إن نقد مرحلة ضرب الرومانسية وقتلها، من قبل بعض المثقفين العرب أصحاب الدماء الحامية، مناسب اليوم. فقد رفع هؤلاء شعار "الواقعية" للتعبير عما يمر به العرب من هزائم وانكسارات وحروب فاشلة، مرورا بخسارة فلسطين...، وفي الوقت نفسه كان هؤلاء لا يتركون مناسبة إلا ويجلدون فيها الرومانسية.
لكن بعد كل هذه السنوات، استيقظنا على خسارة إنسانيتنا، وعلى تشوه حاد في مشاعرنا، في الوقت الذي بدا فيه واضحا، أن الواقعية لم تنجح في أن تنقذنا من السقوط عميقا في الوحل.
أعتقد أن فكرة الانتصار ب"الواقعية"، بعيدا من لغة الحب، فشلت فشلا ذريعا، ومدويا.
لذا، يجوز أن نطرح التساؤل اليوم: هل تنقذنا الرومانسية من كل هذا الخراب الذي فينا والذي يحيط بنا؟
أعتقد ذلك، والله أعلم
- كامل صالح