على الرغم من التحسن الطفيف الذي شهده القطاع السياحي في عيد الفطر، تبلور التأثير السلبي الحاد للحالة السائدة في البلدان العربية وخصوصا في سوريا، على الواقع الداخلي، عبر تراجع في عدد الوافدين العرب الذين يشكلون العمود الفقري للسياحة، منذ بداية العام الحالي.
ووفق القراءة الرقمية لمصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة، تواصل تراجع الوافدين العرب والأجانب بنسب متفاوتة ليبلغ في شهر تموز الماضي، أي في ذروة الموسم السياحي، 39،31 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بعدما بلغ التراجع في حزيران 23،05 في المئة، وأيار 29،05 في المئة، ونيسان 20،39 في المئة، وآذار 14،34 في المئة، وشباط 16،88 في المئة، وكانون الثاني 7،63 في المئة.
في الإجمال، بلغ تراجع عدد الوافدين إلى لبنان في شهر تموز الماضي، 39،31 في المئة، إذ بلغ 219 ألفا و653 زائرا، فيما بلغ 361 ألفا و934 زائرا عن الفترة نفسها في العام الماضي. ويلحظ التراجع في عدد الوافدين من الدول العربية الذي بلغت نسبته 54،08 في المئة، حيث بلغ في تموز 80 ألفا و631 زائرا، فيما بلغ 175 ألفا و610 زائرين في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي المجموع العام للأشهر السبعة الأولى، بلغ العدد 993 ألفا و867 زائرا، فيما بلغ عن الفترة نفسها في العام الماضي، مليونا و326 ألفا وزائرا واحدا، أي بتراجع 25،04 في المئة، علما أنه في الربع الأول سجّل تراجع في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 49 في المئة.
العراقيون أولاً.. والكويتيون رابعاً
حلّ الوافدون العرب في المرتبة الأولى في تموز، وعددهم 80 ألفا و631 زائرا، أي بنسبة 37 في المئة من مجمل الزوار، وهم: أولا: العراقيون 19 ألفا و172 زائرا، (24 في المئة من مجمل الزوار العرب). ثانيا: السعوديون 18 ألفا و992 زائرا. ثالثا: الأردنيون 14 ألفا و487 زائرا. رابعا: الكويتيون 9 آلاف و659 زائرا. خامسا: المصريون 6 آلاف و251 زائرا.
أما الوافدون من الدول الأوروبية فحلوا في المرتبة الثانية، وعددهم 69 ألفا و804 زائرين، أي بنسبة 32 في المئة من مجمل الزوار، وجاء أولا: الفرنسيون 20 ألفا و995 زائرا. ثانيا: الألمان 12 ألفا و194 زائرا. ثالثا: البريطانيون 7 آلاف و299 زائرا.
وحل الوافدون من القارة الأميركية في المرتبة الثالثة، وبلغ عددهم 32 ألفا و33 زائرا، موزعين كما يلي: أولا: الولايات المتحدة 15 ألفا و397 زائرا. ثانيا: الكنديون 11 ألفا و511 زائرا. ثالثا: البرازيلون ألفان و280 زائرا.
واحتل المرتبة الرابعة الوافدون من قارة آسيا، وبلغ عددهم 24 ألفا و 110 زائرين، منهم 11 ألفا و284 زائرا إيرانيا.
وفي النصف الأول من العام الحالي، انخفض عدد السياح القادمين إلى لبنان بنسبة 19،7 في المئة، ليبلغ عددهم حوالى 774 ألفا و214 سائحا، مقارنة مع 964 ألفا و67 سائحا خلال الفترة نفسها مع العام الماضي.
في المقابل، ووفق البيانات الصادرة عن مطار رفيق الحريري الدولي، بلغ عدد المسافرين مليونين و400 ألف و872 مسافرا في النصف الأول، بتراجع 0،4 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي سياق متصل، أظهر احصاء شركة «غلوبل أس تي أر» أن معدلات الإشغال في الفنادق في النصف الأول، بلغت 64،50 في المئة، أي بتراجع 3،1 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، التي بلغت 67،60 في المئة. كما انخفضت إيرادات الغرفة الواحدة بالنسبة للغرف المتاحة بنسبة 15،1 في المئة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، لتبلغ 136 دولارا.
عبود: نأمل استمرار الانتعاش بعد العيد
أمام هذا الواقع، تعمل وزارة السياحة حاليا «من أجل إيجاد أسواق جديدة للسياحة في لبنان عبر حملة ترويجية تقوم بها، وعبر تنويع سياحتها واستدامتها». وقوّم أمس، وزير السياحة فادي عبود، الحركة السياحية خلال عيد الفطر، موضحا أنه «برغم معاناة القطاع السياحي في لبنان نتيجة الاضطرابات العربية في بعض الدول، وتأثير ذلك على حركة السياحة البرية، شهد عيد الفطر انتعاشا سياحيا تمثل في زيادة واضحة في عدد الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي، من 10 إلى 13 ألف وافد يوميا، بعدما كانت الأعداد في النصف الثاني من آب الماضي تتراوح بين 6 آلاف و8 آلاف، مع زيادة في نسبة التشغيل الفندقي في بيروت بين 80 و90 في المئة، و30 إلى 50 في المئة في كل المناطق».
وتمنى «أن يستمر هذا الانتعاش السياحي في لبنان بعد انتهاء عيد الفطر في ضوء استمرار تحسن الأوضاع الأمنية، لأننا نعتبر هذا البلد الأكثر أمنا بين الدول المجاورة، وهناك مناخ معتدل في بيروت، وتكاثر في المهرجانات التي لا تخلو مدينة أو قرية لبنانية منها، مما يؤدي إلى إمكان تطوير الحركة السياحية، وتعويض ما خسرناه خلال الأشهر الماضية».
وخلص عبود للقول: «على الرغم من المصاعب التي واجهتها السياحة في لبنان، ما زلنا نأمل أن تبقى العنصر الفعّال في الدخل القومي، والقطاع الذي يحرك بقية القطاعات».
كامل صالح - جريدة السفير 6 أيلول 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم