28 فبراير 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : هل يحقق شباب لبنان ما عجزت عنه النقابات؟

As-Safir Newspaper - كامل صالح : هل يحقق شباب لبنان ما عجزت عنه النقابات؟
لم ينتظر شباب لبنان تشكيل الحكومة الجديدة، كما فعلت النقابات العمّالية، ليرفعوا الصوت عاليا، وليطالبوا بتحقيق «دولة العدالة الاجتماعية والمساواة، ورفض الاستغلال الاقتــصادي، والبطــالة، والهجرة، وأمراء الطوائف، والمحاصصة والتوريث الســياسي، والفقر والتهميش».
آلاف الشباب «مواطنين ومواطنات»، تداعوا عبر الانترنت وبعد اجتماعات مكثفة، إلى التظاهر ظهر غد من أمام كنيسة مار مخايل في الشياح مرورا بالطيونة وصولا إلى العدلية، رافعين شعارات تعبر عن الوطن الذي يريدونه، ويطمحون إليه، وكل همّهم أن يقولوا «خلص»، لأنّ «لكل مواطن القدرة على الصبر والتحمل»، لذا هم «ضد الإنماء غير المتوازن، والحرمان المناطقي، والعنصريّة والتمييز».
ولا تقتصر المطالب على هذه الشعارات فحسب، بل تتسع لتشمل: «الحق في العيش الكريم لكل المواطنين عبر رفع الحد الأدنى للأجور، تخفيض أسعار المواد الأساسيّة، تخفيض أسعار المحروقات، تعزيز التعليم الرسمي، تكافؤ فرص العمل العامة والخاصة، إلغاء المحسوبيّة والوساطة والرشاوى، الحق بالمسكن اللائق، تعزيز الضمان الاجتماعي، وإقرار ضمان الشيخوخة».
ليست هذه إلا بعض المطالب، بحسب د. باسل صالح ودينا أبي صعب وزياد توبة وغيرهم من الشباب، «لهذا، ولأسباب أخرى، يجب ونريد إسقاط النظام الطائفي»، مطالبين «جميع المواطنــين والمواطنات بالتحرك».
غصن: نحن حركة نقابية لا انقلابية
في المقابل، «تحركات الاتحاد تكون بهدف تحقيق المطالب، وإنتاج حل، فنحن لسنا حركة انقلابية، بل نقابية»، كما يقــول رئيس الاتحاد العمّالي العام غسان غصن لـ«السفير، و«إذا قرر الشــعب الخروج بثورة شعبية، فلا يعود قراره للاتحاد، إنما يكون الموضــوع مختلفا»، مشيرا «إلى أن الاتحاد يؤدي دوره، وإذا غيرنا تحرك على الأرض فليتكل على الله».
ويؤكد غصن أن الاتحاد إلى جانب الشباب، و«معهم في كل مطلب اجتماعي واقتصادي يؤمن حقهم في العمل والعدالة الاجتماعية»، مبررا تأجيل الاتحاد لتحركه الأخير، لعدم «وجود مسؤول حاضر، للوصول معه إلى نتيجة».
وعن واقع الاتحادات حاليا، يرفض غصن الاتهامات المسبقة، معتبرا أن أهمية العمل النقابي تكمن في تحركاته ضمن إطار كونفدرالي»، و«أن الاختلافات أمر طبيعي وعادي»، مؤكدا أن الاتحاد لا يرفع أجندة أحد، بل نرمي من كل تحرك نقوم به الوصول إلى هدف محدد، مثل تصحيح الأجور وغلاء المحروقات وغيرهما، فنحن لا نرفع شعارات ضخمة»، مجددا قوله «إن الاتحاد مع كل المطالب التي تنادي بها النقابات إن اختلفت أو توحدت، ونحن أمامها وليس وراءها».
ويسأل: هل المطلوب أن نرفع شعار بالروح بالدم؟.. الحمد لله هذا ليس موجــودا»، مشيرا «إلى أن الحركة النقابية اللبنانية ناشطة ومتعددة وفاعلة».
الطوائف مسؤولة عن السياسات الاقتصادية
من جهته، يرى مفيد قطيش (من الحركة الشبابية) أنه «يسود اليوم تصنيم للطائفية من قبل غالبية اللبنانيين. والمؤسف أن المضمون المعتمد لهذا المفهوم هو ما أنتجته البرجوازية». ويضيف: «تقدم الطائفية على أنها حكم الطوائف، وأن الصراع صراع طائفي، وبذلك يبدو لبنان كبلد عجائبي، حيث وضعت الناس من مختلف الطوائف في مواجهة بعضها، بدلا من أن تتحد».
في ضوء هذا التشويه للوعي، يتابع قطيش، «تعفى الطبقة المسيطرة من أي مسؤولية، وتصبح الطوائف مسؤولة عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية، أي فقراء طريق الجديدة والضاحية وباب التبانة وعكار والجبل والجنوب...». ويلاحظ أنه «في ضوء ذلك، يلتبس الأمر في موضوع إسقاط النظام، بل يصبح من المستحيل اسقاطه».
ويستدرك قائلا: «لكن الناس لا علاقة لهم بالسلطة، إلا تلك المساهمة الشكلية في الانتخابات. وخارج ذلك هم ضحايا لهذا النظام».
ويشدد قطيش وغيره من الشباب، على ضرورة إجراء «حوار مفتوح بين اللبنانيين حول هذه المسائل، وتحقيق خروقات في وعي الناس، كي يتحدوا ضد العدو الحقيقي، بدلا من أن يتقاتلوا في ما بينهم لصالح خصمهم».
ويخلص للقول: «كيف يمكن إسقاط هذا النظام الذي يبدو للعين المجردة مقفلا وعصيا على التغيير، لأنه يقال لنا إن كل اللبنانيين يريدونه... فلينظم استفتاء بين اللبنانيين حوله».
نظرية «البيضة».. وراتب النائب
وتستشهد رشا عيسى في تعليقها على التحرك بمقولة: «إذا كسرت بيْضة بواسطة قوّة خارجية، فإن حياتها قد انتهت.. وإذا كسرت بواسِطة قوّة داخلية، فإن هنَاكَ حياة قد بدأَت..»، مؤكدة أن «الأشيَاء العظيمة دائما تبدأ من الداخل».
أما مهى عون فتسأل: «هل تعرف كم يبلغ راتب النائب في لبنان؟»، و«الأنكى أنه يورث المركز لابنه، الذي لا يتكفل حتى عناء التحصيل والدرس.. فالشهادة مؤمنة والمركز مؤمن.. ومن بعد حماري ما ينبت حشيش».
وتتوجه سلام عواضة بحديثها إلى «زعماء الطوائف»: «إن أرادوا تحقيق مطلب يلبي رغباتهم الشخصية، يحشدوا مئات الآلاف، لكن لتحقيق مطلب معيشي، أو لتخفيض سعر البنزين مثلا، لا يفعلون شيئا».
ويبرز راني عثمان أهمية «نقل الوعي كشرط أساسي للتغلب على الفكر الطائفي والمذهبي عبر حملات توعوية (طبقية، نقابية، نضالية) في المناطق المحرومة في الشمال والجنوب والبقاع، وأحياء بيروت»، داعيا إلى «مهاجمة النظام الطائفي عبر إسقاط أدواته الأساسية، والمتمثلة بالجهل والفقر والخوف من الآخر».
ويشير إلى أن الشباب يطرحون «برنامج العدالة الاجتماعية الحقة، بدلا من المزارع»، من هنا «علينا تعزيز الوعي النقابي لكسر ارتهان النقابات».
ويدعو حسام حيدر الشباب إلى «البقاء يدا واحدة الأحد (غدا)، لننجز واجباتنا تجاه أي واقع أفضل من الحالي»، معتبرا أن تحركهم «خطوة نحو الحل، بعيدا عن التجاذبات».
ويفيد حسن مشورب أن من ضمن مطالبهم «تعديل الجملة الدستورية التي تقول: «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك»، إلى «لا شرعية لأي سلطة تنبثق عن أي شكل من أشكال الطائفية»، أو تناقض ميثاق علمانية الدولة».
وتقول هدى أبو شقرا «ان يحكمك طاغية لقّب نفسه بملك الملوك، أو أن تحكمك مجموعة من الزعماء لقبهم ملوك الطوائف، هو الأمر عينه». وتضيف «ان يغتصب طاغيتك صوتك أو أن يصادر زعيمك صوتك (بالدستور) هو الأمر عينه، أن يوهمك طاغيتك بحرب قبائلية من بعده، أو أن يوهمك ملوك طوائفك بحرب أهلية من بعدهم هو الأمر عينه، أن تسقط طاغية، أو أن تسقط مجموعة من الطغاة هو الأمر عينه».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم