
الجسرة الثقافية الالكترونية - السفير - تحميل الديوان
في مجموعته الشعرية الجديدة خذ ساقيك إلى النبع، الصادرة لدى الهيئة العامة لقصور الثقافة (القاهرة)، يُعيد الشاعر اللبناني كامل فرحان صالح القصيدةَ إلى طبيعتها الأولى وفطريتها، إلى طفولة الشعر والأشياء من حولها، سواء من الناحية البلاغيّة أو من جهة الأجواء التخيّلية وبدائيّة الصورة الشعريّة، كذلك موسيقى الكلمات الهادئة، التي تشبه إلى حدٍّ ما هبوب النسيم.
وأنتَ تقرأ مجموعة خذ ساقيك إلى النبع، ستشعر بأنّ ثمّة ساقية ماء تجري بين قدميك، هذه الساقية التي انوجدتْ أثناء قراءة القصائد، إلا انّ هدير مياهها لن يفارق مخيّلتك، وإنْ أنجزتَ القراءة ووضعتَ الكتاب جانباً.
في قصيدة خلف الباب يبدأ الشاعر بالتمهيد للحديث عن فضاءٍ مغلق، ربما هو هذه المجموعة، وهي الرابعة للشاعر، تضمنت 44 قصيدةً قصيرةً في غالبها، عدا واحدة طويلة هي مشى في أرضٍ لا زرع فيها، تنحو في اتجاه التكثيف اللغويّ والاختزال اللفظي، وتعتمد تقنية المقطع وتتاليها في شكلِ مشاهد أو «اسكيتشات» ذكية، والشاعر بهذا يحوّل قصيدته من كونها «مدوّنة» إلى الصيغة «المشهديّة» القريبة من التشكيل البصري، في إثارته للحاسّة الأكثر إدهاشاً وتلقائيّةً في التلقي.
قبرٌ أو غرفة، لا فرق هنا، كون الباب ليسَ مفتوحاً والشمس لما تدخل بعد بل واقفة على العتبة، ليواصل بلغةٍ دراميّة تفاصيل حياةٍ مكتظةٍ بالحنين والدمع، بالإضافة إلى أسئلةٍ يطرحها الشاعر - الكائن من