إنزال الركّاب عنوة.. وساعات من الانتظار.. وقطع طرقات
تفاجأ آلاف الركّاب في منطقتي الضاحية الجنوبية والشوفيات أمس، بإضراب غير معلن لسائقي «الفانات» منذ الصباح الباكر، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعمّد سائقون آخرون، وشباب عبر درجات نارية، إلى إنزال الركاب من بعض «الفانات» التي لم تلتزم بالإضراب، وإقفال بعض الطرقات.
وفيما لم يصدر بيان أو موقف عن هؤلاء السائقين، يوضح سبب إقدامهم على هذه الخطوة، علمت «السفير» أنه جاء رداً على الاجتماع المسائي الذي عقد أول أمس بين وزير النقل والأشغال غازي العريضي ونقابات قطاع النقل، الذي لم يسفر عن وضع إطار لمعالجة سريعة لتعرفة النقل، في ظل تخطي سعر صفيحتي المازوت الثلاثين ألف ليرة والبنزين 35 ألف ليرة، وارتفاع اشتراكات صندوق الضمان الاجتماعي، والتأخر في دفع الردّيات عن المرحلة الثانية، فضلا عن عدم معالجة الأجهزة الأمنية لـ«الفانات» الحاملة لوحات خصوصية أو مزورة، ويقدّر عددها، وفق رئيس «نقابة الفانات» عبد الله حمادة، حوالى 8 آلاف، بينما يبلغ عدد «الفانات الشرعية» حوالى 4 آلاف.
وتعليقاً على ما حدث أمس، وما سببه من فوضى عارمة في حركة النقل وتعطل لمصالح الناس، نتيجة الإضراب المفاجئ، قال حمادة لـ«السفير»: «هناك بعض السائقين متضررين من التوافق الذي حصل في الاجتماع بين وزير النقل والنقابات، والاجماع على تطبيق التعرفة من دون زيادة، ودعوة قطاع النقل العام والخاص إلى الالتزام بالسعر السابق الذي حددته الوزارة، وهو 1500 ليرة لسيارة الأجرة، وألف ليرة لـ «الفان»، وقد حاولوا تنفيذ الإضراب، لكن ما لبثت الأمور أن عادت إلى طبيعتها بعد تدخل القوى الأمنية».
لكن، وأمام استمرار الإضراب إلى ما بعد ظهر أمس، عاد حمادة ليوضح «أن بعض السائقين أصروا على عدم تراجعهم عن قرار الإضراب، إلى حين إيجاد حل منصف للتعرفة». وأشار «إلى أن السائقين العاملين على خط 4 (يمتد من حي السلم إلى منطقة الحمراء) تعمل سياراتهم على البنزين لا المازوت، ويعتبر خطّهم الأطول مسافة والأكثر زحمة، فضلا عن ذلك لاحظ سائقون أمس، أن الشركة اللبنانية للمواصلات (صاوي وزنتوت) لم تلتزم بالتعرفة السابقة، واستمرت بنقل الركاب بسعر ألف و250 ليرة».
«العريضي يرفض المعالجة تحت الضغط»
وأوضح حمادة «أنه اتصل بالعريضي أمس، ليبلغه بما يحدث على الأرض، فأصرّ على موقفه المعلن سابقا بخصوص الالتزام بالتعرفة الرسمية، وعدم البحث بالحلول تحت ضغط الشارع، كما تمنى عليه معالجة الأمور بسرعة، مجدداً التأكيد على حرصه وتعاونه بكل ما هو لمصلحة قطاع النقل البري».
كما نقل حمادة عن العريضي «تفهمه المبدئي لضرورة إعادة النظر بتعرفة النقل على بعض الخطوط، ومنها «الخط 4»، وذلك بعد ملاحظة طول المسافة والزحمة، إلا أنه أصرّ على أن يعالج الموضوع بشكل هادئ».
وقدّر حمادة عدد السائقين الذين التزموا بالإضراب بحوالى 350 سائقا يعملون على «الخط 4» و«خطّ الشويفات» الممتد من خلدة (الجامعة الإسلامية) إلى منطقة جسر الكولا، يقلّون يوميا آلاف الركاب»، مشيرا إلى «أن حركة الإضراب بدأت عبر النقاط المشتركة للخطين، كما حاول بعض السائقين الاعتصام على طرقات «الليلكي»، وأمام كنيسة مار مخايل، والمشرفية، وقد عالجت القوى الأمنية الأمر».
غصن: رفع التعرفة تتلازم مع زيادة البدلات
وفي سياق متصل، علّق رئيس الاتحاد العمّالي العام غسان غصن على زيادة بعض السائقين التعرفة، بالقول لـ«السفير»: «إن الاتحاد يرفض الزيادة العشوائية على تعرفة النقل من قبل بعض السائقين غير المنضبطين»، مشددا على ضرورة الالتزام بالتعرفة الرسمية». وفيما طالب وزارة الداخلية والأجهزة المعنية بممارسة دورها لضبط المخالفات والمخالفين، أشار إلى «أن أية زيادة على التعرفة يجب أن تتلازم مع زيادات موازية لقيمة بدلات النقل التي تقدمها المؤسسات لمستخدميها».
نجدة: المطالب في اجتماع اليوم مع ميقاتي
ويعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا صباح اليوم لـ«لجنة النقل» التي تضم وزراء «الداخلية» و«المالية» و«الأشغال والنقل» ورؤساء نقابات قطاع النقل، وأوضح رئيس «اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري» عبد الأمير نجدة لـ«السفير» أن «هذا الاجتماع هو الثـــاني للجنة بعد اجتماعها الأول في أيلول 2011»، مشيرا إلى أن «الاجــتماع سيتطرق إلى مطالب السائقين العموميين، ومنها: الردّيات عن الفترة الثانية، واللوحات العمومية المزورة، والإعفـــاء الجمركي، إضـــافة إلى موضـــوع تعرفة النقــــل التي لم تتغير منذ عام 2005، على الرغـــم مـــن غلاء المعيــشة، وارتفاع سعـــر صفيحتي البنزين والمازوت».
وكشف نجدة أن عدد السائقين الذين قبضوا الردّيات عن الفترة الأولى (حزيران، تموز، آب) بلغ عددهم 36 ألف سائق، فيما لا يزال 19 ألف سائق منهم 4 آلاف سائق (أجرة، فان، بوسطة) لم يقبضوا مستحقاتهم، لأسباب عديدة منها تأخرهم بدفع رسوم الميكانيك، و15 ألف سائق شاحنة لعدم انجاز وزارة الأشغال «جدول الكومبيوتر» للآن.
كامل صالح - السفير - 17 شباط 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم