ينطلق الشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح من الإشارة إلى أن الحراك الثقافي العربي، لم يكن على انسجام وتوافق مع السلطة العربية، وإن بدا وجود تقاطع في محطات ما، لكن هذا التقاطع لا يصح أن يبنى عليه، وأن يعد قاعدة ثابتة.
ويضيف “لا أجد تأثيرا عميقا لسحب السلطة العربية دعمها للثقافة ورهانها على الاقتصاد في زمن كورونا، لأن مكونات هذه الثقافة العربية هي في جزء أساسي منها، جاءت نتيجة ردود أفعال رافضة للسلطة في وجوهها كافة. إن المعيار في ذلك، ينطلق من قاعدة سلطة الثقافة التي تسعى باستمرار إلى بلورة صورتها وتنقيتها وتطوير نفسها بنفسها، مقابل السلطة السياسية والعسكرية والمخابراتية والقمعية التي تمظهرت في أشكال مختلفة على مساحة عالمنا العربي منذ عشرات السنوات”.
ويتابع “بالتالي لا أجد مبررا للقلق من مواقف السلطة العربية في دعم المسار الثقافي، بل على العكس، أبدو قلقا إذا حدث العكس، لأن هذه السلطة إن دعمت الثقافة فهي تدعمها بهدف تجميل صورتها وقمعها وتسلطها. إن الثقافة مكون متمرد، والسياسة مكون لزج، متحور، مهادن. فلا نقلق، لأن التاريخ الإنساني يثبت لنا باستمرار أن السياق الثقافي يجد في اللحظات الحرجة جدا، خلاصا ما ليستمر ويكمل الطريق، أما السياق السلطوي فسياقه معروف: إما الانقلاب، أو الإعدام، أو دس السم، أو الأخ يقتل أخاه.. لينتهي دائما، نهاية مفجعة وسوداوية ودموية”.