As-Safir Newspaper - كامل صالح : وزارة السياحة تحجب إحصاءات كانون الثاني وشباط علمت «السفير» أن قراراً اتخذ في وزارة السياحة بعدم نشر الإحصاءات السياحية لأول شهرين من العام 2011، «بسبب عدم إظهار حجم التراجع الحاد في إقبال السيّاح». وما أثار الانتباه هو استشهاد الوزير فادي عبود بالإحصاءات السياحية لهذه الفترة، خلال افتتاحه أمس الأول «معرض الضيافة - Horeca 2011» في مجمع البيال، حيث كانت «السفير» تسأل عنها باستمرار، وتواجه بأنها «لم تنجز بعد». وإذ انتقد عبود في حديثه، «بعض وسائل الإعلام» لنشرها أرقاماً وإحصاءات سلبية، فقد أغفل أنه هو نفسه صرّح بعد خطف السيّاح الاستوانيين، أن «عملية الخطف تركت آثاراً سلبية كبيرة وقاسية على السياحة». ولفت إلى أنه أصيب بـ«إحباط كبير جراء هذا الحدث الأمني»، وأن «ما حدث خلق «نقزة» لدى السياح». فكيف تكون «بعض وسائل الإعلام» تنطلق «في توظيف الأحداث خدمة لمصالح سياسية» على حد تعبيره؟ التوتر والتشكيل و«التحذيرات الخليجية» لا شك في أن هناك قلقاً جدياً يطال شرائح القطاعات السياحية كافة، وعبّر عنه أكثر من مرة رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر، ونائب رئيس الاتحاد اللبناني للسياحة رئيس نقابة أصحاب المؤسسات السياحية والملاهي والمطاعم في الجنوب علي طباجة، وأمين عام اتحادات النقابات السياحية جوني بيروتي، وذلك على خلفية التوتر الحاصل في العالم العربي، وتأخير التشكيل الحكومي، والأحداث الأمنية المتنقلة بين منطقة وأخرى. وتقدر نسبة التراجع في قطاع السياحة في الربع الأول من العام الحالي، وفق مصادر مواكبة، بين 30 و35 في المئة في كل لبنان. ويجمع بيروتي وطباجة عبر «السفير»، على أن الحجوزات الفندقية تشهد تراجعاً تخطى الـ 50 في المئة عن العام الماضي في بيروت، ويشيران إلى أن «الحجوزات الفندقية حالياً خارج العاصمة، أقل من 15 في المئة، وفي العاصمة لا تتعدى 30 في المئة، بعدما سجلت في السنة الماضية حوالى 60 في المئة عن الفترة نفسها». وفي الجنوب تحديداً، يبلغ التراجع 70 في المئة، حيث لا تتجاوز النسبة الحالية 15 في المئة، فيما سجلت العام الماضي عن الفترة نفسها حوالى 65 في المئة. ويؤكد طباجة أنه «فيما كان المتوقع تحسناً في إقبال السيّاح كما العام الماضي، لكن التحذيرات الصادرة أخيراً من أكثر من بلد خليجي، أدّت إلى تراجع حاد في إقبال سياح هذه الدول إلى لبنان». ويتعدّى عدد المستفيدين من قطاع السياحة في الجنوب بين فنادق ومطاعم واستراحات الـ 50 ألف عامل، إلا أنه «وفي حال استمر الوضع السيئ، هناك مؤسسات ستتخلى عن موظفيها». وفيما تجوز الموافقة على اعتبار أن «شهري شباط وكانون الثاني من الأشهر الهادئة سياحياً، وليسا معياراً لتحديد فشل الموسم السياحي أو نجاحه»، كما قال عبود، تظهر الإحصاءات السياحية لأول شهرين من العام الجاري، تراجعاً في الوافدين من بعض الدول العربية، و«ذلك أمر مبرر بسبب الأوضاع في المنطقة عامة»، وفق كلمة عبود في افتتاح معرض الضيافة، مشيراً إلى أنه «في المقابل، نشهد تقدماً في الوافدين من دول عربية أخرى وإيران، ويسجل تقدّم لافت في عدد الوافدين من الدول الأوروبية والدول اللاتينية وأميركا وكندا، وهذا دليل ثقة بلبنان». لكن لم يكن واضحاً من هي هذه الدول العربية، وإذا كان هذا التقدم متعلقاً بالفترة نفسها عن العام الماضي، أو بتراجع سياح «بعض الدول العربية». 750 ألفاً يقصدون متحف مليتا وعلى الرغم من ذلك، يلحظ طباجة أن «وزارة السياحة بذلت جهوداً جبارة لجذب السيّاح، عبر الإعلانات والدعايات التي أطلقتها أخيراً، لكن لم يحدث التجاوب المأمول، نتيجة الوضع السياسي المعقد في البلد، والثورات المشتعلة في أكثر من بلد عربي، ما دفع إلى إحجام الكثير من السيّاح العرب والأجانب إلى المجيء إلى لبنان»، معرباً عن أمله أن يكون موسم الربيع السياحي ناجحاً، ويعوّض بعض الخسائر التي تكبدتها القطاعات السياحية في الفترة الماضية، كاشفاً عن تنسيق مع عبود لإطلاق أكثر من حملة ونشاط على هذا الصعيد لإنقاذ السياحة، خصوصا قبل دخول موسم الصيف. وفي سياق متصل، كان بارزاً إقبال نحو 700 إلى 750 ألفاً من لبنانيين وأجانب على «متحف مليتا» من الشهر السابع إلى الشهر الأخير من العام الماضي، وفق احصاءات أجرتها نقابة أصحاب المؤسسات السياحية في الجنوب. حسابات سياسية و«6 و6 مكرر»! ويعلق طباجة على هذا الموضوع بالقول: «نتواصل منذ سنتين، مع عدد من المعنيين لتفعيل وتعميم شعاري «السياحة المقاومة» و«السياحة الدينية» في أكثر من مركز ومنطقة، بناء على نجاح تجربة مليتا، وأهمية الاستفادة من موقع «قانا» و«سجن الخيام»، لكن واجهتنا تبريرات وحسابات سياسية، وغير منطقية بهدف العرقلة، منها نغمة قاعدة 6 و6 مكرر»، مؤكداً «أن تدخل السياسة في القطاع السياحي يفسده، ويعرقل نموه، حيث هناك الكثير من الوعود، ومنها الربط السياحي مع الأردن وسوريا وتركيا، لكن لم يحدث شيئاً لليوم». في المقابل، نفت مصادر مواكبة لـ «السفير»، أية زيادة في عدد رحلات خطوط الطيران العربية، خصوصاً الخليجية منها، مشيرة إلى أن برمجة الرحلات إلى لبنان لا تزال كما هي، برغم التحسن الطفيف في عدد الركاب حالياً. يشار إلى أن عدد الركاب القادمين في الربع الأول من هذا العام، سجل هبوطاً ملحوظاً، لا سيما في شهري كانون الثاني وشباط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يسعدني أن أسمع رأيكم