18 نوفمبر 2010

As-Safir Newspaper - كامل صالح : الإشغال الفندقي عشية «الأضحى» يتراجع 46 % والمطاعم 30 %


وضعت التشنجات السياسية، والخطابات «الملتهبة» بين جماعتي 8 و14 آذار، بصماتها المؤثرة سلبا على القطاعات السياحية عشية عيد الأضحى المبارك، الذي دخل اللبنانيون أجواءه بدءا من اليوم.
وعلى الرغم من توقعات وزير السياحة فادي عبود «تجاوز عدد الوافدين إلى لبنان مليوني سائح لنهاية العام»، إلا أن حركة الإشغال الفندقي في بيروت عشية عيد الأضحى، تراجعت أكثر من 46 في المئة، مقارنة مع العام الماضي عن الفترة نفسها، كذلك في مناطق الاصطياف خارج العاصمة، حيث سجلت تراجعا بلغ أكثر من 60 %. وليس واقع المطاعم والمقاهي بأحسن حالا من القطاع الفندقي، وستتضح نسبتها الإجمالية بعد انتهاء العيد، حيث لم تبدُ علامات التفاؤل والارتياح على أحاديث المعنيين بالقطاع السياحي، مشيرين إلى أن التهدئة السياسية التي يشهدها البلد هذه الأيام، لا تعني أنها ستؤثر إيجابا على الحراك السياحي، «فالسائح أو المغترب اللبناني، يأخذ قراره بقضاء إجازته قبل شهر، أو شهرين، وتاليا يحدد وجهة سفره من ذاك الوقت».
تفاؤل الوزير وتشاؤم النقابة
وبدا لافتا التناقض الواضح حول نسبة التشغيل في الفنادق بين كلام عبود ونقابة أصحاب الفنادق، ففي الوقت الذي أشار فيه عبود إلى «ارتفاع نسبة التشغيل بسبب قدوم الوافدين من مختلف الجنسيات»، كانت النقابة تؤكد عبر حديثها لـ«السفير» أمس، عن تراجع هذه النسبة، محذرة من تفاقم خسائر القطاع وامتداده السلبية إلى نهاية السنة في حال تواصلت «الخطابات السياسية الملتهبة».
إلا أن عبود عزز من توقعاته الإيجابية، لظهور نتائج ايجابية في ضوء مشاركة لبنان في معرض السياحة والسفر العالمي الذي شهدته العاصمة البريطانية أخيرا، «ولقي الجناح اللبناني فيه إقبالا من مختلف وكالات السفر والسياحة العالمية التي وضعت لبنان ضمن أجندتها السياحية»، معتبرا أن تجاوز عدد الوافدين إلى لبنان مليونين و200 ألف سائح «يثبت مرة أخرى واقعية وصحة توقعاتنا في بداية السنة الحالية، رغم ما اعترض الموسم السياحي من عقبات».
«الضغط المرتفع»
وعلق نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر عبر «السفير»، قائلا: «التشجنات السياسية التي يشهدها البلد منذ فترة، والحديث المتواصل عن سيناريوهات لحرب ما، أثرت كثيرا على السياحة»، لافتا إلى أن الإشغال الفندقي في بيروت لم يسجل ضغطا مرتفعا، وظل العرض أكثر من الطلب، مما أثر على الإشغال خارج العاصمة.
وأفاد أن حركة فنادق العاصمة تسجل إشغالا يتراوح بين 80 إلى 90 في المئة، وخارجها ما دون 30 في المئة، أي بتراجع بلغ 46.6 في المئة في الفترة نفسها في العام الماضي، حيث سجلت أكثر من 150 في المئة، «وساهمت الخمسين في المئة الفائضة برفع الإشغال الفندقي في بقية المناطق».
واعتبر الأشقر أن الواقع الحالي يؤثر سلبا على الإنماء المتوازن، موجها نداء إلى السياسيين في البلد «للكف عن اتهام بعضهم البعض، والتخلي عن لغة التخوين، ففي النهاية، سيجلسون على الطاولة معا للتحاور، لذا، فليقدموا على ذلك قبل خراب البلد».
البحر والجبل
ولا يبتعد الأمين العام لنقابة المؤسسات السياحية جون بيروتي، عن أجواء ما جاء في كلام الأشقر، موضحا لـ«السفير» أن الإشغال الفندقي في المناطق سجل العام الماضي 100 في المئة، أما اليوم فهو يتراوح بين 30 في المئة إلى 70 في المئة، وتحديد هذه النسبة ترتبط بمدى قرب الفندق من الشاطئ أو الابتعاد عنه، فالإشغال مقابل البحر خارج بيروت، يتراوح بين 50 في المئة والـ 70 في المئة، أما في الجبال فلا تتعدى النسبة 50 في المئة.
واستدرك بيروتي للقول: «لكن المسألة لا تتوقف عند ارتفاع نسبة الإشغال أو تراجعها، بل يجب احتسابها بعدد الأيام والسعر»، معتبرا أن «الوضع لكان أسوأ من هذا، لولا التهدئة السياسية التي يشهدها البلد منذ أيام، والوعي عند بعض المسؤولين، لا سيما الدعوة إلى تنقية الخطاب السياسي، والنأي به عن كل ما يمكن أن يشنج الأجواء، ويعمق الانقسام بين اللبنانيين».
وأعرب عن أسفه لرهن الاقتصاد عند «السياسي»، وممارسة ضغوطات على القطاعات الإنتاجية التي تتحمل كل تبعات «هذا الوضع المأزوم».
وأوضح أن الواقع الذي نعيشه، «لا يمكن أن نشرحه للناس في الخارج، أي أن التشنجات السياسية لن تؤثر على أمن البلد واستقراره»، لأن «الأجانب يعتمدون حجوزاتهم من الآن لسنتين مقبلتين، والإلغاء يحدث قبل 6 أشهر أحيانا، وتاليا، الاستقرار النسبي قبل أسبوع لا يعني انتعاشا فوريا في السياحة».
وخلص بيروتي للقول: «على الرغم من أن الوضع ـ إجمالا ـ مقبول، وهناك توقعات بانتعاش سياحي من الآن لنهاية السنة الحالية، إلا أنني سأدع الحكي الكبير لما بعد العيد».
الجنّة السياسية!
وليس بعيدا عن الواقع الفندقي عشية الأعياد، فإن «الشدّ السياسي» يلقي بظلاله القاتمة على المؤسسات السياحية الأخرى، لا سيما المطاعم والمقاهي. واستهل نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي بول العريس حديثه لـ «السفير» بتنهيدة، وسخرية: «بحكم الجنّة السياسية التي نعيش فيها، فإن الأجواء الملبدة، ولغة التهديد والوعيد، ومصادفة وقوع رمضان في منتصف الصيف، فإن التأثير السلبي على القطاع، امتد منذ الصيف إلى اليوم»، مؤكدا «أن الموسم السياحي هذا العام لم يكن واعدا كما كان في العام الماضي».
وكشف أن «حجم الأعمال ـ إجمالا ـ سجل تراجعا ما بين 25 إلى 30 في المئة عن السنة الماضية».
وأضاف إلى «قائمة المؤثرات»، افتتاح الكثير من المطاعم الجديدة، «فأمام تراجع عدد السياح، والمغتربين، النسبة تتراجع حكمًا».
وحذر من «تفاقم الخسائر الاقتصادية سياحيا في المستقبل، إذا استمر الوضع المأزوم على حاله، فالسياح الذين يلغون حجوزاتهم، ويذهبون إلى بلدان أخرى، من الصعوبة أن نستعيدهم ثانية»، لافتا إلى «أننا صحيح نحن شعب مهضوم، وأكلنا طيب، لكن لا نريد لهذه الأزمة أن تطول».
وعن شكوى بعض السياح التي سجلت سابقا من غلاء الأسعار، علق قائلا: «المضاربات بين المؤسسات السياحية، تلزمها إلى تخفيض أسعارها»، داعيا الجميع إلى الالتزام بقرارات وزارة السياحة من ناحية الالتزام بالأسعار المعلنة، وخفضها ما أمكن، «لأن ارتفاع السعر يدفع السائح إلى البحث عن مكان آخر».
حركة المطار: زيادة 11,99 %
في المقابل، وفي مسار تصاعدي يخالف حركة القطاعات السياحية، قال مدير مكتب الإعلام في مطار رفيق الحريري الدولي الزميل درويش عمار لـ«السفير: إن الإحصاءات الصادرة عن دائرة الإحصاء والحركة في المديرية العامة للطيران المدني أفادت «أن زيادة عــدد الركاب الواصـــلين بلغت 11.99 في المئة مقارنة بالعام الماضي، حيث سجــلت حركة الوصول 197.533 راكبا في شهر تشرين الأول، فيما بلغت عن الفترة نفسها في العام الماضي 176.387 راكبا.
وسجلت حركة الوصول التي شهدها المطار في الأيام الخمسة الماضية، 52.380 راكبا، وعدد الرحلات القادمة 507 رحلات. كما ارتفعت حركة الرحلات القادمة لتسجل زيادة 11.31 في المئة مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغت في تشرين الأول 2323 رحلة، أما العام الماضي عن الشهر نفسه، فسجلت 2087 رحلة. وبلغ أعداد الركاب الذين استخدموا المطار من أول العام الحالي إلى نهاية الشهر العاشر 4.659.817 راكبا، بزيادة 11.62 في المئة عن العام الماضي.
وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن عدد الركاب الإجمالي (وصول ومغادرة وعبور) بلغ 417 ألفا و300، بزيادة 7.34 في المئة في تشرين الأول الماضي، كذلك سجلت الطائرات التجارية ارتفاعا بنسبة 15.32 في المئة، والطائرات الخاصة 5.89 في المئة.
أما حجم البضائع المنقولة جوا عبر المطار، فبلغت في الشهر الماضي 7088.400 طنا، (زيادة 11.63 في المئة)، منها 3876.065 استيرادا (زيادة 9.52 في المئة)، و3212.335 تصديرا (بزيادة 14.28 في المئة). وبلغ مجموع البريد المنقول جوا 90.389 طنا (بتراجع 10.01 في المئة)، منه 61.397 بريدا واردا (بتراجع 10.48 في المئة)، و28.992 بريدا صادرا (بتراجع 8.98 في المئة).
أرقام السياحة: العرب أولا والأوربيون ثانيا
أما أرقام وزارة السياحة فكشفت أن عدد السياح للأشهر العشرة الأولــــى من العام 2010 بلغ مليوناً و851 ألفاً و922 زائراً، بينــــما بلغ عـــددهم للأشهر نفسها من العام الماضي ملــيونا و574 ألفاً و،490، أي بزيادة نسبتها 17.62 في المئة. وأظهرت القراءة الرقمية لشهر تشرين الأول الماضي الصادرة عن مصلحة الأبحاث والدراسات في وزارة السياحة أن عدد الوافدين إلى لبنان بلغ 157 ألفاً و260 زائراً. ومقارنة مع تشرين الأول من العام 2009، يلاحــــظ تقدم بنسبة 15.74 في المئة، إذ بلغ عدد الوافدين الإجمالي 135 ألفا و871 زائراً. كما سُجل تقدم في عدد الوافدين من الدول العـــربية بنسبة 0.75 في المئة، فبلغ 55 ألفاً و179 زائراً في تشرين الأول 2010 مقارنة مع تشرين الأول 2009، حيث بلغ عدد الوافدين 54 ألفاً و763 زائراً.
وفي التفاصيل لشهر تشرين الأول 2010: يأتي الوافدون العرب في المرتبة الأولى وعددهم 55 ألفاً و179 زائراً أي بنسبة 35 في المئة من مجمل الزوار، وهم بالتفصيل: أولاً: الأردنيـــون 18.878 زائراً أي بنسبـــة 34 في المئة من مجمل الزوار العرب. ثانياً: العــــراقيون 10.817 زائراً. ثالثاً: السعوديون 7.834 زائراً. أما الوافدون من الدول الأوروبية فهم في المرتبة الثانية، وعددهم 49 ألفاً و928 زائراً أي بنسبة 32 في المئة من مجمل الزوار، وهم بالتفصيل: أولاً: الفرنسيون 11.962 زائراً أي بنسبة 24 في المئة من مجمل الزوار الأوروبيين. ثانياً: الألمان 7.120 زائراً. ثالثاً: البريطانيون 5.023 زائراً. يليهم في المرتبة الثالثة، الوافدون من قارة آسيا وعددهم 29.295 ألف زائر، لا سيما الإيرانيون 20.712 زائر. وحلّ في المرتبة الرابعة، الوافدون من قارة أميركا، حيث بلغ عددهم 14.928 زائراً موزعين كما يلي: أولاً: الولايات المتحدة 7.056 زائراً، أي بنسبة 47 في المئة من مجمل الزوار من قارة أميركا. ثانياً: الكنديون 5.066 زائراً. ثالثاً: البرازيليون 1.104 زوار. أما المجموع العام من الوافدين للأشهر العشرة الأولى من الأعوام 2008 ـ 2009 ـ 2010، فيأتي على الشكل التالي: في العام 2010 ـ 1.851.922 زائراً وبلغ مقارنة مع العام 2008 نحو 1.103.168 زائراً، أي بتقدم 67.87 في المئة، وسجل بالمقارنة مع العام 2009 نحو 1.574.490 زائراً، أي بتقدم 17.62 في المئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدني أن أسمع رأيكم