16 مارس 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : المناخ والبورصة يرفعان أكلاف «تعديل المزاج اللبناني»


ألفا ليرة ارتفاع سعر كيلو البن مع هال (بلال قبلان)
 As-Safir Newspaper - كامل صالح : المناخ والبورصة يرفعان أكلاف «تعديل المزاج اللبناني»
دخل «المزاج اللبناني» في بورصة العرض والطلب، بعدما أصبح «البن» و»الشاي» يخضعان لارتفاع الأسهم وانخفاضها في البورصة العالمية، فضلا عن عوامل أخرى، أدت إلى ارتفاع سعر طن البن الأخضر عالميا، نحو 1500 دولار أميركي، وكيلو الشاي دولارين و60 سنتا.
يبتسم أبو أحمد (صاحب مقهى) عندما تسأله عن سبب ارتفاع سعر القهوة: «لم يبق شيء لم يرتفع سعره في هذا البلد، سوى الإنسان»، موضحا «أنهم يشترون كيلو البن مع هال حاليا، بـ 16 ألف ليرة، بعدما كان منذ شهر تقريبا بـ 14 ألفا. فيما الشاي بـ 13 ألفا، وسابقا بنحو 8 آلاف وخمسمئة ليرة، كذلك السكر الذي بلغ سعره ألفي ليرة للكيلو».
ويتفاوت ارتفاع أسعار كيلو البن من محمصة لأخرى، فمن دون هال 14 ألفا أو 15 ألفا، ومع هال 16 ألفا أو 17 ألفا، أي نسبة ارتفاع الكيلو تبلغ نحو 21 في المئة.
ويوضح نقيب تجار مال القبان في لبنان أرسلان سنو أن هناك «عوامل عدة متداخلة، دفعت لارتفاع الغذاء عالميا، وخصوصا الحبوب على أنواعها»، ومن أبرزها: عوامل المناخ، وتحويل حقول شاسعة لزراعات السكر والبذور الزيتية والذرة، بهدف استخلاص مادة الايثانول منها، لخلطها مع مادة البنزين، فضلا عن زيادة عدد السكان، وعدم الاستخدام الواعي للمياه الجوفية، وصولا إلى تأثيرات الأحداث العربية وتسونامي اليابان».
خلاف حول سعر الطن
لكن، بدا واضحا التباين في سعر طن البن حاليا، ففيما يفيد محمد خالد سنو (تاجر مواد غذائية، ورئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية الهولندية) أن سعر الطن نحو 3 آلاف و800 دولار، بعدما بلغ في السنة الماضية ألفين و200 دولار، أي بزيادة نحو 73 في المئة، يشير عامر مجذوب (تاجر بن) إلى أن سعر طن البن الأخضر، 4800 دولار، فيما كان سابقا بـ 3500 دولار، أي بنسبة 37 في المئة.
أما سعر طن الهال، وفق مجذوب، فيبلغ 40 ألف دولار، بعدما كان يباع قبل سنوات بخمسة آلاف دولار. وكيلو الشاي (من دون اعداد)، وفق سنو، نحو 5 دولارات و60 سنتا، فيما كان حوالى 3 دولارات في السنة الماضية، أي بزيادة حوالى 86 في المئة، وبلغ طن السكر 900 دولار للطن، لينخفض إلى حوالى 780 دولاراً.
إلا أن سنو ومجذوب يتفقان على العوامل المؤدية لارتفاع سعر البن والشاي، ومنها: النقص في الإنتاج وارتفاع الاستهلاك، وتغير المناخ، «فموسم البن في البرازيل تضرر نتيجة شحّ الأمطار»، فيما «الفيضانات أغرقت حقول الشاي في سيرلانكا»، فضلا عن دخول البن في البورصة، وتقلص المساحات الزراعية.
ويلفت مجذوب إلى التكلفة المرتفعة على شحن كميات البن والهال من البرازيل وغواتيمالا، «فالآن تكلفة الشحنة لأربعة أطنان، نحو 100 ألف دولار، وكان يدفع المبلغ نفسه، لشحن 15 طنا».
وبسؤاله عن اختلاف سعر كيلو البن مع هال أو من دونه، فيوضح أن المحامص الآن تضيف نحو 20 غراما من الهال مع الكيلو، بعدما كانت الإضافة 50 غراما، بغية التخفيض من الكلفة.
ويوزع مجذوب شهريا من 60 إلى 70 طنا من البن، مشيرا إلى أن الاستهلاك يرتفع في الشتاء، وينخفض في شهر أيلول مع بدء المدارس، وفي الصيف لصالح المشروبات الباردة.
استيراد وتصدير
وتمارس نحو 8 مؤسسات «تجارة جملة القهوة المحمصة»، بحسب لائحة المنتسبين في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل ولبنان، وتشمل أنشطتها: تحميص وطحن البن، تجارة القهوة، إدارة مقاه، تجارة ماكينات القهوة والبن والسكر، وغيرها.
وبلغ استيراد «البن والشاي والبهارات في لبنان لعام 2010»، وفق دائرة الإحصاء في الغرفة، 78 مليون دولار و877 ألفا لـ 28 ألفا و502 طن، منها: بن (22،270 ألف طن) بـ (54،634 مليون دولار)، أي بنسبة 69 في المئة، شاي (2،716 طن) بـ (16،838 مليون دولار)، أي بنسبة 21 في المئة. أما «جوز الطيب وبساسته وقاقلة (حب الهال)»، فيستورد لبنان سنويا، 114 طنا بقيمة (1،270 مليون دولار).
في المقابل، يصدر لبنان سنويا (بن وشاي وبهارات): 3 آلاف و130 طنا بقيمة 17 مليون دولار و878 ألفا، منها: بن (1،942 ألف طن) بقيمة (12،161 مليون دولار)، أي بنسبة 68 في المئة، وشاي (277 طنا) بـ (1،856 مليون دولار)، أي بنسبة 10 في المئة، وجوز الطيب وحب الهال 3 أطنان بقيمة 66 ألف دولار.
وأبرز البلدان على لائحة الاستيراد: البرازيل، الأرجنتين، سريلانكا، غواتيمالا، فيتنام، كولومبيا، مصر، الإمارات العربية. أما التصدير فأبرزها إلى: الأردن، السعودية، الإمارات العربية، قطر، الولايات المتحدة.
مزاج وحلم
إلا أن اللبناني، المرتبط مفتاح نهاره بفنجان قهوة صباحا، يبدو أنه لم ولن يفكر بالتخلي عن شرب القهوة، «حتى لو زاد سعرها مئة في المئة»، كما يقول سليم الذي يقصد يوميا أحد مقاهي الحمراء ليشرب فنجانه، ويقرأ جريدته، «فالقهوة لها فعل السحر في مزاجنا، ومنشط في مواجهة الضغوط، خصوصا في هذه الأيام، حيث لا حكومة، وأسعار السلع والمحروقات تواصل ارتفاعها.. والراتب يتبخر قبل منتصف الشهر».
ويضيف مازحا: «يقال إن المتاجرة في القهوة في الحلم، تنبئ بفشل الأعمال، وإذا كنت تبيعها، فيعني أن الخسارة مؤكدة، أما إذا كنت تشتري القهوة، فقد تحتفظ بسمعة حسنة»، ويخلص مبتسماً: «لذا، أنا أحافظ على سمعتي بشراء القهوة يوميا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم