بحث

20 فبراير 2014

As-Safir Newspaper - كامل صالح: مروان والسنجاب... والانفجار! :: محليّات

As-Safir Newspaper - كامل صالح: مروان والسنجاب... والانفجار! :: محليّات



لا أعرف كيف يمكن لإنسان أن يكتب، ليقول إنه "ما زال حيّا"، وقد كانت تفصله عن الموت أمتار قليلة.
للحظات تبدو الحياة عالقة بذنب كلب.
أتحسس جسدي، لأتأكد أنني لا أنزف من مكان ما. ثم أنتبه أني في منتصف الطريق. دخان كثيف أمامي، ربما عن يميني، أو عن يساري... تضيع الاتجاهات.
أسأل نفسي مرة أخرى: هل ما زلت حيّا؟
انفجار. انفجاران... أمدّ رأسي من باب السيارة، بعدما "تبعثر" السير، وذهبت السيارات يمينا وشمالا... أسأل جاري المرتبك مثلي: ماذا حدث؟ لا يعرف شيئا. امرأة تنهار، تشرع في البكاء عن يساري، الرجل في السيارة، يحضنها،
يبكي مثلها.
انتبه لما حدث، انتبه أنه كان يفصلني عن الموت، لحظات.
صباحاً اتصلت بي زوجتي وهي معلمة، لتخبرني أن مروان نسي "رسمة السنجاب" في بيتنا في البرجين (إقليم الخروب) الذي انتقلنا إليه للسكن موقتا، خوفا من البقاء في بيتنا في حارة حريك.
قلت لنفسي، وأنا على الطريق: لأسلك طريق السفارة الكويتية، حتى أصل إلى مدرسة ابني، وأوصل له الرسمة، لاعتقادي أنها أكثر أمانا من طريق المطار
القديم.
فجأة اهتزت بي السيارة، ودخان كثيف "طلع" في وجهي. لم أعد أعرف ماذا أفعل.
حاولت أن اتصل بزوجتي في المدرسة، لأنني ظننت أن الانفجار قريب منها، لكن... "لا اتصالات". حاولت أن اتصل بأهلي لأطمئن عليهم في الضاحية... "لا اتصالات". حاولت وحاولت... ولم أعد أقوى على شيء سوى البكاء.
عدت عكس السير، مع العائدين. سيارات إسعاف. نساء ورجال يهرعون في كل اتجاه.
بعد أكثر من نصف ساعة عالقا في الزحمة، فتحت الطريق نسبيا، ووجدتني أعبر طريق المطار القديم، الذي خفت عبوره. وصلت إلى المدرسة، هرعت إلى الداخل.
أمهات وآباء مذعورون، يأخذون أولادهم من المدرسة.
شاهدت زوجتي من بعيد، مع التلاميذ الصغار، كانت تطمئنهم وتعتني بهم، حتى يأتي ذووهم. غلبتني أعصابي مرة أخرى. حضنتني... قلت:
- نسيت "رسمة سنجاب" مروان في السيارة.

كامل صالح

جريدة السفير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews