بحث

14 ديسمبر 2009

أكاديمية مؤتمر الأدباء تنتصر للشعر ثانية

يسعى مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، الذي تنطلق أنشطته اليوم في الرياض، إلى اللحاق بركب القفزة النوعية في الحراك الثقافي والفكري والإبداعي، الذي تشهده الساحة الثقافية منذ سنوات، لا سيما في مجالي كتابة الرواية والتفاعل الإبداعي الإلكتروني.
بدا هذا السعي واضحا من خلال ملامسة بعض أوراق عمل المؤتمر هذا الحراك الجديد، ومحاولة قراءته في ضوء دراسات منهجية أكاديمية نقدية.
ولا يخفى على المتابع أن هذا المؤتمر الذي دعت إليه وزارة الثقافة والإعلام، ويشارك فيه نحو 500 مثقفة ومثقف، يعود بعد غياب نحو عقد من الزمن، حيث عقد المؤتمر الأول في عام 1394 هـ والثاني في عام 1419هـ. ويأتي هذا المؤتمر على وعد بعقده دوريا؛ ليلامس هموم المثقفات والمثقفين، ويبني إلى حد ما جسرا من التلاقي بين الحراك الإبداعي الغزير في مجالات فنون الكتابة كافة والنقد، الذي يقارب هذا المشهد ويشكل له مساحة من اللغة الباحثة عن مكامن التوهج والتميز من جهة، والاضطراب والخلل من جهة أخرى.
تفاوت القضايا
بدا لافتا لمن يقرأ عناوين جلسات المؤتمر ــ البالغة 16 جلسة ــ تفاوت في مقاربة القضايا الأدبية، حيث لا يزال الشعر متصدرا هذه القضايا بنحو 15 ورقة بحثية، فضلا عن ختام الجلسة بأمسية يحييها 20 شاعرة وشاعرا، فيما الرواية اقتصرت على نحو خمس أوراق.
هذه المقاربة يرجعها البعض إلى أن معظم الأوراق المقدمة تخرج عن لغة أكاديمية ما زالت تبحث في الأوراق القديمة الجاهزة ــ إلى حد ما ــ عن منهجية محددة سلفا، فيما المقاربة النقدية الروائية هي جديدة إلى حد ما، وتاليا تحتاج إلى ابتكار صيغ نقدية تلامس حراكها المتسارع والغزير، إذ في عام واحد ــ مثلا ــ صدر نحو 50 عملا لروائيات وروائيين سعوديين، ودفع هذا التوجه الجديد نحو عالم الرواية إلى طرح الكثير من التساؤلات في الساحة الثقافية.
الإبداع الإلكتروني
في سياق متصل، شكلت الأوراق البحثية المتناولة للإبداع الإلكتروني خطوة تحسب للمؤتمر، وإن كان المأمول التوسع في رصد هذا التوجه مستقبلا، بعد أن أصبح الإنترنت يستقطب شرائح واسعة من المجتمع.
كذلك شكلت ورقة مقدمة عن أدب العسكر في المملكة خطوة، علها تحاكي الأحداث التي تشهدها المنطقة أخيرا، وهذا يحسب للمؤتمر أيضا.
آمال وتوصيات
المثقفات والمثقفون عامة يتطلعون إلى هذا المؤتمر ويأملون أن يخرج بتوصيات ممكنة التحقيق، حيث يؤكد الكثيرون أن الحاجة إلى اتحاد أو جمعية للكاتبات والكتاب باتت أمرا ملحا، فضلا عن مراجعة واعية لمفهوم «الرقيب» في زمن بات كل شيء فيه مفتوحا، ودعم معنوي ومادي يقي الكاتب في خريف العمر من العوز وطلب المساعدة.
عكاظ ـ 14 ديسمبر 2009 م ـ العدد : 3102

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews