بحث

23 مارس 2016

لا أجد عتمةً كافية لأنام



كامل فرحان صالح * 23-03-2016 01:47 AM


عتمة

يجوز أن أموتَ الآن

أن يصمتَ قلبي
قبل أن ألقيَ البلاد على ابتسامةٍ أخيرة
يجوز أن تسقطَ الأشجار على يدي
أن تقفَ عصفورةٌ يتيمةٌ على روحي
تحلّق نحو السماء السابعة
يجوز أن يرتطمَ وجعي بالجرس دون صوت
أن أعلّقَ صلاتي على سجادة الزمان
وأمشي بلا إيمان
يجوز أنني مت ولم أنتبه
ففي هذه العتمة
الكثير من الجثث
الكثير من لحمي ودمي.

جواب محتمَل

كأن لا أقدر على شيء
سوى على النعاس
أتعطّر بأسئلة النهار
وأمضي إلى النوم كجوابٍ محتمل.

لا أجد عتمةً كافية لأنام
أسقط كنيزكٍ أسود
يرتفع الماء بين جبلين
في منتصف الصلاة
يعشوشب سرير السؤال

يا الله
هذا الفضاء مرآة
وهذا النهر مكنسة الساحرة
فكيف لهذه الغيمة أن تصلّي على الماء؟

يا الله
لماذا كلما غرقت في تعبي
أجدك تبتسم؟


في آخر النهار

في آخر النهار
يضبضبون ظلالَهم
يطوونها بعناية
لتستلقيَ على رفّ النسيان
في آخر النهار
يغسلون تعبَهم بالماء والصابون
يعلّقونه على حبل الغسيل
ليرتدوه في يومٍ جديد
في آخر النهار
لا يشربون القهوة كي يناموا من دون أحلام
وككلّ يوم
تحوم الظلال فوق وسائدهم
وتحت الشراشف يستيقظ تعبٌ مقهور
ودون أن ينتبهوا
يحلمون
ويحلمون حتى الصباح.


صلاة

يسرقون قلبي في كلمة عابرة
يضعون فوق الباب كفّ عشتروت
مخافة العين الزرقاء
قبل صلاة الفجر
يدورون
ويدورون حول بيتي كمؤمنين ودودين
يقطفون عمري بأصابع من حبق
وعلى تراب الحديقة
يرشّون ما تبقى من سعالي
لا أذكر الكلمة
لم أحصِ ضحايا العين
تركت جسدي هناك
ولحقت قلبي حتى ارتفعت
وارتفعت
وارتفعت.


ملح

أرحلُ
أعبر الرجاء والصلاة والنسيان
وأرحل
أصيرُ ثقيلاً كلعنةٍ تتراكم
لا أقدر على الشغف
لا أقدر على الوصول
تتقاسمني الجهات
فأقع كآخر الصالحين
الخلف ملح
والأمام ملح
وتحتي ملح
وفي السماء
عينان من شتاء.

  • نشرت في جريدة السفير بتاريخ 2016-03-23 على الصفحة رقم 14 – ثقافة

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews