1 مايو 2011

عمليات «الميدل إيست» تتراجع 20% بفعل الفراغ الحكومي وأزمات المنطقة

النزف في القطاعات السياحية يتواصل مع صرف مئات الموظفين
عمليات «الميدل إيست» تتراجع 20% بفعل الفراغ الحكومي وأزمات المنطقة


تتسع رقعة النزف في القطاعات التجارية والاقتصادية، مع تفاقم الأزمة الحكومية التي لم تخرج من نفق التشكيل، وعلى ايقاع الاضطرابات في المنطقة العربية، خصوصا في سوريا، يضاف إلى ذلك الارتفاعات العالمية المطردة لأسعار النفط.
وفيما كشف مصدر في طيران الشرق الأوسط (الميدل ايست) لـ»السفير» عن تكبد الشركة خسائر مالية للمرة الأولى بعد الخطة الإصلاحية التي وضعت في التطبيق في بدايات العام 2000، أشار نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر إلى تفاقم الخسائر في القطاعات السياحية، ما يدفع بالمؤسسات إلى الاستغناء عن «موظفين غير أساسيين» بوتيرة سريعة، وعددهم لغاية الآن بالمئات، وفي حال استمرار الوضع المأساوي للصيف، قد نتحدث عن الآلاف.
ولوحظ أن حركة المطار لم تشهد تحسنا في الفصل الأول، حيث تراجعت حركة الركاب القادمين من دول الخليج، وخصوصا تراجع ركاب درجة رجال الأعمال، لتستفيد من هذا الواقع الجديد تركيا ودبي وقبرص.
وعلق الأشقر مصير الصيف، الذي يشهد في الأساس إشكالية وقوع شهر رمضان في منتصفه، على شماعة الاستقرار السياسي في البلد، مؤكدا أن «كل البلد يطالب بتشكيل حكومة لا تشكل تحديا لأحد في أسرع وقت»، وأفاد أن الحجوزات في فنادق العاصمة تتراوح الآن بين 45 و50 في المئة، فيما يبقى الوضع السياحي في المناطق كارثيا، لافتا إلى أن مداخيل القطاع تراجعت في الفصل الأول 53 في المئة عن العام الماضي، معربا عن تخوفه من تراجع حاد في السيّاح القادمين برا إلى لبنان، نتيجة الأحداث التي تشهدها سوريا.
وفي سياق متصل، أفاد المدير التجاري لشركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) نزار خوري «السفير»، «أن الأحداث السياسية في المنطقة العربية، وتأخر تشكيل الحكومة اللبنانية، أثرّا سلباً على عمليات الشركة، التي تقدر بتراجع ما بين 15 و20 في المئة منذ بداية العام الحالي».
وبعد ورود معلومات متقاطعة، أن الشركة تتكبد خسائر مالية منذ الشهر الأول من هذا العام، ومنها «أن الخسائر بلغت في الشهر الماضي 27 مليون دولار»، لم ينف خوري أو يؤكد المبلغ، كما لم يشر إلى قيمة الخسائر الإجمالية للشركة، مكتفياً بالقول: «نعم، هنالك خسائر مالية في الأشهر الأولى، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الوقود، وتدني المدخول، ونتيجة السعة الزائدة المعروضة، وعدم حصول الزيادة المتوقعة في عدد الركاب».
عدد الركاب والرحلات
وفي مقارنة لعدد الركاب والرحلات في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة قياساً بالسنة الماضية، أوضح أن الاحصاءات جاءت على الشكل التالي: بلغ عدد الركاب في كانون الثاني وشباط وآذار، 355223 راكبا، مقابل 345359 راكبا في الفترة نفسها من العام الماضي، أي نسبة الزيادة 2،9 في المئة، فيما بلغ عدد الرحلات في الأشهر الثلاثة الأول 4874 رحلة، مقابل 4343 رحلة في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة نسبتها 12 في المئة.
وحول مدى تأثير منافسة شركات الطيران التي تعتمد أسعارا مخفضة في سوق بيروت، على الشركة، قال خوري: «هنالك تأثير على مداخيل الشركة من نقاط تشغل فيها شركات الطيران التي تعتمد أسعارا مخفضة، والذي شهد تراجعا في بعض النقاط حوالى 32 في المئة».
حجوزات نيسان وأيار.. والصيف
وعن توقعه بتحسن في الحجوزات، ونحن على قاب قوسين من موسم الصيف، أفاد أن «الحجوزات في شهر نيسان زادت بنسبة 10 في المئة، وهذه الزيادة مردها الى حلول عيد الفصح. أما بالنسبة لشهر أيار، فلم نلاحظ أي زيادة».
وأشار بالنسبة لفترة ذروة الصيف، إلى «أن هنالك زيادة في الحجوزات بنحو 10 في المئة من دول أوروبا، معظمهم من اللبنانيين القادمين من أميركا وكندا، وأيضا من اللبنانيين القاطنين في أوروبا».
وعن دول الخليج والشرق الأوسط، أكد وجود «هبوط في الحجوزات حتى الآن، قد يكون مرده للحالات التي تعيشها البلدان العربية».
وفيما لا زال القرار نفسه ساريا، بخصوص عدم رفع أسعار تذاكر السفر أمام الارتفاع المتواصل لسعر النفط عالميا، أكد أنه «خدمة للمواطنين، وتشجيعا للسياحة في أي نقطة تؤمنها الشركة الوطنية، ليس هنالك أي قرار برفع الأسعار نتيجة الارتفاع المتواصل لأسعار النفط، لكن خيار رفع الأسعار يبقى موجودا».
يشار إلى أن «الميدل إيست» حققت في 2009 أرباحاً تزيد عن 100 مليون دولار، وصنّفت في العام 2008، من بين أول 25 شركة في العالم من حيث الربح، مستفيدة آنذاك، من الاستقرار الأمني والسياسي.
وشهد الفصل الأول من العام الحالي، وفق احصاءات مصلحة الأبحاث والدراسات في المديرية العامة للطيران المدني، تراجعا في حركة المطار، بالنسبة للركاب والطائرات الخاصة والشحن والبريد، بالرغم من زيادة عدد الرحلات الجوية لشركات الطيران المستخدمة لهذا المرفق 9,41 في المئة، وارتفاع أعداد ركاب الترانزيت 58 في المئة، ليسجل مجموع الركاب في الأشهر الثلاثة الأولى مليون و73 ألفا و157 راكبا، بتراجع 4,51 في المئة، بعد التراجع الذي سجل في شهر آذار، إذ أظهرت الاحصاءات تراجعا في حركة المطار خلال آذار الماضي ركابا وطائرات خاصة وشحن ونقل بريد، مع ارتفاع في الرحلات الجوية لشركات الطيران النظامية، وذلك للشهر الثالث على التوالي.
النفط.. والكلفة التشغيلية
وكشفت مصادر مواكبة لـ»السفير «أن «الميدل إيست» آثرت تحمل الزيادة في الكلفة التشغيلية منذ بدء الارتفاع التصاعدي للنفط منذ بداية العام الحالي، والمقدر بحوالى 40 في المئة عن السنة الماضية، وعدم زيادة أسعار التذاكر»، إلا أنها أبدت قلقها من بلوغ خام مزيج برنت حوالى 125 دولارا للبرميل، وتأثيره على الكلفة التشغيلية، مشيرة في هذا السياق إلى أنه «وعلى الرغم من أن كل شركة طيران تختلف عن الأخرى في هذا الإطار، إلا أن الكلفة التشغيلية تشكل من 29 إلى 35 في المئة من الكلفة الإجمالية».
ولعل السبب الأول لتريث الشركة في مسألة أسعار التذاكر، الخوف من تأثير ذلك سلبا على حركة السفر، في ظل المنافسة الشديدة في سوق بيروت، وخصوصاً أن شركات low cost carriers تستمر في عرض الأسعار المخفضة.
وتبلغ عائدات «الميدل إيست» من قيمة المبيعات الإجمالية لتذاكر السفر سنويا 40 في المئة، وتذهب الـ 60 في المئة لبقية الشركات.
ويضرّ ارتفاع أسعار النفط بأرباح شركات الطيران العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتختلف الزيادات في أسعار التذاكر العربية والأجنبية، باختلاف الأسواق والوجهات. ولدى كل شركة برنامج نشط لإدارة مخاطر الوقود، لكن في ظل تقلبات السوق الحالية، يصعب استيعاب التأثير الكامل لارتفاع أسعار النفط.
وأوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أخيرا «أن ارتفاع أسعار النفط نتيجة اضطرابات الشرق الأوسط، يمثل تحديا كبيرا لشركات الطيران».
وخفضت «إياتا» من توقعاتها بالنسبة لأرباح قطاع شركات الطيران خلال العام الجاري إلى 8.6 مليارات دولار على خلفية ارتفاع تكاليف الوقود. ومقارنة بمستويات عام 2010، يتوقع الاتحاد أن يمثل الوقود 29 في المئة تقريبا من إجمالي تكاليف التشغيل.
كامل صالح - السفير 30 نيسان 2011
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1835&articleId=3228&ChannelId=43182&Author=كامل صالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم