8 يناير 2022

عكاظ: تحفّظ على غياب المشاريع وحضورها - مثقفون على باب الله

تحقيق أجراه: علي الرباعي


فيما يذهب الشاعر اللبناني الدكتور كامل فرحان صالح إلى أن السؤال عن «المشروع» يتداخل مع سؤال الهوية الثقافية، أو المنحى الأيديولوجي للكاتب. ما يحيل إلى نظرية الانعكاس التي دعت إلى ضرورة ارتباط الكاتب بالمجتمع والتعبير عنه.

ويرى أنه مهما يكن، فهناك مستويان يجوز أنهما من بنية الكاتب الأساسية؛ وهما: المستوى الأولي الذي يرتبط بالذات، وبرغبتها بالتعبير والكتابة وقول الأشياء، ومستوى لاحق يتمثّل بمستوى التحليل والدلالة والتأويل.
ويلفت صالح إلى أنه إذا كان المستوى الأول ذاتيّاً بالضرورة، فالمستوى الثاني يخضع لأدوات المتلقين ومنهم الناقد والقارئ، وأضاف بين هذين المستوين يجوز للكاتب أن يطرح ما يدور في داخله، إلا أنه ليس بالضرورة أن يعلن ذلك صراحةً، وإلا سيخسر نصه خاصية المتعة واكتشاف الدلالات الكامنة في متن النص الإبداعي. كون الخيط الرفيع بين الثلاثية المقدسة: (الكاتب والنص والمتلقي)، شديدة الحساسية، وعلى المبدع، الكاتب أن ينتبه لحساسية طغيان جانب على آخر، مؤكداً أن مشروع الكاتب يبرز من خلال عمل تراكمي، ويتجلى في تركيزه على اتجاه، أو منحى تستطيع أن تتلمسه في مجمل أعماله، مشيراً إلى أنه على المستوى الشخصي عليه أن يكتب في المقام الأول، ويهتم بما يكتبه على مستوى التقنيات والعناصر المكونة للعمل الأدبي، وإن ظهر لناقد ما أو قارئ ما قيام مشروع لدى هذا الكاتب فليكن، وأبدى تحفظاً على وقوع الكاتب تحت «طغيان المشروع» على حساب الصدق لحظة كتابة عمله ونصه. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم