بحث

11 أكتوبر 2016

الأدب الشعبي بين إشكالية الرفيع والوضيع وخجل الأجيال

الأدب الشعبي بين إشكالية الرفيع والوضيع وخجل الأجيال
الأدب الشعبي بين إشكالية الرفيع والوضيع وخجل الأجيال   للباحث الدكتور كامل فرحان صالح kamel farhan saleh

 للباحث الدكتور كامل فرحان صالح kamel farhan saleh

قدم في مؤتمر عقد في مصر في العام 2016 ومما جاء في البحث: 
انه على الرغم من الارتباط الثابت للأدب الشعبي بالناس، ثمة شرخ في النظرة إلى هذا الأدب، عُبّر عنها في تاريخ الأدب، بالاهمال حينًا، وبالنكران حينًا آخر، لمصلحة الأدب المدوّن؛ فبات هناك أدب "رفيع" يعبّر عن شرائح السلطة بتلاوينها كافة، وأدب "وضيع" يعبّر عن الشرائح الفقيرة أو تلك المرتبطة بالأرض أو بممارسة المهن والحرف. 
ويمكن القياس مكانيًّا أيضًا، للقول: هناك أدب يرتبط بالمدن، وأدب يرتبط بالريف والقرى، أو بتلك الأحياء المكتظة بالسكان، المحيطة بالمدن. 
وإذ لم يعد خافيًا، أن العالم اليوم يعيش في عصر عولمة متوحشة (Wild globalization)، فإن هذه العولمة قادرة على جعل كل الثقافات، بما فيها الثقافة الغربية، بلا أي مضمون، وتتمحور بأكملها حول قيمة واحدة هي التقليد (Imitation) الذي يمكن عدّه القيمة التي تقولب كل القيم في عصر العولمة. 

(ملخص الورقة) 

الأدب الشعبي بين إشكالية"الرفيع" و"الوضيع" وخجل الأجيال د. كامل فرحان صالح 
الأدب الشعبي بين إشكالية الرفيع والوضيع وخجل الأجيال   للباحث الدكتور كامل فرحان صالح kamel farhan saleh

كامل صالح - kamel saleh

يسجل وجود آراء عرفها علم الفولكور (Folklore) ترى أن "حركة عناصر التراث الشعبي تتجه من أعلى إلى أسفل داخل الكيان الاجتماعي. وهي الظاهرة المعروفة في التراث الأوروبي بنزول التراث من الطبقة المثقفة أو الصفوة إلى الطبقة الأم أو الطبقة الدنيا للشعب". 
ويعدّ عالم الفولكلور الألماني هانز ناومان Hans Naumann 1886- 1951 من أبرز من روج لهذه الفكرة عبر كتابه الصادر في العام 1922، وقدم لها صياغات دقيقة. 
وفيما طبّق باحثون عرب هذه الفرضية على شواهد عديدة من الأدب الشعبي لاثبات صحتها، رفض باحثون آخرون المبالغة في هذا الادعاء، واعتبار كل أدب الطبقات الأدنى أدبًا "نازلاً" من الطبقات الأعلى. وإذا كانت فرضية "ارتفاع" أو نزول" الأدب الشعبي من الأدب الرفيع، تتعلق بطبقة مثقفة هدفها الايحاء بأن الطبقة الشعبية غير قادرة على إنتاج أدب قيّم، يبقى التحدي الأبرز، هو نظرة الأجيال العربية الخجولة من الأدب الشعبيّ أو الرافضة إياه، لظنّها أن هذا الأدب لا يعبّر عن عصرها، وبيئاتها، و"أدواتها الحضارية المستجدة". 
لكن يفوت معظم هؤلاء، أن محاكاتهم وتقليدهم لما يصدر عن الغرب عمومًا والولايات المتحدة خصوصًا، هو نوع من محاكاة الآداب الشعبية لما تنتجه هذه الشعوب على الصعد كافة، ولاسيما في العادات والتقاليد اليومية، والأزياء، والمأكل، والمشرب، والتأثر بأبطال ما تنتجه من حكايات وأساطير وأفلام سينمائية... وغيرها الكثير.
فهل تعي الأجيال العربية، أن ما تخجل منه أو تهرب منه في آدابها الشعبية بحجة قدمه، وعدم صلاحيته للعصر، هو إلى حدّ ما، نفسه الذي تتأثر به وتتبناه لدى الآخر، إنما بأشكال وصور وتعابير وصيغ مختلفة؟ 
إن هذه الوضعية التي طرحت نفسها على أنها البديل من الأدب الشعبي، يمكن رؤيتها ومتابعتها من حيث الممارسة عبر مسارين: 
- "الأول: في مغالاة البعض بالتقليد الأعمى للآخر، وكأننا في هذا الطرح من دون جغرافيا وتاريخ، ومن دون هذه الثقافة، وهذا الحضور الذي كان لنا، وأهملته أطروحات من هذا القبيل. 
- الثاني: تجلّى هذا المسار في مغالاة البعض الآخر بالعزلة، وفي احتقار ثقافة الشراكة داخليًّا وعربيًّا، ما أدى إلى تحطيم الكثير من التراكمات الإيجابية". 
ويمكن الإشارة هنا، إلى أن عوامل التباين بين الماضي والحاضر مبالغ فيها، "لأنه مهما تغيّرت المؤثرات الاجتماعية، والمظاهر المادية، فإن دوافع أفعال البشر، ومواقفهم من مشكلات الوجود الكبرى، تبقى إلى حد ما ثابتة في قسماتها الرئيسة، وإن عبّرت عن نفسها في صور متنوعة" . 

ملاحظة: البحث نشر كاملا في كتاب صدر عن المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة وجامعة المنصورة في التاريخ نفسه وضم جميع الأوراق البحثية التي قدمت في المؤتمر 
*** 

الملتقى الدولي الثقافة الشعبية العربية: رؤى و تحولات / المركز الحضاري لعلوم الإنسان - (2016: القاهرة) المجلس الأعلى للثقافة، 2016 (المجلد الثاني) من 11 إلى 13 تشرين الأول (أكتوبر) - Egypt - cairo - Mansoura University - College of Arts

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews