بحث

22 ديسمبر 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : مزارعو الأزهار يتحولون إلى «الخس» بعد خسائر تخطت 10 ملايين دولار

As-Safir Newspaper - كامل صالح : مزارعو الأزهار يتحولون إلى «الخس» بعد خسائر تخطت 10 ملايين دولار
مبيعات «شتلة الميلاد» 120 ألفاً من أصل 600 بتراجع 90% عن 2010
إتلاف أكثر من 70% من الأزهار هذه السنة (تصوير: علي لمع)

لم يبع مزارعو الأزهار من «شتلة الميلاد» الحمراء والصفراء سوى 20 في المئة منها، أي حوالى 120 ألفاً من أصل 600 ألف شتلة حجم السوق، فيما بيع 90 في المئة من الإنتاج في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتبلغ كلفة الشتلة حتى تنمو، وفق رئيس لجنة قطاع الأزهار في جمعية المزارعين إلياس منصور، من 4 إلى 6 دولارات حسب الحجم (صغير، وسط، كبير)، وتباع إلى المستهلك بمعدل وسطي عشرة آلاف ليرة، بربح لا يتعدى الألفي ليرة على الشتلة الواحدة.
ولم تقتصر الخسائر على موسمي عيد الميلاد ورأس السنة، بل كانت تتراكم من بداية السنة لأسباب عديدة ومتشعبة، حيث لجأ حوالى 60 في المئة من مزارعي الأزهار والورود هذه السنة، إلى الزراعات البديلة من خس وفجل وهندباء وغيرها من الخضار ليتمكنوا من تحصيل لقمة عيشهم.
وفيما يقدر عدد مزارعي الأزهار والورود في لبنان بأكثر من 400 مزارع، يوضح منصور لـ«السفير» أنه «بات مؤكداً أن التراجع في قطاع الأزهار من أول السنة إلى عشية الميلاد ورأس السنة، تخطى 80 في المئة مقارنة بالعام الماضي، أي أن الخسائر الإجمالية بلغت حوالى 10 ملايين دولار أميركي، ولم يعد بالإمكان تعويض ذلك في أي حال من الأحوال، في الأيام القليلة الباقية من العام 2011».

كساد.. وإفلاس
ويشير أحد المزارعين الذين باتوا قاب قوسين أو أدنى من «الافلاس»، أنه لم يبع من شتلة الميلاد سوى 8 آلاف من أصل 50 ألف شتلة، ويقول: «وضعنا النفسي سيئ جدا، حتى انني لن أتمكن من شراء هدايا العيد لأولادي»، مؤكدا «أن الكساد الذي يعيشه القطاع هذه السنة، لم يحصل مثله منذ أكثر من 10 سنوات»، عازياً السبب «للحالة الاقتصادية المتردية، وتدني عدد المناسبات السعيدة».
والأمر نفسه مع مزارع آخر، حيث يؤكد أنه أنتج من أول تشرين الأول إلى 7 كانون الأول الجاري، حوالى 29 ألف ربطة (الربطة الواحدة 35 زهرة) بكلفة بلغت حوالى مئة مليون ليرة، لم يبع منها سوى 750 ربطة فقط، موضحاً أن «هذه الكمية الضئيلة تعني أنني انكسرت، ولن أتمكن من تحصيل ثمن كلفة الزهرة، ولا التكاليف الأخرى التي تواكبها لتنمو من عناية وماء ومازوت وأسمدة».
وتتراوح مبيعات الأزهار في لبنان سنويا بين 15 و20 مليون دولار لأكثر من 35 نوعاً، مقابل كلفة تتراوح بين 7 و8 ملايين دولار، وتصل مساحات الأراضي الخاصة بزراعة الزهور من 3 آلاف متر إلى 50 ألف متر، إلا أن هذه المساحات تتقلص تدريجاً، وفق منصور، لتحل محلها زراعات بديلة.

من أوائل ضحايا الأزمات
ولم يعد خافياً، أن الأزهار التي تعد من الكماليات، من أوائل ضحايا الأزمات، فكيف سيكون الحال اذًا، مع تفاقمها داخلياً وخارجياً، حيث تقدر خسارة لبنان هذه السنة بأكثر من 450 ألف سائح، نتيجة ما شهده البلد من خضّات سياسية متتالية من الشهر الأول من السنة، لتتصاعد الأزمة مع تعقيدات الوضع الأمني في سوريا، وارتفاع مخاطر العبور برًا.
ويقول منصور: «الحركة شبه معدومة، لا أعراس، لا سيّاح، فلو تزوج 5 في المئة من المغتربين هذه السنة، لكنا تمكنا من تصريف الإنتاج»، مضيفاً «من الصيف، أي في ذروة الموسم، إلى اليوم، جرى إتلاف حوالى 70 في المئة من الأزهار، وبلغ الإتلاف 90 في المئة من تشرين الأول إلى 10 كانون الأول الجاري، أما معدل الإتلاف الاجمالي من أول السنة فبلغ 70 في المئة، مما أدى إلى إفلاس عشرات المزارعين».
وعن مدى تأثير الوضع الاقليمي، يؤكد منصور، أن التجّار السوريين اشتروا السنة الماضية، أزهارا من لبنان بحوالى 3 ملايين دولار، خصوصاً في الصيف والخريف حيث تكثر الأعراس والأعياد، أما هذه السنة فيمكن القول: إن الحركة معدومة تماماً.
أما عن المقارنة بين عامي 2010 و2011، فيوضح أن القطاع في العام الماضي شهد ازدهاراً لافتاً، وبلغت المبيعات أكثر من 15 مليون دولار، أي بنسبة تخطت 90 في المئة، مقابل كارثة حقيقية هذه السنة.
ووفق أسعار أسواق الجملة التي يصل عددها إلى حوالى 20 سوقاً في لبنان، منها 8 في بيروت وجبل لبنان، بات بإمكان اللبنانيين، شراء 20 زهرة بأقل من 5 آلاف ليرة، نتيجة الكساد، وخوفاً من التلف.
ويجدد رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك دعوته إلى اللبنانين، إلى «وقفة تضامن مع المزارعين، والى شراء الأزهار اللبنانية من أسواق الجملة، والاستفادة من الأسعار المتدنية وغير المعهودة في هذه الفترة من السنة»، محذراً من «إفلاسات عديدة قد تحصل في القطاع، والقطاعات المرتبطة به من جراء تلف الإنتاج، وتدني الأسعار، لا سيما ان إنتاج الأزهار يحتاج إلى استثمارات عالية».
الصادرات مليون و736 ألف دولار
في المقابل، بلغت الصادرات من الزهور (أزهار، براعم، نباتات، بصلات، جذور، أشجار..) من 1/1/2011 إلى 30/10/2011، وفق دائرة الإحصاء في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل ولبنان، مليونا و736 ألف دولار (1،569 طناً)، منها أزهار وبراعم أزهار للباقات أو للتزيين: 443 ألف دولار (148 طنا)، وبلغ الاستيراد، 15 مليونا و772 ألف دولار أميركي (10،844 طنا)، منها أزهار وبراعم: مليون و123 ألف دولار (256 طنا).
أما في العام الماضي، فبلغ الاستيراد 17 مليونا و746 ألف دولار (11،570 طنا)، منها أزهار وبراعم: مليون و584 ألف دولار (331 طنا)، وبلغ التصدير مليونين و856 ألف دولار (1،595 طنا)، منها أزهار وبراعم: 440 ألف دولار (123 طنا).
وأبرز البلدان التي صدّر لها لبنان من 1/1/2011 إلى 31/10/2011: العراق (719 ألف دولار) مقابل مليون و631 ألف دولار في 2010. قبرص (139 ألفا) مقابل 65 ألفا. الإمارات العربية (86 ألفا) مقابل 272 ألفا. السعودية (97 ألفا) مقابل 203 آلاف. قطر (94 ألفا) مقابل 191 ألفا. سوريا (320 ألفا) مقابل 137 ألفا. الأردن (203 آلاف) مقابل 106 آلاف دولار.
وأبرز البلدان التي صدّرت إلى لبنان في الفترة نفسها: ايطاليا (5 ملايين و283 ألف دولار) مقابل 7 ملايين و367 ألف دولار في 2010، معظمها شتول. هولندا (3 ملايين و836 ألفا) مقابل 3 ملايين و783 ألفا. اسبانيا (مليون و287 ألفا) مقابل مليون و394 ألفا. سوريا (976 ألفا) مقابل 243 ألفا. فرنسا (795 ألفا) مقابل 972 ألفا. مصر (442 ألفا) مقابل 731 ألفا. تايلاند (522 ألفا) مقابل 656 ألفا. الأردن (374 ألفا) مقابل 396 ألفا. والسعودية (97 ألف دولار) مقابل 241 ألف دولار في العام الماضي.
كامل صالح - السفير 22 كانون الاول 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم

جديد الموقع

الأكثر مشاهدة (كل الوقت)

خذ ساقيك إلى النبعخذ ساقيك إلى النبع by كامل فرحان صالح
My rating: 5 of 5 stars

ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 – 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
https://kamelsaleh1969.blogspot.com/s...
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
https://documentcloud.adobe.com/link/...

View all my reviews