21 ديسمبر 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عشية الأعياد: المؤسسات السياحية خارج بيروت تدق ناقوس الخطر


برزت عشية الميلاد ورأس السنة، ظاهرة لافتة تمثلت من جهة، في تراجع أسعار بعض السلع الغذائية والزراعية واللحوم خصوصاً الغنم، ومن جهة أخرى في ارتفاع الطلب على حجوزات المؤسسات السياحية في بيروت، وتراجعها خارج العاصمة.

وإذ أكد أمين عام اتحادات النقابات السياحية جون بيروتي أن حجوزات الفنادق في العاصمة حافظت على المستوى الذي بلغته العام الماضي، وهو 100 في المئة، أفاد «السفير» أن الحجوزات خارج بيروت لم تلامس حتى اليوم الـ 50 في المئة، بعدما بلغت العام الماضي 75 إلى 90 في المئة عشية موسم الأعياد، مشيراً إلى أن «القطاع يدق ناقوس الخطر لتكبده كلفة عالية نتيجة العديد من العوامل، وأبرزها ارتفاع التقنين الكهربائي إلى 14 ساعة، فضلاً عن تحول وجهات معظم السيّاح الذين كانوا يأتون برا، إلى العاصمة، بعد ارتفاع التوتر الأمني في سوريا»، كاشفا أن «نسبة التشغيل خارج العاصمة، منذ عيد الأضحى، تراوحت بين 20 و30 في المئة كحد أقصى».

في المقابل، اعتبرت مسؤولة «قسم مراقبة وسلامة الغذاء في جمعية المستهلك - لبنان» ندى نعمة أن «تراجع أسعار بعض السلع هذه الأيام، ليس بسبب تحول التجّار إلى ملائكة، كما أنه ليس منّة من أحد أو نتيجة مراقبة وزارة الاقتصاد للأسعار، إنما نتيجة الكساد بسبب صعوبات في تصدير الإنتاج اللبناني إلى سوريا أو عبرها إلى البلدان العربية، فضلا عن دخول كميات كبيرة من الأغنام إلى الشمال من سوريا».

وحذرت نعمة عبر «السفير» من استمرار الفوضى الاقتصادية التي يتخبط بها البلد، مشيرة إلى «وجود ارتفاعات متفاوتة في أسعار بعض السلع الأخرى، لا سيما البندورة والخضار المستوردة من الأردن نتيجة ارتفاع المخاطر البرية». كما لاحظت «ارتفاعات غير مبررة في السلع التي يزداد الطلب عليها في موسم الأعياد، منها لعب الأطفال، والدجاج، والأجبان والألبان والأسماك، على الرغم من أن التجّار يستوردونها قبل موسم الأعياد بأسعار رخيصة».

عروضات تنافسية بين السوبر ماركت

إلا أن رئيس «نقابة السوبر ماركت» نبيل فهد نفى عبر «السفير»، حدوث ارتفاع في أسعار الألعاب أو ارتفاعات غير طبيعية في السلع، مؤكدا أن «الحاصل هو العكس، حيث خُفضت أسعار بعض السلع، نتيجة العروضات التنافسية بين السوبر ماركت»، مشيرا إلى أن «حركة الاستهلاك جيدة، وطبيعية، وليست مختلفة عن الفترة نفسها من العام الماضي».

وتقدر حركة المبيعات في قطاع محلات المواد الغذائية الكبرى والصغرى، بحوالى 3 مليارات دولار سنويا، أي بمعدل وسطي يبلغ 250 مليون دولار شهريا. وأشار فهد إلى «وجود صعوبة حاليا في رصد حركة المبيعات نتيجة الدينامكية التي يشهدها القطاع، لا سيما مع افتتاح محلات جديدة باستمرار في المناطق».

ارتفاع الطلب على السيارات الكبيرة

من جهة أخرى، وبعدما تمنى وزير السياحة فادي عبود خلال لقائه أمس، وفد نقابة أصحاب الفنادق برئاسة بيار الأشقر،» أن تطول فترة الأعياد لكي يستفيد لبنان سياحيا»، أيد رئيس «نقابة أصحاب وكالات تأجير السيارات السياحية الخصوصية في لبنان» محمد دقدوق دعوة الأشقر «لعدم التصعيد السياسي، لأنه يعطي صورة غير إيجابية عن البلد، ويضرّ بالقطاع السياحي».

وأوضح دقدوق لـ«السفير» أن «طلب الحجوزات على السيارات السياحية ارتفع من 20 في المئة إلى 75 في المئة، ممتدة من 24 كانون الأول الجاري إلى 2 كانون الثاني المقبل».

ولفت إلى أن «ارتفاع الطلب على السيارات الكبيرة، يشير إلى وجود حركة سياحية نشطة»، لكنه استدرك قائلا: «إن المغترب اللبناني يبقى المحرك الأساس للقطاع بحوالى 40 إلى 50 في المئة، والأجنبي 20 في المئة، مع تحسن طفيف في الحجوزات الخليجية».

واعتبر دقدوق «أن لبنان لم يستفد من السياح الذين كانوا يقصدون سوريا، حيث كان من المفترض أن نجذب من 50 إلى 60 في المئة منهم»، مضيفا «كأن يراد للبنان إسقاطه إعلاميا كمنطقة توتر أمني، وهذا غير صحيح»، آملا أن «يتمكن اللبنانيون من الانتباه إلى مصالحهم وأعمالهم، وأن يتحلى خطاب المسؤولين السياسيين بالحكمة والهدوء، بدلا من الاحتقان الذي لا يؤدي إلى نتيجة، حيث في نهاية المطاف سيعودون جميعا إلى الجلوس معا على الطاولة نفسها».

ويضم قطاع وكالات تأجير السيارات السياحية، حوالى 200 شركة بعدما أقفلت 40 شركة أخيراً، نتيجة صعوبات مالية، ويبلغ أسطول القطاع حوالى 16 ألف سيارة، يتجدد منها سنوياً حوالى 5 آلاف سيارة.

تجهيز الحدود البرية «قدر الإمكان»

وكان وزير السياحة فادي عبود قد أوضح بعد لقائه أمس، وفد نقابة أصحاب الفنادق الجديد في زيارة بروتوكولية لمناسبة الانتخابات الجديدة للنقابة، أن الوزارة على جهوزية تامة على أبواب موسم الأعياد، مشيراً إلى أنها «ستواصل تلقي الشكاوى وملاحقتها 24 ساعة على 24، عبر الخط الساخن 1735».

وأشار إلى «أن الحدود البرية مجهزة قدر الإمكان لاستقبال السياح».وعن حجوزات الفنادق، أوضح «أن نسبة التشغيل بين العيدين 100 في المئة، والأمر نفسه بالنسبة للحجوزات في شركات الطيران، لكن المطلوب زيادة عدد الرحلات وبأسعار تنافسية لكي يستفيد لبنان».

وشدد على «أن الموضوع السياسي أساس في عملنا، ولا يمكن للسياحة أن تزدهر وتستمر إذا كانت الأجواء ملبدة، أو هناك تصعيد سياسي».

وكشف أن الوزارة تعمل «على تأمـــين عطلة سنوية لسياحة التـــزلج في لبــنان، خصـــوصاً أن هذه السياحة بحاجة إلى عدد أيام أكثر لكي تنجح وتســتمر، ولبنان يتمتع بهذه الميزة بين الدول العــربية، ويمكنه بالتالي أن يؤمن لهم سياحة التزلج».

وعن التنسيق مع بقية الوزارات، قال عبود: «التنسيق قائم مع وزارتي الداخلية والنقل ومع كل الأطراف المعنية لتأمين نجاح موسم الأعياد، كما أن الشرطة السياحية موجودة في كل الأماكن السياحية».

ولفت إلى أن «القطاع الخاص فاعل، ويمكنه أن يعوّض عن الثغرات الموجودة في البنى التحتية أو الكهرباء أو غيرها من الأمور، أما بالنسبة إلى زحمة السير، فهذه المعضلة موجودة في كل عواصم العالم، وبرغم ذلك نحاول معالجتها قدر الإمكان».

أما الأشقر فرأى «أن لبنان على صعيد المنطقة، برهن على أنه الأكثر استــقراراً وأكـــثر تشغيلا للسياحة، فمنذ بداية أيلول كانت نسبة التشغيل 70 في المئة، وهو معدل لا بأس به في بيروت، واليوم نسبة التشغـــيل هي 110 في المئة، بعدما كانت في الأمـس، 105 في المئة».

كامل صالح - السفير 20 كانون الاول 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم