بحث

12 يناير 2012

كلك لي

أنحني أمام زعلك
كقافلة من الأعشاب
كأني مزاجكِ المصلوب على كفّ الريح
تقودني اليّ غزلان روحك
أسكب في الكشف ولهي
وفي القهوة أشمّ صوتك
فأضحك كنبي رأى الله

كلّك لي
من عتمة عينيك حتى طلوع الشمس من اصابعك
يا عمري
أحسب اني أحبك، فأحبك كما لم أحبك

***

سأسميك تفاحة
وأسمّي نفسي آدم
هكذا أستعيد فرح الخروج معك
فمهمتي أن أجعلك تضحكين
لتنام الأرض على ظهرها
وعلى اصبعك الصغير تدور
لتقع
فتثقبين السماء

***

على سفوح كرزك أسعى بين ليل ونهار
وفي الظهيرة
أتأمل نهرك كقادرٍ على التعب
أنتِ كمكان يرحل معي
ككرة أرضية تهدهدني لأنام
علّني أنام
لماذا عندما تكتئبين يمسي ليلي ليلا؟

***

بالزيت والعسل والزعفران
سأفرك أصابع الصباح
ليقودكِ إلي في هذا البرد

كي أحبّك أكثر ربطتُ الشمس بمقام البارحة

***

في الدرب إليكِ
أنثر فتات ولهي
كي أتكئ عليها وحيدا

لا برّ لي سوى البحر
كنورسكِ

وفي نهارك استرخي كسهل البقاع

إن أردت
أشرب نهر النيل ليغضب المحيط الهادي
أعلم العصافير الكلام
علني أنجو من كمالكِ في التفاصيل

***

هكذا أنا
أرمي شباكي الممزقة لاصطاد البحر

***

في بيوتكِ الكثيرة
نواح غريب يخدشني ثم يخفت ويمضي
وأدرك أن الحبّ
نصف الجملة
والنصف الآخر على اصبعك الصغير

***

تعبرين صحرائي كسفينة
كراقصة سامبا تفجّر ينابيع الماء
كسؤال عن السؤال
وأنا صفحة مطوية في كتاب
يا الله
لماذا بحرك واسع وأرضي ضيقة كالمسافة بين اصبعين؟

***

رائحة القهوة أطيب من القهوة
كرائحتي فيكِ أجمل مني
لذا ألملم المحيط الهندي في منديل
وأدخل إلى الوجع بعيون مفتوحة
أنا معكِ
كهذا المطر
كهذه الرائحة المتواضعة
كهذا الكون المتثائب على كتفك

***

لكِ ولي شرفة صغيرة
كنصف قمر يرعى النهار في جبال لبنان
تباركين اتساعي بك
كسهل حوران
وأنا كراهب الدير
أبحث عن ربّ يدخل في خرم الابرة برشاقة النور
لك
كل هذا الصباح يرفع قبعته
فأفرك ظهرك بزيت الزيتون الساخن
أخبرك بأن العنب سيغلبني مرة أخرى
فتضحكين حتى يبرد الزيت

***

يا لهذا المطر الذي لا ينتهي
يا لهذا القلب الذي يحبك ويحبك ويحبك

***

نامي في روحي كمدينة مقدسة
الدكتاتور يقتل الله بدم بارد
ارسمي دربي بشغفك
علّني أعيد حياكة الدنيا كولد عنيد
يا كل الموت الشاسع وحدك تمسد أشلاء الابتسامات
تمنع الأرواح عن السماء
ووحدك تضحك كحقل من العفن
يقسمني النواح يا عمري 
كامرأة ثكلى
تجمع في الروح ما قد نام إلى الابد
ألتحف حبّكِ 
وأبكي
كلما زاد القتل على هذه الأرض
نامي كي تحلمي بي
فأنا في الحلم كامل

***

لا معنى للمعنى 
سوى أنك في قلبي 
تكبرين كحديقة
وأحبّك أكثر
ما أبهى ولادتك
صراخ مولدك 
يربك الدنيا 
ويهزّ عروش آلهة الصدأ
فافرحي
مع كل شهقة تزدادين وسامة

***

لم يكن في القهوة غير صوتكِ
أحبك كإله فقد الايمان إلا بكِ
فكوني خلاصي 
وطهريني بماء شهوتك

منذ 25 عاما أكتب
وعندما مسّني نورك أدركت كم أنا جاهل

***

أصبح دوران العمر رشيقاً
لأني أحبّك
وعروسة الزعتر أطيب

***

في الريح عبق المحاولة
في الريح قبلة مني لم تصلكِ
لم أعد أتوقع منك الكثير
كأن تهديني: 
صباح الخير لا أكثر.

شتاء 2012
كامل فرحان صالح

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews