21 مايو 2012

نصف رغيف

نصف رغيف
كامل فرحان صالح
(لبنان)

الآن يستيقظون
كسؤال يطرق بابا في مرج شاسع
ينهرون خراف الليل بحرف الألف
ثم
يشربون قليلا من الماء
بعدما يضعون رأسهم تحت ماء رشيقة كفرس في سباق
يتركون القهوة تلفظ روحها المشتهاة
في درب سري
وعندما يستوون كغيمة يتيمة في السماء
يدركون أن الصباح كاد أن ينتهي بسيجارة
يا
لطيبتهم الكثيرة كشلال تفجر للتو من سفح حرمون
يعمرون الأيام بالسهو والأخطاء
ويضحكون كغرباء يدورون حول الحي نفسه
ولم ينتبهوا لبائعة الورد في منتصف الطريق
الآن يستيقظون
بعد منام أسود ووجوه هائمة في فراغ النون
يلتهمون على عجل نصف رغيف من اللبنة والزيت
يجعلون شريط حذائهم كالفراشة
ليحلقوا حول النار
ويموتوا كالعادة.
16 أيار 2012

جهة الشعر