بحث

6 أكتوبر 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : القطاع السياحي «يعيش كل يوم بيومه».. والعرب يتراجعون 27،5% في آب

الحكومة لم تبلور خطتها الإنقاذية برغم خسارة البلد 366 ألف سائح في 8 أشهر
القطاع السياحي «يعيش كل يوم بيومه».. والعرب يتراجعون 27،5% في آب

شارف الموسم السياحي على نهايته، ولم تتبلور لدى الحكومة خطة إنقاذية، على الرغم من إدراكها ما تكبده البلد من خسائر متراكمة منذ الشهر الأول من هذه السنة، لا سيما الخسائر الأكيدة في «سيّاح البر» والبالغة أكثر من 80 في المئة. كما تلحظ إحصاءات وزارة السياحة تراجعا مطردا للسيّاح العرب، والبالغ في آب 27،51 في المئة، وفي تموز 54،08 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، علما بأنه في الربع الأول، سُجّل تراجع في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 49 في المئة.
وفي المجموع العام للأشهر الثمانية الأولى، بلغ عدد الوافدين الاجمالي، مليونًا و126 ألفا و755 زائرا، فيما بلغ عن الفترة نفسها في العام الماضي، مليونا و492 ألفا و133 زائرا، أي بتراجع 365 ألفا و378 زائرا، ما نسبته 24،48 في المئة.
ولم يكن حال «الجوّ» بأحسن حال من «البر»، ويفيد المدير التجاري لشركة طيران الشرق الأوسط نزار خوري «السفير»، «أن حركة الركّاب عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ولفترة 8 أشهر الماضية، لم تسجل أي زيادة، وبقيت كما كانت في السنة الماضية»، حيث مع انتهاء شهر آب، بلغ عدد الركاب عبر المطار، ثلاثة ملايين و706 آلاف و296 راكبا، في مقابل ثلاثة ملايين و692 ألفا و92 راكبا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2010 (نسبة الارتفاع 0,38 في المئة).
ويعلق الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية جون بيروتي على غياب الخطة السياحية الإنقاذية، بالقول: «لا تعاون بين النقابات»، سائلا: «متى تقيّم وزارة السياحية والقطاع الخاص أعمالهما عبر مؤتمرات علمية، وصولا إلى خلاصات يمكن البناء عليها لتدارك الخلل ومعالجة القصور، كمدخل لتطوير القطاع؟»، مشيرا إلى أن الأحداث التي تشهدها سوريا، وتحول قدوم السيّاح جوا بدلا من البر، أحدثت خللا في خريطة توزع السيّاح، حيث شاهدنا تحول نسبة من السيّاح الأردنيين إلى العاصمة، بعدما كانوا يقصدون الجبل، متوقعا أن «يشهد القطاع في الشهور المتبقية من السنة، تراجعا مطردا، مما يعني عدم قدرة القطاعات السياحية الالتزام بأي قرار حول زيادة الأجور المطروح للتداول حاليا».
وإذ يأمل بيروتي أن يطور أصحاب المؤسسات السياحية البحرية من أنفسهم على مستوى السلامة العامة والصحة في الموسم المقبل، يشير إلى أن «النقابة ستعقد مؤتمرا صحافيا قريبا تقيم عبره الموسم، خصوصا خطة السلامة العامة التي أشرفت عليها وزارة السياحة بالتعاون مع الدفاع المدني البحري واطفائية بيروت، حيث تم تخريج عدد كاف من المنقذين السبّاحين، وعقدت العديد من دورات توعية لأصحاب المؤسسات».
في موازاة ذلك، يعيش القطاع الفندقي، الذي دخل في «شهر تشرين الأول التشاؤمي»، «كل يوم بيومه»، وفق بيروتي، مبديا قلق القطاع، «من بقاء لائحة الحجوزات خالية في الشهر المقبل، خصوصا بعدما ألغيت 80 في المئة من الحجوزات الأوروبية لفصل الخريف، بفعل التوترات التي تعيشها المنطقة».
وفي العموم، كان الموسم قصيرا أي حوالى 43 يوما، حيث بدأ في 17 حزيران وانتهى في أول آب (شهر رمضان)، ليعود وينتعش في عيد الفطر أسبوعا. أما شهرا أيلول وتشرين الأول، فيعدّان، كما يقول بيروتي، «موسم المصايف والفواكه»، أي يفضل اللبنانيون والسيّاح قضاء الإجازات في الجبل، للاستمتاع بالطقس.
 60% في بيروت وأقل من 30% خارج العاصمة
إذاً، وبعدما دخل البلد في «ركود سياحي» إلى عيد الأضحى، ثم عيدي الميلاد ورأس السنة، يوضح بيروتي لـ«السفير»، «أن المؤتمرات والندوات التي تشهدها البلد، والحركة السيّاحية السورية خصوصا خلال العطل القصيرة (الخميس والجمعة)، فضلا عن نشاط حركة السياحة الدينية، جعلت نسبة الإشغال الفندقي في العاصمة حاليا حوالى 60 في المئة، وخارج بيروت أقل من 30 في المئة، فيما يستمر التراجع الحاد في الجبل إلى ما دون 10 في المئة».
من جهته، يتوقع خوري، «في هذه المرحلة أن يزيد عدد ركاب «الميدل إيست» لهذه السنة عن السنة الماضية، بنسب قليلة جدا، خصوصا بعد الركود السياحي».
أما من ناحية الرحلات، فيوضح أنها «بقيت كما كانت سابقا، ولدينا القدرة على زيادتها إذا زاد الطلب على السفر من الآن حتى نهاية العام»، وعن تقييمه لحجوز موسم الصيف، يقول: «كان هنالك هبوط في الحجوز من دول الخليج العربي والشرق الأوسط». أما على صعيد وضع (الميدل إيست) في الفترة المقبلة، فيتوقع خوري «تراجعا لسنة 2012 في الأرباح، وقد نصل إلى حالة الخسارة، إذا ما استمر الوضع كما هو حاليا، خاصة في البلدان العربية».
ويأتي كلام خوري، بعدما توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) في تقرير نشر حديثا، تراجع أرباح شركات الطيران 29 في المئة في 2012 بفعل ضعف الاقتصاد العالمي، واستمرار ارتفاع أسعار وقود الطائرات.
«تذاكر السفر إلى عمان تماشي أسعار البر»
في المقابل، وردا على ما طُرح حكوميا ونقابيا، حول موضوع خفض أسعار التذاكر بهدف التعويض عن الخسائر التي تكبدها البلد على صعيد «سيّاح البر»، يقول خوري لـ«السفير»: «إن أسعار تذاكر السفر التي تعتمدها شركتنا إلى عمّان ومنها، هي أسعار مخفّضة، ومتدنّية، وتماشي أسعار السفر عن طريق البر، ولم تزد هذه الأسعار بالرغم من الزيادات المرتفعة التي طرأت على أسعار وقود الطائرات»، لافتا إلى أن «الضرائب الموضوعة على السفر جواً هي التي تزيد في أسعار تذاكر السفر. وقد شرحت شركتنا هذا الأمر للمسؤولين اللبنانيين وكان هنالك تفهّم من قبلهم».
وعن أبرز الجنسيات التي استخدمت الشركة الوطنية، يلحظ خوري أن «أبرزها هي من الجنسية اللبنانية الموجودين في بلدان الاغتراب الأفريقية أو الموجودين في أماكن عملهم في بلدان الخليج العربي، وأميركا الشمالية وأوروبا، يعودون لزيارة أهلهم في لبنان، وهناك بعض الجنسيات الخليجية».
إحصاءات آب: التراجع 20%.. والعرب إلى المرتبة الثانية
وتبلور التأثير السلبي للحالة السائدة في البلدان العربية، وخصوصا في سوريا، على الواقع الداخلي، عبر تراجع في عدد الوافدين العرب منذ بداية العام الحالي، حيث تراجعوا إلى المرتبة الثانية في آب، بعدما احتلوا المرتبة الأولى معظم الشهور السابقة.
ووفق القراءة الرقمية لمصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة، تواصل تراجع الوافدين العرب والأجانب بنسب متفاوتة، ليبلغ في شهر آب الماضي الذي تخلله شهر رمضان، 20،01 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بعدما بلغ التراجع في شهر تموز، أي في ذروة الموسم السياحي، 39،31 في المئة، وفي حزيران 23،05 في المئة، وأيار 29،05 في المئة، ونيسان 20،39 في المئة، وآذار 14،34 في المئة، وشباط 16،88 في المئة، وكانون الثاني 7،63 في المئة.
وبلغ عدد الوافدين إلى لبنان في آب: 132 ألفا و888 زائرا، فيما بلغ في آب من العام الماضي 166 ألفا و132 زائرا، كما تراجع عدد الوافدين من الدول العربية في آب إلى 42،896 زائرا، بعدما بلغ 59،182 زائرا في الفترة نفسها من العام الماضي.
وحل الوافدون من الدول الأوروبية في المرتبة الأولى في آب، وعددهم 44 ألفا و944 زائرا، أي بنسبة 34 في المئة من مجمل الزوار، وجاء أولا: الفرنسيون 14 ألفا و111 زائرا. ثانيا: الألمان 6 آلاف و739 زائرا. ثالثا: البريطانيون 4 آلاف و547 زائرا.
وجاء الوافدون العرب في المرتبة الثانية، وعددهم 42 ألفا و896 زائرا، أي بنسبة 32 في المئة من مجمل الزوار، وهم: أولا: العراقيون 12 ألفا و102 زائر، (28 في المئة من مجمل الزوار العرب). ثانيا: الأردنيون 9 آلاف و994 زائرا. ثالثا: السعوديون 8 آلاف و229 زائرا. رابعا: المصريون 3 آلاف و896 زائرا. خامسا: الكويتيون 3 آلاف و684 زائرا.
وحل الوافدون من القارة الأميركية في المرتبة الثالثة، وبلغ عددهم 21 ألفا و744 زائرا، بنسبة 17 في المئة من مجمل الزوار، موزعين كما يلي: أولا: الولايات المتحدة 11 ألفا و19 زائرا. ثانيا: الكنديون 7 آلاف و588 زائرا. ثالثا: البرازيليون ألفاً و111 زائرا.
واحتل المرتبة الرابعة، الوافدون من قارة آسيا، وبلغ عددهم 12 ألفا و815 زائرا، منهم 3 آلاف و850 زائرا إيرانيا.
واستنادا إلى تقرير صادر عن «أرنست أند يونغ» حول أداء الفنادق في منطقة الشرق الأوسط، انخفض معدل إشغال الفنادق في العاصمة بنسبة 18 في المئة على صعيد سنوي إلى 52 في المئة خلال فترة الثمانية أشهر الأولى، لتحظى بذلك على سابع أعلى معدل إشغال فنادق بين عواصم المنطقة العربية التي شملها التقرير. وتراجع متوسط تعرفة الغرفة والإيرادات المحققة عن كل غرفة متوافرة بنسبة 16،8 في المئة و37،2 في المئة سنويا إلى 217 دولارا و115 دولارا بالتتالي.
كامل صالح - السفير - 6 تشرين الأول 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews