أكتب البساطة، أرصدها بشغف عاشق يخفق قلبه للمرة الأولى.
تأخرت كثيرا في إطلاق روحي صوب نور يفر من بين غيمتين،
صوب سحر السذاجة في سؤال طفل عن لون الهواء،
صوب عطر يجعلني أتمدد على الأيام كصوفي تعثر بجناح فراشة.
أكتب البساطة في عمر يقترب من طوي اختراع الحكايات،
والسفر في مغامرات عجيبة،
ويندم على ما فات بإبتسامة رضا ونعاس.
لم يعد هذا الكشف يعنيني،
ولم يعد هذا الميل نحو الكمال يبهرني،
ولم يعد هذا الارتفاع يدفعني لرسم خطوات تطير برشاقة شجرة السرو.
لم يعد كل هذا الضجيج يقودني نحو نافذة،
أو شرفة،
أو سؤال: ماذا هناك؟
أكتب البساطة بلغة مبللة بماء يشتهي راحة البال،
بعدما فقد إيمانه بكل هذه الأنهار التي ضاعت في الطريق،
وتركت أجيالا من الزنابق تذبل وتموت.
أكتب البساطة لأنني اكتشفت أنني إنسان عادي جدا،
يغضب ككل الناس،
ويغزوه الشيب ككل الناس،
ويحب ككل الناس،
وسيموت ككل الناس.
كامل صالح
25 نيسان 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم