بحث

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات. إظهار كافة الرسائل

30 يناير 2023

  بحث أكاديمي في ديواني أبجدية التجاعيد للباحثة د. هدى عيد

بحث جديد في ديواني أبجدية التجاعيد للباحثة د. هدى عيد، منشور في مجلة الجنان . كل التقدير للدكتورة هدى، ولهذه القراءة المنهجية الموضوعية.

#أبجدية_التجاعيد #هدى_عيد

#كامل_صالح

#كامل_فرحان_صالح #kamel_farhan_saleh

الكاتبة هدى عيد
بحث جديد في ديواني أبجدية التجاعيد للباحثة د. هدى عيد

29 ديسمبر 2020

دراسة: حب خارج البرد Love Outside the Cold في "الأدب العربي في وقائع عالم ما بعد الإنسان" (باللغة الإنكليزية)

حب خارج البرد Love Outside the Cold - kamel farhan saleh - كامل صالح
حب خارج البرد Love Outside the Cold

Arabic Literature in a Posthuman World = Proceedings of the 12th Conference of the European Association for Modern Arabic Literature (EURAMAL), May 2016, Oslo. Wiesbaden: Harrassowitz, 2019. (mîzân; vol. 31). ISBN 978-3-447-11261-1 

Stephan GUTH and Teresa PEPE (eds.)

This volume describes a number of tendencies that seem to crystallise in, and emerge from the study of, Arabic literary production written in the aftermath of the 2011 political uprisings. Most of the contributions included in this volume were discussed at the EURAMAL meeting that was held at the University of Oslo in May 2016, whose general theme was “Upholding Humanity in a Posthuman World.” Under this title the contributors sought to explore the various ways Arab authors react to a reality that is dramatically changing since the so-called ‘Arab Spring’ and that seems to be characterised, on one hand, by technological and scientific advancement, and on the other, by a violent return to the primordial, the “savage” (EL-ARISS 2017).1 

نبذة عن البحث، وهو تحت عنوان: 

31 ديسمبر 2016

رسائل أنسي إلى غادة: في اتحاد المرسِل والمرسَل إليه

عكاظ رسائل أنسي إلى غادة

د. كامل فرحان صالح*

جريدة عكاظ السعودية


يتكئ أدب الرسائل على الذات (مرسل) المفتوحة على آخر (مرسل إليه) المتخيل حضوره عبر الكلمات في لحظة ولادة الحرف الأول من الرسالة. ويرتكز أدب الرسائل ضمنًا، على حقيقة قائمة فعلاً في الغالب، حقيقة وجود طرفيين: مرسل ومرسل إليه، في مكان وزمان محددين. 
من هنا، يمكن القول إن أدب الرسائل ينطلق في الشكل البنائي، من حقائق، أما من حيث المضمون، فيتشعب بحسب وضعيتي المرسل والمرسل إليه، ومدى قرب العلاقة بينهما وتباعدها، فضلا عن الهدف الكامن في متن الرسالة، والمنتظر في المقابل. 
تبدو هذه الديباجة مدخلاً مقترحًا لمقاربة رسائل الشاعر اللبناني أنسي الحاج (1937 – 2014) إلى الأديبة السورية غادة السمان، والتي بلغ عددها سبع رسائل، نُشرتْ أخيرًا في كتاب صادر لدى دار الطليعة في بيروت. 

غلاف رسائل أنسي إلى غادة 

ما يلفت الانتباه بدايةً، إلى أن هذه الرسائل بدت متشابهة من حيث لغة البوح المسيطرة عليها، والموضوع الأوحد البارز فيها، والأسلوب نفسه. ولا يبالغ المرء إذا قال إنه يمكن أن تكون رسالة واحدة، إنما كتبت في غضون أيام قليلة؛ فعلى الرغم من وجود التاريخ واضحًا في رسالتين، وغيابه عن بقية الرسائل، إلا أن القارئ يستشف أن كلّ الرسائل كتبت في أسبوع أو عشرة أيام على الأكثر (من 2 كانون الأول (ديسمبر) إلى 7 أو 10 منه على الأرجح.

ما يلفت الانتباه أيضًا، إلى اتسام الرسائل بنمو متصاعد من البوح، والكشف عن رغبات دفينة ومشاعر من قبل أنسي (المرسل) نحو غادة (المرسلة إليها)، وإن اتسمت في بعضها صيغة الزمن الماضي: "أظن أنني كنتُ أحسّ بأنك منذورة لي".. اتخذت في معظمها، صيغ الزمن الحاضر أو المستقبل المأمول من قبل الشاعر. من ذلك يمكن للمرء أن يستشف هذا البناء الدائري المتصاعد من الذات إلى

10 يونيو 2016

"تركت بعلبك وما هلكت" لإنعام فقيه: جدلية الهلاك والنجاة



كامل فرحان صالح

جريدة النهار - 8 حزيران 2016


ليس التفاوت الواضح بين قصيدة وأخرى، في ديوان انعام فقيه الأول، "تركت بعلبك وما هلكت"، سوى انعكاس لجدلية الخروج/ الدخول، أو النجاة/ الهلاك، المعبّر عنها في عنوان المجموعة، وقد أكملت الشاعرة في الاهداء الموجّه إلى والدها، ما سقط من العنوان، لتقول: "تركت بعلبك وما نجوت بعدها وما هلكت" (ص 5).
إن سيمائية العنوان المرتكزة على فعل بدئي: "تركت"، وفعل ختامي "هلكت"، تتمدد على مساحة عميقة من رمزية دينية/ أسطورية، تدفع القارئ إلى أن يطرح مجموعة تساؤلات تبدأ بـ"كيف؟"، وصولاً إلى"لماذا؟"، مرورًا بسؤال "ماذا حدث؟"، بدلا من أن يستكين المتلقي للعنوان، ويطمئن إلى فهم حركية الفعل النشط الأول (تركت)، وهو قد حدث في الماضي، وانتهى، والفعل الذي مُنع حدوثه في الصيغة النافية "ما هلكت". أما امكان وقوعه فعلاً، فيبقى واردا في يوم ما، إذ إن هلاك الإنسان مسألة حتمية.
إن فعل "الـترك" إرادي، يعاكس

21 ديسمبر 2012

كلمة د. كامل فرحان صالح في سهرة الرحابنة 20 كانون الأول 2012

من أمسية الرحباني - زوايا 2012 تصوير زهير قصير 

شعر وبدايات

(ألقيت هذه الكلمة في الأمسية الاحتفائية بالأخوين رحباني كشاعرين في زوايا الحمرا – 20 كانون الأول 2012 ، وكانت بحضور إلياس الرحباني) *

يقول الأخوان رحباني، في "بياع الخواتم": 
"رح نحكي قصة ضيعه
لا القصة صحيحة ولا الضيعة موجودة
بس، بليلة هوي وضجران
خرتش انسان ع ورقة
صارت القصة وعمرت الضيعة".

ولا أرى في هذا القصةِ الشعريةِ، سوى الأخوين رحباني. 
يبدو أن الحديثَ عن الأخوين رحباني كمن يتحدث عن تاريخِ وطن، من شعبٍ وترابٍ وأحداثٍ وحروبٍ وسلام.. تاريخٍ يضجُّ بالفرحِ كما يضجُّ بالوجع.
هل ثمة قدرة للاحاطةِ بهذا العطاءِ الممتد على مدى سنواتٍ من التوهجِ، المتكئِ على زهرِ الليمون، وشجرِ الحور والصفصاف، هذه اللغة المنقولة عن لغةِ العصافير، الشفافة كفراشاتِ حرمون؟

2 أبريل 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : أنظمة الحكم الوراثي بين حصانة الدساتير ومشروعية سلطة الشعب

كامل فرحان صالح - جريدة السفير

«إن مُلكا يقوم على الاستعباد والاستبداد لا يدوم أبدا».

(المغيرة بن شعبة)

على إيقاع الثورات الشعبية المتنقلة في العالم العربي، بدت أنظمة الحكم في دول الخليج العربي، باستثناء البحرين، أقل إرباكا، من دون التأكيد أنها بمنأى عن تلقي وهجها، وشظاياها إن كان في سلطنة عُمان أو في السعودية.
تبرز إلى واجهة المشهد الخليجي أسئلة حول «نظام الحكم الوراثي»، حيث شكل تلويح الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتوريث ابنه الحكم «الجمهوري»، عاملا مساعدا في وقود الثورة الشبابية في مصر، التي أطاحت به.
لكن هذا الطموح «غير الدستوري» لهؤلاء، والساعي إلى تقويض النظام الجمهوري البرلماني، الذي يستمد شرعيته من الشعب، تبدو مشروعيته الوراثية

21 مارس 2010

‘She Throws Sparks’ Abdo Khal

DIWANIYA
‘She Throws Sparks’
By Dr. Kamel Farhan Saleh

In his novel “Spewing Sparks as Big as Castles,” - also known as “She Throws Sparks” - that has won the $50,000 International Prize for Arabic Fiction (the Arabic Booker), the novelist Abdo Khal aligns himself with people living on the margins of society – the simple people.
 Abdo Khal
As in his previous novels, he delves in detail into the lives of poor people including their woes, their problems and the injustices they are subjected to, including the pain they bring on themselves. In his latest work, and for the first time in his novels, he goes further by creating a window into the world of the bourgeoisie.
Khal does not enter the world of prose from an ivory tower, but arrives through the gate of human agony. But he comes to this world much like a man who is surprised to have come across a treasure.

The path of life

4 مارس 2010

«ترمي بشرر» لعبده خال .. تفضح وجع الأحلام وشغب الغرائز

عبده خال 
«ترمي بشرر» لعبده خال .. تفضح وجع الأحلام وشغب الغرائز

يواصل فيها البحث عن الفردوس المفقود


قراءة: د. كامل فرحان صالح *

ينحاز الروائي عبده خال في روايته «ترمي بشرر» الفائزة بجائزة بوكر العربية، إلى عالم المهمشين، البسطاء.. يدخل كما في كل رواياته السابقة، إلى مفاصل حياة الفقراء، واقفا على تفاصيلهم، همومهم، مشكلاتهم، والظلم الذي يتعرضون له، أو الذي يصنعونه بأيديهم. ولا يكتفي بذلك، فيخترق في عمله الأخير عوالم البرجوازية، راسما صورة كثيفة الظلال لها وعنها، ليحقق اختراقه الأول لهذه الطبقة في مسيرة كتاباته الروائية.
خال لم يأت إلى عالم السرد من شريحة مخملية، أو من برج عاجي، كما يقال، بل دخل هذا العالم عبر بوابة الوجع الإنساني، ودهشة الرجل التعب أمام كنز وجده صدفة.
درب الحياة
يحمل خال في روايته الجديدة كما في رواياته ــ «الطين، نباح، فسوق، مدن تأكل العشب، الموت يمر من هنا...» ــ تفاصيل الحياة الشاقة، وشخصيات غير مكتملة الملامح، تقتات على قارعة درب الحياة القليل من الأمل والفرح، والكثير من الألم والقهر والخوف من المستقبل. فهو ماهر في صياغة سرد الحكايات، والتغلغل عبر رواية واحدة إلى مئات الروايات، تساعده في ذلك مهارته في الإصغاء إلى الناس، كل الناس، مدققا في حادثة، وفي مثل شعبي، وفي أغنية غابرة، في حدود الأمكنة، في وظائف شخصياته، ومساراتهم، ولا يخجل من

9 فبراير 2010

لوحات علا حجازي .... تكامل عالمي الأنثى والذكر

قراءة: كامل صالح
يشكل اللون الأحمر مدخلا لفك شيفرة لوحات علا حجازي التشكيلية، حيث يبرز هيمنته في المساحات اللونية والموضوعات متخذا في كل مرة حقيقة جديدة ومختلفة.
الفنانة علا تحتفي باللون الأحمر في معارضها التشكيلية كافة، ومنها معرضها الشخصي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس، حيث اتخذت لمعرضها عنوانا “أكثر من أحمر”، فيتسق العنوان مع اللوحات التي تبرز حميمية هذا اللون وتداخله في يوميات الحياة واطاراتها.
علا حجازي تلعب في رسوماتها في مناطق الطفولة، وهذا التواجد يتمظهر في أكثر من عمل لها، فيلحظ المتابع طفولة في أشكال وحالات غنية تبرز التكامل بين عالمي الذكر والأنثى في زي يتماهى مع عوالم وخصوصيات كل منهما.. واذ يغلب الأحمر على زي الأنثى يأتي الأزرق ليشكل ضمن مربعات شبه متساوية في زي الذكر، فتسيطر القلوب على الأنثى فيما الخطوط المتوازية والغياب شبه التام للدلالات ضمن المربعات.
في المقابل، تجيئ مجموعة من لوحات علا ضمن اطارات مستطيلة تتشعب فيها الرموز والاشارات في تشكيل لوني يحاكي بدايات الحضارة الانسانية ورسومات الكهوف، وتتركز على إبراز مجموعة من الأجساد الطفولية المتوازية مع الحبال المجدولة، فالانسان في اعمال علا حبل لها بداية ونهاية كل حالة تتخذ لونها في الحياة متوزعة بين الأحمر والأصفر والأزرق والبني أو الالوان المتداخلة.
أما لوحتها التي جسدت فيه امرأة بحجاب أحمر فلا يظهر الا الوجه، ويبدو الأحمر الغامق الموشحة بالأسود الاطار الذي يحدد عالم المرأة العربية من حيث نظرة المجتمع لها والعادات والتقاليد، فيتحول الأحمر هنا الى حالة كئيبة وقاتمة ومؤلمة لا تبشر بولادة بل الامعان بالغياب والاقصاء.
لوحات علا حجازي لا شك انها تروي الحكاية من خلال اللون ورغم التشابك اللوني الثائر الا ان الاتكاء على الطفولة دائما يمنح المرء الأمل بالغد والمستقبل والتأكيد على حتمية ان الحياة لا تسير الا بعطاء المرأة والرجل معا.
صحيفة عكاظ

3 نوفمبر 2009

الغجري يرحل كأرستقراطي أخير




محمد الماغوط


رهان الشعر ضد «الهزائم»

قراءة: د. كامل صالح - عكاظ


الأربعاء 07/03/1427هـ - 05/ أبريل/2006 العدد : 1753


لم يكن الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط (72 عاماً) غريباً عن الموت، فهو ومنذ ديوانه الاول «حزن في ضوء القمر» كان يستند على الموت بحثاً عن معنى آخر للحياة، وبالتحديد حياة الانسان العربي.
الماغو ط الذي ظل يأمل بانبعاث هذه الأمة من رمادها، كتب في ديوانه الفرح ليس مهنتي قصيدة «مسافر عربي في محطات الفضاء» جاء فيها:
«كل ما اريده هو الوصول
بأقصى سرعة الى السماء ..»
وبذلك كان يأمل ان تتدخل السماء لتقود الأمة الى الخلاص وتتحقق العدالة على الارض، وهو اذ ذاك راهن على ان فعل التغيير يأتي من الاقوياء. لكن عندما يشعر ان هذا التغيير لن يأتي في قصيدته »كل العيون نحو الافق» يكتب:
«.،،، ولكن اذا لم تأتِ
سأعضّ شراييني كالمراهق
سأمدّ عنقي على مداه
كشحرور في ذروة صداحه
واطلب (...) ان يبيد هذه الأمة».
غير ان هذا المتمرد بالفطرة لا ييأس فيواصل رهانه على لغة شعرية تستمد تمردها من اليأس والهزائم التاريخية الممتدة والمتواصلة في الواقع اليومي العربي، ويغلّف الماغوط كل هذا بتأكيد «تصعلكه»وحريته وعنفوانه وتشرده وتناقضه .. ولعل المعبّر عن ذلك كله ما جاء في قصيدته «الغجري المعلّب»:
«هكذا
خلقني الله.. 
سفينة وعاصفة غابة وحطاباً (..) 
في دمي رقصة الفالس
وفي عظامي عويل كربلاء
وما من قوة في العالم 
ترغمني على محبة ما لا احب
وكراهية ما لا اكره
ما دام هناك تبغ وثقاب وشوارع».
هذا التناقض، القاسي في حدته ومشهديته يختزل وباختصار علاقة الانسان العربي بماضيه وحاضره من جهة وعلاقته بالآخر من جهة ثانية.
وفي قصيدة «بكاء السنونو» يدعو الماغوط شعبه ليحتضنه مشيراً الى انه كان كالطفل الضال غير انه يعود ويصب جام غضبه على عصره و يعلن في قصيدته «الهضبة» انه سيعود الى قريته ولو سيراً على الاقدام، ومع اعترافه بالهزيمة لم يجد مكاناً مرتفعاً لينصب عليه راية استسلامه.
في مستهل ديوانه «الفرح ليس مهنتي» قال:
«احلم بسلم من الغبار من الظهور المحدودبه والراحات المضغوطة
على الركب لأصعد الى اعالي السماء» ..
الماغوط الواقف على حد السكين المحبط الى اقسى الحياة، غاب في تجليات الموت حياً ليلتقط وردة يزرعها في هذا الافق. عاند المرض وعاش الدنيا بمزاج مؤلم، وعندما مات شاء ان يعبر الى الحياة الاخرى جالساً على اريكته كأرستقراطي أخير.
جريدة عكاظ

24 مارس 2009

صباح تراهن على لغة الحب في زمن الآلة

تراهن الشاعرة صباح أبوعزة في إصدارها الأول «امرأة تهوى وحيدة»، على لغة الحب والعشق والعطاء الفطري الإنساني، رافضة الخروج مع المراهنين على الآلة والواقعية «الحديدية»، محتمية بذاكرة العاشقة في مواجهة الواقع، الذي يحاول البعض ابتكاره، باعتباره الأمر الذي لا مناص منه، ولا وسيلة للخروج عليه.
صباح تفتح في نصوصها عوالم فتاة لا زالت تراقب عتمة الليل، وتشعر بألم فجر مدينة حزينة، وتتخيل ليلة باردة وبابا موصدا لتهوى وحيدة. وكأن هذه الوحدة في العشق، مفارقة لصورة المرأة النمطية التي تهوى في حضور الآخر.
وتتخذ صباح مسارين للبوح بما يجري في دمها وروحها: المسار الأول جمل تتداعى سريعا لتصل إلى نافذة تطل من خلالها على الآخر/ الحبيب، وتتكئ في ذلك على توظيف كلمات دالة وواضحة تفوح بإشارات العشق والانتظار والصبر والغياب.
أما المسار الآخر، فهو سيطرة النصوص النثرية على معظم الكتاب، حيث دفع هذا القرار - أي ضم النصوص الشعرية والنثرية في كتاب واحد- إلى جعل الكتاب يفتقد بعض الشيء إلى الرشاقة ومحاصرته في جمل وكلمات وصور فائضة عن الحاجة، مما ألجم من قفزة في عوالم شعرية مفاتيحها كلمات لا تتحمل الإيضاحات والتفاسير. لكن، ورغم ذلك تبقى في الكتاب نصوص ذهبت بعيدا في الشعر، ولا تقف عند حدودها، بل تفتح في المخيلة مشاهد غنية بالتأويلات والأسئلة. ومن هذه النصوص، يمكن الإشارة إلى نص «أنا قلب الدائرة» و «أتدثر بوهم» و «تحول» و«أكتب وتقرأ» و«بين يديك وردة» وغيرها، كما أن الايقاع يحضر أيضا في شكل بارز في بعض النصوص.
ويبقى القول في الختام، إن «امرأة تهوى وحيدة»، الصادر عن آفالق للنشر، كتاب يستحق القراءة وطرح الأسئلة.
( الإثنين 26/03/1430هـ ) 23/ مارس/2009 العدد : 2836

12 مارس 2009

جنون الحكاية


صباح زوين - النهار


يلفتنا في رواية كامل صالح, بل في صوته الجارح والمجروح, ذاك التهكم النابع من مرارة متجذرة يحملها الكاتب في وجدانه ويضفيها على الناس والاشياء.
يمثل كامل صالح اللبناني المثقف الواعي لحقيقة ما يحصل, إن على الساحة الثقافية او الساحة الاجتماعية. فمن ناحية هو العاطل عن العمل الذي لا يعثر على وظيفة سوى في محطة غسيل سيارات, ومن ناحية اخرى, يحمل شهادة جامعية وشغوف بالمعرفة لا يكف عن قراءة الفلسفة والادب فضلاً عن مراسلته بعض الصحف بين الحين والآخر. ويحاول في خضم كل تلك التفاهات اليومية الدخول الى الحياة العصرية العائمة على السطح, عنصراً اسطورياً اختلقه لنفسه, بغية ايهامها بأنه لا يزال ثمة ابعاد لوجودنا.
"جنون الحكاية" هو كل ذاك الهذيان الذي يعيشه الكاتب بين الحقيقة والكذب, اي بين ما ينبغي ان يكون وفق اقتناعاته وما هو قائم.
كامل صالح صورة الانسان المثقف, اي القلق, لا "المثقف" الذي يلعب دوراً اجتماعياً ما في الحلبات الثقافية.
"يسأل نفسه ولا ينتظر جواباً.
الاسئلة تثيره", وفي جانب آخر "لا تهمه المعرفة, فالمعرفة في تبدل مستمر".
ولأن كامل صالح يعرف فهو يتعذب.
وليس كل من يعرف هو عامل في الميدان الثقافي, بل من لا يعرف هو غالباً الذي يحشر ذاته الفارغة في هذا الميدان.
يقول ساخراً: "الرسامة حنان مثلاً في المستقبل تباع لوحاتها باسعار خيالية وتتحول الى مدرّسة جليلة في الرسم, وايضاً الشاعرة زهرة تتحول فحلة نسبة الى فحول الشعراء (...)".
نتفهم مرارة كامل صالح. لكن لمَ تلك "الميزوجينية" في حين ان كثراً من الذكور سخفاء أيضاً.


جريدة النهار -2000م

4 مارس 2009

"ترمي بشرر" للخال.. تشابك العلاقات والوقوف على مفاصل التغيرات


صدر للروائي عبده خال عمله الإبداعي الجديد «ترمي بشرر» عن منشورات دار الجمل في ألمانيا.

الرواية التي تعرض في معرض الرياض هي الثامنة لخال، وتقع في 340 صفحة من القطع الوسط.

يتبع خال في عمله الجديد تكنيك الكولاج (أي القص واللزق) لأبطال الرواية، والزمن، فيسترجع حوادث وتواريخ غائرة في ذاكرة المجتمع، يكون لها انعكاس مباشر على شخصيات الرواية. وتلعب شخوص كثيرة دور البطولة في العمل، يربطها الراوي في تشابك العلاقات والوقوف على مفاصل التغيرات الاجتماعية، والعمرانية والسلوكية التي عصفت بهم، وأخرجتهم من أحيائهم البسيطة الهامشية لمواجهة «ما لا يستطيعون عليه صبرا».

الرواية لا تكتفي بالشخصيات المحلية، بل تتخذ من القادمين الى المملكة عجينة مضافة لأحداث ذلك التغير القيمي للسلوكيات والأخلاق.

أحداث الرواية تقع في مدينة جدة، وتغطي فترة الأربعين سنة الماضية، وتنتهي مع اليوم الأول من العام الهجري الحالي 1430.


( الأربعاء 07/03/1430هـ ) 04/ مارس/2009 العدد : 2817

28 فبراير 2009

هناء حجازي تكسر القلم وتنام في كتابها الجديد


لجأت الى «النصوص» لتواصل مشروعها الحالم


لجأت القاصة هناء حجازي في كتابها الصادر حديثا «هل رأيتني كنت أمشي في الشارع» لوضع عبارة «نصوص» على الغلاف وهذا ما جنب الكتاب الانتماء الى فن أدبي محدد: القصة او الشعر بحيث قدمت لنفسها مساحة حرة من الكتابة هدفها الوحيد التعبير عن الذات في أي شكل أدبي دون التقيد بالاطارات المعروفة سلفا.هناء اذا صح القول وضعت هواجسها، احلامها، خوفها، قلقها، يومياتها، مواقفها، طفولتها، صباها.. في لغة تسعى لتكون صادقة وواقعية وصارخة فألمها في مفارقاتها.

الكتاب الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي وقع في 125 صفحة وضم 38 نصا طغى عليه البوح الداخلي واسلوب المونولوج بصيغ تنوعت بين التعابير الشعرية والسردية كتبت بين عامي 1991م و عام 2005م رغم سيطرة واضحة للنصوص المكتوبة عام 2003م.يلاحظ في النصوص الجرأة في كسر دوائر الروح فتطلق هناء حبرها ليرحل اينما شاء ضمن حدود عالمها الخاص كأمرأة خليجية تتململ من كثير من العادات الاجتماعية والدلالات المتوارثة تقول في مستهل الكتاب: «كسرت قلمي فانتشرت رائحة نفاذة لم تعجبهم خبأتها تحت وسادتي ونمت» فهي لا يهمها العناوين العريضة والصارخة وهي لا تريد شن المعارك والازالة بقدر سعيها لتصحيح النظرة وفق الحياة المعاصرة والبناء الايجابي على تراكمات شابها الكثير من السلبيات وفي نص «قرارات عادية» تقول: كنت أحب كتابة الشعر، كان يهيأ لي اني شاعرة لكنه اقنعني بغير ذلك رضيت من الغنيمة بكتابة القصة لا اعلم ان كان ضحك علي لكني أحب الكتابة.. كتبت.هذا ما باحت به هناء عام 1995م عن نفسها وعن بداياتها فهي في النهاية تريد ان تكتب الشعر او القصة لا يهم وتواصل لتعلن المفارقة امام هذا كله: «حين قررت ان ادرس الطب لم اكن احب ان ارى الدم او اشفي الناس كان همي الوحيد أن اختلط بالرجال وامشي في ردهات المستشسفى بدون رداء أسود.. الان كثر اللون الاسود بين الطبيبات واصبح معظمهن يمشين بقناع أسود.. وينظرن الي باشمئزاز»..هكذا تستعيد هناء اهم محطة في حياتها حيث اصبحت طبيبة في الواقع فالمسألة تتخطى أهمية الطموح العلمي الذي يمكن ملامسته في اي مكان بالعالم الى طموح من نوع آخر حلم يؤرقها وهي الانتقال من «الاسود» الى «الابيض» في الاشارة الى تغيير لون الثوب وهي الرغبة بتأكيد ثنائية الحياة الرجل والمرأة فالحياة بالنسبة لهناء كانت تتجسد في ردهات المستشفيات فقط ولكن ها هي تعود لتتماهى مع حياة المجتمع المحيط بها وهو الاقوى والغالب.

بالانتقال الى اجواء اخرى في الكتاب يمكن رصد الكثير من الصور المكثفة واللغة الغارقة في رمزيتها وهناء قدرت في اكثر من موضع في نصوصها ان تقدم نفسها كشاعرة حديثة تعي تماما المشهدية الشعرية في لحظات انفلاجها على البياض تقول في نص «عزاء حلم ميت»..

«اقمت مجلسا للعزاء داخل قلبيفيه كرسي واحدالمدعوون أنا»

وتواصل في النص نفسه:

«قال لي الرحلة طويلة

في نصف الطريق توقف

تركني بدون يد»

وتواصل:«أنسى متى ولدت «بالهجري أم الميلادي» الايام جميلة لكني ولدت فيها:
وتخلص قائلة:
«حين أموت.. او صيت ان يدفنوا حلمي في مكان آخر»
واذا اراد القارئ ان يربط الكتاب بعنوان النص الذي يحمله يعي تماما المربعات التي تقف عليها هناء حجازي ويعي تماما مثابرتها في مواصلة الحفر ونثر الاحلام فالنص يأتي ضمن سياقات مشروع هناء الحالم، انما المفارقة اذا تمت قراءته خارج مسار واقعه فهو لا يقول شيئا ولا يدهش احدا لكنه ضمن بيئته يشكل صدمة ويرسم الدهشة المتقاطعة مع الالم.

هناء تختم النص بهذه الجملة التي تختصر الحكاية والمدخل لطرح النقاشات ومفاصل الحياة التي تعيشها المرأة تقول «اعتقد انني سأموت قبل ان يرى شارعنا شعري الخفيف وهو يتطاير في الهواء».
( الأربعاء 07/04/1428هـ ) 25/ أبريل/2007 العدد : 2138

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews