بحث

12 يونيو 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : مصادر النمو السياحي "المعطلة" تفتح الباب على صيف "ضبابي" - "السياحة": تراجع الوافدين العرب 43،57 % في نيسان - "الميدل إست": لا ارتفاع في أسعار تذاكر السفر صيفاً

As-Safir Newspaper - كامل صالح : مصادر النمو السياحي "المعطلة" تفتح الباب على صيف "ضبابي"
- "السياحة": تراجع الوافدين العرب 43،57 % في نيسان
- "الميدل إست": لا ارتفاع في أسعار تذاكر السفر صيفاً

تتشكل معادلة جديدة في القطاع السياحي، قوامها أن الارتفاع الطفيف في نسب الإشغال لا يعني تحسناً في العائدات والحركة، لأنها في المقابل، مرتبطة، بتقديم أسعار مخفضة (فنادق – تأجير سيارات – مطاعم..)، ورؤية شديدة الضبابية تعاكس ما كان الوضع عليه في السنة الماضية تماماً. يواكب ذلك إقفال المزيد من المؤسسات والشركات، وأخرى متعثرة لعدم قدرتها على الالتزام بدفع المتوجب عليها مالياً.
لا حكومة تقود البلد إلى الاستقرار الأمني والمعيشي والنفسي في ظل محيط مضطرب وملتهب.
الحركة عبر الحدود البرية شبه معدومة، وتقتصر حالياً، على النازحين من سوريا، وعبر الجو، يمكن القول إن الحركة تدنت إلى ما دون النصف عن السنة الماضية، فضلاً عن الكلفة العالية في أسعار التذاكر.
يدفع كل هذا، إلى تعثر اقتصادي متفاقم؛ تجاريّاً وصناعيّاً، وسياحيّاً، وزراعيّاً... فيما «مسلسل تسجيل النقاط» بين 8 و14 آذار لا يزال في أوجه، وضمن سياقه «الكيدي» الممل والرتيب نفسه.
تراجع في قدوم المغتربين والعرب
يتبلور التأثير السلبي الحاد للحالة السائدة في البلدان العربية، على الواقع الداخلي، عبر تراجع في عدد قدوم المغتربين والعرب الذين يشكلون العمود الفقري للسياحة. وفي الإجمال، بلغ تراجع عدد الوافدين إلى لبنان في شهر نيسان 20،39 في المئة، إذ بلغ 134 ألفاً و864 زائراً، فيما بلغ 169 ألفاً و411 زائراً عن الفترة نفسها في العام الماضي. ويلحظ، ووفق القراءة الرقمية لمصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة، التراجع الملحوظ في عدد الوافدين العرب الذي بلغت نسبته 43،57 في المئة. وفي المجموع العام للأشهر الأربعة الأولى، بلغ العدد 475 ألفاً و534 زائراً، فيما بلغ عن الفترة نفسها في العام الماضي، 562 ألفاً و623 زائراً، أي بتراجع 15،47 في المئة، علماً أنه في الربع الأول سجّل تراجع في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 49 في المئة.
زيادة طفيفة في حجوز أوروبا
وفيما يكشف رئيس الدائرة التجارية لشركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إست) نزار خوري لـ«السفير»، عن زيادة في الحجوز لموسم الصيف بنحو 10 في المئة، معظمها للبنانيين قاطنين في دول أوروبا وأميركا وكندا، يؤكد «أن نسبة الحجوز عبر دول الخليج والشرق الأوسط، أقل مما كانت عليه في السنة الماضية»، من دون أن يذكر نسبة التراجع. وإذ لم يسجل «هبوط في عدد الرحلات المنتظمة، لكن قد يكون هنالك بعض التراجع في الرحلات الإضافية المقررة سابقاً، وهذا يتوقف على الطلب المتوقع في هذا الصيف»، وفق خوري. ويشير إلى أن «الوضع الآن تحسن بعد الفترة السابقة أي فترة الفصل الأول، حيث في شهر نيسان، زادت الحجوز بمعدل 10 في المئة مقارنة بالسنة الماضية، وذلك لحلول عيد الفصح في أواخر الشهر»، نافياً «أي ارتفاع لأسعار تذاكر السفر في الصيف»، كما «ليس هنالك قرار برفع الأسعار، بالرغم من الزيادات التي طرأت على أسعار وقود الطائرات».
بيروت 70 % والمناطق 50 %
دفع التحسن الطفيف في حركة السفر بدءا من نيسان، إلى تسجيل «إقبال سياحي مقبول شكلاً هذه الأيام»، كما يوضح أمين عام اتحادات النقابات السياحية جون بيروتي لـ«السفير»، فنسب الإشغال في بيروت تبلغ حاليا، حوالى 70 في المئة، وخارج العاصمة 50 في المئة، بتراجع 10 إلى 20 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. ويرتبط هذا «التحسن» بعقد مؤتمرات، ومناسبات اجتماعية، ومعارض، و«ليس في إقبال السيّاح».
لكن، عموما، نسب الحجوز «مشوّشة»، إذا صحّ التعبير، وهي رهن التطورات على الأرض، وتاليا، لم يعد بإمكان القطاع السياحي العمل بناء على معرفة مسبقة بالحجوز البعيدة المدى (أي لـ 6 أشهر مقبلة). و«هذه ليست سياسة صحيحة»، حيث يغامر بالاستعدادات بناء على توقع بوجود حركة، ما يؤدي إلى إقفال مؤسسات (فنادق ومطاعم)، وأخرى عاجزة عن تسديد سنداتها المالية، وهذا ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية.
«خسرنا سيّاح الخط البري»
في المضمون، فإن مصادر الزخم السياحي «معطلة»، وهي تشمل، وفق بيروتي، السيّاح من ذوي الطبقة الوسطى وما دون من الأردنيـــين والخليجيـــين والأوربيين المعتادين القدوم إلى لبنان بــرًّا، ويقدّر عددهم بحوالى 400 ألف، فيما انخفض العــدد إلى أقل من مئة ألف، وتاليا، من خسرهم الموسم السياحي، لن ينتقلوا جوّا إلا بنسب ضئيلة، لأسبـــاب كـــثيرة منها، الكلفة العالية لأسعار تذاكر السفر مقارنة بالكلفــة المتدنية جدا في البـــر، والوقت، حيث القادم من الأردن إلى بيروت برّا مثلا، يحــتاج إلى ساعتين، فيما يحتاج جوًّا إلى ســـاعة انتــظار قبل صــعود الطائرة وساعة أخرى للخــروج من مــطار بيروت، يــضاف إلى ذلك، التوفير في كلفة النـــقل، حيث السيارة تتسع إلى أربعـــة ركاب (عائــلة)، وتساعده في التنقل داخل البلد.
حكومة وطنية.. و«سفريات منظمة»
ولأن أزمة المنطقة كبيرة، وحدودها غير واضحة، ولأن تحسن الواقع السياحي يدفع إلى تحسن القطاعات الأخرى تلقائيا، لا يرى بيروتي حلا للأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها البلد، إلا وفق مسارين: أولا تشكيل حكومة وطنية غير استفزازية عاجلا. ثانيا، وضع خطة تعاون بين وزارة السياحة و«الميدل إست» ومكاتب السفر، تتضمن تقديم «سفريات منظمة» جوّاً بأسعار مخفضة (أي ما دون المئة دولار للتذكرة)، خصوصاً مع الدول التي تشكل زخماً سياحياً، مثل الأردن، ودول الخليج، وذلك كما فعلت مصر وماليزيا وتركيا للخروج من أزمتها الاقتصادية في أوقات سابقة، معتبراً «أنه ليس من البطولة في شيء إن حققت الشركة الوطنية أرباحا بمئة مليون دولار، وخسر الاقتصاد ملايين الدولارات»، مضيفاً «الهريان يضرب الجميع حتى الذي يظن نفسه بعيداً».
«وكالات السيارات».. ولحس المبرد
يشارك نقيب أصحاب وكالات تأجير السيارات السياحية محمد دقدوق، هاجس بيروتي الذي قال في ختام حديثه: «لست خائفاً، لكني قلق». ويقول دقدوق لـ«السفير»: ليس الموسم الذي نتوقعه، فنسبة الحجوز ضئيلة، وهي لتموز حوالى 50 في المئة، أي أقل من العام الماضي بحوالى 40 في المئة، وتتوزع نسب الحجوز: 27 في المئة مغتربون، 20 في المئة كويتيون وقطريون، و3 في المئة سعوديون. ويلفت إلى أن «تأجير السيارات السياحية، تعتمد مثلها مثل الفنادق، على الاستقرار والأمن».
25 مكتب تأجير سيارات أقفل
وتمتلك وكالات تأجير السيارات السياحية حوالى 15 ألف سيارة، لكن «الوكالات» منذ 5 أشهر «تلحس المبرد»، وفق دقدوق، حيث أقفلت أكثر من 25 وكالة يعمل فيها حوالى 125 موظفاً، فضلاً عن عشرات أخرى تقع في عجز مادي، لعدم قدرتها على تسديد مستحقاتها المالية. ويوضح دقدوق «أن الوكالات بدءاً من الشهر الرابع إلى السادس، تشتري السيارات الجديدة، إلا أن «حركة الشراء التي كانت تبلغ سنوياً حوالى 5 آلاف سيارة، لم تتعد هذه السنة 300 سيارة».
وتسعى «الوكالات» للخروج من مأزقها، بتقديم أسعار مخفضة، حيث يبلغ معدل تأجير السيارة الصغيرة في اليوم 35 إلى 40 دولاراً. ويشير دقدوق إلى مشكلة أخرى، لا تقل خطورة عن ضعف الحجوز، وهي «مع الدولة، التي تعاملنا كأعداء لها»، ومثال ذلك: «عدم الموافقة على تسجيل الســيارات الجديدة، قبــل دفع رسوم الميكانيك عن سياراتــنا التي ســرقت»، و«دفــع مئة ألف ليرة رسم ميكانيك إضافي عن كل سيــارة تحت عنوان «رسم تأجير سيارات»، يضــاف إلى ذلك وجود «مراسيم بحاجة إلى تصحيح نتيجة أخطــاء فيــها، لكن الوزير المختص لا يستــطيع فعــل شيء، من دون مجلس وزراء».
في الخلاصة، يترقب دقدوق، وبيروتي، والقطاع السياحي كله، الأسابيع القليلة المقبلة، بكثير من الحذر، حيث بدءاً من الشهر الثامن «يذوب الثلج»، وإذا فشل الموسم السياحي، فهناك نكبة، بل كارثة ستطال حوالى 200 ألف شخص يعملون في القطاع، وستتضح معالمها بشكل فاقع، بدءاً من الشهر الثامن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews