بحث

24 مارس 2009

صباح تراهن على لغة الحب في زمن الآلة

تراهن الشاعرة صباح أبوعزة في إصدارها الأول «امرأة تهوى وحيدة»، على لغة الحب والعشق والعطاء الفطري الإنساني، رافضة الخروج مع المراهنين على الآلة والواقعية «الحديدية»، محتمية بذاكرة العاشقة في مواجهة الواقع، الذي يحاول البعض ابتكاره، باعتباره الأمر الذي لا مناص منه، ولا وسيلة للخروج عليه.
صباح تفتح في نصوصها عوالم فتاة لا زالت تراقب عتمة الليل، وتشعر بألم فجر مدينة حزينة، وتتخيل ليلة باردة وبابا موصدا لتهوى وحيدة. وكأن هذه الوحدة في العشق، مفارقة لصورة المرأة النمطية التي تهوى في حضور الآخر.
وتتخذ صباح مسارين للبوح بما يجري في دمها وروحها: المسار الأول جمل تتداعى سريعا لتصل إلى نافذة تطل من خلالها على الآخر/ الحبيب، وتتكئ في ذلك على توظيف كلمات دالة وواضحة تفوح بإشارات العشق والانتظار والصبر والغياب.
أما المسار الآخر، فهو سيطرة النصوص النثرية على معظم الكتاب، حيث دفع هذا القرار - أي ضم النصوص الشعرية والنثرية في كتاب واحد- إلى جعل الكتاب يفتقد بعض الشيء إلى الرشاقة ومحاصرته في جمل وكلمات وصور فائضة عن الحاجة، مما ألجم من قفزة في عوالم شعرية مفاتيحها كلمات لا تتحمل الإيضاحات والتفاسير. لكن، ورغم ذلك تبقى في الكتاب نصوص ذهبت بعيدا في الشعر، ولا تقف عند حدودها، بل تفتح في المخيلة مشاهد غنية بالتأويلات والأسئلة. ومن هذه النصوص، يمكن الإشارة إلى نص «أنا قلب الدائرة» و «أتدثر بوهم» و «تحول» و«أكتب وتقرأ» و«بين يديك وردة» وغيرها، كما أن الايقاع يحضر أيضا في شكل بارز في بعض النصوص.
ويبقى القول في الختام، إن «امرأة تهوى وحيدة»، الصادر عن آفالق للنشر، كتاب يستحق القراءة وطرح الأسئلة.
( الإثنين 26/03/1430هـ ) 23/ مارس/2009 العدد : 2836

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews