بحث

14 فبراير 2012

As-Safir Newspaper - كامل صالح : «عيد الحب»: العشّاق يتبادلون 600 ألف وردة... وانتعاش محدود للعطور والهدايا

«الزهرة السعودية» الأغلى بـ15 ألفا مقابل 5 آلاف لـ «الأثيوبية» و«الكينية»

على الرغم من تراجع القدرة الشرائية، والغلاء المتفاقم، وأزمات المنطقة، تبقى لدى اللبناني مساحة صغيرة ليعبر لشريكه عن حبّه عبر وردة أو قارورة عطر، أو «دبدوب»، أو هدية مزينة بقلوب صغيرة حمراء، فضلا عن هدايا الذهب للقادرين ماديا.
وبدا لافتا أن الإقبال عشية عيد الحب على محلات الورد والهدايا والعطور والذهب، والحجوزات على السهرات، يحاكي إقبال السنة الماضية، باستثناء قطاع العطور، الذي على ما يبدو المتأثر الأكبر هذا المرة بالوضع العام.
أما الوردة، وخصوصا الحمراء منها، فهي تبقى «سيدة العيد»، وفق سناء التي تحرص منذ أربع سنوات أن تشتريها لزوجها في «فلانتاين».
«لا يهم السعر، حتى لو وصل إلى 20 ألف ليرة، سأشتريها لزوجي»، تقول سناء، مشيرة إلى أنه لا هدية أخرى توازي الورد دلالة في هذه المناسبة.
وفيما الورد اللبناني يشحّل في شهر شباط، يستفيد الورد المستورد إلى أقصى الحدود من هذه المناسبة، حيث يستورد لبنان عشية عيد الحب، من الورد الطبيعي وخصوصا الأحمر، حوالى 600 ألف وردة، من كينيا والهند وأثيوبيا وهولندا والسعودية، وفق رئيس «لجنة قطاع الأزهار في جمعية المزارعين» إلياس منصور، الذي يوضح لـ«السفير» أن معظم المبيعات هي من الورد الأحمر، مؤكدا «أن الورد الموجود في السوق الآن، كله مستورد، والأغلى الوردة السعودية التي تباع في الجملة بحوالى 2500 ليرة، ويصل سعرها للمستهلك في محلات المفرق بين 10 و15 ألف ليرة للوردة الواحدة».
أما الوردة الكينية والأثيوبية والهندية فتباع بالجملة بين 900 و1200 ليرة، بحسب طولها الذي يتراوح بين 40 و70 سم، وتباع للمستهلك بسعر يتراوح بين 3 و5 آلاف ليرة.

فرصة لتعويض الخسائر

بعد جولة على عدد من محلات الورد أمس، يلاحظ أن الإقبال لا يختلف عن السنة الماضية، إذ يؤكد أصحاب المحلات أنهم اشتروا حاجاتهم للمناسبة، فهي فرصة لهم ليعوضوا جزءا مـــن الخسائر التي تكبدونها السنة الماضية، حيث لامـــست الخسائر في قطاع الأزهار نسبة الـ80 في المئة أي حوالى 10 ملايين دولار نتيجة أوضاع المنطقة وتراجع القدرة الشرائية، والتصدير إلى الخـــارج، ممــــا دفع تاليا وفق منصور، إلى تقلص في المساحات الزراعـــية للأزهار بلغ حوالى 50 في المئة، لصالح زراعات أخرى كالخضار والفواكه.
وتتراوح مبيعات الأزهار في لبنان سنويا بين 15 و20 مليون دولار لأكثر من 35 نوعا، مقابل كلفة تتراوح بين 7 و8 ملايين دولار، وتصل مساحات الأراضي الخاصة بزراعة الزهور من 3 آلاف متر إلى 50 ألف متر.
وإذ يؤكد منصور أن سعر الوردة لم يتغير كثيرا عن السنة الماضية، يشير إلى أن الغلاء هو في الأساس، خارجي وليس محليا، ونسبة أرباح التجّار هي نفسها، حيث لا تتعدى 10 في المئة على الوردة الواحدة.

تحسن تدريجي منذ 3 أيام

وتلحظ بشرى سماحة (مديرة مبيعات في محل زهور وشتول وهدايا في حارة حريك)، أن الحركة بدأت تتحسن تدريجيا منذ 3 أيام، لافتة إلى ارتفاع الطلب على الورد الطبيعي و«الشتول» مقابل الاصطناعي. وتشير إلى أن دزينة الورد الأحمر وصل سعرها حاليا حوالى 40 ألف ليرة، وثمة محلات تبيعها بـ60 ألف ليرة، أما الوردة الواحدة مع زينتها فيبلغ سعرها حوالى 4 آلاف ليرة. وتؤكد سماحة أن الأسعار هذه السنة أرخص من السنة الماضية، لاختلاف المورد.
وعن أسعار الهدايا، تشير إلى أن هذا القطاع يعتمد في الأساس على الصناعة الصينية، ومدى جودتها، فسعر «الكوب الأبيض» المزين برسومات للمـــناسبة، يبدأ سعره بـ 10 آلاف ليرة، و«الدبدوب» بـ 15 ألفا وما فوق حسب الحجم، وإطارات الصور من 10 آلاف وما فوق، والبالونات من 7 إلى 30 ألفا، والشـــموع يبدأ سعر الواحدة بخمسة آلاف ويصل إلى 200 ألف ليرة، أما صناديق الهدايا فيتراوح سعـــر الواحـــدة منها بين 10 و50 ألفا، حسب حجمها. كمـــا هناك إقبال محدود على التحف التركية، والفضيات وإن بنسب أقل في العيد.

«البركة تطال اللانجري والعطور»

ولم تكن «محلات اللانجري» والعطور بمنأى عن «بركة فلانتاين»، وتفيد مديرة مبيعات في محل تجاري في الحمراء، أن «حركة المبيعات بدأت تشهد تحسنا منذ أسبوع»، وساعد على ذلك الحسومات الكبيرة على البضائع. وإذ تؤكد أن حركة مبيعات العطور عشية العيد في السنة الماضية كانت أفضل بحوالى 50 في المئة، تلحظ أن الطلب بدأ يتحسن على العطور النسائية والرجالية معا، الذي يبدأ سعر القارورة الواحدة بـ40 دولارا أميركيا، أما على «اللانجري» فلا يزال ضعيفا.

حركة استيراد الزهور والذهب

وبلغت الصادرات من الزهور (أزهار وبراعم مناسبة للباقات أو لأغراض الزينة الطبيعية والمجففة المصبوغة) في العام الماضي، وفق دائرة الإحصاء في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل ولبنان، 500 ألف دولار أميركي (165 طنا)، مقابل 440 ألف دولار في 2010 (123 طنا). وبلغ الاستيراد مليونا و439 ألف دولار أميركي (313 طنا)، مقابل مليون و584 ألف دولار في العام 2010 (331 طنا).
وأبرز البلدان التي استورد منها لبنان في العام الماضي: هولندا (517 ألف دولار 63 طنا)، تايلاند (272 ألف دولار 53 طنا)، مصــــر (166 ألفا 84 طنا)، السعودية (131 ألفا 33 طنا)، أثيوبــــيا (102 ألف دولار 25 طنا)، كيــنيا (109 آلاف 29 طنا).
أما في قطاع الذهب (مجوهرات ومصنوعات من لؤلؤ وصياغة وأحجار كريمة وحلى الغواية التقليدية) فبلغ الاستيراد في العـــام الماضي 50 مليونا و602 ألف دولار(1،035 طنا)، مقابل 71 مليـــونا و184 ألف دولار (1،002 طن) في العام 2010. وبلغ التصدير 58 مليونا و107 آلاف دولار (91 طنا)، مقـــابل 86 مليونا و816 ألف دولار (100 طن) في العام 2010.
وسجلت الحلى التقليدية الرقم الأعلى الثاني في الاستيراد والتصدير، بعد المجوهرات من المعادن الثمينة أو من معادن ملبسة بقشرة، حيث بلغ الاستيراد 14 مليونا و816 ألف دولار (986 طنا)، مقابل 13 مليونا و465 ألف دولار (974 طنا) في العام 2010.

كامل صالح - السفير 14 شباط 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews