لجأت الى «النصوص» لتواصل مشروعها الحالم
لجأت القاصة هناء حجازي في كتابها الصادر حديثا «هل رأيتني كنت أمشي في الشارع» لوضع عبارة «نصوص» على الغلاف وهذا ما جنب الكتاب الانتماء الى فن أدبي محدد: القصة او الشعر بحيث قدمت لنفسها مساحة حرة من الكتابة هدفها الوحيد التعبير عن الذات في أي شكل أدبي دون التقيد بالاطارات المعروفة سلفا.هناء اذا صح القول وضعت هواجسها، احلامها، خوفها، قلقها، يومياتها، مواقفها، طفولتها، صباها.. في لغة تسعى لتكون صادقة وواقعية وصارخة فألمها في مفارقاتها.
لجأت القاصة هناء حجازي في كتابها الصادر حديثا «هل رأيتني كنت أمشي في الشارع» لوضع عبارة «نصوص» على الغلاف وهذا ما جنب الكتاب الانتماء الى فن أدبي محدد: القصة او الشعر بحيث قدمت لنفسها مساحة حرة من الكتابة هدفها الوحيد التعبير عن الذات في أي شكل أدبي دون التقيد بالاطارات المعروفة سلفا.هناء اذا صح القول وضعت هواجسها، احلامها، خوفها، قلقها، يومياتها، مواقفها، طفولتها، صباها.. في لغة تسعى لتكون صادقة وواقعية وصارخة فألمها في مفارقاتها.
الكتاب الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي وقع في 125 صفحة وضم 38 نصا طغى عليه البوح الداخلي واسلوب المونولوج بصيغ تنوعت بين التعابير الشعرية والسردية كتبت بين عامي 1991م و عام 2005م رغم سيطرة واضحة للنصوص المكتوبة عام 2003م.يلاحظ في النصوص الجرأة في كسر دوائر الروح فتطلق هناء حبرها ليرحل اينما شاء ضمن حدود عالمها الخاص كأمرأة خليجية تتململ من كثير من العادات الاجتماعية والدلالات المتوارثة تقول في مستهل الكتاب: «كسرت قلمي فانتشرت رائحة نفاذة لم تعجبهم خبأتها تحت وسادتي ونمت» فهي لا يهمها العناوين العريضة والصارخة وهي لا تريد شن المعارك والازالة بقدر سعيها لتصحيح النظرة وفق الحياة المعاصرة والبناء الايجابي على تراكمات شابها الكثير من السلبيات وفي نص «قرارات عادية» تقول: كنت أحب كتابة الشعر، كان يهيأ لي اني شاعرة لكنه اقنعني بغير ذلك رضيت من الغنيمة بكتابة القصة لا اعلم ان كان ضحك علي لكني أحب الكتابة.. كتبت.هذا ما باحت به هناء عام 1995م عن نفسها وعن بداياتها فهي في النهاية تريد ان تكتب الشعر او القصة لا يهم وتواصل لتعلن المفارقة امام هذا كله: «حين قررت ان ادرس الطب لم اكن احب ان ارى الدم او اشفي الناس كان همي الوحيد أن اختلط بالرجال وامشي في ردهات المستشسفى بدون رداء أسود.. الان كثر اللون الاسود بين الطبيبات واصبح معظمهن يمشين بقناع أسود.. وينظرن الي باشمئزاز»..هكذا تستعيد هناء اهم محطة في حياتها حيث اصبحت طبيبة في الواقع فالمسألة تتخطى أهمية الطموح العلمي الذي يمكن ملامسته في اي مكان بالعالم الى طموح من نوع آخر حلم يؤرقها وهي الانتقال من «الاسود» الى «الابيض» في الاشارة الى تغيير لون الثوب وهي الرغبة بتأكيد ثنائية الحياة الرجل والمرأة فالحياة بالنسبة لهناء كانت تتجسد في ردهات المستشفيات فقط ولكن ها هي تعود لتتماهى مع حياة المجتمع المحيط بها وهو الاقوى والغالب.
بالانتقال الى اجواء اخرى في الكتاب يمكن رصد الكثير من الصور المكثفة واللغة الغارقة في رمزيتها وهناء قدرت في اكثر من موضع في نصوصها ان تقدم نفسها كشاعرة حديثة تعي تماما المشهدية الشعرية في لحظات انفلاجها على البياض تقول في نص «عزاء حلم ميت»..
«اقمت مجلسا للعزاء داخل قلبيفيه كرسي واحدالمدعوون أنا»
وتواصل في النص نفسه:
«قال لي الرحلة طويلة
في نصف الطريق توقف
تركني بدون يد»
وتواصل:«أنسى متى ولدت «بالهجري أم الميلادي» الايام جميلة لكني ولدت فيها:
وتخلص قائلة:
وتخلص قائلة:
«حين أموت.. او صيت ان يدفنوا حلمي في مكان آخر»
واذا اراد القارئ ان يربط الكتاب بعنوان النص الذي يحمله يعي تماما المربعات التي تقف عليها هناء حجازي ويعي تماما مثابرتها في مواصلة الحفر ونثر الاحلام فالنص يأتي ضمن سياقات مشروع هناء الحالم، انما المفارقة اذا تمت قراءته خارج مسار واقعه فهو لا يقول شيئا ولا يدهش احدا لكنه ضمن بيئته يشكل صدمة ويرسم الدهشة المتقاطعة مع الالم.
هناء تختم النص بهذه الجملة التي تختصر الحكاية والمدخل لطرح النقاشات ومفاصل الحياة التي تعيشها المرأة تقول «اعتقد انني سأموت قبل ان يرى شارعنا شعري الخفيف وهو يتطاير في الهواء».
( الأربعاء 07/04/1428هـ ) 25/ أبريل/2007 العدد : 2138
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم