بحث

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

21 يونيو 2019

النقد العلمي والواقع الثقافي العربي

kamel farhan saleh - كامل فرحان صالح في مؤتمر ملتقى الأدب الوجيز - بيروت 2019
kamel farhan saleh - كامل فرحان صالح
في مؤتمر ملتقى الأدب الوجيز
- بيروت 2019

أ. د. كامل فرحان صالح

ورقة بحثية قدمت في:

مؤتمر ملتقى الأدب الوجيز التأسيسي في بيروت - 2019 بعنوان: الأدب الوجيز هوية تجاوزية جديدة

التنظيم: ملتقى الأدب الوجيز برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، وبالشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية

المكان والتاريخ: بيروت في 21 حزيران 2019


النقد العلمي والواقع الثقافي العربي

كامل فرحان صالح

أستاذ في الجامعة اللبنانية

أتناول في ورقتي بإيجاز شديد، ثلاث نقاط:
-       الأولى: في إشكالية العنوان
-       الثانية: في ما يفترض أن يكون نقدًا افتراضيًا
-       ثالثًا: في الواقع الأكاديمي الجامعي

-      النقطة الأولى: في إشكالية العنوان

يبدو من المفيد بدايةً، التوضيح، أن هذا العنوان لا يمكن الحديث عنه وحصره في بضع صفحات، أو بضع مجلدات، إذ إنه عنوان مفتوح يعبّر بشكل من الأشكال عن المأزق الذي يعيشه الناقد والباحث والأكاديمي في العالم العربي؛ فمن جهة يلحظ المرء عبارة "النقد العلمي"، ومن جهة أخرى يرتسم أمامه "الواقع الثقافي العربي". ونحن في كل هذا، نعاني من الأَمرّين، والأمرّان هما: الجوع والعطش، ويقال الفقر والعري، ويقال الهَرَم والمرض. وإذا رفعنا شروح معنى "الأمرّين"، من مستواها المباشر إلى مستواها الدلالي، لقلنا بثقة مؤكدة: إن هذا هو واقع النقد العلمي في المشهد الثقافي العربي: فقر، وعجز، وأمراض نفسية، وجوع وعطش بسبب الشحّ.
وإذا أراد المرء أن يتوسع في الاضاءة على بعض هذه الكلمات، سيلاحظ أن:

14 يونيو 2019

الافتتاحية: سؤال اللغة اليوم

كامل فرحان صالح

مجلة الحداثة  عدد 201/202 - صيف 2019

لا تزال مسألة اللغة العربية والتحديات التي تواجهها على غير مستوى، موضع اهتمام أكاديمي وثقافي وفكري...، ويمكن القول إن التحديات التي تمكنت اللغة من مواجهتها وتخطي الكثير منها عبر التاريخ، تبدو اليوم وكأنها تخوض معركتها الأخيرة في ظل بروز التحديات المستجدة الآتية: 
- ضرب مفهوم اللغة بوصفها أيقونة الهوية الثقافية والتواصلية، الحاملة لذاكرة الأمة وحافظة تراثها الفكري والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والاعتقادي...، وقد تبدت هذه الخطورة الداهمة من خلال اتساع استخدام الأجيال العربية لما بات يعرف بـ "لغة العربيزي"، أي كتابة الكلمة العربية بحروف وأرقام لاتينية، وكأن اللغة لم تعد تمثل لهؤلاء هوية كيانية، بل أصبحت سلعة من ضمن السلع، التي يصار إلى استخدامها والتداول بها ضمن شريحة ما محددة، وبالتالي يمكن اللعب بها، وتغييرها كيفما شاء، ومتى شاء، من دون ضوابط، أو حدود، فيتخلخل مع هذا التداول والاتساع، الرابط /الجسر بين ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها. ولعل المرء لا يبالغ، إذا 

14 فبراير 2019

قتلنا الرومانسية فهزمتنا الواقعية

إن نقد مرحلة ضرب الرومانسية وقتلها، من قبل بعض المثقفين العرب أصحاب الدماء الحامية، مناسب اليوم. فقد رفع هؤلاء شعار "الواقعية" للتعبير عما يمر به العرب من هزائم وانكسارات وحروب فاشلة، مرورا بخسارة فلسطين...، وفي الوقت نفسه كان هؤلاء لا يتركون مناسبة إلا ويجلدون فيها الرومانسية.
 لكن بعد كل هذه السنوات، استيقظنا على خسارة إنسانيتنا، وعلى تشوه حاد في مشاعرنا، في الوقت الذي بدا فيه واضحا، أن الواقعية لم تنجح في أن تنقذنا من السقوط عميقا في الوحل. 
أعتقد أن فكرة الانتصار ب"الواقعية"، بعيدا من لغة الحب، فشلت فشلا ذريعا، ومدويا. 
لذا، يجوز أن نطرح التساؤل اليوم: هل تنقذنا الرومانسية من كل هذا الخراب الذي فينا والذي يحيط بنا؟
 أعتقد ذلك، والله أعلم  
- كامل صالح

21 يناير 2018

كامل صالح … السّياقات السخية

كامل صالح … السّياقات السخية

قراءة: هدى عيد - أديبة لبنانية*

خرابك كثير

لم أعد أعي يميني من يساري
خرابك كثير 
كعشق يسيل على الشجر
على كسرة خاطر تتدثر صلاة نبي
خرابك كثير
أعلق روحي على نوم الحبق
علني أنجو من رائحتك العالية كجبال لبنان
خرابك كثير
ولم أعد أعي لهفتي من جنوني
أيتها البهية كما قبل البدايات
كما الإيمان في قلب الأطفال
البهية كما النور في إجابات السماء.

كامل صالح

السّياقات السخية

يُخرج كامل صالح نصّه هذا على طريقة الشعر الحديث، إلا أن تكرار عبارة “خرابك كثير” يولّد بين أسطره إيقاعاً صوتياً واضحاً يوفّرله الانسجام والتماسك، ويستنبت في السامع لذة الإصغاء لوقع الخارج عن المألوف، ولذة التوقع لمزيد من هذا الخراب/ الاختلاف.
يكشف هذا النص عن انتشار ضمير المتكلم، متصلاً أو

20 فبراير 2014

As-Safir Newspaper - كامل صالح: مروان والسنجاب... والانفجار! :: محليّات

As-Safir Newspaper - كامل صالح: مروان والسنجاب... والانفجار! :: محليّات



لا أعرف كيف يمكن لإنسان أن يكتب، ليقول إنه "ما زال حيّا"، وقد كانت تفصله عن الموت أمتار قليلة.
للحظات تبدو الحياة عالقة بذنب كلب.
أتحسس جسدي، لأتأكد أنني لا أنزف من مكان ما. ثم أنتبه أني في منتصف الطريق. دخان كثيف أمامي، ربما عن يميني، أو عن يساري... تضيع الاتجاهات.
أسأل نفسي مرة أخرى: هل ما زلت حيّا؟
انفجار. انفجاران... أمدّ رأسي من باب السيارة، بعدما "تبعثر" السير، وذهبت السيارات يمينا وشمالا... أسأل جاري المرتبك مثلي: ماذا حدث؟ لا يعرف شيئا. امرأة تنهار، تشرع في البكاء عن يساري، الرجل في السيارة، يحضنها،
يبكي مثلها.
انتبه لما حدث، انتبه أنه كان يفصلني عن الموت، لحظات.

23 مايو 2012

منع النساء من الرقص إنهاء فن كان مقدساً

كامل فرحان صالح


لا يقتصر الخوف من سيطرة «الإسلاميين» على مقاليد السلطة، على العلمانيين واليساريين وأصحاب النهج المعتدل، بل اتسع ليشمل شريحة واسعة من المثقفين والفنانين، وخصوصا الراقصات.

27 يناير 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : كي لا يندم أحد في تونس


فاجأ المشهد التونسي المتسارع العالم أجمع، وخصوصاً العالم العربي، حيث بدت كرة الثلج التي ألقاها محمد بو عزيزي بحرق نفسه، تكبر تدريجياً حتى قلبت الصورة، وأظهرت هشاشة الحكم الذي بسط سيطرته على تونس لأكثر من عشرين سنة من دون منازع.
المشهد أربك الدول المجاورة لتونس، كما بدأ كل الحكام المشابهين لزين العابدين بن علي بتحسس رؤوسهم، خوفاً من حدوث الأمر نفسه في الدول التي يحكمونها.
ولعل أقرب دليل على القلق ما حدث أخيراً في الجزائر عندما شاء أحد المواطنين حرق نفسه تشبهاً ببو عزيزي، ما دعا حاكم الولاية إلى عزل رئيس البلدية، والمعالجة الفورية لحالة الشاب.
تجمع الشعوب العربية هموم البطالة وارتفاع أسعار السلع الغذائية، والقمع، والتوزيع غير العادل للثروة، وفيما شكلت هذه الهموم الأرضية لخروج التونسيين إلى الشارع ومواجهة رصاص رجال الأمن، بعد سنوات من الصمت والخوف، يطرح المتابعون السؤال: لماذا لا تشكل هذه الهموم الأرضية نفسها في دول مشابهة؟
لا شك في أن لا شيء يمنع ذلك، بل ويمكن حدوثه بوتيرة أسرع مما حدث في تونس، حيث استمرت الاحتجاجات لأكثر من شهر، فيما في دول أخرى ربما لا تحتاج إلا لأيام، وكل ذلك رهن بحركة شعبية منظمة ومصممة وقادرة على الصمود في وجه الضغوط.
وفي السياق، يبدو أن الدرس التونسي قدم حالة استثنائية وفريدة، بأنه أول شعب عربي يطيح برئيسه، من دون مساعدة العسكر، فسقوط بن علي بعث بإشارة شديدة لبقية دول المنطقة التي تسيطر عليها أنظمة استبدادية، فشبه الصمت الذي التزم به الزعماء العرب تجاه الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت ببن علي من السلطة، معبر للغاية. وعلى حد تعبير أحد المحللين أن «الأمر الذي سيقلق حكومات كثيرة في المنطقة، هو أن الأزمة كانت عفوية ولم تكن منظمة. فالأحداث في تونس أظهرت خطر تأثير الكبت: إذا انتهجت نظام القمع العنيف دون معالجة أسباب السخط يمكن أن يؤدي أي شرخ في النظام إلى انفجار».
وقد سارعت القوى السياسية في تونس لتشكيل حكومة ائتلاف وطني، حيث بدأت المشاورات مع الأحزاب وممثلي المجتمع المدني، ومنها حزب التكتل الديموقراطي للعمل والحريات، وحزب النهضة الإسلامي، والاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومجلس عمادة المحامين وغيرها.
إلا أن القلق الذي يواكب هذا الحراك الحي هو عدم استفادة التونسيين من التاريخ، وتكرار الأخطاء القاتلة لشعوب أخرى، وعلى سبيل المثال: هل إقصاء التجمع الدستوري الديموقراطي، حزب الحاكم السابق عن المشاركة في السلطة، واعتقال عناصره ومؤيديه، سيؤدي إلى تكرار المشهد العراقي بعد سقوط صدام حسين ونظام حزب البعث؟ وقد اكتشف العراقيون لاحقاً الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه بإقصاء الحزب من المشاركة في الحكم ومن الجيش، ما أدخل البلاد في موجة عنف واضطراب لم تهدأ إلى الآن.
ومن الأخطاء أيضاً، عدم التنبه للتمدد الأصولي، الذي يمكنه القفز فوق النتائج، والاستفادة مما حصل رافعاً شعار أن الخلاص على يده. وأمام هذا الوضع ـ في حال حدوثه ـ تدخل البلاد من قمع تحت ستار العلمانية وإخافة الغرب من فزّاعة الأصوليين، إلى قمع تحت ستار الإسلام، وتدمير كل الإنجازات الحضارية والمعاصرة، وكل ما يتعارض، حسب فهمهم لتفسير الشريعة، وأكثر من يدفع الثمن في هذه الحالة المرأة، كما حدث في أفغانستان مع طالبان، وفي جنوب الصومال مع حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
كما يجب التنبه في هذا المقام، إلى مدى قبول الدول المشابهة لحالة تونس بالسماح للحركة الشعبية أن تستثمر انتصارها، من دون اللعب في الأمن والاستقرار، ما يستدعي الحذر الشديد ودرس خطوات إعادة تشكيل السلطة بكثير من الهدوء والتأني كي لا يتبعثر النصر المحقق ويتلاشى بعد ارتطامه بجدران «القطب المخفية»، ويخرج من يعلن ندمه على ما حدث، «مترحماً» على النظام البائد.

6 ديسمبر 2010

شباب السفير - كامل صالح: كأنها متعة أخرى

جمرة صغيرة واقعة من النرجيلة تدوسها، لا تشعر بها بدايةً، ثم تشعر أن شيئًا ما يخترق قدمك.
تنتبه تحاول أن تبعدها بإصبعك فتحترق أيضا.
تجلس كعربي يعبره التاريخ، وبيل غيتس، واتفاقية الغات، ومنظمة التجارة العالمية.
تلوك شيئا أخضر تكتنزه في فمك كخلاص أخير.
تستمع إلى إيقاعات كنت لا تطيق سماعها. وبكرم أصيل، يمدّك الأصحاب بالأغصان الخضراء النقيّة كالقلوب التي تقدمها.
وتلوك.. وتلوك، وتمتص أيامك بارتباك مدهش.
العرق ينزّ منك بهدوء غير مقزز، تمتص سيجارتك كأنها متعة أخرى.. كذلك الشاي الخارج من رحلة الغليان الذي يشبهك.
من أين تأتي الثورات؟
كيف تصاغ الحروب؟
أسئلة تطرحها وتضحك... لا داعي لشيء الآن سوى الانتباه لما ينساب من "الأخضر" إلى داخل روحك.
ثمة حاجة مطلقة إلى الاسترخاء.. إلى نفس لم تأخذه طوال نهارات سابقة.
ثمة حاجة لأن تتأمل.. تتمايل قليلا مع الإيقاعات، تنتبه إلى نواح المطرب، وولعه بحبيبة هجرته صباحا.
هو يجلس كرجل خسر الدنيا ويندب حظه...تتحدث بطلاقة ثم تلتفت إلى الجالس جنبك، تقول:
ثمة قاعدة شرعية: الضرورات تبيح المحظورات، وحياتنا كلها "ضرورات".
تضحك.. تقوم.
تحاول أن تنتعل ما تبقى من ليلك، وتجلس لتكتب ما كتبته.. وتسأل: هل ما زال النهار بعيدا؟

11 أبريل 2010

زعلان من كيكا

واكبت كيكا منذ البدايات، وكيكا حضنت العديد من نصوصي وبحثا لي عن آثار العراق، وكان مفتاح كل هذا صموئيل الذي يعرف كيف يدهشك دائما، لا كونه صاحب سلطة (جمهورية كيكا) .. بل كونه إنسانا يعي تماما أن المثقف من الناس وإلى الناس.. البسطاء والطيبين، والمبدعين، والمهمشين، والمجانين، والمؤمنين، والملحدين... يعي تماما أن تفاصيل التفاصيل سر اللغة الكونية التي تجعل هذه الأرض تدور وتدور ...

زعلت من كيكا ... عندما تجاهلت أخيرا نشر نصوص لي، وخبرا عن روايتي الجديدة..
زعلت جدا، حيث لم أكن أتخيل أن صموئيل الذي رحب بي منذ 8 سنوات كفاتح عظيم، ينكرني ... ولا يرد على رسائلي...
زعلت من كيكا ... ولم أتمرد .. ولم أنتقد.. ولم أصرخ... ولم أهجرها ...
كان زعلي داخليا / صامتا ..
إذ كيف لكل هذا الحب أن يتحول إلى تجاهل وتطنيش؟؟
كيف يعني أن تنتظر نشر قصيدة لك ولا تنشر...
تنتظر أن ترى غلاف روايتك واسمك يلمع كالفرح..
تنتظر أن تجاور أسماء أخرى.. تقول لهم: صباح الخير يا جيران.. لنشرب قهوة معا...
تنتظر ... تنتظر... وتزعل... وتبحث عن مبررات، أعذار... وعندما لا تجد... تبتعد إلى صمتك..
لكن في الوقت نفسه.. كنت أتابع معظم ما ينشر فيها، وأجد إبداعا، وفرحا، وقضايا أهم بكثير من زعلي...
ماذا يعني أن صموئيل لم يعد ينشر لي؟
ماذا يعني أنه لا يرد على رسائلي؟ وهو كالسندباد لا يهدأ، تتابع وجوده من بلد إلى آخر، وتضحك من قلبك، لبعض ما يبثه في شريط كيكا الاخباري، كما تحزن، عندما يودع مبدعا...
زعلت من كيكا..!
يمكن كيكا زعلت مني، لأني لم أعرف كيف أحبها، وكيف أدللها، وأدلعها...
أخيرا،
أود أن أقول دون أن أعرف إذا كان كلامي هذا سينشر أم لا..
وإذا صموئيل سيلحظه أم لا..
أقول رغم كل هذا وذاك... وكل هذا الزعل.. لكيكا صموئيل:
كل عام وأنت أقرب إلى الناس... كل الناس
محبكم

شاعر لبناني مقيم في السعودية
kamelsaleh@hotmail.com
http://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname=kikaharabic\live\k4\2010-04-08\75.txt&storytitle=

22 مارس 2010

في يوم الشعر العالمي: مرور خجول وأسئلة قاسية


د. كامل فرحان صالح

مر يوم الشعر العالمي خجولا في الساحة الثقافية العربية عامة والمملكة خاصة، حيث بدا هناك غياب شبه كامل عن هذه المناسبة السنوية التي صادف مرورها أمس، فباستثناء أمسية شعرية دعا إليها نادي الشرقية الأدبي، وأمسية أخرى يشهدها نادي الباحة الأدبي الليلة، فلا يوم للشعر في المملكة.
وبدا في هذا السياق، بيان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) أمس عن أهمية الشعر في الثقافات الإنسانية، خطابا غريبا، وكأنه لا يعني أحدا. فعن أي مناسبة تتحدث المنظمة؟ وهل ثمة من يهتم بالشعر؟ أو هل ثمة أحد انتبه لهذه المناسبة في عالم عربي معظم مكونات إرثه الثقافي شعرا؟.
أسئلة قاسية تطرح نفسها في وقت دخلت فيها مشاعر الإنسان ثلاجة ثورة التقنية، وعصر العولمة الذي يجتاح كل شيء أمامه.
(الألكسو) أشارت في بيانها إلى دور الشعر «في الإبقاء على تألق الكلمة لتواصل فعلها في بث قيم الخير والعدل والتسامح والتقارب بين الثقافات المتعددة بما يرسخ قيم الحوار والتلاقي والتفاهم».
واعتبرت بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي أقرته منظمة اليونسكو في 21 مارس من كل عام، «أن الشعر تعبير عن واقع الإنسان وهمومه، ومشاعره، وهو دعوة متواصلة لتحرير الإنسان من كل ما يعيق تقدمه وانخراطه في بناء الحضارة، والمحافظة على عمقها الثقافي من أجل المساهمة في إرساء السلام». ولم تنس المنظمة في بيانها تذكير العرب بعلاقتهم الوطيدة مع الشعر عبر التاريخ، حيث ذكرت «أن الشعر والشعراء العرب تمكنوا من الثبات والوجود عبر الرسوخ في الذهنية الثقافية العربية إلى درجة أنه أصبح من العسير الفصل بين لغة الضاد والشعر عند العرب».
وشاءت المنظمة أن تدعو في ختام بيانها «إلى مواصلة الاعتناء بالشعر في الوطن العربي، وإلى الحضور الفاعل في هذا المضمار بتشجيع الشعراء والاعتناء بهم، وفتح آفاق الإبداع أمامهم، والتواصل مع الإبداعات الشعرية في العالم، والأخذ منها، والتأثير فيها حتى يكون للشعر العربي الإشعاع الواسع، والحضور الكبير»، معتبرة «أن الاهتمام بالشعر هو اهتمام باللغة العربية، التي تمثل لسان العرب والعنصر الأساسي من هويتهم الثقافية والحضارية».
لا يسع المرء إلا أن يشكر المنظمة على هذا البيان الاحتفائي، إلا أن السؤال المر الذي ينبثق كشوكة في هذا الأطار، على من تطلق مزاميرك يا داوود!.

صحيفة عكاظ ـ 22 مارس 2010 م

12 فبراير 2010

عشية 14 شباط ... يا بلادي

عشية 14 شباط أذكر أنه قبل أيام قليلة من 14 شباط/ فبراير 2005 ، أي قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري، كنت وزوجتي نتحاور حول آلية العودة إلى لبنان بشكل نهائي، وبدأنا نعدد الصعوبات التي من الممكن أن تواجهنا، وكيفية ترتيب العودة بحيث لا يتأثر طارق ونور أولادنا بها (قبل مجيء مروان الذي ولد في عام 2006)، وبحيث يمكننا أن نجد عملا يمكننا أن نعيش من خلاله بالحد الأدنى من الآمان.
كنا نتحاور، نيأس، نتأمل، نتابع الاتصال بالأهل والأصدقاء لمعرفة الأجواء، وتمهيدا للعودة النهائية بمجرد أن ينتهي الأطفال من المدرسة هنا في جدة.
ماذا حدث يوم الاثنين 14 شباط / فبراير:

2 فبراير 2010

صحيفة عكاظ : الكرة والكتاب

kamel saleh كامل فرحان صالح

د. كامل فرحان صالح *

بدا المشهد حافلا بالتناقض بين جماهير تحتفي بالكرة وتتابع أدق تفاصيلها، ومعرض للكتاب يئن من جمهور يعبر أجنحته سريعا دون ملامح تأثر أو اهتمام.
هذه الصورة التي تتسع قسوة مع كل معرض للكتاب يشهده العالم العربي، ترمي بثقلها حاليا على معرض القاهرة الدولي للكتاب.
يصعب كبح حماس الناس وميولها نحو تأييدها لمسألة ما أو رفضها لها، ومن الصعوبة ــ بل تعد انتحارا ــ أن توجه لها انتقادا في ذروة هيجانها، إذ لا شيء يعلو على «صوت الكرة»، لا سيما وهي تخترق شباك الخصم.
يقول بعض المتفائلين إن «الكتاب لا يتمتع بسلطة، إنما بإمكانه مدى الجسور بين أجزاء العالم المتنوع والمتفكك».
صحيح، لأن من يملك السلطة هنا هو «الكرة»، حيث تدخل شعبا كاملا في حزن وغم، وتدخله هو نفسه في فرح عارم وهستيري. وبإمكان هذه المستديرة أيضا ألا تطيح بمعرض للكتاب وحسب، بل بزعماء ومسؤولين ودول.
معرض القاهرة بدا مسكينا أمام شعبية الكرة من جهة، وجمهورية الإنترنت من جهة أخرى، حيث بدأت أصوات بعض الناشرين ترتفع من ضعف الإقبال على شراء الكتب، التي تعكس بدورها ضعف القراءة في المجتمع.
ورثنا نصائح لا تعد ولا تحصى عن أهمية العلم والقراءة، وكتبت قصائد في ذلك، كما أن ديننا الحنيف حث على طلب العلم والقراءة حتى ولو في الصين.
لكن كل هذا لم يشفع للكتاب، وباتت مساحات التنافر تتسع، بعد أن أصبحنا نعلق شماعة أميتنا الجديدة على الثورة التقنية التي يراهن الكثير منا على انتصارها المحقق على الورق عامة، والكتاب خاصة.
الكتاب والكرة ما يجمعهما حرف الكاف، إنما ما يفرقهما فضاءات من الثقافة الواعية، واللغة الحضارية.

الثلاثاء 18/02/1431 هـ (02 فبراير 2010 م )

29 يناير 2009

انفلونزا السلام


يبدو ان اجواءنا العربية مصابة بانفلونزا الطيور منذ اكثر من 50 سنة، والدليل على ذلك هذا النفوق المستمر لحمامات السلام.

ويمكن تسجيل اول حالة نفوق سنة 48 عندما سقطت فلسطين ، وتلتها معارك متفرقة راح ضحيتها آلاف الابرياء, ولم تتمكن حمامة سلام من التحليق حتى الم بها الفيروس القاتل فوقعت سنة67 على مصر والبلاد العربية جمعاء, واصيبت اخرى اضافة الى المرض بالتهاب مزمن سنة 82 عندما اجتاحت غربان اسرائيل اول عاصمة عربية.

وسجل في ذاك الوقت نفوق مستمر للحمام طوال 15 سنة في لبنان تداخل فيها امراض العالم العربي كله.

ولا ينسى المتابع بطبيعة الحال النفوق المزمن لحمام السلام في فلسطين.

وفي السنوات الاخيرة برز فيروس خطير اجتمعت فيه خصال الامراض الوبائية كلها فحصد الارواح البريئة في كل مكان قاتلاً كل امل باكتشاف علاج لمواجهته والحد منه ولعل آخرها اجتياحه لعرس في العاصمة الاردنية عمان.

السؤال الاخير الذي يطرح بعد هذا:

هل الانفلونزا في الطيور ام البشر؟.


التاريخ : 19/10/1426 هــ الموافق : 21/11/2005 م العـدد : 1618 آفاق ثقافية الرأي الثقافي

24 يناير 2009

المثقف والسلطة: السقوط معا


لا شك ان الموقفين اللذين اتخذهما الكاتب المغربي أحمد بوزفور - تجاه عدم قبوله بتسلم ارفع جائزة ثقافية تمنح في المغرب للكتاب " المغرب للإبداع الأدبي" التي تشرف عليها وزارة الثقافة - والروائي المصري صنع الله إبراهيم من قبل، يشكلان خطوة جريئة يتخذها المثقف العربي بوجه السلطة ( ويجب ان نفرق هنا بين مفهومي السلطة والدولة).
غير ان - البعض- لا يجد حماسا لافتا لتأييد مثل هذه المواقف.
والسبب في رأيهم، هو ان السلطة عند منحها جائزة ما لمثقف هو اعتراف ضمني من قبلها بقيمة هذا المثقف إبداعيا وفكريا وعطاء، أي بمعنى آخر هي لا تمنح جائزة لمادحها ومبجلها إنما للمختلف معها.
وهي خطوة تحسب لها لا عليها.
لست بوارد الدفاع عن هذا الرأي أو الوقوف ضده، أو الدفاع عن السلطات العربية، وفيها ما فيها من سيئات وانهزامية وتسلط وبطش وقمع للحريات ، إنما السؤال الجوهري الذي يجب ان يطرح بعد عقود من نشوء السلطات العربية:
من المسؤول عن هذا التردي والتخلف والانكسار؟ لنكن صريحين ونجاوب:

السلطة أم المجتمع الذي أنجب هكذا سلطات؟
اعتقد ان نقد الذات يبدأ من هنا- قبل ان نطلق الشعارات يمينا وشمالا ورمي تخلفنا على الآخر أيا يكن هذا الآخر: السلطة/ الغرب/ إسرائيل/ الدين / المناهج/ ......
ان المثقف العربي الذي شهد الواقع سقوط أفكاره وخطاباته بالتتابع وبشكل مدوٍّ أحيانًا، لم يعد هو المخول بالتغيير أو التطوير، وبالتالي نسج حضارة هذه الأمة. فدوره سقط بعد ان أضحت "الحضارة" العربية – إذا صح التعبير – مشهدية فسيفسائية، اللاعب فيها هو الآخر و"الماضي"؛ الآخر من خلال ثورته العلمية وتجلياته التقنية والعلمية والطبية والفكرية ، والماضي من خلال "الدين" والتقاليد والعادات واللغة.
ماذا قدم المثقف العربي في ظل هذه المشهدية؟ وبالتالي ماذا قدمت السلطة العربية لمجتمعاتها ولوضع إصبعها في بناء حضارة نقية ندية لا حضارة هجينة"؟
سؤالان مشروعان ، غير ان الإجابة تتعدد لتشمل مساحات أخرى من الأسئلة، أي بمعنى ان أي جواب يمكن الركون إليه هو بحد ذاته مولد لسؤال آخر لعله أكثر تشابكا من الأول.
المثقف والسلطة سقطا معا في البحث عن إثبات وجود والسعي للتأثير والهيمنة على الوعي الجماهيري. فلا السلطة تمكنت من رعاية مجتمعها بما يليق ويحافظ على إنسانيته ويسعى لتحقيق طموحاته وأحلامه ويشعر بالأمان والاستقرار، ولا المثقف العربي تمكن هو الآخر أن ينفخ في روح هذا المجتمع الوعي والتطور والتميز والاختلاف.
أين تكمن المشكلة؟
المشكلة كما يراه البعض هو في هذا التناقض القاتل الذي يتقاطع في الذات العربية، حيث من "الخارج" يتنعم بنعيم حضارة الآخر ومن "الداخل" يتوسد ثقافة الماضي في سلوكياته وعلاقاته وردات فعله.
هذا التجاور بين الأضداد في الذات العربية شلت حسب رأي البعض، قدرته على الحركة والتفاعل والخلق والتطور.
وأي تلامس بين الطرفين "الخارج" "الداخل" فان الكفة ترجح الى "الداخل" فورا، ودون أي إحساس ولو بالحد الأدنى بالتناقض.
أمام هذا على من يصح إطلاق "دونكشوت": المثقف أو السلطة؟
لنقل ان الاثنين معا، يحاربان طواحين الهواء والهواء نفسه.
ونتألم لقراراتهم .. "الكبيرة". فمصيبتنا ان قراراتنا في الأغلب تؤخذ بانفعال شديد .. ومزاجية عالية.
لماذا المثقف يبحث دائما عن سلطة ما لينتقدها؟
لماذا .. دائما يضرب أرجله بالأرض .. وكأن ما يشعر به ويفكر به ويكتبه هو الصح وما عدا ذلك خطأ ورجعي ومتخلف ومتآمر وانهزامي ودكتاتوري؟
لماذا – بالتالي- تسعى السلطة العربية الى قمع شعوبها واضطهاده وقهره وتأجيل حصوله على حقوقه فيما تطالبه دائما بواجباته؟
أسأل هذا ولا اقصد أحدا أو سلطة ما.. إنما هي أسئلة يمكن طرحها دائما وباستمرار.
ويبقى سؤال الـ "لماذا" يطرح؟
اذكر حكاية نسيت تفاصيلها إنما فحواها يقول: إن احدهم كان يحب صاحبه كثيرا ومرة رأى على وجهه ذبابة.. وبدل أن يلوح لها لكي تبتعد آثر أن يطلق عليها النار .. الذبابة طبعا لم تمت إنما الذي مات هو صاحبه.
لست بهذه الحكاية أريد ان أقيم إسقاطات او تأويلات... إنما لنتأمل بسلوكياتنا.
ونعيد التفكر بطريقة علاقتنا بالأشياء والأشخاص، نعيد التفكر بكيفية نهوض سلطة عادلة راعية لمجتمعها وحامية له، ومثقف يمكنه قراءة مستويات الوعي في المجتمع ويكون محركا فاعلا في بلورة وعيه وثقافته وحضارته.

البريد: kamelsaleh@hotmail.com

البدوي الصغير وثقافة المدن


لازال في ابعاد الروح العربية (بدوي صغير) ينبلج فجأة امام أي مشكلة تواجه الموروث والعقلية في تراكمها المعرفي والسلوكي.

غير ان هذا (البدوي) آخذ بالتمدن والغوص عميقاً في تجليات العصر وتمظهره المتعدد في وقت تشهد فيه الدول العربية خاصة منعطفات جذرية.

ومما لا شك فيه ان المدن وثقافتها هي المحرك واللاعب الاساسي في هذه المشهدية بعد ان تعرى الريف بارادتنا او دونها من نمطيته كمصدر على الدوام لخيرة ابنائه الى المدن.

هذا الكلام يأتي على خلفية مؤتمر شهدته الاسكندرية تحت عنوان: (المدينة في الأزمات).

واذ يهدف المؤتمر كما اوضح المسؤولون عنه الى جمع التراث اللفظي والشفوي للسكان الذين يعيشون في المدن المتوسطة سواء كانت ثقافية أو أسرية فانه بشكل غير مباشر يقدم طعنة ناعمة للريف, وهو الذي كان مؤتمناً على الدوام على هذا التراث.

من يقتل الريف..

ومن يحمي المدن?

سؤال بحاجة الى نظر.


التاريخ : 11/10/1426 هــ الموافق : 13/11/2005 م العـدد : 1610

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews