15 مارس 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عودة الروح إلى قطاع التزلج بعد نكسة العام الماضي

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عودة الروح إلى قطاع التزلج بعد نكسة العام الماضي
تغيّر معدل النمو السلبي للسياحة الشتوية، إلى إيجابي، مع تساقط الثلوج وتراكمها بكثافة، خصوصا في مراكز التزلج.
وتقدّر سماكة الثلج في الأرز وكفرذبيان من متر إلى متر ونصف متر، ما يعني أن هناك تأخيرا في عملية الذوبان، قد تمتد إلى منتصف نيسان، «إذا لم تهبّ عاصفة خماسينية (صحراوية) في أواخر الشهر الجاري»، بحسب الأمين العام للاتحاد اللبناني للتزلج ادمون كيروز.
وفيما يأمل أصحاب المنتجعات والمستفيدون من قطاع السياحة الشتوية، التعويض عن الخسائر الجسيمة التي تكبدوها في العام الماضي، وفي بداية الموسم الحالي نتيجة عوامل المناخ، يتوقعون أن تكون هذه السنة ممتازة من ناحية الإقبال والعائدات المالية، إذا استمر الوضع الأمني مستقرا، برغم تشكيل الحكومة الجديدة أو عدمها.
وتعتمد السياحة الشتوية، بحسب وزارة السياحة، على الداخل بنحو 75 في المئة، وتشكل النسبة الباقية من سيّاح الخارج. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة قليلا، نتيجة العوامل السياسية غير المستقرة التي شهدتها بعض الدول العربية، خصوصا البلدان السياحية منها مصر وتونس.
ويشهد الموسم حاليا، بحسب كيروز والمدرب سركيس عبود، إقبالا من سيّاح عرب وأوروبيين، ومن طلاب المدارس والجامعات على مدار الأسبوع، ويصل الإقبال إلى ذروته يومي السبت والأحد، فضلا عن تنظيم بطولات في سباق التزلج على مدار الموسم، تستقطب مئات الصغار والكبار.
ويتفرّد لبنان في سياحة التزلج، ويبلغ العدد الإجمالي للمتزلجين أسبوعيا أكثر من 20 ألفا، يصرف الشخص الواحد كمعدل وسطي 80 دولارا، تشمل: الطعام، استئجار أدوات التزلج، الحذاء الخاص، الثياب، من دون احتساب ثمن ساعة التدريب على التزلج التي تبلغ حوالى 30 دولارا، والمشتركين الذين يدفعون سنويا حوالى 700 دولار.
وبعدما خسر قطاع التزلج شهري كانون الأول وكانون الثاني، وما يتضمنان من مناسبات وعطل، يتوقع أن تبلغ عائدات القطاع في الأسابيع الأربعة المقبلة، حوالى 6 ملايين دولار، إذا بقي الطقس جيدا لناحية تساقط الثلوج، وانخفاض في درجات الحرارة، وذلك بتحسن 90 في المئة عن العام الماضي، حيث أصيب القطاع بكارثة حقيقية، وإنهاء عقود العمل مع العديد من الموظفين والعمّال، نتيجة عدم صمود الثلج لأكثر من عشرة أيام.
وتتراوح نسبة المستفيدين من قطاع التزلج، بحسب كيروز، من 6 إلى 7 آلاف شخص، بينهم موظفون ثابتون، وعمّال مواسم.
فيما تعيل السياحة الشتوية، وفق الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية جوني بيروتي، مئات العائلات في قرى الاصطياف والجبال، حيث يقدر عددها بنحو 20 ألف شخص.
وفي هذا السياق، يأمل كيروز، من الدولة، أن تشجع هذه الرياضة، وتسعى إلى تحويلها إلى رياضة شعبية، مطالبا بإعادة تأهيل محطة بشري المتوقفة عن العمل منذ سنوات، لتنضم إلى محطات: كفرذبيان، الأرز، اللقلوق، فقرا، قناة باكيش، الزعرور، داعيا المسؤولين في وزارتي السياحة والشباب والرياضة وبلدية بشري، الى الاهتمام بهذه المحطة، «التي يعني تشغيلها إقبال شرائح من الطبقتين الوسطى والفقيرة على رياضة التزلج، وكسر احتكار ممارسة هذه الرياضة من الأغنياء فقط»، مشيرا إلى أن مصعد محطة بشري، الذي يعود لأيام الانتداب الفرنسي، يعد الأطول والأهم في الشرق الأوسط، حيث يمتد نحو 2400 متر، من سفوح المكمل إلى أعالي فم الميزاب. ويقترح في هذا الإطار، الاستفادة من المعدات الأوروبية، التي يمكن شراؤها بأسعار مقبولة، بعد عمليات التحديث التي تجريها دوريا على مصاعدها.
وما زالت السياحة تشكل الدخل الأكبر للبنان، إذ بلغت إيرادات القطاع في العام الماضي نحو 8 مليارات دولار، 40 في المئة منها من إنفاق السياح العرب، وتشكل السياحة 22 في المئة من الدخل القومي، وسياحة التزلج تحديدا من ضمن سياسة وزارة السياحة لسياحة الـ365 يوماً على الأراضي اللبنانية كافة.
ومن ضمن البرامج التي قدمتها الوزارة لتفعيل الصناعة السياحية، «خلق قطاع إنتاجي تمتد منافعه على فصول السنة كلها، ويساهم في تنمية جميع المناطق»، حيث يشمل برنامج العمل «تطبيق مجموعة من الإجراءات في المرحلة المقبلة، لتطوير القدرة التنافسية للسياحة اللبنانية، وإعادة وضع لبنان على الخارطة السياحية، وتعزيز موقعه، وجعله بلداً سياحياً رائداً في المنطقة والعالم».
ويبرز البرنامج أهمية سياحة التزلج، التي تعتبر «ثروة قيمة يجب العمل على تطويرها، خصوصاً أنها تساهم في إنماء المناطق الجبلية». ومن الأهداف، العمل على تحويل لبنان إلى مركز تزلج عالمي، عبر ربط كل مراكز التزلج بعضها ببعض، كما العمل على مبادئ السلامة العامة والترويج لرياضة التزلج في المحافل الدولية.
ويستند البرنامج الى اعتبار أن السياحة في لبنان باتت تشكل المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني. وهي تشمل قطاعات واسعة من المؤسسات والمواقع يزيد عددها على ثلاثين ألفاً بين معالم أثرية، ومواقع، ومطاعم ومقاه وفنادق ومسابح وغيرها.
إلا أن هذا البرنامج التطويري، وأمام الوضع السياسي غير المستقر، ما زال يواجه إشكالات عديدة، منها في مسألة إعادة النظر في التشريعات والقوانين الخاصة بالسياحة، وإعادة تنظيم هيكلية الوزارة، وإعادة تفعيل الهيئة العليا للسياحة لتسهيل التعاون بين الوزارات المختصة، كذلك العرقلة في إعداد سلة من الحوافز لتشجيع عملية الاستثمار في القطاع السياحي، خصوصاً في المناطق خارج المدن، لتشجيع التنمية السياحية المستدامة في المجتمعات المحلية في إطار الإنماء المتوازن.
يشار إلى أن لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط، المجهّزة لممارسة أنواع الرياضة الشتوية، لا سيما رياضة التزلج في موسم الثلج الممتد عادة من كانون الأول حتى بدايات نيسان. ففيه تتوافر جميع المقومات السياحية الشتوية والمنتجعات التي تؤمن الخدمات اللازمة للسائح من فنادق وشاليهات للإقامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم