بحث

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أبحاث ومقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أبحاث ومقالات. إظهار كافة الرسائل

31 ديسمبر 2016

رسائل أنسي إلى غادة: في اتحاد المرسِل والمرسَل إليه

عكاظ رسائل أنسي إلى غادة

د. كامل فرحان صالح*

جريدة عكاظ السعودية


يتكئ أدب الرسائل على الذات (مرسل) المفتوحة على آخر (مرسل إليه) المتخيل حضوره عبر الكلمات في لحظة ولادة الحرف الأول من الرسالة. ويرتكز أدب الرسائل ضمنًا، على حقيقة قائمة فعلاً في الغالب، حقيقة وجود طرفيين: مرسل ومرسل إليه، في مكان وزمان محددين. 
من هنا، يمكن القول إن أدب الرسائل ينطلق في الشكل البنائي، من حقائق، أما من حيث المضمون، فيتشعب بحسب وضعيتي المرسل والمرسل إليه، ومدى قرب العلاقة بينهما وتباعدها، فضلا عن الهدف الكامن في متن الرسالة، والمنتظر في المقابل. 
تبدو هذه الديباجة مدخلاً مقترحًا لمقاربة رسائل الشاعر اللبناني أنسي الحاج (1937 – 2014) إلى الأديبة السورية غادة السمان، والتي بلغ عددها سبع رسائل، نُشرتْ أخيرًا في كتاب صادر لدى دار الطليعة في بيروت. 

غلاف رسائل أنسي إلى غادة 

ما يلفت الانتباه بدايةً، إلى أن هذه الرسائل بدت متشابهة من حيث لغة البوح المسيطرة عليها، والموضوع الأوحد البارز فيها، والأسلوب نفسه. ولا يبالغ المرء إذا قال إنه يمكن أن تكون رسالة واحدة، إنما كتبت في غضون أيام قليلة؛ فعلى الرغم من وجود التاريخ واضحًا في رسالتين، وغيابه عن بقية الرسائل، إلا أن القارئ يستشف أن كلّ الرسائل كتبت في أسبوع أو عشرة أيام على الأكثر (من 2 كانون الأول (ديسمبر) إلى 7 أو 10 منه على الأرجح.

ما يلفت الانتباه أيضًا، إلى اتسام الرسائل بنمو متصاعد من البوح، والكشف عن رغبات دفينة ومشاعر من قبل أنسي (المرسل) نحو غادة (المرسلة إليها)، وإن اتسمت في بعضها صيغة الزمن الماضي: "أظن أنني كنتُ أحسّ بأنك منذورة لي".. اتخذت في معظمها، صيغ الزمن الحاضر أو المستقبل المأمول من قبل الشاعر. من ذلك يمكن للمرء أن يستشف هذا البناء الدائري المتصاعد من الذات إلى

27 ديسمبر 2016

الشعر العربي المعاصر: توليف أم إبداع دين شعري حديث؟

للباحث والأكاديمي اللبناني د. كامل فرحان صالح kamel saleh  


جاء في مقدمة البحث

يسعى هذا البحث إلى تناول جوانب من التنظير النقدي العربي الذي واكب الخروج بالقصيدة العربية من سياقها التقليدي إلى سياق إبداعي لا يزال غير مستقر على حال، مع إيراد نماذج شعرية مختارة تعبّر عن هذا الخروج. 

وإذا يمكن القول إن إشكالية الكتابة الشعرية الإبداعية تكمن في أنّ حضورها الفاعل يرتبط بعامل التجاوز أو الانزياح أو توليد الجديد المنبثق من الهدم المستمر لما سبقه، فإن حضور القصيدة العربية المعاصرة التي يمكن تحديد بداياتها في منتصف القرن العشرين، انبثق من واقع متشظٍّ تتطرد فيه عوامل التوتر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية، إلخ، ما بدا في مكان ما، أنه آن الآوان لأن تعكس القصيدة العربية شكلاً ومضمونًا، هذا التشظي الممتد على مساحة العالم العربي كله. لكن هل جاء هذا التحول الشعري من "توليف" ما هو معروف ومشترك، أم من "إبداع" جديد لم يَخْبره الناس من قبل، نتيجة تضافر عوامل عدة، لعل أبرزها الهزيمة العربية في فلسطين، والأثر الأيديولوجي لبعض الأحزاب السياسية، والحساسية العالية المستجدة بين الشاعر المعاصر وعالمه، ولا سيما على مستويات النظرة إلى المقدس، والماضي، واللغة، والمجتمع؟ 

ملاحظة - نشر البحث كاملا في كتاب صادر عن جامعة مولاي اسماعيل 2016 - ضم جميع الأوراق البحثية التي قدمت في المؤتمر

11 أكتوبر 2016

الأدب الشعبي بين إشكالية الرفيع والوضيع وخجل الأجيال

الأدب الشعبي بين إشكالية الرفيع والوضيع وخجل الأجيال
الأدب الشعبي بين إشكالية الرفيع والوضيع وخجل الأجيال   للباحث الدكتور كامل فرحان صالح kamel farhan saleh

 للباحث الدكتور كامل فرحان صالح kamel farhan saleh

قدم في مؤتمر عقد في مصر في العام 2016 ومما جاء في البحث: 
انه على الرغم من الارتباط الثابت للأدب الشعبي بالناس، ثمة شرخ في النظرة إلى هذا الأدب، عُبّر عنها في تاريخ الأدب، بالاهمال حينًا، وبالنكران حينًا آخر، لمصلحة الأدب المدوّن؛ فبات هناك أدب "رفيع" يعبّر عن شرائح السلطة بتلاوينها كافة، وأدب "وضيع" يعبّر عن الشرائح الفقيرة أو تلك المرتبطة بالأرض أو بممارسة المهن والحرف. 
ويمكن القياس مكانيًّا أيضًا، للقول: هناك أدب يرتبط بالمدن، وأدب يرتبط بالريف والقرى، أو بتلك الأحياء المكتظة بالسكان، المحيطة بالمدن. 
وإذ لم يعد خافيًا، أن العالم اليوم يعيش في عصر عولمة متوحشة (Wild globalization)، فإن هذه العولمة قادرة على جعل كل الثقافات، بما فيها الثقافة الغربية، بلا أي مضمون، وتتمحور بأكملها حول قيمة واحدة هي التقليد (Imitation) الذي يمكن عدّه القيمة التي تقولب كل القيم في عصر العولمة. 

10 يونيو 2016

"تركت بعلبك وما هلكت" لإنعام فقيه: جدلية الهلاك والنجاة



كامل فرحان صالح

جريدة النهار - 8 حزيران 2016


ليس التفاوت الواضح بين قصيدة وأخرى، في ديوان انعام فقيه الأول، "تركت بعلبك وما هلكت"، سوى انعكاس لجدلية الخروج/ الدخول، أو النجاة/ الهلاك، المعبّر عنها في عنوان المجموعة، وقد أكملت الشاعرة في الاهداء الموجّه إلى والدها، ما سقط من العنوان، لتقول: "تركت بعلبك وما نجوت بعدها وما هلكت" (ص 5).
إن سيمائية العنوان المرتكزة على فعل بدئي: "تركت"، وفعل ختامي "هلكت"، تتمدد على مساحة عميقة من رمزية دينية/ أسطورية، تدفع القارئ إلى أن يطرح مجموعة تساؤلات تبدأ بـ"كيف؟"، وصولاً إلى"لماذا؟"، مرورًا بسؤال "ماذا حدث؟"، بدلا من أن يستكين المتلقي للعنوان، ويطمئن إلى فهم حركية الفعل النشط الأول (تركت)، وهو قد حدث في الماضي، وانتهى، والفعل الذي مُنع حدوثه في الصيغة النافية "ما هلكت". أما امكان وقوعه فعلاً، فيبقى واردا في يوم ما، إذ إن هلاك الإنسان مسألة حتمية.
إن فعل "الـترك" إرادي، يعاكس

16 ديسمبر 2015

اتحاد الكتاب اللبنانيين افتتح نشاطاته الثقافية بعنوان اللغة العربية والاعلام

الدكاترة: سالم المعوش، وعلي حجازي، و كامل صالح في ندوة اتحاد الكتاب
الدكاترة: سالم المعوش ، وعلي حجازي ، و كامل صالح في ندوة اتحاد الكتاب 

الأربعاء 16 كانون الأول 2015 الساعة 12:56

وطنية - نظم اتحاد الكتاب اللبنانيين ندوة في مركزه في وطى المصيطبة، موضوعها "اللغة العربية اليوم بين الإعلام والتعليم"، لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. قدم لها أمين الشؤون الإعلامية في الاتحاد عدنان برجي، وأدارها الدكتور سالم المعوش، وتحدث فيها كل من الدكتور علي حجازي والدكتور كامل صالح، وحضرها الامين العام للاتحاد الدكتور وجيه فانوس وحشد من أساتذة الجامعة والادباء والكتاب.

20 فبراير 2014

As-Safir Newspaper - كامل صالح: مروان والسنجاب... والانفجار! :: محليّات

As-Safir Newspaper - كامل صالح: مروان والسنجاب... والانفجار! :: محليّات



لا أعرف كيف يمكن لإنسان أن يكتب، ليقول إنه "ما زال حيّا"، وقد كانت تفصله عن الموت أمتار قليلة.
للحظات تبدو الحياة عالقة بذنب كلب.
أتحسس جسدي، لأتأكد أنني لا أنزف من مكان ما. ثم أنتبه أني في منتصف الطريق. دخان كثيف أمامي، ربما عن يميني، أو عن يساري... تضيع الاتجاهات.
أسأل نفسي مرة أخرى: هل ما زلت حيّا؟
انفجار. انفجاران... أمدّ رأسي من باب السيارة، بعدما "تبعثر" السير، وذهبت السيارات يمينا وشمالا... أسأل جاري المرتبك مثلي: ماذا حدث؟ لا يعرف شيئا. امرأة تنهار، تشرع في البكاء عن يساري، الرجل في السيارة، يحضنها،
يبكي مثلها.
انتبه لما حدث، انتبه أنه كان يفصلني عن الموت، لحظات.

11 مايو 2013

الأسئلة كأنها لم تطرح من قبل

اعداد وتقديم: د. كامل صالح - مجلة الحداثة

(25 شاعرا وشاعرة من عشر دول عربية)

عندما أخرج أفلاطون الشعراء من جمهوريته المثالية، لأنهم يحاكون محاكاة العالم الواقعي للعالم المثالي عبر مرآتهم، كان لا يرى الروح المتغلغلة في العالمين معاً. أراد عبر محاوراته الفلسفية أن يقصي الشعر عن الحياة بحجج وتعليلات، كانت الأيام تسقطها كل يوم، بل كل لحظة.
هل يمكن العيش بلا شعر؛ بلا ذاك التعبير الذي يجهد ليفسّر حركة الدورة الدموية عندما نرى وجه المحبوب؟ أو تلك الكلمات التي تسقط عاجزة أمام حضن أمهاتنا؟
ليركد أفلاطون في قلق. لقد عاش الشعر من بعده إلى اليوم، وسيظل يتنفس إلى يوم القيامة.
في عددها الجديد، تحتفي مجلة الحداثة بالشعر مجددا، عبر نصوص لخمسة وعشرين شاعرا وشاعرة من عشر دول عربية، تأتي نصوصهم متكئة على عوالم من دهشة الأسطورة، وعبق السحر اليومي لتفاصيل تبدو كأنها لن تتكرر، أو لغة مبللة بالحنين والحب والعشق.. ولعل أجمل ما كتب هو ما يحلّ فجأة، برغم ما نراه في الأفق من مشاهد وصور وأطياف مدن تصحو على همّها ودمعتها، وأخرى ترقص كدجاجة مذبوحة عبر دورتها اليومية الروتينية المملة.
الاحتفاء بالشعر حالة راسخة للحضور الإنساني طوال بروز وعيه على الأرض، فمن خلاله واجه الإنسان الخوف من الموت ومن الحياة أيضا، ومن خلاله عبّر عن حزنه وعشقه وفرحه وقلقه ووطنيته وحقده.
عبر هذه النصوص، يجوز استعادة الأسئلة كأنها لم تطرح من قبل: ما مصير الشعر في ظل ما تشهده البشرية من قفزات هائلة في المجالات العلمية والتقنية؟ كأن هذا التقاطع الحاد المفترض في السؤال، يرى حتمية موت الشعر في مواجهة الحديد، ولا يرى إمكانية التعايش والاستمرارية بين الطرفين: الشعر أو الحديد.

21 ديسمبر 2012

كلمة د. كامل فرحان صالح في سهرة الرحابنة 20 كانون الأول 2012

من أمسية الرحباني - زوايا 2012 تصوير زهير قصير 

شعر وبدايات

(ألقيت هذه الكلمة في الأمسية الاحتفائية بالأخوين رحباني كشاعرين في زوايا الحمرا – 20 كانون الأول 2012 ، وكانت بحضور إلياس الرحباني) *

يقول الأخوان رحباني، في "بياع الخواتم": 
"رح نحكي قصة ضيعه
لا القصة صحيحة ولا الضيعة موجودة
بس، بليلة هوي وضجران
خرتش انسان ع ورقة
صارت القصة وعمرت الضيعة".

ولا أرى في هذا القصةِ الشعريةِ، سوى الأخوين رحباني. 
يبدو أن الحديثَ عن الأخوين رحباني كمن يتحدث عن تاريخِ وطن، من شعبٍ وترابٍ وأحداثٍ وحروبٍ وسلام.. تاريخٍ يضجُّ بالفرحِ كما يضجُّ بالوجع.
هل ثمة قدرة للاحاطةِ بهذا العطاءِ الممتد على مدى سنواتٍ من التوهجِ، المتكئِ على زهرِ الليمون، وشجرِ الحور والصفصاف، هذه اللغة المنقولة عن لغةِ العصافير، الشفافة كفراشاتِ حرمون؟

23 مايو 2012

منع النساء من الرقص إنهاء فن كان مقدساً

كامل فرحان صالح


لا يقتصر الخوف من سيطرة «الإسلاميين» على مقاليد السلطة، على العلمانيين واليساريين وأصحاب النهج المعتدل، بل اتسع ليشمل شريحة واسعة من المثقفين والفنانين، وخصوصا الراقصات.

2 أبريل 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : أنظمة الحكم الوراثي بين حصانة الدساتير ومشروعية سلطة الشعب

كامل فرحان صالح - جريدة السفير

«إن مُلكا يقوم على الاستعباد والاستبداد لا يدوم أبدا».

(المغيرة بن شعبة)

على إيقاع الثورات الشعبية المتنقلة في العالم العربي، بدت أنظمة الحكم في دول الخليج العربي، باستثناء البحرين، أقل إرباكا، من دون التأكيد أنها بمنأى عن تلقي وهجها، وشظاياها إن كان في سلطنة عُمان أو في السعودية.
تبرز إلى واجهة المشهد الخليجي أسئلة حول «نظام الحكم الوراثي»، حيث شكل تلويح الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتوريث ابنه الحكم «الجمهوري»، عاملا مساعدا في وقود الثورة الشبابية في مصر، التي أطاحت به.
لكن هذا الطموح «غير الدستوري» لهؤلاء، والساعي إلى تقويض النظام الجمهوري البرلماني، الذي يستمد شرعيته من الشعب، تبدو مشروعيته الوراثية

5 مارس 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : خوجة و«المحتسبون»... و«الكأس الذي طفح»

كامل فرحان صالح - جريدة السفير



ليس مفاجئا على المشهد الثقافي السعودي، أن يدخل «محتسبون» معرض الكتاب في العاصمة السعودية الرياض قبل يومين، ويشرعون بإطلاق صرخاتهم في وجه الناشرين وبعض الكتّاب، واصفين بعض الإصدارات المعروضة بـ»الكفر»، ومطالبين بسحب بعض الكتب من أجنحة دور نشر لبنانية ومصرية، زاعمين «أنها تخالف الشرع»، و»تتطاول على الإسلام». كما تعرضوا لنساء غير منقبّات واتهموهن بـ»الفسوق»، ومنعوا صحافية سعودية من مواصلة عملها في تغطية فاعليات المعرض، وطالبوها بالتوقف عن التصوير لأنه «حرام». ولم يكتفوا بذلك، بل واصلوا هجومهم على

28 فبراير 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : هل يحقق شباب لبنان ما عجزت عنه النقابات؟

As-Safir Newspaper - كامل صالح : هل يحقق شباب لبنان ما عجزت عنه النقابات؟
لم ينتظر شباب لبنان تشكيل الحكومة الجديدة، كما فعلت النقابات العمّالية، ليرفعوا الصوت عاليا، وليطالبوا بتحقيق «دولة العدالة الاجتماعية والمساواة، ورفض الاستغلال الاقتــصادي، والبطــالة، والهجرة، وأمراء الطوائف، والمحاصصة والتوريث الســياسي، والفقر والتهميش».
آلاف الشباب «مواطنين ومواطنات»، تداعوا عبر الانترنت وبعد اجتماعات مكثفة، إلى التظاهر ظهر غد من أمام كنيسة مار مخايل في الشياح مرورا بالطيونة وصولا إلى العدلية، رافعين شعارات تعبر عن الوطن الذي يريدونه، ويطمحون إليه، وكل همّهم أن يقولوا «خلص»، لأنّ «لكل مواطن القدرة على الصبر والتحمل»، لذا هم

27 يناير 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : كي لا يندم أحد في تونس


فاجأ المشهد التونسي المتسارع العالم أجمع، وخصوصاً العالم العربي، حيث بدت كرة الثلج التي ألقاها محمد بو عزيزي بحرق نفسه، تكبر تدريجياً حتى قلبت الصورة، وأظهرت هشاشة الحكم الذي بسط سيطرته على تونس لأكثر من عشرين سنة من دون منازع.
المشهد أربك الدول المجاورة لتونس، كما بدأ كل الحكام المشابهين لزين العابدين بن علي بتحسس رؤوسهم، خوفاً من حدوث الأمر نفسه في الدول التي يحكمونها.
ولعل أقرب دليل على القلق ما حدث أخيراً في الجزائر عندما شاء أحد المواطنين حرق نفسه تشبهاً ببو عزيزي، ما دعا حاكم الولاية إلى عزل رئيس البلدية، والمعالجة الفورية لحالة الشاب.
تجمع الشعوب العربية هموم البطالة وارتفاع أسعار السلع الغذائية، والقمع، والتوزيع غير العادل للثروة، وفيما شكلت هذه الهموم الأرضية لخروج التونسيين إلى الشارع ومواجهة رصاص رجال الأمن، بعد سنوات من الصمت والخوف، يطرح المتابعون السؤال: لماذا لا تشكل هذه الهموم الأرضية نفسها في دول مشابهة؟
لا شك في أن لا شيء يمنع ذلك، بل ويمكن حدوثه بوتيرة أسرع مما حدث في تونس، حيث استمرت الاحتجاجات لأكثر من شهر، فيما في دول أخرى ربما لا تحتاج إلا لأيام، وكل ذلك رهن بحركة شعبية منظمة ومصممة وقادرة على الصمود في وجه الضغوط.
وفي السياق، يبدو أن الدرس التونسي قدم حالة استثنائية وفريدة، بأنه أول شعب عربي يطيح برئيسه، من دون مساعدة العسكر، فسقوط بن علي بعث بإشارة شديدة لبقية دول المنطقة التي تسيطر عليها أنظمة استبدادية، فشبه الصمت الذي التزم به الزعماء العرب تجاه الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت ببن علي من السلطة، معبر للغاية. وعلى حد تعبير أحد المحللين أن «الأمر الذي سيقلق حكومات كثيرة في المنطقة، هو أن الأزمة كانت عفوية ولم تكن منظمة. فالأحداث في تونس أظهرت خطر تأثير الكبت: إذا انتهجت نظام القمع العنيف دون معالجة أسباب السخط يمكن أن يؤدي أي شرخ في النظام إلى انفجار».
وقد سارعت القوى السياسية في تونس لتشكيل حكومة ائتلاف وطني، حيث بدأت المشاورات مع الأحزاب وممثلي المجتمع المدني، ومنها حزب التكتل الديموقراطي للعمل والحريات، وحزب النهضة الإسلامي، والاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومجلس عمادة المحامين وغيرها.
إلا أن القلق الذي يواكب هذا الحراك الحي هو عدم استفادة التونسيين من التاريخ، وتكرار الأخطاء القاتلة لشعوب أخرى، وعلى سبيل المثال: هل إقصاء التجمع الدستوري الديموقراطي، حزب الحاكم السابق عن المشاركة في السلطة، واعتقال عناصره ومؤيديه، سيؤدي إلى تكرار المشهد العراقي بعد سقوط صدام حسين ونظام حزب البعث؟ وقد اكتشف العراقيون لاحقاً الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه بإقصاء الحزب من المشاركة في الحكم ومن الجيش، ما أدخل البلاد في موجة عنف واضطراب لم تهدأ إلى الآن.
ومن الأخطاء أيضاً، عدم التنبه للتمدد الأصولي، الذي يمكنه القفز فوق النتائج، والاستفادة مما حصل رافعاً شعار أن الخلاص على يده. وأمام هذا الوضع ـ في حال حدوثه ـ تدخل البلاد من قمع تحت ستار العلمانية وإخافة الغرب من فزّاعة الأصوليين، إلى قمع تحت ستار الإسلام، وتدمير كل الإنجازات الحضارية والمعاصرة، وكل ما يتعارض، حسب فهمهم لتفسير الشريعة، وأكثر من يدفع الثمن في هذه الحالة المرأة، كما حدث في أفغانستان مع طالبان، وفي جنوب الصومال مع حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
كما يجب التنبه في هذا المقام، إلى مدى قبول الدول المشابهة لحالة تونس بالسماح للحركة الشعبية أن تستثمر انتصارها، من دون اللعب في الأمن والاستقرار، ما يستدعي الحذر الشديد ودرس خطوات إعادة تشكيل السلطة بكثير من الهدوء والتأني كي لا يتبعثر النصر المحقق ويتلاشى بعد ارتطامه بجدران «القطب المخفية»، ويخرج من يعلن ندمه على ما حدث، «مترحماً» على النظام البائد.

6 ديسمبر 2010

شباب السفير - كامل صالح: كأنها متعة أخرى

جمرة صغيرة واقعة من النرجيلة تدوسها، لا تشعر بها بدايةً، ثم تشعر أن شيئًا ما يخترق قدمك.
تنتبه تحاول أن تبعدها بإصبعك فتحترق أيضا.
تجلس كعربي يعبره التاريخ، وبيل غيتس، واتفاقية الغات، ومنظمة التجارة العالمية.
تلوك شيئا أخضر تكتنزه في فمك كخلاص أخير.
تستمع إلى إيقاعات كنت لا تطيق سماعها. وبكرم أصيل، يمدّك الأصحاب بالأغصان الخضراء النقيّة كالقلوب التي تقدمها.
وتلوك.. وتلوك، وتمتص أيامك بارتباك مدهش.
العرق ينزّ منك بهدوء غير مقزز، تمتص سيجارتك كأنها متعة أخرى.. كذلك الشاي الخارج من رحلة الغليان الذي يشبهك.
من أين تأتي الثورات؟
كيف تصاغ الحروب؟
أسئلة تطرحها وتضحك... لا داعي لشيء الآن سوى الانتباه لما ينساب من "الأخضر" إلى داخل روحك.
ثمة حاجة مطلقة إلى الاسترخاء.. إلى نفس لم تأخذه طوال نهارات سابقة.
ثمة حاجة لأن تتأمل.. تتمايل قليلا مع الإيقاعات، تنتبه إلى نواح المطرب، وولعه بحبيبة هجرته صباحا.
هو يجلس كرجل خسر الدنيا ويندب حظه...تتحدث بطلاقة ثم تلتفت إلى الجالس جنبك، تقول:
ثمة قاعدة شرعية: الضرورات تبيح المحظورات، وحياتنا كلها "ضرورات".
تضحك.. تقوم.
تحاول أن تنتعل ما تبقى من ليلك، وتجلس لتكتب ما كتبته.. وتسأل: هل ما زال النهار بعيدا؟

3 نوفمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبـد الناصـر: «أنـا زائـل.. أطلقـوا عليهـا: جامعـة بيـروت العربيـة»

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبـد الناصـر: «أنـا زائـل.. أطلقـوا عليهـا: جامعـة بيـروت العربيـة»
كامل صالح

لم يكن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر يدرك أن «جامعة بيروت العربية» التي قرر دعمها ماديا ومعنويا في سنة 1957، ستحتضن بعد أربع سنوات الجالية المصرية الهاربة من سوريا، بعد وقوع الانفصال بين البلدين في العام 1961.
منطقة طريق الجديدة عامةً، و«الجامعة» تحديدا، كانتا آنذاك، كأنهما تواسيان حلم وحدة انكسر، وآمالا عريضة تبخرت، فحضرت على واجهة المشهد الشعبي، الذي لم يدقق فيه المتابعون في حينه، في حين سارع الأهالي والأكاديميون إلى «تجميل» الخيبة، والألم، وفراق الأحبة.
وقبل ذلك بعام واحد، أي في العام 1960، عندما باشرت الجامعة عملها، كاسرة احتكار التعليم، وفاتحة أبوابها لأبناء الطبقة الكادحة، كانت الظروف الصعبة والضغوط السياسية والطائفية لها في المرصاد، وقد أدركت مصر يومذاك، أهداف هذه التحديات الهادفة إلى تحجيم دورها في لبنان والعالم العربي، وتاليا إلى عزلها ثقافيا والحيلولة دون أدائها رسالتها العلمية. فقررت مع «جمعية البر والإحسان» البيروتية مواجهة التحديات، لا سيما حينما

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews