بحث

9 نوفمبر 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : «الأضحى»: 73 ألف وافد جواً.. والإشغال الفندقي 100% في بيروت


المغتربون ينعشون المناطق والسوريون يتصدّرون الحركة السياحية خارج العاصمة
بدا لافتاً هذه السنة أن «اللبناني» المقيم والمغترب، المحرك الأساس للقطاعات السياحية الداخلية كافة، من فنادق ومطاعم وملاه وتأجير السيارات السياحية وزيارة الأماكن الأثرية وغيرها، خصوصاً مع ما تشهده المنطقة من أوضاع أمنية غير مستقرة، أدت إلى هبوط حاد في حركة السياحة البرية من جهة، وتحول معظم السيّاح الأجانب إلى بلدان أخرى أكثر أمناً واستقراراً، من دون نيسان الحذر الخليجي الذي اتسعت دائرته، مواكبا لسؤال: «في عدوان تموز 2006 تمكنّا من الهرب من لبنان عبر سوريا، أما اليوم، فمن أين نهرب؟».
على الرغم من ذلك، تضافرت العديد من العوامل لإنعاش السياحة في عيد الأضحى، منها طبيعة اللبناني نفسه الذي يحب الاستمتاع بإجازته إلى أقصى الحدود، والاستقرار الأمني على الرغم من التشنج السياسي التقليدي، الذي اعتاد عليه السياح خصوصا العرب، وعامل جديد آخر، هو الحملة الشعبية والسياسية للتصويت لمغارة جعيتا لتكون ضمن عجائب الدنيا الجديدة. وفي هذا السياق، رأى أمين عام اتحادات النقابات السياحية جون بيروتي «أن الدعاية الكبيرة للتصويت لجعيتا، شكلت حافزا مهما لقدوم السيّاح إلى لبنان»، معتبرا أن «حيازة جعيتا على اللقب، من الممكن أن يوفر على لبنان في مجال التسويق السياحي، مليارات الدولارات، ولمدة طويلة من الزمن»، مشدداً على أهمية تكثيف التصويت للمغارة، لتدخل ضمن العجائب العالمية الجديدة.
تراجع الخليجيين 50% والأردنيين 60%
وإذ أشار بيروتي، إلى أن الحركة السياحية ستتراجع تدريجا بدءا من اليوم، قال لـ«السفير»: «المشكلة الأكبر أن حركة القطاع من الآن إلى أول شهر آذار المقبل، مجهولة الهوية»، مشيرا إلى أن الإحصاءات النقابية عن الشهور العشرة من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، تلحظ أن نسبة تراجع السيّاح الخليجيين تراوحت بين 50 و60 في المئة، والسيّاح الأردنيين أكثر من 60 في المئة.
وبلغ متوسط الإشغال الفندقي والشقق المفروشة في بيروت ومحيطها في فترة عيد الأضحى، 100 في المئة، وفق بيروتي، مشيرا إلى أن نوع السياحة في هذه الوقت، هو ترفيهي، لذا كان مقصد السيّاح المدينة لا الجبل، وبرغم ذلك، ونتيجة الإشغال الكامل لغرف العاصمة ومحيطها، ارتفع الإشغال في فنادق الجبل في الأيام الأربعة الماضية، إلى 50 و70 في المئة.
الإقبال على مدن الملاهي 120%
وطالت «بركة العيد» مناطق الشمال والبقاع والجنوب، عبر الكثافة في حركة قدوم المغتربين اللبنانيين، ففي الجنوب، وفق رئيس نقابة أصحاب المؤسسات السياحية والمطاعم والملاهي في الجنوب نائب رئيس الاتحاد اللبناني للسياحة علي طباجة، بلغ متوسط الإشغال الفندقي في العيد، 70 في المئة، وحركة المطاعم لامست الـ 90 في المئة، أما مدن ملاهي الأطفال فتخطت الـ 120 في المئة.
ورأى طباجة وبيروتي أن انتعاش الحركة في عيدي الفطر والأضحى، لم يعوض الخسائر التي تكبدتها القطاعات السياحية في موسم الصيف، والتي تراوحت بين 35 و40 في المئة مقارنة بصيف العام الماضي، كما أن مداخيل القطاع الفندقي في الشهور العشرة الأولى، تراجعت حوالى 37 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
وفيما بدا بيروتي حذرا في توقعاته لعيدي الميلاد ورأس السنة، شدد طباجة على أهمية عامل الاستقرار السياسي والأمني داخليا، والذي يعد الأساس في السياحة، «علّ بإمكان القطاع أن يعوض ولو جزءا يسيرا من خسائره».
خريطة حركة السيّاح في العيد
مقابل التراجع المستمر في إقبال السائح الخليجي، توزعت خريطة حركة السيّاح في العيد، على النحو التالي: في العاصمة: الأردنيون والعراقيون حوالى 80 في المئة، والسوريون 20 في المئة، وخارج العاصمة العكس تماما: السوريون 80 في المئة، والعراقيون والأردنيون 20 في المئة. أما في المناطق فسجل نشاط المغترب اللبناني حوالى 90 إلى 95 في المئة من الحركة السياحية.
وبلغ متوسط إقامة السائح الأردني والسوري في العيد، خمسة أيام، والعراقي سبعة أيام، أما الخليجي واللبناني المغترب فحوالى 15 يوما. ولم يلحظ في فترة العيد، حضور للسائح الإيراني، والسبب بحسب بيروتي، ارتفاع أسعار الغرف، واقتصار إجازة العيد عند الإيرانيين على يوم واحد.
أما على صعيد حركة السائح الأجنبي، فلوحظ تسجيل إلغاءات كبيرة في حجوزات المجموعات، لتقتصر الحركة على بعض الأفراد، والسبب، وفق بيروتي، «ربط السائح الأجنبي السوق اللبناني والسوري سياحياً، ونتيجة للوضع السوري، والتخوف من الواقع السياسي اللبناني، فقدنا شريحة واسعة من السيّاح الأوروبيين».
تأجير السيارات: 100% لأسبوع
في المقابل، بلغت الحركة في قطاع تأجير السيارات 100 في المئة لأسبوع، وبدا لافتا أيضا، أن للمغترب اللبناني فيها الحصة الأكبر، حيث حاز حوالى 80 في المئة من نسبة الطلب على تأجير السيارات السياحية الصغيرة والمتوسطة، فيما لوحظ أن الطلب على السيارات الكبيرة والحديثة سجل تراجعا حادا «للضعف في إقبال السائح الخليجي».
من جهة أخرى، شهدت حركة الركاب في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، انتعاشا ملحوظا منذ بداية شهر تشرين الثاني الحالي، حيث بلغ العدد الإجمالي للوافدين إلى لبنان جوا في سبعة أيام حوالى 73174 راكبا، مدعوما بسفر الحجاج إلى السعودية وعيد الأضحى المبارك. وأفادت «إحصاءات مصلحة الأبحاث والدراسات في المديرية العامة للطيران المدني»، أن عدد الوافدين في يوم الجمعة الماضي بلغ 13103 ركاب، ويوم الخميس، ارتفع إلى 13247 راكبا، من 10585 راكبا في يوم الأربعاء، بعدما بلغ العدد في اليوم الأول من تشرين الثاني الجاري، 8362 راكبا، وبدءا من يوم السبت بدأ التراجع في عدد الوافدين ليسجل 10877 راكبا، والأحد حوالى 8700 راكب، وأول أمس الاثنين 8300 راكب. أما حركة المغادرة فتراوحت بين 8709 ركاب كحد أقصى في يوم الجمعة، و6221 راكبا كحد أدنى في يوم الأحد الماضي.
ولوحظ أن غالبية الوافدين جوا، هم لبنانيون مقيمون في دول الخليج، فيما تنوعت الجنسيات الأخرى في معظمها، ما بين السعوديين والأردنيين والعراقيين والكويتيين والإماراتيين والقطريين والبحرينيين والسوريين والمصريين.
كامل صالح- السفير 8 تشرين الثاني 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews