مؤشرات الإحصاءات الرسمية تثبت أن الربيع العربي لم يزهر لبنانياً
خسر لبنان 512 ألفا و938 سائحا عام 2011 مقارنة بالعام 2010، حيث بلغ عدد الوافدين مليوناً و655 ألفا و51 سائحا، مقابل مليونين و167 ألفا و989 سائحا، أي بتراجع 23,66 في المئة عن العام 2010. و10,59 في المئة عن العام 2009.
وأصبح ثابتا، بعد القراءة الرقمية الصادرة عن قسم الإحصاء في وزارة السياحية، أن لبنان لم يستفد سياحيا من «الربيع العربي» الذي حلّ على المنطقة العربية، خصوصا في الدول التي تتميز بالإقبال السياحي عادةً، أي تونس ومصر. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تكبد لبنان خسارة كبيرة من الرصيد الذي بلغه في العام 2010، نتيجة تفاقم الوضع السوري، حيث أضفت مشاعر القلق والخوف على سيّاح البرّ، تراجعا قُدّر بـ 400 ألف من أصل حوالى 600 ألف، وفق إحصاءات نقابية، من دون إمكانية التعويض عنهم جوّا، نتيجة العديد من العوامل، وأبرزها التكلفة العالية لتذاكر السفر.
وعلى الرغم من اعتماد القطاعات السياحية على المغترب اللبناني عموما، لكن لوحظ أن خريطة جديدة أعيد تشكيلها، حيث مقابل محافظة النشاط السياحي في العاصمة وضواحيها على مستواه المعتاد تقريبا، سجلت مناطق الاصطياف الجبلية (صوفر، بحمدون، عاليه..) المقصودة من سيّاح البر غالبا، تراجعا حادا.
السعوديون يتراجعون والعراقيون يتقدمون
أدى هذا التحول إلى ترتيب جديد للمراتب الثانية والثالثة والرابعة والخامسة في جدول الزوار، بعدما حافظ الأردنيون على المرتبة الأولى كما العام 2010 على الرغم من تراجعهم إلى أكثر من النصف مقارنة بالعام 2010، حيث يلاحظ في 2011، أن العراقيين تقدموا إلى المرتبة الثانية، وحلّ السعوديون ثالثا، وتراجع الكويتيون إلى المرتبة الخامسة، ليتقدم المصريون إلى المرتبة الرابعة. كما بدا لافتا أن لبنان لم يستفد من إلغاء تأشيرات الدخول مع تركيا، حيث بلغت نسبتهم 7 في المئة من مجمل الوافدين من الدول الأوروبية، أي بتغيير طفيف عن العام 2010.
أما النقطة الايجابية (إذا صحّ اعتبارها كذلك) في الجدول، فهي زيادة عدد الوافدين من القارة الأفريقية 21 ألفا و920 زائرا، حيث بلغ عددهم 61 ألفا و319 زائرا، مقارنة بـ 39 ألفا و399 زائرا في 2010.
وتوازى الترتيب اللبناني الجديد مع بروز قائمة أخرى للمدن الجاذبة للسياحة في المنطقة، في ظل الاضطرابات السياسية محليا وعربيا، لتحتل دبي وتركيا وماليزيا الوجهة الأولى للسيّاح العرب بعدما كان لبنان ومصر في الصدارة.
إذ أمام الحراك العربي غير المتوقع، لم يكن الداخل اللبناني بمنأى عن «صراعاته الكلاسيكية»، بعدما استهل العام بتداعيات استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، والدخول في عملية تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وما تخللها من توتر أمني وسياسي، وصولا إلى ما شهده البلد عشية صدور قرار المحكمة الدولية الظنّي وبعده، من دون نسيان الأحداث الأمنية المتفرقة لا سيما عمليات خطف الاستونيين، والانفجارات التي استهدفت قوات الطوارئ الدولية في الجنوب.
تراجع الوافدين العرب 34,99%
في التفاصيل، بلغت نسبة التراجع في عدد الوافدين من الدول العربية 313 ألفا و127 زائرا، أي 34,99 في المئة مقارنة بالعام 2010، فقد بلغ عددهم 581 ألفا و597 زائرا في العام 2011، مقابل 894 ألفا و724 زائرا في العام 2010.
وعلى الرغم من ذلك، حلّ الوافدون العرب في المرتبة الأولى من مجمل الزوار في العام الماضي، أي بنسبة 35 في المئة، وهم:
أولاً: الأردنيون 129 ألفا و640 زائرا (22 في المئة من مجمل الزوار العرب). مقابل 274 ألفا و615 سائحا في العام 2010. (144975-).
ثانياً: العراقيون 129 ألفا و294 زائرا (22 في المئة أيضا). مقابل 129 ألفا و847 سائحا. (553- ).
ثالثاً: السعوديون 111 ألفا و701 زائر (19 في المئة). مقابل 191 ألفا و66 سائحا. (79365-).
رابعاً: المصريون 62 ألفا و825 زائرا (11 في المئة). مقابل 67 ألفا و773 سائحاً. (4948-).
خامساً: الكويتيون 61 ألفا و756 زائرا (11 في المئة أيضا). مقابل 95 ألفا و824 سائحا. (34068-).
سادساً: الإماراتيون 32 ألفا و58 زائرا (6 في المئة). مقابل 46 ألفا و923 سائحا في 2010. (14865-).
خسارة 63774 سائحا أوروبيا
أما الوافدون من الدول الأوروبية الذين احتلوا المرتبة الثانية بنسبة 29 في المئة من مجمل الزوار، فسجلوا تراجعا بلغ 63 ألفا و774 سائحا مقارنة بالعام 2010، حيث بلغ عددهم 485 ألفا و707 زائرا في العام 2011، مقابل 549 ألفا و481 سائحا في 2010.
وهم على التوالي: أولاً: الفرنسيون 128 ألفا و999 زائرا (27 في المئة من مجمل الزوار الأوربيين). ثانياً: الألمان 68 ألفا و401 زائر (14 في المئة). ثالثاً: البريطانيون 53 ألفا و223 زائرا (11 في المئة). رابعاً: الأتراك 35 ألفا و644 زائرا (7 في المئة). خامساً: الايطاليون 28 ألفا و808 زوار (6 في المئة). سادساً: السويديون 26 ألفا و752 زائرا (5 في المئة).
في المرتبة الثالثة جاء الوافدون من قارة آسيا، وبلغ عددهم 245 ألفا و462 زائرا، (منهم 131 ألفا و870 زائرا إيرانيا)، مقابل 373 ألفا و490 سائحا في العام 2010. (127928-).
وحلّ الوافدون من قارة أميركا رابعاً، وعددهم 222 ألفا و671 زائرا، مقابل 248 ألفا و725 سائحا في 2010. (26054-). وهم: أولاً: الولايات المتحدة 110 آلاف و165 زائرا (50 في المئة من مجمل الزوار من قارة أميركا). ثانياً: الكنديون 79 ألفا و978 زائرا (36 في المئة). ثالثاً: البرازيليون 13 ألفا و431 زائرا (6 في المئة). رابعاً: فنزويليون 10 آلاف و310 زوار (5 في المئة).
وكان شهر تموز من العام 2011 قد سجل أكبر عدد من الوافدين وهو 219 ألفا و653 زائرا، إلا أنه مقارنة بتموز 2010، فقد خسر مجيء 142 ألفا و281 سائحا، حيث بلغ عدد الزوار الإجمالي آنذاك، 361 ألفا و934 زائرا.
وتندرج هذه الخسارة، ضمن مؤشرات شهرية سلبية منذ بداية العام الماضي، تراوحت نسبة تراجعها بين 39,31 في المئة في تموز (أي في ذروة الموسم السياحي) حداً أقصى، و7,63 في المئة في كانون الثاني حداً أدنى، وقد بلغت التراجعات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، التالي: كانون الأول 14,60- في المئة (برغم عيدي الميلاد ورأس السنة)، تشرين الثاني 24,11- في المئة (برغم عيد الأضحى المبارك)، تشرين الأول 20,76- في المئة، أيلول 26,26- في المئة، آب 20,01- في المئة، حزيران 23,05- في المئة، أيار 29,06- في المئة، نيسان 20,39- في المئة، آذار 14,34- في المئة، شباط 16,88- في المئة.
كامل صالح - السفير 19 كانون الثاني 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم