24 نوفمبر 2011

As-Safir Newspaper - كامل صالح : عبود: التركيز على الأسواق الواعدة أولويات برنامج الترويج لعام 2012 br /زوكو: 5 آلاف سائح صيني إلى لبنان من أصل 57 مليوناً ليس مرضياً


افتتاح «الملتقى السياحي اللبناني ـ الصيني الأول»

أخذ القطاع الخاص زمام المبادرة من القطاع الرسمي، للتسويق السياحي، عبر استضافته وللمرة الأولى، وفدا صينيا رفيع المستوى يضم عشرين شخصية، لفتح كوة على هذا السوق الكبير، حيث تعدّ الصين وفق إحصاءات 2010، ثالث دولة في العالم من ناحية الإنفاق السياحي، وبلغ عدد سيّاحها المسافرين إلى الخارج حوالى 57 مليونا.
وبدا لافتا أن استفادة لبنان من هذا السوق، لا يذكر، حيث بلغ عدد السياح الصينيين الزائرين إلى لبنان في العام الماضي، وفق إحصاءات وزارة الداخلية اللبنانية والسفارة الصينية في لبنان، 5938 سائحا، مقابل 12515 زائرا لبنانيا إلى الصين من بينهم 7018 سائحا.
ويؤكد نائب رئيس «جمعية الصداقة للشعب الصيني مع شعوب العالم» فنغ زوكو أن «هذه الأرقام ليست كافية، وليست مرضية لكلا لبنان (4،1 ملايين نسمة)، والصين (1،3 مليار نسمة).
ولتغيير «هذا الوضع غير المرضي»، وقعت في العام 2005، اتفاقية تعاون سياحي بين الحكومتين الصينية واللبنانية، تبعتها بعد ثلاث سنوات، مذكرة تفاهم بشأن تطبيق مشروع قدوم المجموعات السياحية الصينية إلى لبنان. لكن بقي ذلك من دون تفعيل، واستمر تركيز تسويق السياحة اللبنانية عربيا وغربيا، وقلما اتجه شرقا.
ويرى زوكو أنه «لو قدم 1 في المئة من مجموع السياح الصينيين البالغ 57 مليونا و386 ألفا و500 سائح في العام الماضي، إلى لبنان، فليس من الصعب أن يتحقق هدف وزارة السياحة اللبنانية، الساعية إلى رفع عدد السياح الأجانب من 2،17 مليون سائح في العام 2010 إلى 3 ملايين».
خطوات عملية لتعزيز التبادل السياحي
وافتتح أمس، «الملتقى السياحي اللبناني ـ الصيني الأول»، تحت عنوان: «السياحة ثقافة وفنون وتفاعل حضاري» في فندق مونرو، برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلا بوزير السياحة فادي عبود، وتنظيم «اتحاد النقابات السياحية في لبنان»، و«الربطة اللبنانية ـ الصينية للصداقة والتعاون»، بالتعاون مع «كلية السياحة في الجامعة اللبنانية»، في حضور سفير الصين وو جيشان، رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر، رئيس نقابة أصحاب المطاعم بول عريس، رئيس نقابة أصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان، رئيس نقابة أصحاب المجمعات السياحية جان بيروتي، عميد كلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية عبد الله سعيد، منسق الملتقى ورئيس الرابطة اللبنانية ـ الصينية للصداقة والتعاون الدكتور مسعود ضاهر.
واعتبر عبود في حفل الافتتاح، أن «الملتقى خطوة أساسية في تطوير التعاون السياحي بين لبنان والصين، كما له أهمية خاصة لجهة إبراز الإمكانيات الكبيرة في مجال إطلاق خطوات عملية لتعزيز التبادل السياحي بين البلدين»، الذي لا يزال ضئيلا، برغم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين الهادفة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات والمنظمات السياحية الصينية واللبنانية، وإلى تشجيع الاستثمار السياحي.
ولفت عبود إلى أنه «زار لبنان 5 آلاف و400 صيني في العام 2010، أما العام 2011 فقد سجل نسبة 4 آلاف و200 صيني حتى شهر تشرين الأول».
انطلاقا من هذه المعطيات، شدد عبود على «ضرورة أساسية لزيادة هذه الأعداد الوافدة، وخصوصا أن نسبة زيارة السياح الصينيين إلى البلدان المجاورة وتحديدا تركيا والأردن تعتبر أضعاف ذلك بكثير»، معلنا أن «السفير الصيني في لبنان قد صرح مرارا، أن نسبة السياح الصينيين إلى لبنان ما زال ضئيلا في ظل عدم وجود أي شركة أو وكالة سياحية لبنانية في الصين تستقطب الحركة الوافدة. لذا يقتضي العمل على تفعيل التبادل السياحي بين البلدين، وتوجيه القطاع الخاص لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع عبر تطوير الترويج والتسويق والاستثمار السياحي، وإقامة المعارض الصينية اللبنانية المشتركة والتعريف عن المقومات السياحية اللبنانية، وإعداد رحلات منظمة وتقديم عروض مناسبة للأسواق الصينية».
ونفذت وزارة السياحة في هذا المضمار، وفق عبود، منشورات عن السياحة اللبنانية باللغة الصينية، كاشفا أن «من أولويات البرنامج التنفيذي للترويج والتسويق لعام 2012، التركيز على الأسواق الصينية الواعدة عن طريق تكليف شركة علاقات عامة في الصين تهدف إلى تعميق المعرفة المتبادلة للتراثين الثقافي والتاريخي، إضافة إلى تعزيز الحركة السياحية، والتفاعل الحضاري والثقافي بين الشعبين الصديقين، ولتوجيه المواطنين الصينيين لاختيار لبنان مقصدا سياحيا جذابا».
«لتكامل العمل بين الرسمي والخاص»
في المقابل، أوضح رئيس الاتحاد بيار الأشقر لـ«السفير»، أن هذه الخطوة تهدف لأن «يعرف الصينيون لبنان، ويسمعوا به، فالصين تملك إمكانات كبيرة، وصناعتها وتجارتها في نمو متواصل، وعندما نجذب شريحة من السياح الصينيين إلى بلدنا، فنحن ننتظر أن تكبر تدريجيا، وتاليا تؤثر إيجابا على مداخيل القطاع، عبر ارتفاع نسبة العدد الإجمالي للسياح سنويا».
ولفت إلى أن العمل لن ينتهي عند هذا المؤتمر، بل يجب أن تتبعه خطوات أخرى، وأن يكون هناك تكامل بين عمل القطاعين الرسمي والخاص، منطلقا من أسس حضارية وعلمية لتعزيز وضعنا السياحي، لذا سيعقد الملتقى الثاني في الصين في العام المقبل، فضلا عن نشاطات أخرى متبادلة بين الجهتين تقع ضمن هذا التوجه».
وفيما ألمح الأشقر إلى ضعف الاهتمام الرسمي بجذب السياح، شدد على أهمية أن تعطى وزارة السياحة الإمكانيات اللازمة لتأدية دورها، «إذ من غير الطبيعي أن تضخ السياحة في البلد، وفق إحصاءات السنة الماضية، حوالى 7 مليارات دولار، ولا تحصل على شيء في المقابل».
وإذ أبدى الأشقر تأييده لمقولة «اطلبوا تعزيز السياحة ولو من الصين»، رأى أن «مساعدة الصين للبنان سياحيا من الممكن أن تكون جذرية أكثر من الغرب، في حال تمكنّا من الاستفادة من الاقتصاد الصيني الموجه»، كاشفا عن مساع لفتح خط طيران مع الصين بأسعار مخفضة، عبر التنسيق مع طيران الشرق الأوسط، وإذا وصلت هذه المساعي إلى طريق مسدود، سننتقل للتنسيق مع شركة طيران عربية».
«الأول من نوعه لبنانيا وعربيا»
 أما رئيس الرابطة اللبنانية ـ الصينية الدكتور مسعود ضاهر أوضح لـ«السفير» أن «الملتقى، يعدّ الأول من نوعه لبنانيا وعربيا، ويهدف إلى فتح آفاق واسعة بين البلدين». واعتبر أن «لبنان بإمكانه في السنوات القليلة المقبلة، من جذب حوالى نصف مليون سائح صيني، لأن الإمكانيات متوفرة، ولدى بعض المؤسسات السياحية الصينية، رغبة حقيقية في تعزيز التبادل السياحي»، مشيرا إلى أن الرابطة تستعد لتنظيم «أسبوع الجمال اللبناني في الصين»، وعقد ندوة عن «المرأة في الإبداع».
وبعدما أبرز أهمية التعرف إلى الفكر الصيني، بحيث لا يقتصر تواصلنا على الناحية التجارية، شدد مسعود على أهمية أن «يكون التوجه اللبناني متوازنا بين الغرب والشرق، ويرى الألوان كافة، إذ لم يعد بإمكان أي دولة في العالم منافسة الصين، وتاليا هناك فائدة للبنان أن يدرس التجربة الصينية، وكيف عزز هذا البلد نموه الاقتصادي في الثلاثين السنة الماضية».
ولفت إلى «أن استضافة لبنان للملتقى، تأتي انطلاقا من رؤية ثقافية واضحة ترى أن السياحة ثقافة وفنون وتفاعل حضاري. لذلك حرصت رابطتنا، بالتعاون مع جمعية الصداقة للشعب الصيني مع شعوب العالم، والجمعية العربية ـ الصينية، على العمل معا لإشراك نخبة من المهتمين في تعزيز السياحة بين لبنان والصين».
واستهل حفل الافتتاح، بكلمة لعميد كلية السياحة أشار فيها إلى «أن السياحة تقرب المسافات بين الشعوب، وتخلق المناخ الملائم والعفوي لتبادل المعارف الفنية والثقافية والخبرات الحضارية، وتبادل البضائع المادية. وتساعد على توليد مناخ ايجابي من العواطف المشتركة بين الشعوب. وتلعب وسائل الإعلام العصرية، المرئية منها والمسموعة والمكتوبة، والإبداعات الفنية، والمهرجانات الشعبية والفولكلورية، والأماكن الأثرية، وامتلاك الشعب لأكثر من لغة حية، دورا أساسيا في تطوير القطاع السياحي في لبنان وتنمية موارده المادية والثقافية».
ضم الوفد الصيني عشرين شخصية برئاسة زوكو، والأمينة العامة لجمعية الصداقة العربية ـ الصينية زو دان، وأكاديميين ومسؤولين كبارا في إدارة المناطق الصينية، ومدراء مؤسسات سياحية ومترجمين وإعلاميين. وشارك عن الجانب اللبناني أساتذة جامعيين لفتح حوار علمي يرمي إلى تطوير الحركة السياحية بين لبنان والصين بكامل أبعادها الثقافية والفنية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية، حيث عقدت جلستان، الأولى: بعنوان «السياحة ثقافة وفنون» برئاسة العميد السابق لكلية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد شيا، والثانية برئاسة الدكتور مسعود ضاهر بعنوان «السياحة والتفاعل الثقافي والحضاري».

كامل صالح - جريدة السفير 22 تشرين الثاني 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم