من الكتب التي صدرت مؤخرا كتاب: «الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي» وبرغم أن هذا المنجز، قد أخذ ملامح البحث الأكاديمي حيث أن مؤلفه الدكتور كامل فرحان صالح، قد أنجزه لنيل شهادة الدكتوراه، إلا أن طابعة الأدبي كان واضحا، مما جعل لهذا المنجز شعبية الاحتفاء في الوسط الثقافي.. والدكتور كامل، اسم معروف ومتواجد على الساحة الأدبية العربية كشاعر، له قوة العبارة، ورقتها وعذوبة المعنى... في هذا المنجز العلمي الأدبي إذا صح التعبير، والصادر عن دار الحداثة للطباعة والنشر في بيروت. جاء في 416 صفحة من القطع الكبير، وضم ثلاثة أبواب، وكل باب ينقسم إلى فصول عدة: الباب الأول: ويضم فصلين. حيث قرأ الكاتب في هذا الباب فاعلية النص الديني في الشعر العربي في أبرز محطاتها. واستهل بمدخل بحث في العلاقة بين الدين والشعر. الفصل الأول: تناول الدين والشعر في المجتمع العربي القديم. أما الفصل الثاني فخصص للرموز الدينية في الشعر العربي ما قبل الحديث، من خلال حضور الرموز اليهودية، والنصرانية/ المسيحية، والإسلام. أما الباب الثاني فبحث في إرهاصات الهوية العربية في بدايات القرن العشرين، كذلك تناول المؤثرات الغربية في الشعر العربي، واشتمل على فصلين: الفصل الأول، بحث في صراعات الذات الثقافية العربية، وخصص جانبًا لقراءة النظرة السلفية للتجديد في الشعر العربي. الفصل الثاني بحث في المؤثرات الأجنبية في الشعر العربي الحديث، ولا سيما من خلال تأثير «الأرض الخراب» The Waste Land لـ ت. س. إليوت. وركّز في هذا الإطار على تأثير إليوت في شعر بدر شاكر السياب ويوسف الخال وخليل حاوي.
وقد حاول الكتاب تقديم قراءة في دور مجلة شعر، لا سيما صراع الهوية وتفعيل حضور «الآخر» فيها. أما الباب الثالث والأخير فخصص لبحث فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي الحديث، وضمّ فصلين: الفصل الأول بحث في الأسطورة، والصوفية، والغرب. كذلك قرأ سعيَ الشعراء العرب المعاصرين لإيجاد صيغة جديدة للشعر، وعلاقة هؤلاء الشعراء بالتراث والمجتمع، والنظرة للغة العربية، ومحاولاتهم لاختراق النظام الشعري المتوارث. وتناول الفصل الثاني حضور التأثير الديني المقدس في الشعر العربي الحديث، ولا سيما من خلال فاعلية الحضور والتحول. واشتمل كذلك على تأثير الأسطورة في الشعر، والعلاقة الإشكالية بين المسيح وتموز وحضور هذا التشابك في الشعر.
موجز نشر بتاريخ 08-08-2007