بحث

8 أبريل 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : مستثمرون لـ«السفير»: لبنان لا يزال منطقة جذب استثماري

As-Safir Newspaper - كامل صالح : مستثمرون لـ«السفير»: لبنان لا يزال منطقة جذب استثماري
فسّر رجال أعمال لبنانيون وإعلاميون الحضور السعودي الحاشد في «الملتقى السعودي ـ اللبناني» في دورته السادسة، بـ«رسالة سعودية، تهدف الى طمأنة اللبنانيين، بعدما ساد التوتر والقلق العلاقات بين بعض الدول الخليجية ولبنان، في ظل الثورات والأحداث المتنقلة، واتهام مغتربين لبنانيين في جانب منها».
وإذا كانت لافتة اللغة الدبلوماسية والهادئة في كلمة وزير التجارة والصناعة السعودي عبد الله بن أحمد زينل علي رضا، في حفل افتتاح الملتقى أمس في فندق الفورسيزنز، فإن اللغة نفسها بدت لافتة أيضا في التصاريح الجانبية لرجال الأعمال السعوديين مع الإعلام، فعند سؤال «السفير» على هامش الملتقى، رئيس مجلس رجال الأعمال السعودي - اللبناني عبد المحسن الحكير، عن وضع اللبنانيين في الخليج، تجنب الرد مباشرة على السؤال، وقال: «هناك فرصة للبنان لأن يكون عاصمة العالم العربي سياحيا، وهو مهيأ لأن يكون في المقدمة في هذا المجال»، مشيرا إلى أن «الملتقى يشكل أهمية للجانبين السعودي واللبناني لتعزيز التواصل فيما بينهما، وبحث فرص الاستثمار في البلدين وتنميتها»، داعيا لبنان لأن «يعزز من دوره لاحتضان الاستثمارات العربية والسيّاح العرب، عبر التسويق لذلك مباشرة، ومن دون تأخير، لأنه يتمتع بكل المقومات».
وعند إعادة طرح السؤال، ابتسم وقال: «صحيح هناك بعض الأخطاء، لكن يبقى هذا ضمن العتب الخليجي، والعتب كما يقال ـ على قدر المحبة». وأضاف: «نيّال من له مرقد عنزة في لبنان».
ويقدر عدد اللبنانيين المقيمين في السعودية بين 150 و200 ألف لبناني، منهم 600 مستثمر لبناني في السعودية، مقابل حوالى 2500 مستثمر سعودي في لبنان، يقدر حجم استثماراتهم على مدى أكثر من 10 سنوات، بنحو 20 مليار دولار، موزعة بين القطاعات العقارية والمصرفية والسياحية. ويصف الحكير التبادل التجاري بين البلدين بـ«المزدهر»، ويبلغ اليوم نحو 4 مليارات دولار، فيما الميزان التجاري طوال السنوات العشر الأخيرة كان لصالح السعودية».
وفيما يبدي الحكير تفاؤله بمستقبل العلاقات السعودية اللبنانية، ويأمل بوجود أكثر من مؤتمر مشترك سنويا، ينتقد ضعف مشاركة رجال الأعمال اللبنانيين في اجتماعات المجلس، وهي كما قال، دائما لصالح لبنان»، طالبا منهم «أن ينتبهوا، وأن يهتموا أكثر بجذب الاستثمارات السعودية لصالح بلدهم».
ولا يبتعد حديث عضو المجلس ومدير تطوير الأعمال والشؤون الإدارية في شركة مواد الاعمار القابضة د. فيصل العقيل، عن أجواء كلام الحكير لـ«السفير»، مؤكدا أن «الملتقى فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر والحوار والبحث عن فرص الاستثمار وتفعيلها، مشددا على ضرورة وضع توصيات يمكن تنفيذها والوصول بها لنتائج ملموسة».
وبسؤاله عن التوتر في المنطقة، وخصوصا في بعض دول الخليج، تجنب الرد مباشرة، وقال: «لست سياسيا، إنما كمستثمرين في مواد البناء يهمنا الاستقرار، ويشجعنا ذلك على اتساع أعمالنا»، لافتا إلى أن «منطقة الخليج تنظر إلى لبنان كمنطقة جذب للاستثمار بعيد المدى، وفيه الكثير من المشاريع الواعدة، أملا التركيز على وضع دراسة جدوى استثمارية تلحظ التغيرات والوقائع المستجدة، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وعدم الاقتصار على «الجدوى الاقتصادية» التي، كما وصفها، «أصبحت لغة قديمة».
وافتتح الملتقى أعماله صباح أمس، بكلمة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري المكلف بتصريف الأعمال، بحضور نحو 400 مشارك سعودي ولبناني ضاقت به قاعة الفندق. وشارك في تنظيم الملتقى مجلس الغرف السعودية، واتحاد الغرف اللبنانية ومجموعة الاقتصاد والأعمال.
وحضر الافتتاح زينل، والوزراء: محمد الصفدي، ريا الحسن، عدنان القصار، كما شارك عدد من الوزراء السابقين والنواب الحاليين والسابقين، إضافة إلى رؤساء الهيئات الاقتصادية والتجمعات المهنية والقطاعية.
واستهل الحفل بكلمة للرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف ابو زكي أبرز فيها أهمية انعقاد الملتقى السعودي اللبناني في بيروت هذا العام، «فيما المنطقة تتعرض لرياح تغيير عاصفة، تهز أوضاعاً قائمة منذ عقود، وتمهد بالتالي لنشوء واقع جديد». وعليه، «يمكن اعتبار الملتقى، في الظروف الحالية عنواناً لحالات استقرار، ولمجتمعات عربية تتمتع بالقوة الذاتية والقدرة على العمل في مختلف الظروف».
وركز رئيس اتحاد الغرف اللبنانية الوزير عدنان القصار في كلمته على مساندة السعودية الاستراتيجية للبنان. وأضاف: «إن المنطقة العربية تمرّ حالياً في مرحلة مصيرية وفيما يتجه المزاج الاستثماري العام في بعض الدول إلى إعادة تقييم المخاطر تمهيداً لبناء القرارات الاستثمارية، فما لا شك فيه أن استثمار الفرص في المرحلة المقبلة يتطلب التحلي بإرادة قوية للإصلاح بمشاركة جميع فئات المجتمع، وفي طليعتهم القطاع الخاص والمؤسسات الراعية له المتمثلة بالغرف التجارية والصناعية واتحاداتها».
العلاقة مصيرية وثابتة
من جهته، قال رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل في كلمة مرتجلة «إن «وجود الوفد السعودي الكبير اليوم في لبنان، في مثل هذه الظروف التي تمر بها بعض الأمة العربية، وفي ظل الجمود الذي يمر به لبنان، رسالة قوية موجهة من قبل خادم الحرمين الشريفين إلى أن العلاقة بين البلدين مصيرية وثابتة، ولا تؤثر فيها الأحداث السياسية والأزمات العالمية والاقتصادية».
بدوره، رأى الوزير زينل أن «اجتماع رجال الأعمال من بلدينا يأتي في ظل ظروف عالمية وإقليمية بالغة التعقيد. لقد كانت السعودية في منأى عن هذه المحن، وقد أثبت شعبها تلاحمه مع قيادته بكافة أطيافه، ليثبت للعالم أجمع بأنها كانت ولا تزال صمام أمان في المنطقة».
وعن لبنان، رأى زينل أنه كان «دوما بوابة الشرق على الغرب، لذا وفي حين قد خطا العالم خطوات حثيثة نحو الاقتصاد المعرفي، فإنني أجدها فرصة سانحة عظيمة أن تتكاتف جهودنا لجعل مسيرة اقتصادينا نحو الاقتصاد المعرفي أسرع وتيرة وأكثر كفاءة».
وجرياً على عادتها في كل مؤتمر تعقده، كرمت مجموعة الاقتصاد والأعمال كوكبة من المكرمين ممن كانت لهم انجازات ومبادرات في تطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية بين السعودية ولبنان. وشملت لائحة المكرمين كلاً من: الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة بوصفها نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية. عبد الله باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي التجاري السعودي. المهندس معتز الصواف الرئيس التنفيذي لشركة مواد الإعمار القابضة cpc. فهد العذل رئيس المجموعة السعودية للاستثمار – فال. المهندس نعمة افرام الرئيس التنفيذي لمجموعة اندفكو الصناعية.
وتناول الملتقى عبر جلساته، مختلف أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين وفرص الاستثمار والأعمال التي يوفرها هذا التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة والعقار والخدمات المالية.
الصفدي يكرم نظيره السعودي
وأجرى أمس، الوزيران اللبناني والسعودي محمد الصفدي وعبد الله بن أحمد زينل علي الرضا، محادثات على هامش الملتقى، تناولت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. وأقام الصفدي على شرف ضيفه عشاءً شارك فيه أعضاء الوفد المرافق للوزير السعودي وعدد من رجال الأعمال اللبنانيين. كما بحث الصفدي مع سفير قبرص في لبنان هومر مافروماتيس، في سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بعد تشكيل الحكومة الذي أصبح مطلباً ملحاً لتحريك العجلة الاقتصادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews