16 ديسمبر 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : «بركة الأعياد»: 100% إشغال فنادق العاصمة ومناطق التزلج.. وتحسّن في الجبل


زيادة حجوزات «الميدل ايست» من أوروبا 6%، الخليج 4،3%، أفريقيا 10%

إذا بات من غير الممكن التعويض عن خسارة أكثر من 450 ألف سائح في الأشهر العشرة الأولى من هذه السنة، وفق إحصاءات رسمية، فإن المسؤولين عن القطاعات السياحية والتجارية يأملون الحفاظ على المستوى الذي تحقق حتى الآن، والبناء عليه مجدداً في السنة المقبلة. إذ برغم كل العواصف التي هبت على المنطقة، والتغيرات التي طالت بعض الدول العربية، ومنها تغيرات جذرية، وبرغم «الكباش السياسي» اللبناني، الذي دخل ضمن منظومة فولكلورنا الوطني، لا تزال هناك إمكانيات تتمتع بها القطاعات كافة، للاستمرار والتطور.
ولعل هذا السياق، يتقاطع مع ما عبّر عنه، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أكد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «أن الاستقرار السياسي والأمن هما مفتاح جذب المزيد من السيّاح والاستثمارات، إضافة إلى تضاعف ثقة المستهلكين وتحسين القدرة الشرائية والتجارة». ولفت إلى أن «المؤشرات الأساسية تظهر أن موسم الأعياد سيكون رائعاً، وسيكون لبنان مرادفاً لفرح العيش والتمتع بالحياة للمواطنين وللزائرين الأجانب».
وبعدما أمل نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر «ألا يكثر رجال السياسة اللبنانية من الحكي خلال هذه الفترة»، جدد عبر «السفير»، تفاؤله بموسم الأعياد، موضحا أن مشهد عشية عيد الأضحى، يتكرر نفسه قبل أيام من عيد الميلاد، حيث هناك ضغط من السياح على العاصمة، ما دفع إلى انتشار الفائض على المناطق.
وأفاد الأشقر أن طلب الحجوزات على فنادق العاصمة تخطى 100 في المئة (5 إلى 10 أيام)، والأمر نفسه في مناطق التزلج (من 3 إلى 5 أيام)، وفي المناطق بلغت الحجوزات أكثر من النصف، وهي قابلة للازدياد (من 3 إلى 5 أيام)، وبعضها لامس المئة في المئة لليلة وليلتين.
وكشف المدير التجاري لشركة طيران الشرق الأوسط (الميدل ايست) نزار خوري لـ«السفير»، أن «حركة الحجوزات لفترة عيدي الميلاد ورأس السنة، تشير إلى زيادة بنحو 6 في المئة من الدول الأوروبية، و4،3 في المئة من دول الخليج والشرق الأوسط، وحوالى 10 في المئة من الدول الإفريقية ، مقارنة مع السنة الماضية».

تسيير رحلات إضافية
ولفت خوري إلى أن «الشركة بدأت تسيير رحلات إضافية إلى البلدان المطلوبة، ولديها الاستعدادات الكافية لتسيير المزيد منها، حسب الطلب على زيادة السفر من أي بلد ضمن شبكة خطوط الشركة»، موضحا أن «الشركة تعرض أسعارا تشجيعية على مدار السنة من وإلى النقاط ضمن شبكة خطوطها»، إلا أنه لم يوضح إذا كانت هذه العروض تشمل موسمي عيد الميلاد ورأس السنة، فضلا عن أن جنسيات الوافدين تبقى محصورة بدوائر الأمن العام في مطار رفيق الحريري الدولي.
وتوقع رئيس المطار دانيال الهيبي أن تتجاوز حركة المسافرين خلال فترة الأعياد المقبلة (الميلاد، ورأس السنة) القدرة الاستيعابية في المطار، داعيا المسافرين إلى الحضور إلى المطار قبل ثلاث ساعات من المغادرة، تجنبا للازدحام.
في المقابل، تظهر القراءة الرقمية لـ «مصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة» الخاصة بشهر تشرين الأول الماضي، أن عدد الوافدين إلى لبنان بلغ 124 ألفا و601 زائر، مقارنة بـ 157 ألفا و260 زائرا في الفترة نفسها من العام الماضي، وسجل تراجع في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 17،40 في المئة، حيث بلغ عددهم 45 ألفا و575 زائرا، مقارنة بـ 55 ألفا و179 زائرا في تشرين الأول 2010.
ووفق المؤشرات السياحية، حلّ الوافدون العرب أولا بنسبة 37 في المئة من مجمل الزوار في شهر تشرين الأول، وهم بالتفصيل: أولا: العراقيون (10،800 زائر، أي بنسبة 24 في المئة من مجمل الزوار العرب)، ثانيا: السعوديون (9،381 زائرا، 20 في المئة). ثالثا: الأردنيون (9،333 زائرا، 20 في المئة). رابعا: المصريون (5،319 زائرا، 12 في المئة)، خامسا: الكويتيون (4،520 زائرا، 10 في المئة).
أما الوافدون من الدول الأوروبية فحلّوا في المرتبة الثانية، وعددهم 40 ألفا و456 زائرا، أي بنسبة 33 في المئة من مجمل الزوار، وهم بالتفصيل: أولا: الفرنسيون (11،032 زائرا، أي بنسبة 27 في المئة من مجمل الزوار الأوروبيين)، ثانيا: الألمان (6،370 زائرا، 16 في المئة)، ثالثا: البريطانيون (4،066 زائرا، 10 في المئة)، رابعا: الايطاليون (2،844 زائرا، 7 في المئة)، خامسا: الأتراك (2،756 زائرا، 7 في المئة). وفيما احتل المرتبة الثالثة، الوافدون من قارة آسيا، وعددهم 14 ألفا و947 زائرا، منهم إيرانيون 6 آلاف و408 زوار. حلّ الوافدون من قارة أميركا رابعا، وبلغ عددهم 13 ألفا و817 زائرا، موزعين كما يلي: أولا: الولايات المتحدة (6،900 زائر، أي بنسبة 50 في المئة من مجمل الزوار من أميركا)، ثانيا: الكنديون (4،973 زائرا، 36 في المئة)، ثالثا: البرازيليون (777 زائرا، 6 في المئة).

1400711 زائرا في 10 أشهر
وخسر لبنان في الأشهر العشرة الأولى من السنة 451 ألفا و211 زائرا، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث أظهرت القراءة الرقمية الصادرة عن قسم الإحصاء في وزارة السياحة، أن المجموع العام لعدد الوافدين من كانون الثاني حتى تشرين الأول الماضي بلغ مليونا و400 ألف و711 زائرا، مقابل مليون و851 ألفا و922 زائرا في العام الماضي، أي بتراجع 24،36 في المئة.
وتندرج هذه الخسارة، ضمن مؤشرات شهرية سلبية منذ بداية العام الحالي، تراوحت نسبة تراجعها بين 39،31 في المئة في شهر تموز (أي في ذروة الموسم السياحي) كحدّ أقصى، و7،63 في المئة في كانون الثاني كحد أدنى، وقد جاءت التراجعات على النحو التالي: تشرين الأول 20،76 في المئة، أيلول 26،26 في المئة، آب 20،01 في المئة، حزيران 23،05 في المئة، أيار 29،06 في المئة، نيسان 20،39 في المئة، آذار 14،34 في المئة، شباط 16،88 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
فنتيجة الاضطرابات السياسية التي شهدها لبنان، وتصاعد الحراك الشعبي العربي، من دون نسيان الوضع السوري المتأزم منذ شهر آذار الماضي، سجلت المؤشرات تراجعا في حركة السيّاح من الدول العربية شملت الأشهر العشـرة كلها، حيث بلغ مجــموع الوافدين 476 ألفا و284 زائرا، مقابل 765 ألفا و476 زائرا في الفترة نفسها من العام 2010، أي بتراجع بلغ 289 ألفا و192 زائرا، ومعظم هؤلاء كانوا يأتون إلى لبنان عبر البر، إلا أنه نتيجة المخاوف من الأوضاع الأمنية في سوريا فقدهم البلد، من دون إمكانية التعويض عنهم جوّا، نتيجة العديد من العوامل، وأبرزها التكلفة العالية لتذاكر السفر. كما واكب ذلك، تراجع متفاوت في حركة الوافدين من كل الدول، ومنها أوروبا، حيث بلغ عدد الوافدين منها في الأشهر العشرة الأولى 415 ألفا و210 زوار، مقابل 467 ألفا و70 زائرا في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بتراجع بلغ 51 ألفا و860 زائرا.
كامل صالح - السفير 16 كانون الأول 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم