بحث

25 أغسطس 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : العيد سياحياً: العاصمة حجوزات تلامس الـ100%.. والجبل يتجرع كأس «الوضع السوري»

حركة الوصول عبر المطار ترتفع 17% في الأسبوع الأخير من رمضان
العيد سياحياً: العاصمة حجوزات تلامس الـ100%.. والجبل يتجرع كأس «الوضع السوري»

ارتفعت عشية عيد الفطر، الذي يصادف وقوعه أواخر آب، المؤشرات السياحية الايجابية، خصوصاً في العاصمة بيروت، وتجلّى ذلك عبر زيادة في حركة القادمين جوّاً، وارتفاع حجوزات الفنادق ومكاتب السفر وتأجير السيارات، مقارنة بالتراجع الذي سجل طوال الأسابيع الثلاثة الماضية.
فندقيا، أظهرت جولة «السفير» على عدد من الفنادق في بيروت والجبل، وجود هوة شاسعة في نسبة الحجوزات لعيد الفطر بين الجانبين، إذ فيما تلامس نسبة 95 في المئة في العاصمة، تهبط إلى أقل من 15 في المئة في عالية وبحمدون، نتيجة التراجع الحاد والمطرد في عدد «سيّاح البر» مع تفاقم الوضع السوري.
وتقدر مديرة فندق في عالية (رفضت ذكر اسمها) لـ«السفير»، تراجع نسبة الاشغال الفندقي والشقق المفروشة في عالية وبحمدون، بأكثر من 80 في المئة منذ كانون الثاني إلى آب، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من تقديم عروضات خاصة وأسعار تشجيعية، حيث عرضت الشقة المفروشة بستين دولاراً لليلة، بعدما كانت تؤجر بـ 250 دولارا في السنوات السابقة، معتبرة أن «موسم الصيف الحالي الأسوأ منذ العام 1999».
وبعدما تتوقع أن تشهد الحركة تحسناً طفيفاً في الأسبوع الأول من أيلول، تلفت إلى أن معظم الحجوزات للعيد هي لعرب ولا وجود لحجوزات من أجانب. كما تلحظ أن معظم الحجوزات لأفراد وليست عائلية، والسبب كما تنقل عن بعض السيّاح قولهم: «إذا نشبت الحرب من أين سنهرب؟»، فضلا عن ذلك، تشير إلى أن الحركة السيّاحية في الجبل كانت تشهد اقبالا كثيفا لمجموعات سيّاحية عراقية عبر البر، لكن مع ارتفاع وتيرة الأزمة في سوريا، وارتفاع أسعار تذاكر السفر جوا، أحجموا عن المجيء.
أما في بيروت، فالمشهد يبدو أقل قتامة، اذ بعدما هبطت نسبة الإشغال الفندقي في رمضان إلى ما دون 50 في المئة وتراجع سعر الغرفة حوالى 30 في المئة، يفيد مسؤولون عن الحجوزات في عدد من الفنادق (5 و4 نجوم) «السفير»، أن نسبة الحجوزات لعيد الفطر (3 أيام) تتراوح بين 90 و100 في المئة بأسعار فترة الذروة في الموسم. وتتوزع بين جنسيات مختلفة.
ولم يعد خافيا، أن القطاع السياحي شهد ولا يزال يشهد، «ضربات مؤلمة» متتالية منذ بدايات هذا العام، ليبلغ وفق احصاءات نقابية، متوسط حركة تراجع الأعمال في مجمل القطاعات السياحية حوالى 35 في المئة في الشهور الثمانية، مقارنة مع الفترة نفسها في العام الماضي، حيث لا يزال الوضع السوري المتأزم يلقي بثقله على حركة «سيّاح البر» في لبنان عامة، والبقاع والجبل خصوصا.
ولم يكن التصريح الذي أدلى به أخيرا نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر في الأردن أمجد مسلماني حول غياب لبنان عن صدارة اختيارات الأردنيين لقضاء عطلة عيد الفطر، ليحلّ محله مدينة شرم الشيخ المصرية وتركيا، إلا مؤشرا صارخا حول فشل لبنان من وضع خطة إنقاذية للسياحة، أبرزها خفض أسعار تذاكر السفر. فبعدما كان يدخل لبنان حوالى 30 ألف سائح من الأردن عبر سوريا شهرياً، خصوصا في موسم الصيف، هبط هذا الرقم إلى أكثر من النصف، مع ارتفاع حدة الأوضاع في سوريا، والأمر نفسه مع «سيّاح البر» من الدول العربية والخليجية الأخرى، والذي قدّر عددهم بحوالى 80 ألف سائح في موسم الصيف الماضي.
تغير إيجابي في حركة الوصول والمغادرة
على الرغم من ذلك، عادت حركة وصول الركاب عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى الارتفاع، مما يؤشر الى تحسن في الحركة السياحية في العيد، مع توقعات أن يمتد ذلك إلى آخر أيلول، في حال بقي الوضع الأمني هادئا.
ومقارنة مع اليوم الأول من رمضان، ارتفعت حركة الوافدين عبر المطار في الأسبوع الأخير من رمضان، حوالى 1300 راكب يومياً (17،11 في المئة)، وتراجعت حركة المغادرين حوالى 2600 راكب يوميا (21،8 في المئة)، حيث سجلت إحصاءات مصلحة الأبحاث والدراسات في المديرية العامة للطيران المدني في الأول من آب: وصول 7537 راكبا ومغادرة 11882 راكبا، أما في 23 آب فسجلت: الوصول 8827 راكبا، والمغادرة 9272 راكبا، أي ان نسبة المغادرين بدأت تقترب من نسبة الوافدين، بعدما ضاهتها في الأسبوع الأول من الشهر.
 لكن، وعلى الرغم من هذا التحسن، فان الحركة تبقى دون المستوى الذي بلغته في شهر تموز الماضي، حيث بلغ متوسط الوافدين يومياً حوالى 14 ألف راكب، فيما المغادرون 8 آلاف راكب.
حجوزات كاملة.. وزيادة في عدد الرحلات
في موازاة ذلك، يكشف نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لـ«السفير» عن حجوزات كاملة في الطائرات القادمة من دول الخليج وبعض الدول الأوروبية تمتد من اليوم الأخير من هذا الشهر إلى الأسبوع الأول من أيلول، كما ونتيجة ارتفاع الطلب، عمدت شركة طيران الشرق الأوسط الـ«ميدل إيست» وبعض شركات الطيران العربية والأجنبية إلى زيادة عدد رحلاتها إلى لبنان، موضحا أن هناك مثلا، 20 طائرة من فرنسا أسبوعيا، ومثلها من دبي.
وتستخدم 56 شركة طيران عالمية المطار، بالإضافة إلى شركات عارضة «تشارتر» تنظم رحلات سياحية إلى لبنان. ويعلق عبود علــــى «التجـــاذبات السياسية في لبنان» بالقول: يبدو أنها لم تعد تؤثر في الحركة الجوية، وخصوصا من جانب اللبنانيين المنتشرين في العالم. لكن، وعلى الرغم من هذه المؤشرات الايجابية، يشير عبود إلى أن القطاع لا يزال يسعى إلى تقليص التراجع الذي حدث في الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام، والبالغ حوالى 17 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، حيث بدأ يتقلص بدءا من شهر تموز ووصولا إلى عيد الفطر إلى 8 في المئة، آملا أن يستمر هذا التحسن وصولا إلى النسبة التي بلغها القطاع في العام الماضي، حيث سجل مجيء حوالى مليون و400 ألف راكب.
وكالات تأجير السيارات إلى 95% في أيلول
ولا يبتعد قطاع مكاتب تأجير السيارات عن المؤشرات الايجابية التي تشهدها مكاتب السفر والسياحة، حيث يؤكد رئيس نقابة أصحاب وكالات تأجير السيارات السياحية الخصوصية في لبنان محمد دقدوق لـ«السفير» أن نسبة الحجوزات في العيد تبلغ حوالى 95 في المئة، وهي تمتد من 5 إلى 7 أيام، موضحا أن الحجوزات في معظمها هي لمغتربين لبنانيين، ونسبة قليلة من جنسيات عربية، أما نسبة الأوربيين فهي غير ملحوظة، على الرغم من أن حركتهم عادةً تشهد تحسنا في شهر أيلول.
وفيــــما يتوقع أن تستمر الحجوزات المرتفعة طوال الشهر المقبل، يلحظ دقـــدوق أن نسبة حركة تأجير السيارات في رمضان كانت هي نفسها في رمضان العام الماضي، حيث تراوحت بين 50 و65 في المئــــة، كما بلغت النسبة نفسها في تموز، حيث كانت في حدود 95 في المئة.
وبرغم مسحة التفاؤل التي شهدها قطاع تأجير السيارات في الشهرين الأخيرين، خصوصا مع تشكيل الحكومة، إلا أن دقدوق يتوقع أن تقفل 40 شركة أبوابها إذا لم يتمكن أصحابها من تعويض الخسائر التي تكبدوها في النصف الأول من السنة، حيث لم ترتفع نسبة التشغيل عن 20 في المئة، وهي في معظمها للبنانيين.
ويضم القطاع 14830 سيارة لـ 260 شركة تأجير، وفق احصاءات رسمية صدرت في شباط الماضي، وبعدما كان يجدد الأسطول عبر شراء خمسة آلاف سيارة قبل موسم الصيف، اقتصرت حركة الشراء هذه السنة على 500 سيارة. ويتراوح تأجير حوالى 70 في المئة من السيارات بين 30 و60 دولارا يوميا، أمــا النــسبة البــاقية فتبدأ بمئة دولار وما فوق.
كامل صالح - جريدة السفير 25 آب 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews