد تزامنت جميعها مع إعادة القانون الذي يعطينا الدرجات الاستثنائية».
ويوضح المصدر أن «هذا التحرك ستتبعه خطوات تصعيدية لاحقة، إذا لم نصل إلى نتيجة بعد الموعد الذي طلبناه من رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، إذ لا يجوز الاستمرار بصيف وشتاء تحت سقف واحد، فزيادة الدرجات التي نطالب بها لا تكلف الخزينة أكثر من مليار ليرة سنوياً، فيما الزيادات التي أقرت لبعض الإدارات الأخرى، تتجاوز مئة مليار سنويا».
وليس بعيداً عن أجواء الاعتصام، ما تشير إليه إحدى المفتشات «أن مرسوم إنشاء التفتيش المركزي الصادر في 12 حزيران 1959، لم يعدّل للآن، فلا يزال عدد المفتشين نفسه، كذلك لم يقر مرسوم الترفيع منذ حوالي عشر سنوات، وأخيرا طلب 40 مفتشا نقلهم إلى إدارات أخرى وتحديدا ملاك التعليم، وسبقه تقاعد حوالي 30 مفتشا تربويا ليبقى حوالي 55 مفتشاً في العمل». وهذا كلّه على الرغم من ان «حجم الإدارة العامة في لبنان صار اليوم يفوق بأضعاف ما كان عليه الوضع لحظة إنشاء الهيئة».

الشغور الإجمالي 41،46%
وتتضارب المعلومات بين المعتصمين حول العدد الإجمالي للمفتشين العاملين، فمنهم من يقول إن العدد في كل الوزارات والبلديات لا يتعدى المئة، ومنهم من يلفت الانتباه إلى أن العدد «130 مفتشاً»، ويؤكد آخر أنهم «170»، ليضيف وبلغة ساخرة: «مهما كان عددنا فلن يبلغ مجموع ما تضمّه مدرستان من معلمين!».
ويكشف أحد المطلعين على أوضاع الهيئة الرقابية لـ«السفير»: «أن الشغور الإجمالي في إدارة التفتيش المركزي حسب العام 2011، يبلغ 41،46 في المئة، بين مفتشين وموظفين إداريين، و58 في المئة على مستوى الأجراء. إذ يعمل في الهيئة حوالي 135 موظفاً من أصل 206 الملحوظين في ملاك 1959. وهناك عدد لا بأس به منهم أحيلوا إلى التقاعد مع نهاية العام الماضي».
ويرى المصدر المطلع أن «هذا الملاك لحظ سنة 1959، فيما الإدارة اليوم غدت أكبر بأضعاف فيما لا يزال ملاك التفتيش على حاله، وبشغور حالي يتجاوز نصف كادره أيضاً!». أما المطلوب فلا أقل من توسيع ملاك الهيئة بـ20 في المئة. الأمر الذي من شأنه المساهمة في تحسين إنتاجيتها.
ووفق التقرير السنوي الصادر عن أعمال التفتيش المركزي للعام 2008، يلحظ أن الشغور الحاصل في مختلف إدارات التفتيش المركزي يبلغ في الملاك الملحوظ في الفئات الخمس 34،15 في المئة، وفي ملاك الأجراء 54،83 في المئة.

4 مطالب لتصحيح الخلل
ويطلب المفتشون من الرؤساء الثلاثة والنواب والوزراء الإسراع بتصحيح الخلل في أوضاع المفتشين في التفتيش المركزي، وذلك عبر: أولا: إقرار مشروع القانون المعاد الذي استردته الحكومة في جلسة مجلس النواب في تاريخ 22 شباط الماضي. ثانيا: إصدار مرسوم ترفيع المفتشين المعاونين الناجحين في المباراة المؤهلة للترفيع، والموجود في أدراج مجلس الوزراء منذ العام 2003. ثالثا: إعادة النظر في احتساب تعويض أمر المهمة، وتعويض النقل والانتقال بما يتناسب وسعر صفيحة البنزين، والحد الأدنى للرواتب والأجور. رابعا: إقرار قانون تنظيم التفتيش المركزي الجديد، وإعادة النظر بمــشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب المقترح من وزارة المالية، بمـــا يتناســب والمهمات الموكلة إلى المفتشين، وإعادة تعويــض الانقطاع المنصوص عنه في قوانين إنشاء وتنظيم التفتـيش المركزي.
يشار إلى أن «التفتيش المركزي» إدارة عامة مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، تتولى وفقا لقانون إنشائها وأنظمتها، مراقبة أعمال الإدارات الرسمية، ومدى انطباقها على القوانين والأنظمة، كذلك دوام العاملين ومسلكيتهم فيها، وذلك بواسطة المفتشين لديها من مختلف الاختصاصات من مفتشين ماليين، وإداريين وتربويين وهندسيين، وصحيين واجتماعيين وزراعيين. السعي لتحسين أساليب العمل الإداري. إبداء المشورة للسلطات عفواً أو بناء لطلبها. تنسيق الأعمال المشتركة بين عدة إدارات عامة. وتولي أعمال المناقصات الخاصة بالإدارات العامة المدنية (إدارة المناقصات).
كامل صالح - جريدة السفير 22 آذار 2012

«تداعيات اللحوم الفاسدة»: الأسعار تتراجع 10% والخضار ترتفع

يلحظ مؤشر «جمعية المستهلك» تراجعاً في أسعار مبيع اللحوم بين 5 و10 في المئة مقارنة مع الشهر الماضي، «نتيجة حالة الهلع من المواد الفاسدة»، ويسجل في المقابل، زيادة في أسعار مبيع 3 سلع غذائية، خصوصاً الحبوب والحمص والعدس وبعض الخضار. ويوضح رئيس «جمعية المستهلك» زهير برو لـ«السفير» أن «أسعار الحبوب ارتفعت مقارنة بشهر شباط حوالي 20 في المئة، والخضار (الخس، البقدونس، الخيار) 50 في المئة.
وفيما يتكشف يوماً بعد يوم، حجم ملف «المواد الغذائية الفاسدة» الذي يتمدد بلا توقّف كبقعة الزيت، يلحظ بعد حوالي شهر من الكشف عن مستودع اللحوم الفاسدة في بيروت، أن التجارة بالمواد الفاسدة طاولت شرائح البلد كلها، ولم تكن هناك «ريشة» فوق رأس أحد.
فعلى وقع المداهمة الجديدة لمحال ومستودعات مواد غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية في طريق الجديدة والحمراء أمس، والعثور على حوالي 100 كيلوغرام من السمك المثلج ومنتهي الصلاحية في سهل الخيام، وكمية من الدجاج الفاسد في أحد مكبات النفايات في الدكوانة، تبرز الحاجة العاجلة والحاسمة لتوحيد عمل الوزارات والإدارات المعنية بسلامة الغذاء في جهة مختصة واحدة، حيث لم تعد المسألة قابلة للأخذ والرد، والتجاذبات والمماطلات. فعلى الرغم من البروز الإعلامي المتواصل للوزراء المعنيين بملف الغذاء، أقله منذ عشرين يوما إلى الآن، وطرحهم للكثير من الأفكار والآليات ومشاريع القوانين والمراسيم وغيرها من المواضيع المتعلقة بالأمن الغذائي، كل هذا لم يخفف من منسوب حالة الهلع الحقيقية المنتشرة بين المواطنين، وقد بدأت تترجم ببروز مؤشرات سلبية على بعض القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية.
وتعليقاً على المداهمات الجديدة لـ«مخابرات الجيش» بالتنسيق مع «مديرية حماية المستهلك» في وزارة الاقتصاد، لمستودعين في طريق الجديدة، وإيقاف ثلاثة أشخاص على ذمة التحقيق، يقول برو: «إن هذه الخطوة الجديدة، تتسم بدلالات مهمة، ومنها وجود قرار جدي وحاسم لمتابعة ملف الأمن الغذائي إلى نهايته، بعكس المرات السابقة التي كان يفتح فيها الملف ثم يقفل فجأة».

«لإشراف سليمان على سلامة الغذاء»
ويلفت الانتباه في هذا السياق، إلى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، سيلتقي ظهر اليوم، وفدا من «جمعية المستهلك»، موضحا أن «الجمعية» ستعرض في اللقاء ملف الغذاء، والتأكيد على أهمية توحيد عمل الوزارات والمؤسسات المعنية بالأمن الغذائي، إذ بوجود حوالي 8 جهات تتابع الموضوع نفسه، ستبقى الطاسة ضايعة».
وبعد ختام مؤتمره الصحافي أمس، يوضح برو لـ«السفير»: «أن الجمعية ستعيد أمام سليمان، طرح انشاء «الهيئة الوطنية لسلامة الغذاء»، فعلى الرغم من فهم مخاوف بعض الوزارات على صلاحياتها في هذا الإطار، إلا أن المستهلك يلحظ في المقابل، أن وزارات معينة أخرى، لم تنجز شيئا ذا أهمية».
وبانتظار صدور قانون سلامة الغذاء والبدء بتطبيقه، يشير برو إلى أن الجمعية «ستدعو رئيس الجمهورية لأن يشرف شخصيا على سلامة الغذاء، ويقود عملية التنسيق بين هذه الجهات المعنية غير المرتبطة بشبكة وطنية متكاملة، كذلك سنطلب منه خلق تيار داخل الحكومة، وأمام الرأي العام للسير قدما في سلامة الغذاء المتعلق بحياة الناس اليومية».

الدعاوى ستطاول تجاوز الوزارات
وبعدما تقدمت «جمعية المستهلك» للمرة الأولى منذ صدور «قانون حماية المستهلك»، بدعوى أمام المحكمة الجزائية، اتخذت فيها صفة الادعاء الشخصي ضد اثنين من الموقوفين في قضية ملف الأغذية الفاسدة الثلاثاء الماضي، يبدو أن الدعاوى ستطاول أيضاً، تجاوز الوزارات والإدارات المعنية بتطبيق قانون حماية المستهلك.
ويوضح برو «أن الجمعية وحرصا على حقوق المستهلكين، ستتقدم اليوم السبت، بدعوى مماثلة أمام «محكمة المستهلك»، موضحا لـ«السفير» أن «محكمة حل النزاعات الصادرة بقانون حماية المستهلك في شباط 2005، تشكلت في السنة نفسها عبر عضويتي مديرية غرفة التجارة والصناعة وجمعية المستهلك برئاسة قاضٍ، لكن ما يثير الاستغراب، أن المحكمة لم تباشر عملها بانتظار أن تقترح «مديرية حماية المستهلك» اسم الكاتب الذي سيستقبل الشكاوى وتوفير جهاز كومبيوتر».
وبعدما يؤكّد أن «الدعاوى لن تقف عند دعوتي الثلاثاء واليوم، بل ستكون مستمرة ضد كل من يهدد ويعرض سلامة المستهلكين وصحتهم للخطر، أعلن عن «حاجة الجمعية لمحامين متطوعين، بهدف الاستمرار بهذه الدعاوى، ولأن تشمل كل من يقصّر في حماية المستهلك في القطاعين العام والخاص».

القطاعات السياحية.. و«حبة الدواء»
وفي سياق متصل، يؤكّد أمين عام «اتحادات النقابات السياحية» جان بيروتي لـ«السفير» أنه «لم تكن هناك مؤشرات سلبية حادة على القطاع السياحي بسبب ملف المواد الفاسدة، لكن في حال استمر تضخيم الموضوع، ستكون هناك تأثيرات خطيرة على موسم الصيف»، وذلك بعدما خسرت المؤسسات السياحية خارج العاصمة، سياح عيد النيروز، «حيث كانت التوقعات إقبال حوالي 150 ألف سائح إيراني مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، لكن وبسبب الوضع الاقتصادي في إيران، لم يتجاوز عددهم في هذا الموسم، 5 آلاف سائح».
ويعتبر بيروتي أنه «من الجيد أخذ حبة دواء لمداواة وجع الرأس، لكن إذا تناولنا العلبة كلها سنموت، فالمسؤولية في علاج موضوع سلامة الغذاء أساسية، لكن لا نقتل أنفسنا اقتصاديا»، مشيرا إلى أن اقتصاد البلد يرتكز على السياحة، وأهم عناصرها المطبخ اللبناني».
وبعد تشاور وزراء السياحة والاقتصاد والتجارة والزراعة والصحة في موضوع الأمن الغذائي، والتنسيق مع رؤساء النقابات السياحية في اجتماع عقد أمس الأول، يوضح بيروتي «أن المجتمعين أجمعوا على وجود المشكلة، لكن الواقع ليس مأسوياً، فموضوع سلامة الغذاء مثار في كل دول العالم، والوزارات المعنية وأصحاب المؤسسات السياحية، يعرفون مسؤولياتهم، وجادون في استمرارية متابعة الملف».
ويشير إلى أن «الوزراء اتفقوا على إصدار لائحة موحدة لمراقبة القطاعات السياحية، تتضمن شروطا لمعايير المحافظة على سلامة الغذاء، منها: النظافة العامة، نظافة تحضير الأطعمة والموظفين، سلامة المواد الأولية وصلاحيتها، وكل ما يتعلق بتكوين السلعة الغذائية، وإطلاق دوريات مشتركة للتأكد من تطبيق هذه الشروط، فضلا عن تعميم المؤسسات عبر نقاباتها للتشدد في المراقبة الذاتية والعمل على تطوير عملها في هذا الخصوص.
وإذ يقلل بيروتي من حجم الإرباك الوزاري في موضوع متابعة سلامة الغذاء، يوضح أنه «مواكبة للتنسيق بين الوزراء المعنيين وأصحاب المؤسسات السياحية لمتابعة واقع الغذاء في القطاع، سيبدأ العمل بين وزارتي الزراعة والصناعة لمراقبة مستودعات الأغذية، ومتابعة وضع السلع منذ وصولها إلى المرفأ لحين نقلها إلى المستودعات».
أما رئيس «نقابة أصحاب المطاعم والملاهي في الجنوب» نائب «رئيس الاتحاد اللبناني للسياحة» علي طباجة فيرى أن «معالجة أزمة اللحوم الفاسدة لا تكون برمي الاتهامات جزافا وتحميل المسؤولية لهذه المنطقة، أو تلك، بل بملاحقة الفاسدين ومعاقبتهم وتشديد الرقابة على تجّار اللحوم الفاسدة وعلى المطاعم والفنادق التي تتعامل معهم». وإذ يدعو أصحاب المطاعم إلى «ضرورة الالتزام بسلامة المواطنين»، يؤكد «أن النقابة لن تسكت عن أي مخالف مهما بلغ شأنه».
كامل صالح - جريدة السفير 24 آذار 2012

نقيب أصحاب المحطّات: إضراب الأسبوع المقبل عُلّق ولم يُلغ

أرسل وزير الطاقة والمياه جبران باسيل صباح أمس جدول «تحديد سعر مبيع المحروقات السائلة» للنشر، بعدما وقّعه أمس الأول، وذلك بتأخير يومين عن موعده، مما سبب حالة من الإرباك في سوق المحروقات وهلعا لدى المواطنين. لكن ما لبث أن تنفس المواطن الصعداء لمعاودة العمل طبيعيا في محطات الوقود، حتى استفاق على ارتفاع قياسي لسعر صفيحة البنزين بلغ للمرة الأولى: 38400 ألف ليرة.
في المقابل، وفي تطور لافت للانتباه، قرر أمس أيضا، «تجمع الشركات المستوردة للنفط» و«نقابة أصحاب المحطات» و«نقابة أصحاب الصهاريج» بعد اجتماع موسّع في مقر «التجمع»، «تعليق الإضراب الذي كان مقررا في 2 و3 و4 نيسان»، وذلك «افساحا للمجال أمام المساعي الجدية الجارية».
وأوضح نقيب «أصحاب المحطات» سامي البراكس لـ «السفير» أن «الاضراب عُلّق ولم يُلغ، وجاء نتيجة اجتماع ايجابي عقد ليل أمس الأول، بين باسيل ووفد من العاملين في القطاع منهم رئيس «تجمع الشركات» السابق بهيج أبو حمزة والرئيس الحالي مارون شمّاس، ولاحظ الوفد أن باسيل اتخذ قراره بفتح باب الحوار»، مضيفا «أن المجتمعين لاحظوا أيضا، وجود جوّ غير الجوّ السابق»، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن «باسيل بدا متفهما لمطالب القطاع بـ820 ليرة المــوزعة على النحو الآتي: 500 ليرة للمحطات، 120 ليرة للنقل و200 ليرة للشركات».
وإذ أكد مجددا أن «هناك حقـــوقا لا يمـــكن تجاهلها، ولا يمكن استثناء قطاع دون الآخر»، قال: «إنه وبعد التشاور فيما بيننا، ولرغبتنا بإعطاء فرصة للحوار، ولا سيما أن البلد مقبل على فترة أعياد، قررنا تعليق تحركنا».

باسيل: باق على موقفي

إنما في المؤتمر الصحافي الذي عقده باسيل أمس، بدا أنه لم يكن ضمن هذا الجو الذي تحدث عنه البراكس، فرداً على خطوة تعليق الإضراب، قال باسيل: «هذا الموضوع واضح، ولم يتغيّر فيه شيء، بمعنى أننا على موقفنا، حيث أن أي زيادة على المواطنين لصالح الشركات والتجّار لن تحصل، وإذا اعتبر أحدهم أن هذا الموضوع قد توقف نتيجة أي اتفاق فهو أمر غير صحيح»، مضيفا «بينهم من يستحق الزيادة منطقياً، والبعض لا يحق لهم أي زيادة، لذلك لا شيء يمنع الدراسة؛ وتم الإتفاق مع المدير العام لمنشآت النفط لدرس الأرقام، والنظر فيها، لكن لا زيادة على المواطن». ورأى أن «الدولة لديها الكثير من الإمكانيات، لذلك لا لزوم للهلع والخوف من قبل المواطنين في هذا الخصوص»، معتبرا أن «الذي فكّ الأزمة هو القرار الذي اتخذ في مجلس الوزراء والقاضي بالسماح للسيارات والمركبات الآلية باستخدام الغاز والمازوت».
وكانت «القطاعات النفطية» وفق بيان صادر عنها، قد تداولت بالمستجدات المتعلقة بصدور الجدول، والزيادة المطلوبة على جعالة المحطات والنقل والتوزيع نتيجة غلاء المعيشة، وتطرّقوا إلى الايجابية الملموسة من باسيل، بحيث تم التوصل إلى تفاهم يقتضي بمتابعة هذه المطالب مع الوزارة. وحُدِّد اجتماع الاثنين المقبل، مع المعنيين في الوزارة لدراسة الأرقام بموضوعية، وصولا إلى حلّ يحفظ حقوق الجميع.

البنزين يرتفع 500 ليرة

وعودة إلى الجدول، زاد سعر مبيع صفيحتي البنزين 98 و95 أوكتان 6200 ليرة لكل منهما في 14 أسبوعا، بعد ارتفاعهما 500 ليرة. وسعر الديزل أويل (المازوت الأخضر) 600 ليرة في ثلاثة أسابيع بعدما ارتفع 100 ليرة. أما الفيول أويل (1% كبريتا) فارتفع في سبعة أســابيع 77 دولارا، بعدما ارتــفع 3 دولارات. وزاد الفيول أويل في 12 أسبوعا 100 دولار، بعدما ارتفع دولارين.
وبعد استثناء تراجع سعر قارورة الغاز للأسبوع الثاني على التوالي، حيث تراجعت أمس، (زنة 10 كلغ) 300 ليرة، و(12،5 كلغ) 400 ليرة، لتضاف إلى المئة ليرة السابقة، استقر سعرا المازوت الأحمر والكاز، بعدما زاد سعر الأول 400 ليرة في أسبوعين، والثاني 2100 ليرة في ستة أسابيع.
وأصبحت أسعار المحروقات الإجمالية شاملة الضريبة، كالآتي: بنزين 98 أوكتان 38400 ليرة، و95 أوكتان 37700 ليرة. الكاز 31100 ليرة. مازوت 29100 ليرة. قارورة الغاز (تسليم المستهلك) 10 كلغ 21700 ليرة، و12,5 كلغ 26600 ليرة. الديزيل أويل (للمركبات الآلية) 29400 ليرة. الفيول أويل 762 دولارا. الفيول أويل (1% كبريتا) 828 دولارا.
كامل صالح - جريدة السفير - 31 آذار 2012

22 مارس 2012

كحرف الألف

أتوقف عن دهشة تُغرق جسدي
آخذ كالعادة 
نفسًا من آخر الأرض
أقف في منتصف الأشياء 
تمامًا 
كحرف الألف
هكذا 
يمكنني الآن أن أقول:
أحبكِ لأتنفس.

كامل صالح

8 مارس 2012

As-Safir Newspaper - كامل صالح : البنزين يتخطى 37 ألفاً الأسبوع المقبل.. والمازوت ينتظر إلغاء الـ TVA

«نقابات النقل» تهدد بتصعيد الاحتجاجات وصولاً إلى إضراب 19 نيسان
لن يتوقف ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في الأسبوع المقبل، بل، ووفق ما يؤكده رئيس «تجمع الشركات المستوردة للنفط» مارون شماس لـ«السفير»، سيلحظ جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الأسبوعي، «ارتفاعا جديدا في سعر مبيع صفيحة البنزين يتراوح بين 300 و400 ليرة، والمازوت الأخضر 200 ليرة، والأحمر بين صفر و100 ليرة»، موضحا أنه «لولا خفض الحكومة سعر صفيحة البنزين حوالى 5000 ليرة العام الماضي، لكان سعرها تجاوز الأربعين ألفاً منذ أسبوعين».
لكن شمّاس يشير إلى أن «إلغاء الـTVA على المازوت، والبالغ 3 آلاف ليرة، سيصدر في الجريدة الرسمية اليوم الخميس»، متوقعاً أن يبادر وزير الطاقة إلى إصدار جدول أسعار خاص بالمازوت قبل الأربعاء المقبل، يلحظ الخفض الجديد على المادة.
في المقابل، يسأل شمّاس رئيس «اتحاد نقابات سائقي السيارات العالمية للنقل البري» عبد الأمير نجدة، على أي أساس يتهم الشركات المستوردة للنفط بالزيادات على البنزين، وأنها تتعمد ذلك عبر تحكمها بتركيب جدول الأسعار الأسبوعي؟ معتبرا «أن هذا الكلام غير دقيق». ويوضح «أن الزيادة سببها ارتفاع سعر برميل النفط عالميا، ولا علاقة له بالشأن المحلي».
وفي موازاة تواصل ارتفاع أسعار المشتقات كافة، حيث بلغت الزيادة أمس، 700 ليرة على البنزين 98 أوكتان، و600 ليرة على الـ 95 أوكتان، جددت «اتحادات ونقابات قطاع النقل البري» رفضها لهذه الزيادات، وحددت بالإجماع، بعد اجتماعها في مقر الاتحاد العمالي العام أمس، موعدا لتنفيذ «الإضراب العام والتظاهر يوم الخميس 19 نيسان المقبل على جميع الأراضي اللبنانية».

تحركات.. و«ضربة قاضية»
ويوضح نجدة لـ«السفير» أن «قرار الإضراب لم يعارضه أحد، ونال موافقة رؤساء وأعضاء اتحادات ونقابات السيارات السياحية والفانات والأتوبيسات والشاحنات والصهاريج ونقابة الشاحنات في مرفأ بيروت»، مشيرا إلى أن «الحكومة إذا لم تبادر إلى الاتصال بنا خلال أسبوع من الآن أو تضع سقفا للحد من ارتفاع المحروقات، سنبدأ بتنفيذ سلسلة تحركات واحتجاجات، منها تظاهرات واعتصامات أمام وزارة الطاقة ومجلس الوزراء»، أما «الضربة القاضية» وفق تعبير نجدة، «فستكون في 19 نيسان المقبل».
وأبرز مطالب السائقين التي أعاد نجدة التأكيد عليها، هي: اعطاء الحكومة الدفعة الثانية من الدعم المخصص للسائقين وفق قرار مجلس الوزراء المعروف، والمستحقة من أيلول إلى شباط الماضي، ومنع السيارات الخصوصية واللوحات المزورة من العمل على نقل الركاب، ورفع التعويضات العائلية التي يدفعها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للسائقين، بحيث تصبح للمرأة 60 ألف ليرة بدلا من 50 ألفا، والولد 33 ألفا بدلا من 16 ألفا، وأن تبلغ التعويضات الإجمالية الشهرية (5 أولاد) 225 ألفا بدلا من 135 ألفا».
وفيما يكتفي نجدة برفع سقف التهديدات، من دون التطرق إلى أسعار تعرفة النقل، بانتظار التشاور مع وزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي الذي سيطرح الملف على طاولة مجلس الوزراء، يشير رئيس «اتحاد النقل البري» بسام طليس في الاجتماع إلى أن «الإضراب لا يلغي على الإطلاق باب الحوار والمفاوضات مع المسؤولين، لأن ما نريده هو تحقيق الأهداف»، موضحا أن «المطالب التي تهمنا هي تحديد سقف لسعر البنزين لكل اللبنانيين وليس للسائقين فحسب»، مطالبا الحكومة والوزارات المعنية «بإعادة النظر في بعض الخطوط وتعرفتها». وأكد مجددا أنه «لا يجوز أن يدفع السائق العمومي اشتراك ضمان على أساس الأجر الجديد 675 ألف ليرة، وأن يقبض تعويضات عائلية على أساس 300 ألف».
وفي ختام اجتماع «نقابات قطاع النقل»، صدر بيان عن المجتمعين تضمن ثماني نقاط، من أبرزها مطالبة ميقاتي بدعوة اللجنة الوزارية المتخصصة إلى اجتماعٍ طارئ لبحث مطالب القطاع في أقرب فرصة للوصول إلى حلول للأزمات المتفاقمة، و«إلغاء عقد مؤسسة فال، واستعادة المعاينة الميكانيكية إلى مصلحة تسجيل السيارات، لإلغاء هذه الخوّة المفروضة على المواطنين والسائقين».
وسأل المجتمعون في بيانهم عن مصير خطة النقل التي أقرّها مجلس الوزراء في جلسته في 18 أيلول الماضي، مذكرين بمطالب «مالكي وسائقي الشاحنات والصهاريج التي رفعت إلى المسؤولين المعنيين في وزارات الداخلية والبلديات والطاقة والمياه والأشغال العامة والنقل».

4700 ليرة زيادة البنزين في 11 أسبوعا
ويواصل سعر صفيحة البنزين زحفه نحو الأربعين ألف ليرة، في موازاة ارتفاع سعر برميل النفط عالميا بسبب القلق على الإمدادات، والتوترات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة، حيث سجل في 11 أسبوعا، زيادة على صفيحتي البنزين 98 و95 أوكتان 4700 ليرة لكل منهما، بعد ارتفاعهما أمس، وقارورة الغاز 10 كلغ 3600 ليرة بعد ارتفاعها 300 ليرة، و12،5 كلغ 4500 ليرة، بعد ارتفاعها 400 ليرة.
وزاد في أربعة أسابيع، سعر مبيع المازوت والديزل أويل (للمركبات الآلية) 1800 ليرة بعد زيادة 400 ليرة على الأول و500 ليرة على الثاني، والكاز 1500 ليرة بعدما زاد 400 ليرة.
كما زاد سعر الفيول أويل (1% كبريتا) 55 دولاراً في أربعة أسابيع، بعدما ارتفع 18 دولارا في الجدول الأسبوعي. أما الفيول أويل فزاد في تسعة أسابيع 87 دولارا، بعدما ارتفع 11 دولارا أمس.
وأصبحت أسعار المحروقات الإجمالية شاملة الضريبة، كالآتي: بنزين 98 أوكتان 36900 ليرة، و95 أوكتان 36200 ليرة. الكاز 30500 ليرة. مازوت 31600 ليرة. قارورة الغاز (تسليم المستهلك) 10 كلغ 22000 ليرة، و12,5 كلغ 27000 ليرة. الديزل أويل (للمركبات الآلية) 31600 ليرة. الفيول أويل 749 دولارا. الفيول أويل (1% كبريتا) 806 دولارات.
كامل صالح - السفير 8 اذار 2012 

17 فبراير 2012

As-Safir Newspaper - كامل صالح : سائقو «فانات» الضاحية والشويفات يضربون احتجاجاً على «التعرفة الرسمية»

إنزال الركّاب عنوة.. وساعات من الانتظار.. وقطع طرقات

تفاجأ آلاف الركّاب في منطقتي الضاحية الجنوبية والشوفيات أمس، بإضراب غير معلن لسائقي «الفانات» منذ الصباح الباكر، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعمّد سائقون آخرون، وشباب عبر درجات نارية، إلى إنزال الركاب من بعض «الفانات» التي لم تلتزم بالإضراب، وإقفال بعض الطرقات.
وفيما لم يصدر بيان أو موقف عن هؤلاء السائقين، يوضح سبب إقدامهم على هذه الخطوة، علمت «السفير» أنه جاء رداً على الاجتماع المسائي الذي عقد أول أمس بين وزير النقل والأشغال غازي العريضي ونقابات قطاع النقل، الذي لم يسفر عن وضع إطار لمعالجة سريعة لتعرفة النقل، في ظل تخطي سعر صفيحتي المازوت الثلاثين ألف ليرة والبنزين 35 ألف ليرة، وارتفاع اشتراكات صندوق الضمان الاجتماعي، والتأخر في دفع الردّيات عن المرحلة الثانية، فضلا عن عدم معالجة الأجهزة الأمنية لـ«الفانات» الحاملة لوحات خصوصية أو مزورة، ويقدّر عددها، وفق رئيس «نقابة الفانات» عبد الله حمادة، حوالى 8 آلاف، بينما يبلغ عدد «الفانات الشرعية» حوالى 4 آلاف.
وتعليقاً على ما حدث أمس، وما سببه من فوضى عارمة في حركة النقل وتعطل لمصالح الناس، نتيجة الإضراب المفاجئ، قال حمادة لـ«السفير»: «هناك بعض السائقين متضررين من التوافق الذي حصل في الاجتماع بين وزير النقل والنقابات، والاجماع على تطبيق التعرفة من دون زيادة، ودعوة قطاع النقل العام والخاص إلى الالتزام بالسعر السابق الذي حددته الوزارة، وهو 1500 ليرة لسيارة الأجرة، وألف ليرة لـ «الفان»، وقد حاولوا تنفيذ الإضراب، لكن ما لبثت الأمور أن عادت إلى طبيعتها بعد تدخل القوى الأمنية».
لكن، وأمام استمرار الإضراب إلى ما بعد ظهر أمس، عاد حمادة ليوضح «أن بعض السائقين أصروا على عدم تراجعهم عن قرار الإضراب، إلى حين إيجاد حل منصف للتعرفة». وأشار «إلى أن السائقين العاملين على خط 4 (يمتد من حي السلم إلى منطقة الحمراء) تعمل سياراتهم على البنزين لا المازوت، ويعتبر خطّهم الأطول مسافة والأكثر زحمة، فضلا عن ذلك لاحظ سائقون أمس، أن الشركة اللبنانية للمواصلات (صاوي وزنتوت) لم تلتزم بالتعرفة السابقة، واستمرت بنقل الركاب بسعر ألف و250 ليرة».

«العريضي يرفض المعالجة تحت الضغط»

وأوضح حمادة «أنه اتصل بالعريضي أمس، ليبلغه بما يحدث على الأرض، فأصرّ على موقفه المعلن سابقا بخصوص الالتزام بالتعرفة الرسمية، وعدم البحث بالحلول تحت ضغط الشارع، كما تمنى عليه معالجة الأمور بسرعة، مجدداً التأكيد على حرصه وتعاونه بكل ما هو لمصلحة قطاع النقل البري».
كما نقل حمادة عن العريضي «تفهمه المبدئي لضرورة إعادة النظر بتعرفة النقل على بعض الخطوط، ومنها «الخط 4»، وذلك بعد ملاحظة طول المسافة والزحمة، إلا أنه أصرّ على أن يعالج الموضوع بشكل هادئ».
وقدّر حمادة عدد السائقين الذين التزموا بالإضراب بحوالى 350 سائقا يعملون على «الخط 4» و«خطّ الشويفات» الممتد من خلدة (الجامعة الإسلامية) إلى منطقة جسر الكولا، يقلّون يوميا آلاف الركاب»، مشيرا إلى «أن حركة الإضراب بدأت عبر النقاط المشتركة للخطين، كما حاول بعض السائقين الاعتصام على طرقات «الليلكي»، وأمام كنيسة مار مخايل، والمشرفية، وقد عالجت القوى الأمنية الأمر».

غصن: رفع التعرفة تتلازم مع زيادة البدلات

وفي سياق متصل، علّق رئيس الاتحاد العمّالي العام غسان غصن على زيادة بعض السائقين التعرفة، بالقول لـ«السفير»: «إن الاتحاد يرفض الزيادة العشوائية على تعرفة النقل من قبل بعض السائقين غير المنضبطين»، مشددا على ضرورة الالتزام بالتعرفة الرسمية». وفيما طالب وزارة الداخلية والأجهزة المعنية بممارسة دورها لضبط المخالفات والمخالفين، أشار إلى «أن أية زيادة على التعرفة يجب أن تتلازم مع زيادات موازية لقيمة بدلات النقل التي تقدمها المؤسسات لمستخدميها».

نجدة: المطالب في اجتماع اليوم مع ميقاتي

ويعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا صباح اليوم لـ«لجنة النقل» التي تضم وزراء «الداخلية» و«المالية» و«الأشغال والنقل» ورؤساء نقابات قطاع النقل، وأوضح رئيس «اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري» عبد الأمير نجدة لـ«السفير» أن «هذا الاجتماع هو الثـــاني للجنة بعد اجتماعها الأول في أيلول 2011»، مشيرا إلى أن «الاجــتماع سيتطرق إلى مطالب السائقين العموميين، ومنها: الردّيات عن الفترة الثانية، واللوحات العمومية المزورة، والإعفـــاء الجمركي، إضـــافة إلى موضـــوع تعرفة النقــــل التي لم تتغير منذ عام 2005، على الرغـــم مـــن غلاء المعيــشة، وارتفاع سعـــر صفيحتي البنزين والمازوت».
وكشف نجدة أن عدد السائقين الذين قبضوا الردّيات عن الفترة الأولى (حزيران، تموز، آب) بلغ عددهم 36 ألف سائق، فيما لا يزال 19 ألف سائق منهم 4 آلاف سائق (أجرة، فان، بوسطة) لم يقبضوا مستحقاتهم، لأسباب عديدة منها تأخرهم بدفع رسوم الميكانيك، و15 ألف سائق شاحنة لعدم انجاز وزارة الأشغال «جدول الكومبيوتر» للآن.

كامل صالح - السفير - 17 شباط 2012

As-Safir Newspaper - كامل صالح : العريضي لـ«السفير»: زيادة تعرفة النقل ابتزاز للدولة ولن نسمح بها

ميقاتي يدخل على خط المعالجة.. واجتماع عاجل في وزارة النقل اليوم

تصاعد أمس، موضوع زيادة بعض سائقي الأجرة و«الفانات» تعرفة النقل بين 500 وألف ليرة، اعتباطياً ومن دون الاستناد الى أي قرار رسمي، مما سبب بلبلة لدى شريحة واسعة من المواطنين والسائقين معاً، كما وقعت إشكالات في أكثر من مكان على خلفية عدم الالتزام بالسعر المحدد من قبل وزارة الأشغال العامة ونقابات قطاع النقل.
وعلمت «السفير» أن وزير النقل والأشغال غازي العريضي بحث أمس، المسألة بشكل عاجل مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، لضبط الفوضى عبر الطلب من القوى الأمنية إيقاف المخالفين. وأكد العريضي لـ«السفير» الذي بدا منفعلا مما يحدث، «أن رفع تعرفة النقل من قبل بعض السائقين، ابتزاز للدولة ومخالف للقانون والأصول، وليس مسموحا لأحد أن يبتز الدولة»، مجددا تأكيده «أن التعرفة تحددها وزارة الأشغال، ومن له ملاحظات عليها ليتفضل إلى الوزارة لمناقشتها معي، وإذا لم نتمكن من معالجة المشكلة، ساعتئذ لكل حادث حديث».
ولفت إلى أنه أجرى أمس، «مروحة واسعة من الاتصالات مع رؤساء نقابات قطاع النقل العام والخاص»، ودعاهم إلى اجتماع استثنائي يعقد بعد ظهر اليوم في الوزارة بعدما تعذر عقده أمس بسبب العطلة، وذلك لوضع الأمور في نصابها، مشيرا إلى أن «النقابات» أكدت التزامها بالتعرفة الرسمية، ونحن وإياهم على تنسيق تام لوضع حد لهذا الفلتان».

خطة النقل وتقصير الحكومات

لكن وفي الوقت نفسه، لم ينف العريضي وجود تقصير من قبل الحكومات المتعاقبة لمعالجة موضوع النقل في لبنان، لافتا إلى أن خطة النقل المطروحة منذ عام 2004 كانت تقتضي بشراء 250 حافلة للنقل العام بمبلغ 50 مليار ليرة، أما اليوم فالمبلغ نفسه يشتري 160 حافلة، «فماذا أفعل..؟ لقد أطلقت الصرخة مرارا وتكرارا ولا أحد يسمع، ولا يوجد اعتمادات لدى الوزارة للبدء بتنفيذ الخطة الجاهزة لدينا وتأمين الحافلات»، ثم عاد واستدرك «لكن وعلى الرغم من الإهمال، ليس مسموحا لأحد أن يبتز الدولة والمواطن، وأن يتصرف كأنه لا يوجد دولة».

بدلات اشتراكات الضمان

وردا على الحجة التي طرحها بعض السائقين وهي رفع بدلات اشتراكات «صندوق الضمان الاجتماعي» بعد رفع الحد الأدنى للأجور، أكد العريضي «أن هذه الحجة وغيرها من الحجج تعالج بعد مناقشتها في وزارة النقل، وليس مسموحا أن يتصرف كل شخص على هواه في مسألة حساسة كهذه».
وكان «صندوق الضمان» حدد عبر مذكرة آلية تطبيق أحكام مرسوم تعيين الحد الأدنى الرسمي لأجور المستخدمين والعمّال، ونسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقها، موضحا أنه «اعتبارا من 2012/2/1 تحدد الاشتراكات المتوجبة على السائق العمومي غير المالك الشهرية: 317250 ليرة، والسائق العمومي المالك: 131625 ليرة».
وتعليقا على هذا الموضوع أوضح رئيس «الاتحاد اللبناني لنقابات سائقي السيارات العمومية ومصالح النقل» بسام طليس لـ«السفير» أن «مرسوم الحد الأدنى صدر مجتزأ، حيث بعد زيادة الراتب تزاد اشتراكات الضمان تلقائيا، والتي تحتسب على أساس 23,5 في المئة من الراتب، لكن لم يلحظ المرسوم التعويضات العائلية التي لا زالت تحتسب على راتب 300 ألف ليرة، وليس 675 ألفا»، مشيرا إلى أن هذه المسألة تشمل كل الأجراء وليست مقتصرة على السائقين فقط، حيث لا يزالون يقبضون التعويضات بحسب الراتب قبل إقرار زيادة الـ 200 ألف في 2008.
وإذ أشار طليس إلى أن «السائقين العموميين» يستعدون مجدداً لخوض معركة ثانية لقبض الردّيات من وزارة المالية في حال لم يصر إلى تحديد سقف لصفيحتي البنزين والمازوت، أوضح «أن الاتحادات والنقابات غير موافقين على الخطوة الارتجالية التي قام بها بعض السائقين، مفيدا أن «المسؤولين عن قطاع النقل أطلقوا أمس، دعوة لجميع السائقين للالتزام بالتعرفة الحالية، التي تصدر رسميا عن وزارة النقل، وذلك بعد احتساب 17 عنصرا، منها سعر صفيحة البنزين، الزيوت، الاستهلاك، الرسوم والضرائب وغيرها».

«حذف المخالف من النقابة»

وعلى الرغم من تقليله من عدد المخالفين للتعرفة، أكد طليس «أن الموضوع لا مزاح فيه»، إذ أعرب عن مخاوفه من وجود مجموعة تريد افتعال مشكلة لتعرقل كل المساعي التي تقوم بها «الاتحادات والنقابات» من أجل اعتماد خطة النقل المشترك، وقبض السائقين للردّيات، مطالبا الأجهزة المعنية بالتشدد في قمع المخالفين من القطاع الخاص والعام فورا، كما دعا الركّاب إلى عدم التجاوب مع الزيادة العشوائية.
وعن العقوبات التي تفرضها النقابة على السائقين المخالفين، أوضح أن «كل من يخالف سيحذف من لائحة النقابة، كما أنه لن يتمكن من الانتساب إلى نقابة أخرى».
وتعليقا على «حذف المخالفين»، اعتبر رئيس «اتحاد الولاء لنقابات النقل والمواصلات في لبنان» عبد الله حمادة أن هذا ليس حلا جذريا، إذ من سيضبطه في الشارع بعد ذلك أمام سؤال عن مدى قدرة الدولة على ضبط المخالفات وقمعها، فضلا عن ذلك أن حرية الانتساب إلى نقابات قطاع النقل مفتوحة.
وبعدما أشار إلى إجرائه العديد من الاتصالات أمس، لمعالجة المشكلة، أكد حمادة أن الفوضى عارمة في الشارع، وليس هناك من يقدر على ضبط الوضع، داعيا إلى معالجة الموضوع جذريا عبر الصعد كافة.
وأعلن أمس، كل من «المجلس التنفيذي لـ«نقابة سائقي ومستخدمي وسائط المواصلات والنقل البري» و«اتحاد الولاء»، في بيانين منفصلين، رفضهما زيادة أعباء إضافية على المواطنين، مؤكدين أن «تسعيرة النقل لا زالت على حالها».

«الضاحية ليست مقفلة»

وأعلن «المجلس» بعد عقده جلسة طارئة في مكتبه في حارة حريك، رفضه «الادّعاءات التي حصرت استغلال فوضى قطاع النقل برفع تعرفة النقل بسائقين انطلقوا من الضاحية الجنوبية»، واصفا إياها بـ«الاتهامات الباطلة، فالضاحية ليست مقفلة وأي سائق لبناني من حقه أن يعبرها أو يأتي إليها»، مطالبا وزارة الأشغال بـ«اصدار تعميم يشدد على التزام التعرفة الحالية، وملاحقة أي مخالف لهذا التعميم، بمن فيهم شركات النقل العابرة للأقضية والمحافظات، وعدم الاكتفاء بالتمنيات». كما جدد «المجلس» و«الاتحاد» مطلبهما «بتثبيت سعر صفيحة البنزين على 25 ألف ليرة، والمازوت 20 ألفا»، وأن «تتحمل الدولة مسؤولياتها كاملة في إيجاد حل دائم قائم على استحداث شبكة نقل عام مشترك».
يشار إلى أنه نشرت أمس، صفحة على «الفايسبوك» تدعو المواطنين إلى إرسال رسالة على هاتف وزير الأشغال غازي العريضي الخلوي، تتضمن «احمل تلفونك الشخصي لأنك مواطن ولا تخف، ارسل رسالة قصيرة على الرقم (...) هذا رقم غازي العريضي وزير الأشغال، اكتب في الرسالة التالي: لماذا السرفيس بـ 3000 والفان بـ 1500؟؟ مواطن لبناني. لا تخف من ذلك من حقنا أن نسأل».

كامل صالح- السفير 15 شباط 2012

16 فبراير 2012

أنا معك

كهذا الصباح الماطر
كهذه الرائحة المتواضعة
كهذا الكون المتثائب 
على كتفك
أنا معكِ. 

كامل صالح

14 فبراير 2012

As-Safir Newspaper - كامل صالح : «عيد الحب»: العشّاق يتبادلون 600 ألف وردة... وانتعاش محدود للعطور والهدايا

«الزهرة السعودية» الأغلى بـ15 ألفا مقابل 5 آلاف لـ «الأثيوبية» و«الكينية»

على الرغم من تراجع القدرة الشرائية، والغلاء المتفاقم، وأزمات المنطقة، تبقى لدى اللبناني مساحة صغيرة ليعبر لشريكه عن حبّه عبر وردة أو قارورة عطر، أو «دبدوب»، أو هدية مزينة بقلوب صغيرة حمراء، فضلا عن هدايا الذهب للقادرين ماديا.
وبدا لافتا أن الإقبال عشية عيد الحب على محلات الورد والهدايا والعطور والذهب، والحجوزات على السهرات، يحاكي إقبال السنة الماضية، باستثناء قطاع العطور، الذي على ما يبدو المتأثر الأكبر هذا المرة بالوضع العام.
أما الوردة، وخصوصا الحمراء منها، فهي تبقى «سيدة العيد»، وفق سناء التي تحرص منذ أربع سنوات أن تشتريها لزوجها في «فلانتاين».
«لا يهم السعر، حتى لو وصل إلى 20 ألف ليرة، سأشتريها لزوجي»، تقول سناء، مشيرة إلى أنه لا هدية أخرى توازي الورد دلالة في هذه المناسبة.
وفيما الورد اللبناني يشحّل في شهر شباط، يستفيد الورد المستورد إلى أقصى الحدود من هذه المناسبة، حيث يستورد لبنان عشية عيد الحب، من الورد الطبيعي وخصوصا الأحمر، حوالى 600 ألف وردة، من كينيا والهند وأثيوبيا وهولندا والسعودية، وفق رئيس «لجنة قطاع الأزهار في جمعية المزارعين» إلياس منصور، الذي يوضح لـ«السفير» أن معظم المبيعات هي من الورد الأحمر، مؤكدا «أن الورد الموجود في السوق الآن، كله مستورد، والأغلى الوردة السعودية التي تباع في الجملة بحوالى 2500 ليرة، ويصل سعرها للمستهلك في محلات المفرق بين 10 و15 ألف ليرة للوردة الواحدة».
أما الوردة الكينية والأثيوبية والهندية فتباع بالجملة بين 900 و1200 ليرة، بحسب طولها الذي يتراوح بين 40 و70 سم، وتباع للمستهلك بسعر يتراوح بين 3 و5 آلاف ليرة.

فرصة لتعويض الخسائر

بعد جولة على عدد من محلات الورد أمس، يلاحظ أن الإقبال لا يختلف عن السنة الماضية، إذ يؤكد أصحاب المحلات أنهم اشتروا حاجاتهم للمناسبة، فهي فرصة لهم ليعوضوا جزءا مـــن الخسائر التي تكبدونها السنة الماضية، حيث لامـــست الخسائر في قطاع الأزهار نسبة الـ80 في المئة أي حوالى 10 ملايين دولار نتيجة أوضاع المنطقة وتراجع القدرة الشرائية، والتصدير إلى الخـــارج، ممــــا دفع تاليا وفق منصور، إلى تقلص في المساحات الزراعـــية للأزهار بلغ حوالى 50 في المئة، لصالح زراعات أخرى كالخضار والفواكه.
وتتراوح مبيعات الأزهار في لبنان سنويا بين 15 و20 مليون دولار لأكثر من 35 نوعا، مقابل كلفة تتراوح بين 7 و8 ملايين دولار، وتصل مساحات الأراضي الخاصة بزراعة الزهور من 3 آلاف متر إلى 50 ألف متر.
وإذ يؤكد منصور أن سعر الوردة لم يتغير كثيرا عن السنة الماضية، يشير إلى أن الغلاء هو في الأساس، خارجي وليس محليا، ونسبة أرباح التجّار هي نفسها، حيث لا تتعدى 10 في المئة على الوردة الواحدة.

تحسن تدريجي منذ 3 أيام

وتلحظ بشرى سماحة (مديرة مبيعات في محل زهور وشتول وهدايا في حارة حريك)، أن الحركة بدأت تتحسن تدريجيا منذ 3 أيام، لافتة إلى ارتفاع الطلب على الورد الطبيعي و«الشتول» مقابل الاصطناعي. وتشير إلى أن دزينة الورد الأحمر وصل سعرها حاليا حوالى 40 ألف ليرة، وثمة محلات تبيعها بـ60 ألف ليرة، أما الوردة الواحدة مع زينتها فيبلغ سعرها حوالى 4 آلاف ليرة. وتؤكد سماحة أن الأسعار هذه السنة أرخص من السنة الماضية، لاختلاف المورد.
وعن أسعار الهدايا، تشير إلى أن هذا القطاع يعتمد في الأساس على الصناعة الصينية، ومدى جودتها، فسعر «الكوب الأبيض» المزين برسومات للمـــناسبة، يبدأ سعره بـ 10 آلاف ليرة، و«الدبدوب» بـ 15 ألفا وما فوق حسب الحجم، وإطارات الصور من 10 آلاف وما فوق، والبالونات من 7 إلى 30 ألفا، والشـــموع يبدأ سعر الواحدة بخمسة آلاف ويصل إلى 200 ألف ليرة، أما صناديق الهدايا فيتراوح سعـــر الواحـــدة منها بين 10 و50 ألفا، حسب حجمها. كمـــا هناك إقبال محدود على التحف التركية، والفضيات وإن بنسب أقل في العيد.

«البركة تطال اللانجري والعطور»

ولم تكن «محلات اللانجري» والعطور بمنأى عن «بركة فلانتاين»، وتفيد مديرة مبيعات في محل تجاري في الحمراء، أن «حركة المبيعات بدأت تشهد تحسنا منذ أسبوع»، وساعد على ذلك الحسومات الكبيرة على البضائع. وإذ تؤكد أن حركة مبيعات العطور عشية العيد في السنة الماضية كانت أفضل بحوالى 50 في المئة، تلحظ أن الطلب بدأ يتحسن على العطور النسائية والرجالية معا، الذي يبدأ سعر القارورة الواحدة بـ40 دولارا أميركيا، أما على «اللانجري» فلا يزال ضعيفا.

حركة استيراد الزهور والذهب

وبلغت الصادرات من الزهور (أزهار وبراعم مناسبة للباقات أو لأغراض الزينة الطبيعية والمجففة المصبوغة) في العام الماضي، وفق دائرة الإحصاء في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل ولبنان، 500 ألف دولار أميركي (165 طنا)، مقابل 440 ألف دولار في 2010 (123 طنا). وبلغ الاستيراد مليونا و439 ألف دولار أميركي (313 طنا)، مقابل مليون و584 ألف دولار في العام 2010 (331 طنا).
وأبرز البلدان التي استورد منها لبنان في العام الماضي: هولندا (517 ألف دولار 63 طنا)، تايلاند (272 ألف دولار 53 طنا)، مصــــر (166 ألفا 84 طنا)، السعودية (131 ألفا 33 طنا)، أثيوبــــيا (102 ألف دولار 25 طنا)، كيــنيا (109 آلاف 29 طنا).
أما في قطاع الذهب (مجوهرات ومصنوعات من لؤلؤ وصياغة وأحجار كريمة وحلى الغواية التقليدية) فبلغ الاستيراد في العـــام الماضي 50 مليونا و602 ألف دولار(1،035 طنا)، مقابل 71 مليـــونا و184 ألف دولار (1،002 طن) في العام 2010. وبلغ التصدير 58 مليونا و107 آلاف دولار (91 طنا)، مقـــابل 86 مليونا و816 ألف دولار (100 طن) في العام 2010.
وسجلت الحلى التقليدية الرقم الأعلى الثاني في الاستيراد والتصدير، بعد المجوهرات من المعادن الثمينة أو من معادن ملبسة بقشرة، حيث بلغ الاستيراد 14 مليونا و816 ألف دولار (986 طنا)، مقابل 13 مليونا و465 ألف دولار (974 طنا) في العام 2010.

كامل صالح - السفير 14 شباط 2012

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews